استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية لدى المرأة العاملة 2024.

السلام عليكم
اطلعت على هذه الدراسة فاحببت افادة الاخوات بمحتواها لعلها تفيد
ان التحولات التي مست المجتمعات الحديثة ساهمت بشكل كبير في تغيير التركيبة الاجتماعية السائدة بمجتمعاتنا ومها تغيير دور ومكانة المرأة ،بحيث أصبح لديها دور هام تلعبه داخل المجتمع مثلها مثل أخيها الرجل وهذا بدخولها عالم الشغل بقوة وهذا سعيا منها في المساهمة في التنمية الوطنية ،وبالتالي رفع مستواها الاقتصادي وتحقيق ذاتها ،وفي خضم هذا المسعى تجد المرأة نفسها أمام تحديات ومسؤوليات بسبب ازدواج وانقسام أعمالها بين البيت والعمل مما يصعب عليها التأقلم مع هذه الوضعيان وجعلها تعيش الكثير من التوترات والضغوط النفسية
ولهذا تهدف هذه الورقة إلى التعرف على أنواع الضغوطات لدى العاملات ودور العمل في إحداثه مع أبرز مصادر الضغط النفسي وأثاره وتم تقديم رؤية حول إستراتجيات هذه الضغوط
1- تعريف الضغط النفسي :
لقد اشتق المفهوم من علم الهندسة ، وتعني القوة المجهدة ،وأول من أستخدم هذا المصطلح هو وولف
(wolf ) في الخمسينيات من هذا القرن ، ليعبر عن الحالة العضوية لدى الإنسان ،والضغوط هي استجابة مكيفة تتوسط عوامل على صفاتهم الشخصية 1.
2- أنواع الضغوط لدى العاملات :
تشكل الضغوط النفسية الأساس الرئيسي الذي تبنى عليه بقية الضغوط الأخرى وهو يعد العامل المشترك في جميع أنواع الضغوط مثل: ضغوط اقتصادية ،اجتماعية ، ضغوط العمل ، ضغوط أسرية ، ضغوط عاطفية .
2- 1 – الضغوط الاقتصادية:
لها الدور الأعظم في تشتت جهد المرأة وضعف قدرتها على التركيز والتفكير خاصة حينما تعصف به الأزمات المالية أو الخسارة أو فقدان العمل بشكل نهائي إذا كان مصدر رزقها ، وينعكس ذلك على صحتها النفسية ، وينجم عن ذلك عدم قدرتها على مسايرة متطلبات الحياة2.
-2- ضغوط اجتماعية أسرية :
تعيش المرأة العاملة عدة أدوار ومراكز اجتماعية ، فهي أم وزوجة ومديرة منزل وموظفة ، ولكل دور أو وظيفة متطلباتها ، والتي قد لا تنسجم مع متطلبات الوظائف الأخرى بل وربما تتعارض معها ، فضلا عن الإحساس بضرورة الوفاء بمتطلبات هذه الأدوار ، يجعلها تعيش صراعات عميقة يمكن أن تحرمها من الاستقرار الاجتماعي الأسري وقد يكون لذلك صدى على الاستقرار الوظيفي المهني
3- تكوين الضغوط النفسية لدى المرأة العاملة :
قد تنشأ الضغوط من داخل المرأة نفسها وتسمى ضغوط داخلية ، أو قد تكون من المحيط الخارجي مثل العمل ، العلاقة مع الأصدقاء والاختلاف معهم في الرأي ، أو الخلافات مع شريك الحياة ، أو الطلاق أو موت شخص عزيز ، التعرض لموقف صادم ومفاجئ … كلها تسمى ضغوط خارجية .
وعلى العموم فإن الضغوط سواء كانت داخلية المنشأ نتيجة انفعالات وإحتباسات الحالة النفسية وعدم قدرة المرأة على التحدث عنها ، أو ضغوط خارجية متمثلة في أحداث الحياة ، فإنها تعد استجابات لتغيرات بيئية .
أحداث الحياة اليومية تحمل معها ضغوط تدركها المرأة عندما تساير استمرار المواقف المختلفة في العمل أو التعاملات مع الناس أو المشكلات التي لا تجد لها حلولا مناسبة ، أو تسارع أحداث الحياة ومتطلباتها ، وهي تحتاج إلى درجة أعلى من المسايرة لغرض التوافق النفسي ، وربما تفشل هذه الموازنة الصعبة ، فحتى أسعد النساء تواجهن الكثير من خيبات الأمل والصراعات و الإحباطات ومختلف الأنواع من الضغوط اليومية ولكن قليل منهن نسبيا هن اللواتي يواجهن الظروف القاسية .
تتعرض المرأة العاملة للضغوط باستمرار وتستطيع إعادة توازنها بشكل سريع حال انتهاء المواقف الضاغطة ، أو مدى قدرتها على المواجهة والمطاولة في التحمل ، إذ تختلف النساء عن بعضهن في الخصائص والصفات التي تمكنهن من تحمل الضغوط ، ومن ثم تصريفها بالشكل الذي لا يترك أثر لدى النساء ، وإنما تتدخل المكونات البيولوجية في قدرة التحمل وقوة أجهزة المرأة البدنية 4.
4- دور العمل في إحداث الضغوط النفسية :
أهتم العلماء والباحثون بتحديد مصادر الضغوط المهنية التي تعاني منها العاملات في مختلف القطاعات حيث كشفت الدراسات أن أهم المصادر تتمثل في خصائص وسمات الشخصية ،وظروف الحياة الخاصة و ملابساتها والعلاقات مع الآخرين ،بالإضافة إلى التنظيم العام للمؤسسة التي تعمل بها المرأة ،وكشفت الدراسة أيضا أن النساء اللواتي يعملن في قطاع الصحة والتعليم ،يعتبرن من أكثر الأشخاص عرضة للضغط ،مما يؤكد أن طبيعة العمل الذي تزاوله المرأة يكون لها أثرها وانعكاساتها عليها .
ويمكن تقسيم مصادر ضغط العمل إلى ستة مصادر :
أ- طبيعة العمل :ويندرج تحته متغيران ظروف العمل وعبء العمل ولقد أثبت "فراسن" و"كالان" (Frasen et kalan )أن العمل كعامل مجهد هو إما ذو طبيعة لينة وإما ذو طبيعة كيفية .
ب- دور المرأة العاملة : ويرتبط هذا النوع بالمرأة نفسها التي تقوم بالعمل ودورها في منظمة العمل ويبرز هذا العامل في بعض الحالات حين يكون دور غامضا ،بالإضافة إلى عدم وضوح الأهداف المراد تحققها .
ج- العلاقات في العمل : وهي أنواع مثل علاقة المرأة مع الرئيس التسلسلي زملاء في العمل ،وقد وضع العديد من علماء النفس فريضة ملخصها أن العلاقات الطبية داخل فريق العمل وهي عامل أساسي في صفحة الفرد والمجموعة .
د- تطور الوظيفة : ويحتوي على موضوعيين أساسيين :
*أولا : عدم ضمان الوظيفة
* ثانيا : تناقض مركز المرأة العاملة الوظيفة مع واقعها وما يعتقد أنه يجب أن يكون
هـ- هيكل المنظمة :ويتمثل في صرامة هيكل المنظمة ومناخها التنظيمي ويدخل ضمن هذا المصدر قلة المشاركة في اتخاذ القرارات ، وعدم الشعور بالانتماء ،وضعف الاستشارات والاتصالات .
و- المشكلات الذاتية للمرأة : سواء المشكلات النفسية أو الاقتصادية أو العائلية والاجتماعية ،والتي تعكس أثارها على المرأة داخل عملها ،وقد تتسبب في خلق التوتر لديها في هيئة العمل.
ز- من الناحية التنظيمية : ويظهر ذلك في حالات التغيب ،انخفاض الإنتاجية والعزلة عن الزملاء وعدم الرضا الوظيفي ،وانخفاض الالتزام .كل هذه الاضطرابات تؤثر على حياة المرأة العائلية والمهنية بدرجات متفاوتة5.
5- مصادر الضغط النفسي لدى العاملات :
اهتم علماء النفس بأحداث الحياة الضاغطة كمدخل للدراسة الضغوط النفسية ،التي تنعكس على الحالة الجسمية والنفسية للمرأة ،حيث تؤدي الأحداث المزعجة أو الصادمة إلى تغيرات جسمية ونفسية وكيميائية .
فللمرأة العاملة علاقات عديدة وأدوار كثيرة ،فهي ربة منزل وأم وزوجة وموظفة وإذا أرادت أن ترضى دوافع الأمومة لديها فقد تخفق في ذلك لانشغالها بأدوار و وظائف أخرى ،وهذا من شأنه أن يوقعها في صراعات نفسية يصعب عليها حلها وبالتالي الوقوع في دائرة الخوف والقلق
6-إضافة إلى أن محيط العمل معقد فهناك علاقات مع الرؤساء ،وأخرى مع الزملاء وهكذا فإن تعقد العلاقات ،وكذلك الأدوار بمحيط العمل الواحد يمكن أن يؤدي بالمرأة للقلق ،فهي بالحاجة إلى التوفيق بين في هذه العلاقات وفي حاجة أيضا إلى الحفاظ على مكانتها الاجتماعية داخل دائرة العمل الذي تنتمي إليه .
وإن تعقد الأدوار وثقل المهام الملقاة على المرأة العاملة ، يمكن أن يقلل من الكفاءة المهنية مما يؤدي بها إلى القلق والخوف على مستقبلها الوظيفي ،وإذا أرادت أن ترضي مكانتها المهنية فقد يكون ذلك لدائرة الصراع والحيرة والقلق .
وهذا ما يظهر لدى المرأة بعد خروجها للعمل خارج المنزل ، حيث ازدادت المهام الملقاة على عاتقها مما يجعلها مرهقة وغير قادرة في بعض الحيان على التوفيق بين مسؤولياتها نحو أبنائها وزوجها ومسؤولياتها الأخرى الناتجة عن عملها ،وكل هذا يؤدي إلى انخفاض مستوى أدائها لتلك المسؤوليات ،وكثرة التناقض بين المواقف التي تواجهها الزوجة العاملة ،وتعدد الأدوار التي تلعبها ، وتنوع أنماط السلوك التي تتطلبها هذه الأدوار .
كل ذلك عقد عملية تكفيهن وجعلهن في كثير من الأحيان ،يلجأن إلى أنواع من السلوك غير السوي كمحاولات تكيفية غير سليمة ،يحاولن بها حل مشكلاتهن والتغلب على عوائقهن7 .
7-وأيضا تحدث الضغوط عندما تطالب العاملة الزوجة بكثير من المطالب التي تتمثل في الواجبات الكثير الملقاة على عاتقها ،سواء في الأسرة أو في مجال العمل ونجد أن أحداث الحياة الضاغطة تختلف في استمرارها وحدتها ،فبعضها يكون قصير المدى ،مثل الانتظار عملية جراحية أو نتيجة امتحان 8…
وتبين الدراسات الإحصائية التي اهتمت بضغوط النساء الموظفات أيا كانت رتبتهن الاجتماعية والاقتصادية ،أنهن يتعرضن على ضغوط أعنف مما يتعرض له الرجال وهذا لاعتبارات منها تكوينها الفسيولوجي .
وتعترف النساء في محيطهن الاجتماعي والأسري أن الضغوط الحادة تنجم عن تصادم الزوجة مع سياق العمل وتباين العمل مع أحداث الحياة العائلية، ولا تستفيد الموظفات حتى الآن من دعم شركائهم من اجل مواجهة التأثيرات الانفعالية.
وفيما يلي جدول يوضح نموذج للضغط الوظيفي لدعم المرأة العاملة.
شكل رقم (1) نموذج الضغط المهني لدى النساء الموظفات9.
9-*مجالات العمل:
– عوامل ديمغرافية :
– مرتب منخفض.
– قلة الصديقات في العمل.
– مؤهلات العاملة وتجاربها مع الحياة المهنية متقطعة.
– الانقطاع لسنيين عدة
– كونها الأولى في سلم مركزها.
– عوامل ملازمة العمل:
– رحلات تقوم بها لوحدها.
– تدريب غير مناسب
– التسلسل الإداري سيئ المعاملة.
– وجود صعوبة في التعامل مع المرأة .
غياب التشجيع من قبل الإدارة .
*مجال البيت والمحيط:
– بعض الأولاد
– مرتب أعلى من مرتب الزوج أو الشريك .
– بعض أفراد العائلة (غير الأولاد) يعيشون في المنزل.
– انعدام الدعم النفسي في البيت .
– صراع المؤسسات مقترن بالأعباء المنزلية وتطور الحياة المهنية
*نتائج الضغط النفسي:
أ- أمراض جسدية :
– ألام الرأس
– تعب
– صعوبة النهوض.
– سهولة البكاء
– أحلام مزعجة
– فقدان الشهية
– طلب العزلة
ب-انعكاساتها في العمل:
– فقدان الثقة في الدفاع عن وجهة نظر.
– العجز عن مواجهة مواقف الصراع .
– ردود انفعالية على مشاكل العمل
– فقدان الثقة بالذات من أجل القيام بالمهمات
– العجز عن مواجهة مواقف المنافسة [/td]
المصدر : جان بنجمان ستورا : الإجهاد أسبابه وعلاجه، ترجمة أنطوان هاشم ، منشورات عويدات، بيروت، لبنان، 1997،ص 52.
6- الآثار المترتبة عن الضغوط النفسية لدى العاملات :
ويمكننا تصنيف الآثار المترتبة على الضغوط فيما يلي :
-الناحية النفسية :
يؤكد بعض العلماء أن المرأة المضغوطة ،امرأة تعاني من قلة الاسترخاء الذي يجعلها أكثر انفعالا وأقل قدرة على النوم ،وأكثر إهمالا لنفسها بصورة تجعلها كثيرة المشاحنات والمشاجرات سواء في المنزل أو في العمل وتبدأ المرأة خاصة العاملة في إلقاء اللوم على الآخرين ،بالإضافة إلى شعورها بالذنب الذي قد يدفعها إلى العزلة والشعور بالاكتئاب النفسي .
– الناحية الجسدية :
إن استمرارية الضغوط بما يفوق قدرة المرأة وإمكانيتها تحدث تغيرات وتحولات كيميائية غير طبيعية داخل الجسم ،لأن هذه المواجهة تتطلب تهيؤ واستعداد من الجسم حيث يزداد إفراز الأدرينالين بالدم مما يؤدي إلى تنشيط الجسم وزيادة ردود الفعل المستمرة التي تجعل الجسم الدموي يضطرب .
بالإضافة إلى ذلك تزداد نسبة الكولسترول الناتج عن زيادة إفراز الغدة الدرقية مما يجعل الشرايين تتصلب ويعرضها للإصابة بنوبات قلبية إذا تكرر ذلك ، ناهيك عن الاضطرابات التي قد تصيب الجهاز الهضمي من قرحة والتهاب القولون وغيرها بالإضافة إلى الاضطرابات التي قد تمس الجهاز التنفسي ،إلى جانب الالتهابات الجلدية التي تجعل من الممكن أن تحدث ، نتيجة لتحول الدم إلى مناطق أخرى بالجسم ،ولذلك نجد أن المرأة تعاني من الآلام في أسفل الظهر وألام في الرأس وصعوبة النهوض صباحا ،وفقدان الشهية للأكل…الخ .
– تأثيرات سلوكية :
إن للضغوط أثار سلوكية مختلفة من الميل إلى الحوادث والإدمان واستخدام المسكنات والانفجار العاطفي والإفراط في الكل، والميل على العدوانية …الخ .
4- تأثيرات عقلية معرفية :
وتظهر في أعراض مختلفة الدرجات تكمن في: عدم القدرة على اتخاذ القرارات السليمة ،وضعف التركيز وانتباه قصير المدى ،وحساسية زائدة اتجاه النقد ،وحواجز مهنية ،الإحساس بالتعب العميق ،فراغ في الرأس اضطرابات في الذاكرة وجود مشاكل في إتباع حوار ما ، حساسية للأصوات المرتفعة .

– تأثيرات تنظيمية :
ويظهر ذلك في حالات التغيب، انخفاض الإنتاجية والعزلة من الزملاء ،وعدم الرضا الوظيفي ،وانخفاض الالتزام
– إستراتجيات مواجهة الضغوط لدى المرأة العاملة :
تناول المهتمون بالضغوط النفسية إستراتجيات وقائية وعلاجية للتخفيف من أثار العوامل الضاغطة التي تواجهها المرأة في حياتها اليومية ،ومن بين هذه الميكانيزمات المضادة للضغط النفسي ما يلي :
1- الرياضة:
التمارين الرياضية تحقق ليس فقط تنمية العضلات ، بل أن هناك أهم من ذلك هو الرضا النفسي الذي ينبعث من المرأة ،فمثلا : وقفة قصيرة بعد كل نصف ساعة من العمل الفكري الضاغط ،تنهض فيه المرأة وتسير في الحجرة مع قيامها بحركات تنفسية عميقة أو أشد لجسمها على الكرسي مع الانحناء على الظهر والتنفس بعمق يضمن ذلك زيادة في إمكانات العمل الفكري .
كما تعتبر تمارين الأيروبيك (AEROBIK) من التمارين التي تقلل من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والتشنج العضلي ،كما تخفف بعض ألام العضلات ،ألام الظهر وتخفف القلق والاكتئاب ،وسواء أكانت هذه التمارين على هيئة مشي سريع أو بطيء ،فإنها تستمر حوالي نصف ساعة يتم خلالها جعل القلب يسرع بشكل معتدل وينشط التنفس .
وقد طرحت عدة تفسيرات لأثر هذه التمارين ،ومن بين ما قيل أن هذه الأخيرة تطلق هرمونات الأنردوفين في المخ ،وهو هرمون يحدث بطبيعته تأثيرا مماثلا لتأثير الأفيون حيث يخفض الشعور بالألم ويعطي إحساسا جيدا ،ويبدوا أيضا أن الأشخاص الأكثر لياقة من الناحية البدنية الأكثر قدرة على مقاومة الضغوط 13.
2- الاسترخاء:
كلمة تعني فن التحكم في أجسامنا عضليا وعقليا ،وهو طريقة من طرق التعليم ،وتعود أولى العمال العلمية التي تناولت طريقة الاسترخاء في بداية القرن العشرين على يد "شولدز" (Cholds) والذي أطلق عليها اسم "الاسترخاء الذاتي" .
وتعتمد طريقة الاسترخاء على كون الضغط النفسي يولد توترا عضليا وتصبح العضلات ذاتها متوترة عندما تحدث نرفزة أو انقباض النفس ، وبذلك يعتبر التوتر المتزايد للعضلات مظهرا من مظاهر حالات القلق ،فإذ أمكن التخلص من هذا التوتر العضلي تحصلنا على إعادة التوازن النفسي أو تحسينه .
وفي هذا الصدد برهن "جاكسون" (Jackson) على أن الهدوء الفكري التام يرافقه انعدام تام للتقلص العضلي ،في حين تؤدي كل عملية فكرية أو عاطفية أو شيء من الانفعال إلى زيادة التوتر العضلي .
وحول كيفية الاسترخاء يعطي "دايل كارنيجي"(Dale karnegie) أربع نصائح تساعد على الاسترخاء هي :
– حاولي إرخاء عضلاتك كلما سنحت لك الفرصة ،وقلدي في ذلك القط وهو يسترخي ،فممارسوا اليوغا ينصحون من يرد تعلم الاسترخاء أن يلاحظ من الحيوان ويتعلم منه طريقة الاسترخاء .
– حاولي دائما العمل وأنت في وضعية مريحة ،وتذكري أن التواتر العضلي إذا استمر تنتج عنه آلام في الكتفين والرقبة .
– راقبي نفسك أربع أو خمس مرات في اليوم ،وتأكد من انك لا توظفي أي توتر .
في نهاية اليوم ،قيمي نفسك مجيبة على هذه الأسئلة :
– إلى أية درجة تحسين بالتعب؟ .
– هل هذا التعب بسبب العمل الذي قمت به ،أو سب أدائك له ؟
وتجدر الإشارة إلى أن فوائد الاسترخاء تكمن فيما يلي:
*إعطاء توتر طبيعي للعضلات حسب العمل المطلوب .
*تحقيق استرخاء تام أثناء النوم ،يؤدي إلى راحة كاملة.
– تهدئ الجهاز العصبي.
– التخلص من التعب الناتج عن العمل.
– ممارستها الجيدة تسمح بتخفيض حساسية الفرد للألم.
– تنظم التنفس14.
3- التأمل:
التأمل عبارة عن التفكير المكثف العميق والاستغراق في شيء أو فكرة ،ويتحقق بالتركيز على شيء واحد وإزالة كافة العوامل التي تشتت الانتباه سواء الخارجية مثل: الصوت ،الضوء ، الداخلية ،الجسدية أو الانفعالية .
والتأمل هو أسلوب للتدريب النفسي، يكتسب أشكالا مختلفة ، تتوقف على البينة التاريخية والثقافية .
وقد صيغت أساليب التأمل في بعض مدارس التحليل النفسي ،وخاصة علم النفس التحليلي كنظام للتدريب الجسدي النفسي ،الذي يهدف إلى التأثير العلاجي،ويقوم التأمل مثلا :
– استحضري منظرا جميلا واحتفظي به .
– أغلقي عينيك ولا تفكري في أي شيء سوى المنظر الجميل الذي استحضرته .
– ركزي في المنظر بدرجة كبيرة .
– تعلمي أن تأخذي فترة خمس دقائق ثم زيدي الوقت حتى تصل إلى خمس عشر دقيقة.
إن التأمل يؤدي إلى خفض عمل الجهاز اللاإرادي إلى أدنى حد ممكن ، وتتراجع كهرباء الدماغ من ألفا إلى بيتا حتى تصل إلى جاما أو دلتا مما يودي إلى انخفاض التوتر والقلق ، ويجعل المرأة نشيطة وذات طاقة عالية15
4- الدعم الاجتماعي:
وهو عبارة عن الإحساس بالحب من طرف من يحيطون بهن، وبأهمية الانتماء إلى شبكة اجتماعية بإمكانهم تقديم المساعدة عند الحاجة إليها،وتؤكد الدراسات أن الدعم الاجتماعي يساعد على التكيف أثناء الأوقات الضغوط يرى "بنجمان ستورا" ) Bingeman stora ( أن بإمكان البيئة الاجتماعية المؤلفة من العائلة والرؤساء والزملاء أن تساعد على التخفيف من الضغوط النفسية.
ويؤكد "عمار كشرود" أن إقامة علاقات اجتماعية وصادقة مع الآخرين في مؤسسة العمل يزيد حظوظ المساندة الاجتماعية عند المرور بخبرة الضغط النفسي ، مما يمكن من القدرة على التحمل والتغلب على الضغط النفسي في العمل وخارجه.
وأقوى دليل على أهمية الدعم الاجتماعي والعاطفي بكونه عاملا نفسيا يعمل على تخفيف ضغوط الحياة عندما تشتد ، مما يعود بنا إلى ما أوصى به ديننا الإسلامي من تكافل وتراحم أسري واجتماعي ، فقد قال رسول الله : { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ، إذا أشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } وقال صلى الله عليه وسلم أيضا (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد يبعضه بعضا )) 16.
5- العلاج النفسي :
في حالة الوصول إلى فقدان القدرة على المقاومة ومواجهة الصعوبات اليومية ، وعندما يهيمن القلق والانهيار لبعض الاضطرابات الجسدية يجب اللجوء إلى العلاج النفسي بطرقه المختلفة ، وبذلك يكون العلاج النفسي آخر إستراتيجيات العلاج ضد الضغط النفسي لكونه يمثل الحل في الحالات المتأخرة من الضغط النفسي .
6- الإرشاد النفسي :
بإمكان الخدمات التي يقدمها الإرشاد النفسي بمختلف أساليبه وطرقه ونظرياته ،أن تمد المساعد للتمكن من التخلص من الضغط النفسي أو التكيف معه ، ولما لا تحويلها إلى حافز على تطوير القدرة الأدائية والجسمية والنفسية وذلك لما للمرشد النفسي من دور في مساعدة المرأة التي تتعرض للضغوط للتحدث عن المشكلات ، والإفصاح عنها ومن ثم تحصل على استبصار كافي لمشكلها لكي تتمكن من حلها هي نفسها 17.
والجدير بالذكر أن الأساليب المذكورة آنفا تكون فعالة ، إذا ما طبقت بمساعدة مرشد نفسي

نسال الله العافية
شكرا لصاحب المجهود
منقول للفائدة

موضوع رائع بارك الله فيكي
وفيك البركة اختي
سعدت بمرورك الطيب
تسلمي على هدا الموضوع الرائع
السلام عليكم…. شكرا على الطرح الجميل …باركك الله…
شكرا عزيزتي على هذا الموضوع القيم
صاحبة الحرف المتألق
و ملكةالقلم الذهبي الرائع.
( ام ادريس )
تحية معطرة بالورد أهديها إليكِ
كم يسعدني دوما ان اري هذا النزف الرائع الجميل
فاعجز عن شكر على كل ما تخطه أناملكِ الذهبيه
وما يتدفق من حبركِ العطر
فيض من المشاعر والاحاسيس الجميله ..
عزيزتي كم تمتعت وتلذذت بهذه العبارات المتسلسله
والنغمات الملحنه بنفسها
ربما الاسلوب الذي
اتبعتيه ونهجتيه على نهجه
من النوع البسيط والسهل
ويمتاز بلذذه في تذوقه..
فهنياً لنا بهذا القلم الساحر
والذي سحرنا جميعنا
احساس رائع وتعبير جميل..
دمتِ بحب وسعاده ..

بارك الله فيك حبيبتي jislineعلى المرور
كلماتك لم تترك مجالا لاتكلم …فقد وفيت بل زدت
اكرر شكري
بارك الله فيك ام ادريس

المراة العاملة وامكانية التوفيق بين العمل والعائلة 2024.

المرأة العاملة: امكانية التوفيق بين العمل والعائلة

صاحبة شركة وبرفقتها ابنها
طموح النجاح وتحقيق الذات في العمل أم الأسرة؟ الأطفال أم تحقيق الأهداف الشخصية؟ أسئلة تطرحها على نفسها كل امرأة دخلت مشوارها المهني وقررت مع شريك حياتها التوفيق بين الأسرة والمشوار المهني، قرار ليس بالسهل اتخاذه؟

لم يكن في الماضي بديهياً في أوروبا أن تذهب المرأة للعمل خارج البيت، ويمكن القول إن النساء العاملات كن بالفعل نادرات في ساحات العمل في أوروبا اجمالا. ومع بداية القرن العشرين دخلت المرأة طريق التحرر وخرجت من عزلتها في المنزل لتشارك الرجل عمله في المعامل والشركات والمدارس وغيرها. لكن القفزة الرئيسية حدثت أثناء الحرب العالمية الثانية عندما كانت المعامل الصناعية بحاجة ماسة إلى القوى العاملة بسبب نقص تلك القوى من الرجال بسبب الحرب. وتزامناً مع مباشرة المرأة بالعمل أصبح هناك تركيز على تعليم المرأة ومكافحة أميتها، وهكذا ارتفع المستوى التعليمي عندها وأصبح الوعي يلعب دوراً هاماً لديها، هذا الوعي الذي تعزز عندها بعد أن انفتح أمامها مجال التعليم وأصبح بمقدورها الدراسة في الجامعة.

الازدهار الاقتصادي وتطور المرأة

نفس العمل يعني نفس الأجر
إن دخول المرأة الاوروبية مجالات العمل ساعد على استقلاليتها من الناحية الاقتصادية، لكن هذه الاستقلالية بقيت تواجه صعوبات ضخمة أهمها التصور العام لدى غالبية أفراد المجتمع بعدم ضرورة عمل المرأة خارج حدود أسرتها. الا أن الازدهار الاقتصادي الهائل في أوروبا الغربية بشكل عام وفي ألمانيا بشكل خاص بعد الحرب العالمية الثانية ساعد المرأة على التحرراكثر فأكثر. هذا الازدهار مكّن المرأة من تعزيز استقلاليتها الاقتصادية ومن رفع ثقتها بنفسها. لكن على الرغم من هذا النجاح الذي حققته المرأة بقدرتها على ممارسة مهنتها وبتحقيق بعض أهدافها الشخصية، لا تزال مصاعب كثيرة تواجهها داخل الأسرة وداخل سوق العمل أيضاً، لان الأجور لا تزال حتى الآن غير متساوية بينها وبين الرجل في كثير من القطاعات، على الرغم من أن الوظائف التي يقوم بها الرجل والمرأة هي ذاتها.

التوفيق بين المهنة والأسرة

تظاهرة في فرانكفورت لدعم عمل المرأة

يمكن القول إن الواجبات المنزلية لا تزال حتى الآن تُعد من مهام المرأة عند معظم الأسر في ألمانيا، ويعود السبب في ذلك إلى عدم استعداد الكثير من الرجال لتخفيف الأعباء المنزلية على شريكات حياتهم لتصورات قديمة وتقاليد محافظة ورثوها عن التركيبة الاجتماعية السابقة، وهذا ما يقف عائقاً امام طموح المرأة لتحقيق إنجازات أعلى في مشوارها المهني. ويجبر هذا الوضع نساء عديدات يطمحن للوصول إلى مراكز عالية على الاختيار بين أمرين: إما الأسرة والاطفال أو المشوار المهني. التوفيق بين الامرين ممكن لكنه يتحقق عادة على حساب المرأة، لأن نسبة عالية من الرجال غير مستعدة لتحمل مسؤولية القيام ببعض الواجبات المنزلية. ويُعلل ذلك غالباً بأن الرجل ليست لديه الكفاءة على تربية الأطفال، مع أن تجارب عديدة أثبتت أن الأب قادر على رعاية أطفاله أن اراد ذلك حقا. عندما لا ينجح الطرفان في التنسيق والتوفيق بين عملهما وتدبير الأمور المنزلية، تضطر أكثر النسوة الطامحات إلى النجاح في مشوارهن المهني إلى التخلي عن إنجاب الأطفال كي يستطعن تحقيق ما يصبن إليه. هذا الوضع يترك بالطبع انعكاسات سلبية على المجتمع الألماني الذي اصبح يوصف „بالمجتمع الفردي"، وذلك لتراجع معدل الولادات وتفكك الأسرة كنواة أساسية في المجتمع، كما يحدث الآن في ألمانيا حيث بلغت نسبة الولادات في عام 2024 إلى 1,4 بالمائة بينما تبلغ النسبة في أكثر البلاد العربية 4 % تقريباً.

الكفاح على جبهتين

في اتحاد المرأة قوة لها
تكافح النساء العاملات على جبهتين: الجبهة الأولى في الأسرة بإقناع الرجل بأخذ جزء من الواجبات المنزلية لتخفيف العبء عليها، والثانية في مكان العمل لإثبات حقها في الحصول على نفس أجر الرجل للعمل نفسه. وتكافح المرأة الاوروبية ايضا من أجل إلغاء كل التصورات التقليدية القديمة التي تقول إن النساء غير قادرات على المهام التي يقوم بها الرجال. وهناك مشكلة أخرى تواجه المرأة في اوروبا وهي عدم حصولهن على وظيفة فقط لان أرباب العمل يخشون من انجاب المرأة يوما للاطفال وبالتالي اضطرارها لاخذ اجازة أمومة. ومن المعروف أن القوانين الالمانية تجبر أرباب العمل على اعادة المرأة الام الى وظيفتها بعد مرور سنتين من حصولها على الاجازة. وهذا بدوره يجعل ارباب العمل يترددون في توظيف المرأة.

المرأة العاملة في البلاد العربية

المرأة اثبتت وجودها في مهنة التعليم

لا يمكن تقديم صورة واضحة وموحدة عن وضع المرأة العاملة في كل العالم العربي، فعلى سبيل المثال لا الحصر تراوح عدد القوى العاملة من النساء في لبنان ومصر والمغرب وتونس بين 21% إلى 29%، بينما كانت النسبة في دول الخليج كعمان والأمارات العربية المتحدة أقل بكثير ووصلت إلى 12% و9% ، الا ان هذه النسب تبقى أقل بكثير من نظيرتها في ألمانيا ومعظم الدول الأوروبية. وتعد التقاليد الرافضة لعمل المرأة وارتفاع نسبة الولادات وانخفاض فرص العمل وانتشار الأمية من الأسباب الرئيسية لاضمحلال دور المراة في أسواق العمل في العالم العربي. إضافة إلى ذلك ترفض نسبة كبيرة من الرجال عمل المرأة بشكل عام وكذلك بأن يقوم الرجال ببعض الواجبات المنزلية لأسباب يعتبرها بعضهم بإنها تحط من شأنهم ولا تتطابق مع تصوراتهم. لكن يمكن القول إن الأسرة في البلاد العربية أكثر استقراراً وتشكل البنية الرئيسية للمجتمع هناك كونه مجتمع جماعي لا يغلب عليه الطابع الفردي المتواجد في معظم المجتمعات الغربية، هذا هو الدور الرئيسي للأسرة وقد يكون هذا أمراً رئيسياً وهاماً للكثيرين في البلاد العريبة.

من المستحيل المراة ان توفق بين البيت والعمل هذا يؤدي الى الجنون فعلا
شكرا على الطرح القيم
يمكن لها ذلك ولكن ستدفع ثمنه من صحتها وراحتها
اللي خدامة ماهي قانعة واللي قاعدة ماهي قانعة
ربي يكون في العون
سيدتي انا قدامك مثال
الحقيقة كنت شوية مودع التوقيت نتاع السنة الماضية مشكلتي كانت تكم في التوقيت نتاع..12حتى13.30 والا ايام الثلاثاء في المساء
لكن هذه السنة الصح الصح ما لقيتش روحي
البرنامج اللي نديرو ما يصلحش
يخرج ابني الوسط على الواحدة والنصف….ويخرج عل الزوج ونص
توقيت ما سمعتوش حتى في بلاد
واش ندير انا في ساعة..واذا كنت بعيدة..هذا ماشي نهار والا زوج هذه سنة كاملة
المهم راه يكذب اللي يقولك ..نقدر صعيب صعيب بزاف خاصة لام وحدها ممكن اذا كانت مع عائلة رايحين يساعدوها
شكرا
تستطيع المرأة العاملة أن توفق بين البيت
لكن على حساب راحتها و صحتها
يعني بصراحة صعيبة بزاف

لا ادري ماذا اقول..
احيانا اتذكر قول الله عز و جل و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى. اقول كل المشاكل التي نعانينها سببها خروج المراة و عدم امتثالها لاوامر ربها..كل منا سبب منا من تقول لا يوجد لدي سكن و…و…و..و يتبع
ربي يعينك ياعاملات
فعلا امر صعب
انك توفقي بين عملك وشغل البيت والاولاد والزوج
اكيد راح تكون حاجة على حساب اخرى
موضوع قيم
نظن أنو ماكاش مرا ما تحبش تريح في الدار و تعتني ببيتها، أولادها و زوجها و تلقا راحتها، بصح كل وحدة و ظروفها و الأغلبية إذا عملوا علاخطرش مضطرات: تعاون راجلها في المصروف، في الكراء، في شراء البيت، في لبس الأولاد و الصحة……الخ، و إذا ما كان حتى سبب، كاين اللي تقول نعمل هاذي دنيا و مجرد احتياط،راجلها ممكن يفلس، يموت، يخليها و يروح….الخ
موجز القول، الله يكون في العون
موضوع في غاية اهمية
رانى في وقت لازم تعمل لأن الزوج لا يستطيع لوحده ربي يكون في عون
انا والله غير تعبت..بصح الله غالب مرغم اخاك لا بطل..ماعنديش الدار ادعولي وقتاش نديرها و نريح

إجازة مرضية 2024.


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

– لفحة هواء صباحية باردة تسللت من نافذة الغرفة .. وصلت إلى عروقها ، فارتعشت واهتزت .. شدت غطاء السرير نحو رأسها والتحفته من كل جانب .. دفء لذيذ تسرب إلى عروقها .. نظرت إلى ساعة الحائط .. إنها تمام الثامنة .. عليها أن تكون في المستشفى بعد دقائق .. حاولت جاهدة أن تنتزع نفسها من بين ثنايا السرير .. الفراش لذيذ ودافئ ، وهي تشعر ببرودة غير معهودة .. لابد أنها مريضة .. ضحكت في سرها وقالت :" طبيب يداوي الناس وهو عليل" .. مدت يدها إلى صفحة وجهها .. إنها ساخنة ، حرارتها مرتفعة بالتأكيد ولا أحد في المنزل .. زوجها خرج قبل قليل كعادته إلى المصنع ولن يعود قبل الثالثة عصراً .. والأولاد سبقوه إلى مدارسهم ، إنها بحاجة إلى كأس من العصير .. نادت الشغالة من خلال أغطية السرير الكثيفة .. إلا أنها لم تسمع صوتها المبحوح .. ربما كانت على السطح تنشر الغسيل .. أقنعت نفسها بأن النوم في مثل هذه الحالات أفضل دواء ، ثم أخفت رأسها تحت الغطاء من جديد .. وغرقت في نوم عميق .. وبعد ساعات هبت من سريرها مذعورة .. تذكرت المرضى الذين ينتظرونها في المستشفى .. أدارت قرص الهاتف في غرفة نومها ، طلبت المسؤولة عن قسمها واعتذرت عن الحضور بسبب مرضها المفاجئ .. ما زال السرير الدافئ يغريها بالنوم ويشدها نحوه .. رنين الهاتف أيقظها من جديد .. رفعت السماعة .. سمعت صوت الشغالة تتحدث إلى رجل بلغتها الخاصة .. أنصتت ملياً .. كتمت أنفاسها .. الحديث يطول ، والمناقشة تشتد .. تتخللها ضحكات ساخنة .. لم تفهم شيئاً
سوى كلمة ماما .. ماما في البيت .. بعدين .. وقفت مذعورة .. أسرعت إلى غرفة الجلوس لتضبطها بجرمها المشهود إلا أن الشغالة وضعت السماعة بخفة وبرود وتظاهرت أنها تمسح الغبار حول الهاتف بمنشفة تحملها في يدها !! – مع من كنت تتكلمين ؟ – لا أحد .. لا أحد يرد .. – سمعتك تتكلمين قبل قليل .. – قلت : من .. من .. لا جواب .. أغلقت السماعة .. يا لها من كاذبة .. أحست بدوار خفيف .. ألقت بنفسها فوق الأريكة لم تكن تتوقع ما سمعت !! هذه الشغالة في خدمتهم منذ سنين .. لم تلحظ شيئاً عليها !! من هو المتكلم ؟.. ولماذا تكذب ؟.. ترى لو لم أكن في المنزل اليوم مريضة .. ما الذي كان سيحصل !! هل ستحضره إلى البيت كضيف عزيز ؟.. وهل .. وهل ..!! دوامة من الأسئلة جعلت آلام رأسها تتضاعف .. صور وأخيلة رسمها خيالها المحلق آثار الرعب في نفسها وأعاد إلى جسدها الواهي الرجفة والقشعريرة من جديد .. كيف لها أن تعرف الحقيقة وهي طول يومها في المستشفى بين مرضاها .. كيف لها أن تكتشف حقيقتها وهي لا تراها إلا في المساء .. كيف تحسبها أمينة على البيت والأولاد في غيابها .. كيف وكيف !! تذكرت ولدها الكبير .. بل المراهق الكبير .. كيف نتركه تحت رعايتها .. يا إلهي !! وابنتها الصغيرة وهي على أعتاب الصبا .. كيف ترعاها هذه الشغالة .. يا لها من قدوة ومربية !! وطفلتها الصغيرة .. عصفورة البيت ونسمته العليلة .. كيف تلقيها بين يديها حين تعود من رياض الأطفال ظهراً !! لا يزال سيل الأسئلة يجتاح كيانها ، ويعصف بنفسها المريضة .. قامت متثاقلة تبحث عن تلك الغريبة في أرجاء البيت .. رأت البيت نظيفاً مرتباً لامعاً .. أريج المنظفات ينبعث من زواياه .. كل شيء منظم مرتب إلل كيانها ووجدانها .. نظرت إلى الشغالة وهي تمسح دواليب المطبخ .. وجهها بريء لا يوحي بما تظنه فيها .. ربما .. ربما خانها سمعها أو خيالها المريض .. شربت كأساً من العصير .. عادت إلى غرفتها من جديد .. فجأة أصوات ضحكات تنبعث من أرجاء المنزل .. يا إلهي !! من في البيت في مثل هذه الساعة ؟ أسرعت إلى غرفة الضيوف .. الصوت يصدر من هناك .. فتحت الباب ثم أغلقته بسرعة .. إنه ولدها ومعه مجموعة من أصدقائه الشبان .. ماذا يفعلون في بيتها الآن !! وكيف تركوا
في مثل هذا الوقت المبكر !! إنها تشم رائحة السجائر .. صرخت بأعلى صوتها : سعيد .. سعيد .. خرج خائفاً مذعوراً فاغراً فمه وقال : – أنت في البيت يا أمي !! خيراً إن شاء الله !! – بل أنت في البيت !! وفي مثل هذا الوقت ؟؟.. – خرجنا مبكرين من المدرسة فدعوت زملائي للفطور !! – وما هذه الرائحة المنبعثة من فمك ؟؟ هل دعوتهم لشرب السجائر أيضاً ؟؟ أم هم الذين دعوك ؟؟ – أقسم لك يا أمي .. – لا تقسم .. لا تقسم أرجوك .. رفعت يدها من دون وعي منها وهوت بها على صفحة وجهه !! عاودها الدوار من جديد .. كادت أن تقع أسرعت إلى غرفتها وهي تسمع وقع أقدام الشبان الهاربة فوق السلم .. يا إلهي .. ألا يحق لها أن تمرض يوماً في حياتها وترتاح في البيت !! أيدور هذا كله في غيابها وهي غافلة لا تعلم !! صرخت بأعلى صوتها تنادي تلك الشغالة .. قالت لها بعصبية متناهية : – لماذا لم تخبريني بوجود سعيد وأصحابه في المنزل ؟؟ ردت ببرود وبلا مبالاة : – هو كل يوم مع أصدقائه في المنزل .. يطلب الفطور والشاي .. صرخت الأم .. والدخان أيضاً !! وأنت تعلمين .. أليس كذلك !! – نعم .. أنا أعلم .. ولكن سعيد طلب مني ألا أخبرك !! يا ويلتاه !! مطرقة جديدة تدق كيانها .. هذا يحصل كل يوم .. كيف ؟؟ لابد أنه يهرب من المدرسة .. والشغالة تعلم أنه يدخن ولم تخبرها بذلك .. إنها أمينة على أسرار ولدها !! .. كادت أن تنفجر غيظاً وألماً .. صوت الشغالة يعود إليها من جديد .. كيف تحملته سنين طويلة !! – "بابا في تلفون .. في يجي الحين ".. نظرت إلى الساعة .. إنها الواحدة ظهراً .. ليس من عادته أن يحضر في هذا الوقت !! ربما علم من المستشفى أنها مريضة .. جمعت قواها .. أسرعت إلى المطبخ .. عليها أن تنسى مصائبها المتتالية اليوم .. عليها أن تستقبله كما تستقبل ربات البيوت أزواجهن حين عودتهم من العمل متعبين ..
سوف تفاجئه بصنف من الطعام يحبه !! لبست أحلى ثيابها .. لونت وجهها لترسم عليه ظل العافية .. رسمت على شفتيها ابتسامة عريضة .. وحين دخل المنزل متلهفاً يسأل عن صحتها قالت : – أنا بخير .. لا لست متعبة .. أحببت أن أجعل إجازتي اليوم مفاجأة لكم .. نظر إليها ساخراً غير مصدق .. قالت : – ألا يحق لي أن أرتاح يوماً واحداً خلال سنوات عملي الطويلة ! أسرعت الشغالة تفتح باب المنزل ، لقد سمعت صوت حافلة المدرسة .. قالت : إنها عبير .. جاءت عبير .. وحين دخلت الصغيرة ورأت أمها في المنزل أبعدت الشغالة عن وجهها وألقت بنفسها بين ذراعي أمها .. قبلات ربيعية متتالية طبعتها الصغيرة على وجهها المتعب وقالت : – كم أنت جميلة اليوم يا أمي .. والبيت أيضاً جميل جداً بوجودك فيه .. قال لها أبوها مداعباً : وبابا .. ألا يستحق قبلة منك يا عصفورتي الصغيرة .. أخذت الصغيرة تتراقص وتزقزق مقلدة العصافير .. ثم تقفز بينهما كفراشة تنتقل من زهرة إلى أخرى .. شعرت الأم بنشاط وعافية .. غمرتها سعادة غابت عنها طويلاً .. وحين دخلت ابنتها الثانية صاحبة الخمسة عشر ربيعاً أسرعت إليها الأم معانقة مرحبة فسلمت عليها ببرود غير متوقع .. ثم أسرعت إلى غرفتها تدير قرص الهاتف وتتحدث إلى صديقتها في المدرسة .. لقد نسيت أن تسأل أمها عن سبب وجودها في المنزل في مثل هذا الوقت !! قالت لها الأم متوترة مضطربة : – هناء .. ألم تكوني مع صديقتك ؛ في المدرسة قبل دقائق !! – نعم .. ولكنني نسيت معها شيئاً مهماً .. أريد أن أذكرها به ! نظرت إليها أمها ملياً .. فرأت فيها صورة الشغالة وهي تتكلم مع صديقها في هذا الصباح .. أرعبتها هذه الصورة وأفزعتها !! اصفر وجهها وعاودها الصداع من جديد .. لاحظت ابنتها أنها متضايقة .. ورغم ذلك استمرت في مكالمتها الهاتفية !! تحلق الجميع حول مائدة الغداء .. سعيد خائف مضطرب .. يأكل بلا شهية .. نظرت إليه .. لونه شاحب .. عيناه زائغتان .. كأنها تراه لأول مرة في حياتها !! تعثرت اللقمة في حلقه .. بدأ يسعل سعالاً طويلاً .. أنفاسه لاهثة متقطعة .. نظرت إليه معاتبة كأنها تقول له هذا سبب الدخان يا ولدي !! أما هناء فكانت تأكل مسرعة .. كأن أمراً هاماً ينتظرها بعد الغداء .. بينما كان زوجها أكثرهم فرحاً وسعادة .. زوجته إلى جانبه وهو يتناول أشهى أصناف الطعام لديه .. قطع طعامه الشهي وقال : – نكهة مميزة .. طعم رائع !! لا أحد في الدنيا يطبخ هذا الصنف كما تطبخه أمكم يا أولاد !! الله .. وجودك اليوم عيشة ثانية يا دكتورة .. ليتها تدوم !!.. أما الصغيرة عبير فقد تناولت لقيمات صغيرة ثم أسندت رأسها فوق صدر أمها واستسلمت لنوم لذيذ عميق .. ضمتها الأم بشدة فقد أدركت مقدار حاجتها إلى صدرها وحنانها .. حاجتها إليهما أكثر من حاجتها إلى الطعام بكثير !! لا يزال سعيد مضطرباً خائفاً .. نظرت إليه حانية معاتبة وكأنها تقول له : اطمئن يا ولدي .. لن أخبر أباك بما حصل .. سوف أتولى الأمر بنفسي .ز قربت صحن الفاكهة إلى هناء وقالت لها : كلي يا حبيبتي بهدوء .. عانقتها هناء وقالت : – أمي .. أنا أغار من أختي الصغيرة .. هل تسمحين لي أن ألقي برأسي بين ذراعيك .. ضحك الجميع .. غمرتها سعادة فريدة لم تذقها منذ سنوات طويلة .. كانت تحسبهم كباراً يمكنهم الاعتماد على أنفسهم أثناء غيابها في العمل .. كانت تحسب عملها خدمة لهم ولمجتمعها كله .. هل عليها أن تعيد حساباتها مع نفسها اليوم !! هل عليها أن تزن أمورها بميزان جديد .. مشت بهدوء إلى غرفتها .. ارتدت ثياب العمل .. توجهت إلى باب المنزل .. طلبت من زوجها أن يوصلها إلى المستشفى .. نظر إليها الجميع مشدوهين .. قال لها زوجها حزيناً : – هل ستقطعين إجازتك المرضية يا أم سعيد ؟؟.. ألا تستطيعين بقاء يوم كامل معنا في المنزل !!.. أمسكت يده بشدة .. ونظرت إليه بحرارة وشوق .. غمزت إلى سعيد بطرف عينها مداعبة وقالت بثقة : أعتقد أن إجازتي ستطول .. بل ستطول جداً .. يا أحبتي !

يا اللللللللللللللله يا لها من اجازة مرضية كنت خايفة من النهاية لكن الحمد لله جات هك.
المرأة العاملة في حيرة دارها ولادها خدمتها و طموحها
ربي يعينا