ليحذر المسلم من هذا الباب 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
إنَّ من نعم الله العظيمة على عباده نعمة اللباس بأنواعه المختلفة وأصنافه العديدة، فيجب على عبد الله المؤمن أن يقوم بشكرها وأن يستعملها في طاعة الله ورضوانه وما يقرِّب إليه، وأن يحذر أشدَّ الحذر من مخالفة أمر الله في اللباس في صفته ونوعه وشروطه وضوابطه، وآدابه التي جاءت بها الشريعة.

وليحذر المسلمُ في هذا الباب من كيد الشيطان ومكره وطرقه الخفيَّة لصدِّ الإنسان عن الحق في هذا الباب وإيقاعه في أنواع من المخالفات، فقد بيّن الله تعالى أنَّ عدواة الشيطان للإنسان في هذا الأمر وغيره قديمة، وذكر سبحانه في القرآن احتياله على الأبوين ووسوسته لهما ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما، ودخل عليهما في هذا الأمر من طرق خفيَّة، وظهر لهما بصورة الناصح الأمين، وحلف لهما على ذلك، ودلاَّهما بغرور، أي: أنزلهما عن رتبتهم العليَّة التي هي البعدُ عن المعاصي والذنوب إلى الوقوع فيها.
وإذا كان هذا العدوُّ قد تمكَّن ببالغ كيده وشدَّة اهتمامه وتوالي وسوسته أن يخرج الأبوين من الجنَّة؛ فلأن يتمكَّن من إيصال شيء من هذه المضار وإلقاء شيء من هذه الوساوس إلى الذريَّة من باب أولى، ولا سيما النساء؛ لشدَّةِ ضعفهنَّ وقلَّة إدراك كثير منهنَّ.
والله -جلَّ وعلا- أمر عباده باللِّباس ولم يُعيِّن نوعًا منه يجب التزامه، وإنَّما الأمر في ذلك عائد إلى عادات الناس وأعرافهم، لكن جاءت الشريعة بجملة من الضوابط والشروط لا بدَّ من مراعاتها في اللباس، وقد بسطها أهل العلم في مؤلفات عديدة، ومن ذلك:
* أنَّه يحرم على المسلم أن يلبس من الثياب ما فيه تشبُّه بالكفار، ففي الحديث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن تشبَّه بقوم فهو منهم)، وهذا يدلُّ بالنص الصريح على حرمة التشبه بالكفار في اللباس وفي الهيئة وفي المظهر، كلبس البناطيل الضيِّقة التي تصف العورة وتحجمها، أو لبس الملابس التي تحمل شعارات الكفار كالصليب ونحوه، أو لبس الملابس التي تحمل الصور المحرَّمة لذوات الأرواح، أو لبس شيء من أزيائهم الخاصة ونحو ذلك.
* ويحرم الإسبال في الثياب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة).
* ويحرم كذلك لباس الشهرة، وهو كل لبسة يكون بها مشتهرًا بين الناس، كالخروج من عادة أهل بلده وعشيرته، فينبغي أن يلبس ما يلبسون لئلَّا يُشار إليه بالأصابع إلاَّ إذا كانت ألبستهم مخالفة للشريعة؛ فليس له موافقتهم.
إلى غير ذلك من الأحكام العظيمة والتوجيهات السديدة التي جاءت بها الشريعة فيما يتعلَّق باللباس وضوابطه ممَّا يدل على كمال الشريعة وتمامها، والتي بها دون غيرها يكون سلامة الإنسان من فتنة الشيطان في شأن اللباس أو غيره من الأمور، وبالله وحده التوفيق.

للشيخ عبد الرزاق البدر –حفظه الله-

خطورة الحزن والوهن على قلب المسلم 2024.

خطورة الحزن والوهن على قلب المسلم
ولا تهنوا ولا تحزنوا

إهداء للمحزون المسلم

لا تبتأس أبداً
قال العلامة الإمام بن القيم رحمه الله
إعلم أن الحزن من عوارض الطريق، ليس من مقامات الإيمان ولا من منازل السائرين. ولهذا لم يأْمر الله به فى موضع قط ولا أَثنى عليه، ولا رتب عليه جزاء ولا ثواباً، بل نهى عنه فى غير موضع كقوله تعالى: **وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ}* [آل عمران: 139]، وقال تعالى: **وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِى ضِيقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}* [النحل: 127]، وقال تعالى: **فَلا تأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}* [المائدة: 26]، وقال: **إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعنَا}* [التوبة: 40]، فالحزن هو بلية من البلايا التى نسأَل الله دفعها وكشفها، ولهذا يقول أهل الجنة: **الْحَمْدُ للهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحزَن}* [فاطر: 34]، فحمده على أن أذهب عنهم تلك البلية ونجاهم منها.

وفى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول فى دعائه: ((اللَّهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال)).

فاستعاذ صلى الله عليه وسلم من ثمانية أشياء كل شيئين منها قرينان: فالهم والحزن قرينان، وهما الألم الوارد على القلب، فإن كان على ما مضى فهو الحزن، وإن كان على ما يستقبل فهو الهم. فالألم الوارد إن كان مصدره فوت الماضى أثر الحزن، وإن كان مصدره خوف الآتى أثر الهم. والعجز والكسل قرينان، فإن تخلف مصلحة العبد وبعدها عنه إن كان من عدم القدرة فهو عجز، وإن كان من عدم الإرادة فهو كسل والجبن والبخل قرينان، فإن الإحسان يفرح القلب ويشرح الصدر ويجلب النعم ويدفع النقم، وتركه يوجب الضيم والضيق ويمنع وصول النعم إليه، فالجبن ترك الإحسان بالبدن، والبخل ترك الإحسان بالمال، [وضلع الدين وغلبة الرجال] قرينان، فإن القهر والغلبة الحاصلة للعبد إما منه وإما من غيره، وإن شئت قلت: إما بحق وإما بباطل من غيره.

والمقصود أن النبى صلى الله عليه وسلم جعل الحزن مما يستعاذ منه. وذلك لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم، ويضر الإرادة، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن، قال تعالى: **إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}* [المجادلة: 10]، فالحزن مرض من أمراض القلب يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره، والثواب عليه ثواب المصائب التى يبتلى العبد بها بغير اختياره، كالمرض والألم ونحوهما، وأما أن يكون عبادة مأْموراً بتحصيلها وطلبها فلا، ففرق بين ما يثاب عليه العبد من المأمورات، وما يثاب عليه من البليات. ولكن يحمد فى الحزن سببه ومصدره ولازمه لا ذاته، فإن المؤمن إما أن يحزن.. على تفريطه وتقصيره خدمة ربه وعبوديته، وأما أن يحزن على تورّطه فى مخالفته ومعصيه وضياع أيامه وأوقاته.

وإنما الحزن كل الحزن لمن فاته الله، فمن حصل الله له فعلى أى شيء يحزن؟ ومن فاته الله فبأَى شيء يفرح؟ قال تعالى: **قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}* [يونس: 58]، فالفرح بفضله ورحمته تبع للفرح به سبحانه.

فالمؤمن يفرح بربه أعظم من فرح كل أحد بما يفرح به: من حبيب أو حياة، أو مال، أو نعمة، أو ملك. يفرح المؤمن بربه أعظم من هذا كله، ولا ينال القلب حقيقة الحياة حتى يجد طعم هذه الفرحة والبهجة، فيظهر سرورها فى قلبه ومضرتها فى وجهه، فيصير له حال من حال أهل الجنة حيث لقّاهم الله نضرة وسروراً.

وقال

…ولما كان الحزن والهم والغم يضاد حياة القلب واستنارته سأل أن يكون ذهابها بالقرآن فانها أحرى أن لا تعود وأما اذا ذهبت بغير القرآن من صحة أو دنيا أو جاه أو زوجة أو ولد فانها تعود بذهاب ذلك والمكروه الوارد على القلب ان كان من أمر ماض أحدث الحزن وان كان من مستقبل أحدث الهم وان كان من أمر حاضر أحدث الغم والله أعلم

الجيريا

أفضــــــــــــــــــــل الأعـــــــــــــــــــــمال ســـــــــــــــــرور تــــــــــــــــدخله عـــــــــــــــــــــــلى قلــــــــــــــــــب المــــــــــــــــــــــــــسلم

اللَّهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال

والله كلما اقتربت من الله هان كل شيء وكلما ابتعدت عظم الهم في قلبي يا رب………..
السلام عليكم
بارك الله فيك اختي موضوع رائع
فقد تمكن منا الحزن والبكاء على مافات
نسال الله السلامة

ضوابط و قواعد يحتاجها المسلم في زمن الفتن 2024.

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ضوابط وقواعد يحتاجها المسلم في زمن الفتن

01 :لا تتبع العاطفة وقيِّدها بالشرع
02 : التثبت في النقل وعدم التعجل
03 : إيَّاك والجهل واحرص على العلم والتعلم
04 : عند الاختلاف، إياك والصغار والزم الكبار
05 : إياك والأمور الحادثة والزم السنة
06 : إياك أن تقترب من الفتنة وابتعد عنها

07 : منع الفتنة أسهل من رفعها
08 : احذر الهوى عندما تأخذ بالفتوى وخذ بما أضاءه الدليل
09 : إن كنت عامياً لا تأخذ الفتوى بالتشهي وقلِّد الأعلم
10 : إيَّاك والتقلب واثبت على الدين بنور القرآن والسنة
11: لا تنازع النصوص بما تريد واجعل ما تريد على وفق النصوص
12 : احذر الفرقة والزم الجماعة
13 : إياك والظلمة والشر والعذاب والزم العدل وأهله والخير وأهله
14 : لا تتطلب الفتن واستعذ بالله من شرها
15 : لا تغتر بزخرفة الفتن وانظر إلى حقيقتها ببصيرة المؤمن
16 : احذر الغلو والزم الاعتدال
17 : احذر العقوق وأدي الحقوق
18 : احذر قصر النظر واعرف الحق بأصله وأثره

[من شرح كتاب الفتن وأشراط الساعة من صحيح الإمام مسلم، الشريط24 – للشيخ سليمان بن سليم الله الرحيلي حفظه الله

ما أروعها من مواضيع

قصيرة مختصرة وفائدتها عظيمة

بارك الله فيــــــــــك
وجعل ما كتبته في ميزان حسناتك يوم القيامة .
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك في أعلى عليين …

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
مهم للغاية
يثبت

الفتن وموقف المسلم منها 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

الفتن [ ] جمع فتنة, وجماع معنى الفتنة [ ] الابتلاء [ ] والامتحان والاختبار ومنه قوله تعالى: {وفتناك فتوناً}[طه:40]، ووقوله: {آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}[العنكبوت:1–2]، أي: لا يختبرون فيميز خبيثهم من طيبهم، وأصلها مأخوذ من قولك فتنت الفضة والذهب إذا أذبتهما بالنار [ ] لتميز الرديء من الجيد…
والفتن: الإحراق، ومن هذا قوله -عز وجل-: {يوم هم على النار [ ] يفتنون{أي يحرقون بالنار…
وقال تعالى: {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات}أي حرقوهم….
والفتنة [ ] العذاب ومنه قوله تعالى: {ذوقوا فتنتكم}[الذاريات:14]، أي: عذابكم..
وتارة يسمون ما يحصل عنه العذاب (أي ما يكون بسببه العذاب).. نحو قوله: {ألا في الفتنة [ ] سقطوا}[التوبة:49[.
وجعلت الفتنة [ ] كالبلاء في أنهما يستعملان فيما يدفع إليه الإنسان من شدة ورخاء، وقد قال فيهما: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} (الأنبياء:35).
وهما في الشدة أظهر معنى وأكثر استعمالاً، كما في قوله تعالى: {إنما نحن فتنة}[البقرة102]، {والفتنة [ ] أشد من القتل}[البقرة:191]، {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}[البقرة:193]، وقال: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة [ ] سقطوا}[التوبة49]، أي: يقول لا تبلني ولا تعذبني، وهم بقولهم ذلك وقعوا في البلية والعذاب….
وقال: {واحذرهم أن يفتنوك}[المائدة:49]، {وإن كادوا ليفتنونك}[الإسراء:73]، أي: يوقعونك في بلية وشدة في صرفهم إياك عما أوحي إليك، وقوله: {فتنتم أنفسكم}[الحديد:14]، أي: أوقعتموها في بلية وعذاب، وعلى هذا قوله: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}(الأنفال:25).
قال ابن حجر:
ومعنى الفتنة [ ] في الأصل الاختبار والامتحان، ثم استعملت في كل أمر يكشفه الامتحان عن سوء.
وتطلق على الكفر، والغلو في التأويل البعيد، وعلى الفضيحة والبلية والعذاب والقتال والتحول من الحسن إلى القبيح والميل إلى الشيء والإعجاب به، وتكون في الخير والشر كقوله تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة).
ويسمى الصائغ الفتان، وكذلك الشيطان،…
وعلى هذا فالفتنة [ ] المحنة، والفتنة [ ] المال، والفتنة [ ] الأولاد، والفتنة [ ] الكفر، والفتنة [ ] اختلاف الناس بالآراء، والفتنة [ ] الإحراق بالنار…..

بل والتكليف كله بلاء واختبار قال تعالى: {الذي خلق الموت [ ] والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور}(الملك:2).

يتبع…..
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا آميين

اخي المسلم إحذر أن تفعلها بالصور 2024.

~السلام عليكم ورحمة الله وبركاته~
أخوانى وأخواتى الكرام
أحببت أن اعرض عليكم بعض الأفعال الخاطئة التى يجب الحظر منها وتفاديها نسأل الله العفو العافية وأن يجنبنا سبحانه وتعالى هذه الافعال
لن أطول عليكم واترككم مع الصور واتمنى من الله ان تنال إعجابكم

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

موضوع رائع بارك الله فيك انا كنت اقع في الخطئ الاول جزاك الله خيرا
بارك الله فيك أخت ذكريات
موضوع مفيد و مميز بارك الله فيك
في ميزان حسناتكِ

جزاك الله خيرا
وبارككم الرحمان وجزاكم خير الجزاااء

جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك ان شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله ——————————— هذي هي غلطتي …
جزاك الله خيرا
….
شكرا للمعلومات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موضوع مفيد جزاك الله خيرا

اخلاق المسلم الاعتدال 2024.

أخلاق المسلم

الاعتدال

كان أبو الدرداء -رضي الله عنه- كثير العبادة والصلاة، يصوم النهار، ويقوم الليل. وذات يوم، زاره سلمان الفارسي -رضي الله عنه- فلما رآه يُرهق نفسه بكثرة العبادة نصحه قائلا: إن لربك عليك حقَّا، ولنفسك عليك حقَّا، ولأهلك عليك حقَّا، فأعطِ كل ذي حق حقه. فلما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، قال: (صدق سلمان) [البخاري].
*جاء ثلاثة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته، فلما علموها قالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وقد غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ ثم قال أحدهم: أما أنا فأنا أصلى الليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أُفْطِر. وقال آخر: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا.
فجاء الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلى وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) [البخاري].
***
ما هو الاعتدال؟

الاعتدال يعني التوسط والاقتصاد في الأمور، وهو أفضل طريقة يتبعها المؤمن ليؤدي ما عليه من واجبات نحو ربه، ونحو نفسه، ونحو الآخرين. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاعتدال في كل شيء؛ حيث قال: (القَصْدَ القَصْدَ، تبلغوا (أي الزموا التوسط في تأدية أعمالكم تحققوا ما تريدونه على الوجه الأتم)) [البخاري وأحمد].
والاعتدال أو الاقتصاد أو التوسط فضيلة مستحبة في الأمور كلها. وهو خلق ينبغي أن يتحلى به المسلم في كل جوانب حياته، من عبادة وعمل وإنفاق ومأكل ومشرب وطعام، والمسلم يؤدي ما عليه من فرائض ونوافل من غير أن يكلف نفسه فوق طاقتها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الدين يُسْرٌ ولن يُشَادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغُدْوَة (سير أول النهار) والرَّوْحَة (السير بعد الظهيرة)، وشيء من الدُّلجة (سير آخر النهار)) [البخاري]. والمقصود: استعينوا على أداء العبادة بصفة دائمة بفعلها في الأوقات المنشطة.

اعتدال الرسول صلى الله عليه وسلم:

المسلم يأخذ قدوته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان معتدلا مقتصدًا في كل أمر من أمور حياته؛ فكان معتدلا في صلاته، وكان معتدلا في خطبته، فلا هي بالطويلة ولا هي بالقصيرة، وكان يصوم أيامًا ويفطر أيامًا، وكان يقوم جزءًا من الليل، وينام جزءًا آخر.

أنواع الاعتدال:

الاعتدال خلق يدخل في كل أعمال الإنسان، ولذلك فإن أنواعه كثيرة، منها:
الاعتدال في الإنفاق: الاعتدال في الإنفاق يتحقق حينما ينفق المسلم دون إسراف أو بخل، يقول الله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا} [الإسراء: 29]. والاعتدال في إنفاق المال من صفات عباد الرحمن الصالحين الذين مدحهم الله -عز وجل- بقوله: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا} [الفرقان: 67]. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاقتصاد في النفقة، فقال: (الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة) [الخطيب].
فالاقتصاد في النفقة يحمي من الفقر وسؤال الناس؛ فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما عال من اقتصد) [أحمد]، أي ما افتقر من اعتدل في إنفاقه، أما الذي يسرف في إنفاق المال فإن إسرافه سوف يقوده إلى الفقر وسؤال الناس، ويجعله عالة على غيره.
الاعتدال في الطعام والشراب: يعتدل المسلم في طعامه وشرابه بأن يتناول منهما على قدر حاجته ولا يخرج عن الحد المطلوب، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في الطعام والشراب، فقال: (ما ملأ آدمي وعاءً شرًّا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يُقِمْنَ صُلْبَه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسِه) [الترمذي وابن ماجه].
الاعتدال في الملبس: على المسلم أن يقتصد في ارتداء ملابسه؛ فلا يسرف فيها بأن يتباهى بها ويختال؛ فيجعل من نفسه معرضًا للأزياء ليفتخر بها بين الناس. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوبًا مثله، ثم تلهب فيه النار) [أبو داود وابن ماجه].

وهذا لا يعني أن يرتدي المسلم الملابس القبيحة المرقعة، وإنما يجب عليه أن يقتصد في ملابسه من حيث ثمنها وألوانها وكميتها دون إسراف أو تقتير، وليعمل بقول القائل: البس من ثيابك ما لا يزدريك (يحتقرك) فيه السفهاء، وما لا يعيبك به الحكماء.
الاعتدال في العمل والراحة: المسلم يعتدل في عمله، فلا ينهك جسمه ويتعبه، ولا يجعل عمله يؤثر على عبادته أو على واجباته الأخرى، وإذا ما شعر بالإجهاد الشديد في عمله فعليه أن يستريح؛ حتى يستطيع مواصلة العمل بعد ذلك؛ عملا بالقول المأثور: إن لبدنك عليك حقًّا.
الاستفادة من الوقت: المسلم يحافظ على وقته، فينتفع به في تحقيق ما هو مفيد، ولا يضيعـه فيما لا يفيد؛ لأن في الحفاظ عليه المحافظة على حياته، وهو مسئول عن عمره فيما أفناه، وصدق من قال:
دقـات قلب المـرء قائـلة لــه
إن الحيــاة دقـائــقٌ وثــوان
والمسلم يحافظ على وقته بتنظيمه، وتقسيمه تقسيمًا مناسبًا، بحيث لا يطغى جانب من جوانب حياته من عمل أو عبادة أو نوم أو لعب على جوانب أخرى. وقد قيل: حسن نظام العمل يضمن نيل الأمل.
الاعتدال في الكلام: المسلم يجتنب الكلام الزائد عن الحاجة؛ لأن ذلك يُعَدُّ من قبيل الثرثرة. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: (إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني مجلسًا يوم القيامة الثرثارون (الذين يكثرون الكلام دون ضرورة)، والمتشدقون (الذين يتحدثون بالغريب من الألفاظ)، والمتفيهقون). قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبرون) [الترمذي].
والاقتصاد في الحديث يجنب المسلم الوقوع في الخطأ؛ لأن من كثر كلامه كثر خَطَؤُه، وكما قيل: خير الكلام ما قل ودل. والمسلم يصمت عن الكلام إذا رأى في صمته خيرًا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليسكت) [متفق عليه]. وقيل في مدح الصمت وذم الكلام في غير حينه: الكلام في الخير كله أفضل من الصمت، والصمت في الشر كله أفضل من الخير. وقيل: الصمت حكم وقليل فاعله.

فضل الاعتدال:

* الاعتدال يجعل صاحبه يعيش عزيز النفس محبوبًا من الله ومحبوبًا من الناس.
* الاعتدال من أخلاق الأنبياء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الهدي الصالح، والسَّمْتَ الصالح، والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة) [أبو داود والترمذي].
* الاعتدال يعين المسلم على تأدية كل جوانب حياته المختلفة، وإذا أسرف المسلم في تأدية جانب معين فإنه يُقَصِّر في جانب آخر، فمن يسرف في عبادته مثلا يقصر في عمله، ومن يسرف في عمله يقصر في راحة بدنه. وصدق معاوية إذ يقول: ما رأيتُ إسرافًا في شيء إلا وإلى جانبه حق مضيع.
* الاعتدال يخفف الحساب يوم القيامة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وأما الذين اقتصدوا (اعتدلوا وتوسطوا) فأولئك يحاسبون حسابًا يسيرًا) [أحمد]. والمسلم يحرص على الاعتدال في جميع جوانب حياته؛ حتى يتحقق له النفع في دينه ونفسه وحياته.


جزاكي الله خيرااااااااااااااا

وجزاكي خيرا منه

اهلا وسهلا

الشباب المسلم والتحديات المعاصرة 2024.

الشباب المسلم والتحديات المعاصرة

إنَّ مرحلة الشَّباب هي الفترة الذَّهبيَّة من عمر الإنسان، وهي الَّتي ترسم ملامح مستقبل المرء وتحدِّده، لاتِّسام الشَّباب فيها بالفورة والحماسة والقوَّة والنَّشاط، والشُّعور بالذَّات، والاعتداد بالرَّأي، ورقة المشاعر، ورهف الأحاسيس، والاستعداد للتَّضحية في سبيل تثبيت المعتقدات وتحقيق المبادئ والأفكار الَّتي يحملها.
فللشَّباب في هذه المرحلة سلوكيَّات ترتبط أساسًا بطريقة تصوُّرهم للأمور، ونظرتهم إلى ما يدور حولهم، ونمط تفكيرهم في مختلف القضايا، فلهم مقاييسهم ومعاييرهم الخاصَّة الَّتي يزنون بها الأشياء، والَّتي كثيرًا ما تكون عبارة عن ترجمة لِما يؤمنون به في هذه المرحلة بالذَّات ـ بغضِّ النَّظر عن موافقتها للحقِّ وعدمه ـ، والَّتي تكون بدورها أثرًا ونتيجةً للمناخ العامِّ، والتَّوجُّه السَّائد.
ولهذا حرص الإسلام كلَّ الحرص على غرس مبدأ الولاء للدِّين الحنيف كعقيدة في المؤمنين، وذلك حتَّى يبقى الإسلام هو مدار حياة المسلم، يعيش ويحيا له، حتَّى يلقى ربَّه.
إنَّ الشَّباب هم طاقة الأمَّة وقوَّتها، وعمادها ومصدر عزَّتها، قد جعلهم الله ـ عز وجل ـ من أعظم أسباب بلوغ المعالي والقمم ـ لا تشذُّ عن ذلك أمَّة من الأمم ـ، ومن أكبر مقوِّمات بناء مجد الأمَّة، وصناعة تاريخها، فشباب اليوم هم رجال الغد، «وهم الأصل الَّذي يبنى عليه مستقبل الأمَّة، ولذلك جاءت النُّصوص الشَّرعيَّة بالحثِّ على حسن رعايتهم وتوجيههم إلى ما فيه الخير والصَّلاح، فإذا صلح الشَّباب وهم أصل الأمَّة الَّذي يبنى عليه مستقبلها ـ بعد توفيق الله سبحانه، وكان صلاحه مبنيًّا على دعائم قويَّة من الدِّين والأخلاق ـ، فسيكون للأمَّة مستقبل زاهر»(1).
إنَّ الاهتمام بالشَّباب والعناية بهم أمارة خير في الأمَّة المسلمة، ودليل فلاح فيها؛ لأنَّ صلاحهم يعدُّ من مسالك صلاح الأمَّة في حاضرها ومستقبلها، فمنهم يكون العامل والبنَّاء، والمهندس والطَّبيب، والمعلِّم والمربِّي، والصَّانع والحرفي، والكاتب والإعلامي، وطالب العلم والعالم الرَّبَّاني، وغيرهم من صنوف الشَّباب العامل النَّافع لبلده وأمَّته، لا الشَّباب العاطل القابع عن التَّقدُّم والرُّقيِّ، المتنكِّر لأصالته وهويَّته.
هذا؛ وقد عني الإسلام أيّما عناية بهذه المرحلة الحسَّاسة، وأولاها اهتمامًا بالغًا، وذلك حتَّى تستغلَّ هذه الفترة الاستغلال الأكمل، ويستفاد منها الاستفادة المثلى، في تحمُّل الأعباء والتَّكاليف، والقيام بالواجبات والمسؤوليَّات على أحسن وجه.
إنَّ عمليَّة نقل الشَّباب من مزالق الغواية إلى مرابض الهداية تقتضي التَّدرُّج في سلَّم المعالي، وفق أصول وقواعد تُضبَطُ فيها المنطلقات، والغايات، حتَّى لا يتيهَ الشَّبابُ في دوَّامة من صياغات للعقليَّة المسلمة تتجاذبها آراء عدَّة، ونظريَّات إدَّة، بعيدة كلَّ البعد عمَّا أراده الله ـ عز وجل ـ من الغرس الَّذي يغرسه في هذا الدِّين الإسلاميِّ الحنيف.
عن أبي عِنَبَةَ الخَوْلاَنِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَقُولُ: «لاَ يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ في هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ في طَاعَتِهِ»(2).
ولا شكَّ أنَّ قيمة الغرس بقيمة ما يُستعمل فيه وله، فإذا استُعمل في الطَّاعة المرجوَّة كان نِعمَ الغرس للأمَّة، يثمر سلوكًا وأخلاقًا إيجابيَّة فعَّالة يظهر أثرها الطَّيِّب في المجتمعات المسلمة، ولو تباعدت أقطارها، واختلفت ألسنتها.
فهذه هي الصِّياغة الَّتي نبغي، والصِّبغة الَّتي نريد، صياغة تغرس معنى العبوديَّة الحقَّة لله ـ عز وجل ـ في نفوس الشَّباب المسلم، وتزرع مفهوم إفراد النَّبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالاتِّباع ـ دون من سواه ـ، والعمل بمنهج الله ـ عز وجل ـ في الأرض، بأسمى معانيه، وأعلى ما فيه، من إقامة التَّوحيد الَّذي هو حقُّ الله على العبيد، والعمل بشرع الله ظاهرًا وباطنًا، والاهتداء بهدي النَّبيِّ المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ، كلُّ ذلك في إطار وسياج فهم سلف الأمَّة، رضوان الله عليهم أجمعين.

وقد سجَّل التَّاريخُ الإسلاميُّ الحافلُ بالإنجازات، لمسةَ تقدير وعرفان لثلَّة من الشَّباب المؤمن، على مرِّ الزَّمان، آثروا الأخذ بأسباب التَّمكين، من الإيمان بالله جل وعلا، والاهتمام بالعلم النَّافع والعمل الصَّالح، والحرص على معالي الأمور، وعدم الرُّكون إلى الدَّعَة والفتور، أو الاشتغال بسفاسف الأمور، قال الله ـ عز وجل ـ عن إبراهيم ـ عليه السلام ـ: ﴿قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾ [الأنبياء:60]، وقال عن أصحاب الكهف: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾ [الكهف:13 -14]، كلُّ ذلك في إيمان ثابت، ويقين راسخ، ونفس مشبعة بالاعتزاز بالدِّين.
إنَّ سنن الله ـ عز وجل ـ في الكون غلاَّبة، ومنها سنَّة التَّدافع بين الحقِّ والباطل، كما قال الله ـ عز وجل ـ: ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ﴾ [البقرة: 251] الآية، فلا بدَّ من تحدِّيات وعقبات في الطَّريق، تعوق السَّائرين فيها، وتعرقل سيرهم، فتصرفهم عن القيام بالدَّور الَّذي أُنِيطَ بهم، أو تمنعهم من أداء المهمَّة الَّتي أُسندت إليهم، من عمارة الأرض بالإيمان والعمل الصَّالح، وذلك كلُّه ليحصل التَّمحيص بين الغَثِّ والسَّمين، ويتمحَّض الانتساب الصَّادق إلى الدِّين، من الادِّعاء الكاذب والمَيْن.
فالثُّنائيَّة الموجودة في التَّدافع هي الَّتي تحفظ العالَم من الاختلال والاضطراب، وتعصمه من الأحديَّة المهَيْمِنة، بكلِّ صُوَرها وأشكالها المعاصرة، من كوكبة وعولمة بمختلف آليَاتها ومظاهرها السِّلبية، ومن سياسة القطب الواحد الَّذي يسعى إلى التَّحكُّم في زمام الأمور ـ اقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا ـ، حتَّى أضحى العالم في ظلِّ هذه العولمة قرية صغيرة خاضعة لقوَّة رأس المال، وفكرة الحريَّة الفرديَّة، المبنيَّة على البراجمتيَّه، والمنفعيَّة الذَّاتيَّة، هذه الحوامض الَّتي كادت تذيب القيم الإسلاميَّة، وتقلب الموازيين والمعايير الشَّرعيَّة إلى مفاهيم جديدة وبديلة يراد تمريرها إلى الشَّباب المسلم وبأساليب ماكرة لإفساد فطرته، وسلب حريَّته المتمثِّلة في عبوديَّته لربِّه ـ عز وجل ـ، ومسخ شخصيَّته الإسلاميَّة الَّتي هي مكمن سؤدده وعزَّته ورفعته.
لقد بات مكشوفًا ومفضوحًا مختلف هذه الطُّرق والوسائل المستعملة في محاولات تضليل الشَّباب المسلم، بدءًا بالخطابات الدَّاعية إلى التَّخلِّي عن مميِّزات الشَّخصيَّة الإسلاميَّة بكلِّ مقوِّماتها، تحت شعار التَّقارب بين الأديان والحضارات، وباسم التَّنوُّع الثَّقافي، والعلمنة الفكريَّة، الدَّاعية إلى إبعاد الخطاب الدِّيني، بصفته أحد مصادر الفتنة! والإرهاب عند (الآخر!)، حتَّى أضحت الدَّول الَّتي لا تنادي بهذا التَّنوُّع الثَّقافي أو لا ترفع شعاره أو لا تدمجه في مختلف إصلاحات منظومتها التَّربويَّة، تعدُّ مخلَّة بالمواثيق الدُّوليَّة المنصِّصة على ذلك، وتعتبر في نظر (الآخر ـ أيضًا ـ!) غير ملتزمة بها، ولا محترمة لها!!
ولهذا يُدعى الشَّباب المسلم في مناسبات كثيرة ومتنوِّعة إلى الجهر بهذا المبدأ المضلِّل، والإقرار به، دليلاً على اعتداله وبرهانًا على عدم شطط فكره وتطرُّفه! كما يُدعى إلى التَّرويج لقيم غربيَّة غريبة عن عادات الأمم المسلمة، كضربٍ مُحْدَثٍ من وسائل الغزو الثَّقافي التَّقليدي، وذلك عن طريق الإعلام تارة، بما يحويه من فضائيَّات ووسائل الاتِّصال أو عن طريق الشَّبكة المعلوماتيَّة، والَّتي كادت جميعها أن تتحكَّم في أذواق النَّاشئة ونمط معيشتهم، بتسريبها وتصديرها لكمٍّ هائل من المؤثِّرات السَّيِّئة على الدِّين والأخلاق.
هذه القنوات الَّتي صار مذهبها السَّائد اليوم: هو إشاعة المتعة بأقصى درجاتها، وطمس الفضيلة، والدِّعاية إلى الرَّذيلة، في محاولة لإغراق الشَّباب في مستنقع الشَّهوانيَّة البهيميَّة، تحت شعارات هي الأخرى باطلة وزائفة من مثل: عش حياتك، ولحظتَك، والإنسان لا يعيش مرَّتين! … وهكذا في سلسلة يطول ذرعها ووصفها.
ومن صور هذه التَّحدِّيات محاولة شغل الشَّباب بالتَّفاهات، على شكل مسابقات تجرى عبر الهاتف في الفضائيَّات، والانسياق وراء الملذَّات، من أنواع المقتنيات، (من مركبات، وهواتف نقَّالة، وجوَّالات)، كلُّ ذلك ـ عندهم ـ وسيلة لتحقيق الذَّات، ممَّا يجعل الشَّباب بعيدًا عن الكمالات، يعالج القضايا الكبيرة للأمَّة بسطحيَّة ساذجة، وعقليَّة رائجة، لا يرجى منها ـ أبدًا ـ بلوغ المقامات العالية.
إنَّ هذا التَّحدِّي الصَّارخ الَّذي يواجه الشَّبابَ المسلم يحتِّم عليه معرفة ما يجب القيام به حياله، وكيفيَّة مواجهته، المواجهة الإيجابيَّة البَنَّاءَة؛ لأنَّ مدافعة هذا التَّحدِّي في فكر الشَّباب كثيرًا ما يكون مقرونًا عندهم بالشِّدَّة والعنف، واستعمال القوَّة في القول أو الفعل، وهذا من الحماسة الَّتي لا تنتج إلاَّ الخيبة والانتكاسة؛ لعدم انضباطها بالشَّرع الحنيف، وهذا واقع ومشاهد، لذا كانت منزلة الفتوَّة (الشَّباب) عند السَّلف، هي في اتِّباع السُّنَّة، كما قال سهل ـ رحمه الله ـ وغيره.
ذلك لأنَّ اتِّباع السُّنَّة والاعتصام بها أمان من الانزلاق في غياهب الجهالة والجهل، ومن الوقوع في دياجير الفتنة والقتل، وهذا ضرب آخر من التَّحدِّي يمسُّ منهج الشَّباب ومعتقدهم، والمتمثِّل في الفكر الإرهابي الخطير، المبني على التَّكفير والتَّفجير، والعاري من سنَّة النَّبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ والكتاب المنير.
إنَّ قوَّةَ الشَّباب المسلم تكمن في ثباته على دينه وصلابته فيه، وتمسُّكه به، واستقامته على سنَّة نبيِّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، مع الاشتغال الدَّائم بالعلم النَّافع، وعمارة الأوقات بالعمل الصَّالح، بنفس توَّاقة إلى العُلا، وطموحة إلى المعالي، ودون تراخٍ أو تقصير في إشاعة الأمل والرَّجاء في نفوس النَّاس، حتَّى تهتزَّ مشاعرهم إلى هذا الدِّين الحقِّ، وتربو معرفتهم به، وذلك بدعوتهم إليه على بيِّنة وعلم وهدى وبصيرة.
هذا الَّذي يلزم الشَّباب المسلم ويكفيه؛ لاستئناف حياةٍ كريمة أَبيَّة، من غير تنادٍ بالعرقيَّة، أو الإقليميَّة، أو الحزبيَّة أو سائر شعارات التَّبَعيَّة للأفكار الهدَّامة الوضيعة والوضعيَّة.
وصلَّى الله، وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
(1) «من مشكلات الشَّباب» لابن العثيمين (ص4).

(2) حديث حسن: أحمد (17787) وابن ماجه (08).
* منقول من(مجلة «الإصلاح» العدد 15)

https://www.rayatalislah.com/index.ph…07-22-14-20-52

بوركتي أختي سلوى ونفع الله بك

يارك الله فيكي
بارك الله فيك ونفع بك.
بارك الله فيك اختي العزيزة
بارك الله فيك و جزاك خيرا …
حقا هي تحديات تهز الجبال

الوضوء وفضائله على المسلم حمدًا لكَ ياالله على نعمة الإسلام 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، ثم أما بعد :
فهذه جملة من فضائل الوضوء جمعتها ورتبتها لتكون دافعاً للمسلمين على إقامة هذه العبادة العظيمة ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل:

(1) الوضوء طهارة ، والله عز وجل يحب المتطهرين ، قال تعالى:{ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)} التوبة. وقال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)} البقرة.
وقال سبحانه :{ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)} المائدة.
وقال جل شأنه :{ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}[ الأنفال :11].
والطهارة بمعنى الطهارة الحسية من الأقذار والنجاسات والأحداث ، والطهارة المعنوية من الذنوب والمعاصي.
(2) الوضوء من سنن الفطرة .
أخرج مسلم واللفظ له وأبو داود وابن ماجه والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء ـ قال زكرياء قال مصعب ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة ـ . زاد قتيبة قال وكيع انتقاص الماء يعني الاستنجاء .
(3) الطُهور شطر الإيمان.
أخرج مسلم (223) وأحمد (22902) عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِىِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ. وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ – أَوْ تَمْلأُ – مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ».
(4) الوضوء قبل النوم سبب من أسباب الموت على الفطرة مع ما ورد معه من دعاء فقد أخرج البخاري ومسلم عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ . قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ وَرَسُولِكَ قَالَ: لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ».
(5) الوضوء سبب لقبول الدعاء فقد أخرج أبو داود والنسائي وصححه الألباني عن معاذ بن جبل : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال« ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه » معنى يتعار أي يستيقظ من النوم .
(6) الوضوء سبب لمغفرة الذنوب.
أخرج البخاري ومسلم عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ دَعَا بِإِنَاءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِى الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِى هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ».
وفي رواية أخرجها مسلم عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ نَاسًا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَحَادِيثَ لاَ أَدْرِى مَا هِىَ إِلاَّ أَنِّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِى هَذَا ثُمَّ قَالَ « مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَكَانَتْ صَلاَتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً ».
وفي رواية في صحيح مسلم عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أيضاً رضي الله عنه قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ ».
وأخرج مسلم وأحمد والترمذي عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ – أَوِ الْمُؤْمِنُ – فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ – أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ – فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ – أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ – فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلاَهُ مَعَ الْمَاءِ – أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ – حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ ».
(7) حلية المتوضئين إلى حيث يبلغ الوضوء:
دليله ما أخرجه النسائي في الكبرى وصححه الألباني عن أبي حازم قال : كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة فكان يمد يده حتى يبلغ إبطه قال سمعت خليلي يقول: " تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء".
(8) الوضوء سبب لتميز المسلمين يوم القيامة ، ودليله ما أخرجه البخاري ومسلم عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ" .
وفي صحيح مسلم منْ حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : «…… فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ :« أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَىْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ………».

(9) الوضوء شطر الإيمان :
فقد أخرج مسلم وابن ماجة وغيرهما عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ………. ».
(10) الوضوء يزيل أثر العين والحسد بإذن الله تعالى:فقد أخرج ابن ماجه واللفظ له وأحمد في المسند والنسائي في الكبرى وصححه الألباني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل . فقال لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة . فما لبث أن لبط به . فأتي به النبي صلى الله عليه و سلم . فقيل له أدرك سهلا صريعا . قال
: ( من تتهمون به ؟ ) قالوا عامر بن ربيعة . قال ( علام يقتل أحدكم أخاه ؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ) ثم دعا بماء . فأمر عامرا أن يتوضأ . فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين . وركبتيه وداخله إزاره . وأمره أن يصب عليه . وفي لفظ أحمد" فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ" .
وأخرج أبو داود وصححه الألباني عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان يؤمر العائن ( الذي أصاب غيره بالعين ) فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين ( المصاب بعين غيره ) .
(11) الوضوء سبب لرفع الدرجات ومحو السيئات :
ودليله ما أخرجه مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ».
وفي الصحيحين عن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « صَلَاةُ أَحَدِكُمْ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ وَبَيْتِهِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً وَذَلِكَ بِأَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَ بِهَا دَرَجَةً أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ وَالْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ وَقَالَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتْ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ».
(12) الوضوء سبب لفتح أبواب الجنة للعبد:
فقد أخرج مسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَتْ عَلَيْنَا رِعَايَةُ الإِبِلِ فَجَاءَتْ نَوْبَتِى فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِىٍّ فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَائِمًا يُحَدِّثُ النَّاسَ فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ». قَالَ فَقُلْتُ مَا أَجْوَدَ هَذِهِ. فَإِذَا قَائِلٌ بَيْنَ يَدَىَّ يَقُولُ الَّتِى قَبْلَهَا أَجْوَدُ. فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ قَالَ إِنِّى قَدْ رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا قَالَ « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ – أَوْ فَيُسْبِغُ – الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ».
(13) الوضوء وصلاة ركعتين بعده سبب لدخول الجنة :
ودليله حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال: « يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الاسلام إني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة» . قال: « ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي » متفق عليه.
(14) المحافظة على الوضوء من علامات الإيمان ، لقوله صلى الله عليه وسلم 🙁 سددوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ) أخرجه ابن حبان في صحيحه(1037) وابن أبي شيبة في المصنف(1/5/ رقم 35) عن ثوبان رضي الله عنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (115).

كل هذا للوضوء فما بالك بالصلاة
جزاك الله خيرا
الجيريا

موضوع رائع "اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين"

بارك الله فيك
بارك الله فيك وجزاك الفردوس الاعلى
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
شكرا لك غاليتي على الطرح الموفق
زادك الله علما و نفع بك
الحمد لله على نعمة الاسلام كل شيء نعملوه فيه خير لنا ان شاء الله
بارك الله فيك اختي

وفيكن بآرك الله
جزاكن الرحمن خيرًا على مروركن الطيب

الجيريا