التحديات التى تواجه الطفل الذكى 2024.

[align=center][/align]

الجيريا


إذا كان طفلك ذكيا أو موهوبا فإنك بالتأكيد تعلمين أنه قد يواجه بعض التحديات والمصاعب، مع الوضع فى الاعتبار أن تربية الطفل الذكى ليست بالأمر السهل كما يبدو. وأحيانا قد تظن الأم أن الطفل الذكى لديه قدرات غير محدودة لتحقيق أحلامه مع الوضع فى الاعتبار أن تلك الأحلام والإنجازات بالنسبة لها تكون متعلقة بتفوق الطفل الأكاديمي. ولكن فى الواقع فإن نجاح الطفل وذكاءه يجب أن يكون مرتبطا أكثر بمدى قدرته على النمو والتطور فى الحياة.
إن الأطفال كثيرا ما يمتلكون شخصيات متنوعة ومعقدة ولكنهم أيضا يمتلكون دائما الرغبة فى النجاح والتفوق وعليك أنت كأم أن تقومى بتنمية بعض الصفات فى الطفل مثل الطموح والتفاؤل والإبداع .
يجب أن تحاولى فهم الطريقة التى يتعلم بها طفلك عن طريق ملاحظة نوعية الألعاب التى يلعب بها والطريقة التى يلعب بها ويمسك بها الألعاب، بالإضافة أيضا إلى أنك عندما تقرئين قصة لطفلك تلاحظين الأشياء التى تجذب طفلك فى القصة وهل هى الصور أم الكلام نفسه، مع الوضع فى الاعتبار أن كل تلك الأمور السابقة هى عوامل تحدد ملامح ذكاء الطفل. إذا كان طفلك لا يهتم باللعب بطريقة واحدة أو يهتم بنوع واحد فقط من الألعاب فهذا يعنى أنه لم يكوّن بعد طريقة تعلم مفضلة وهو الأمر الذى سيحدث ببلوغه عامين. اكتشفى نقاط القوة عند طفلك وقومى بتنميتها مما سيسهل عليه مهمة تعلم مهارات جديدة وسينمى عنده حب التعلم والتعرف على كل ما هو جديد.

الجيريا


إذا كان طفلك ذكيا ومتفوقا على المستوى الأكاديمى فإن هذا الأمر قد يجعله منبوذا من جانب زملاء وأصدقاء المدرسة، مع الوضع فى الاعتبار أن مثل هذا النوع من الضغط على الطفل قد يجعله يشعر بأنه غريب ويجعله أيضا يخاف من إظهار ذكائه. وطبقا لشخصية طفلك الذكى ومدى قوتها فهو على هذا الأساس سيتمكن من التعامل مع زملاء المدرسة الذين يقومون بمضايقته. واعلمى أن طفلك إذا كان هو الطفل الوحيد المتميز داخل فصله فإنه قد لا يتمكن من التأقلم مع المواقف المختلفة لارتفاع مستواه الفكرى والدراسى عن بقية زملائه.
إن الكثير من الأطفال الأذكياء يؤمنون بأنهم يجب أن يؤدوا أى شئ يقومون به بطريقة مثالية وبالتالى فإن أى خطأ صغير يجعلهم يشعرون بالإحباط مع البدء فى التركيز على الأمور الخاطئة وليس الأمور التى تم إنجازها بشكل صحيح مما يعنى أن الطفل سيستسلم عند أول صعوبة تواجهه.
يعانى الطفل الذكى أيضا عند تكوين الأصدقاء أو فى الأمور الخاصة بالصداقة وهذا يحدث لأن الطفل الذكى مهاراته تكون عالية، كما أن اهتماماته تكون مختلفة عن تلك الخاصة بالأطفال العاديين، بل إنه أحيانا قد يحاول الطفل الذكى المحبوب إثارة إعجاب زميله مما قد يتسبب فى ابتعاد زميله هذا عنه. يمكنك أن تساعدى طفلك فى تكوين الأصدقاء عن طريق تعليمه كيف يحلل المواقف الاجتماعية المختلفة ليقوم بالتصرف بناء على تلك النتائج. يجب أن تعلمى طفلك أيضا كيف يفكر قبل أن يتصرف مع الحرص على دراسة ردود أفعال الناس.

الجيريا

قد تكون أحيانا الحساسية المفرطة صفة من صفات الطفل الذكى وهى تتمثل فى ردود أفعاله القوية وبكائه فى كثير من الأحيان وانفعاله بسبب مواقف قد يراها البعض أنها لا تستحق هذا الانفعال مع الوضع فى الاعتبار أن حساسية طفلك بهذا الشكل قد تجعله عرضة للمضايقة من أصدقائه أو زملائه الذين قد يعملون على استفزازه.
إن إنجازات طفلك الكثيرة هى بالتأكيد مصدر فخر له ولك كأم ولكنها أحيانا قد تصبح كل ما تركز عليه الأم. ولكن على الأم أن تعلم أنها يجب أن تركز على الفائدة التى تجلبها إنجازات الطفل للمجتمع من حوله. يجب أيضا أن تتعاملى بحكمة مع نواقص أو عيوب طفلك الذكى وأن تجعليه يشعر أنك تقدرينه لشخصه وليس فقط لذكائه. حاولى أن تتجنبى معاملة طفلك بطريقة خاصة فقط لأنه ذكى ، بالعكس فعليك تعليمه كيف يعامل الناس بلطف وكيف يتحمل المسئولية.

معلومات قيمة بارك الله فيك
جزاك الله كل خير

فتاة المتوسطة والتحديات 2024.

الانتقال إلى المرحلة المتوسّطة بالنسبة للفتاة ليس أمراً سهلاً، فهناك الكثير من التغيرات التي تحدث في جسدها إضافة إلى التغييرات النفسية المواكبة لذلك خصوصاً أنها تجاهد نفسها لفهم وقبول التغيرات المادية في جسدها ذلك سيجعلها تشعر بالتشتت والنسيان، القلق الانطواء بعض الشيء وحب المجادلة.

ومن جهة أخرى تجد الفتاة المقبلة على المرحلة المتوسطة أن كل ما يتعلق بيومها الدراسي قد تغيير وأن كل ما اعتادت عليه سيختلف، وكأنها دخلت مدرسة جديدة منفصلة تماماً عن تجربتها المدرسية في المرحلة الابتدائية.

كما أنها قد تضطر إلى الانفصال عن صديقاتها اللاتي عرفتهن في تلك المرحلة إذ إن الكثيرات يغيرن مدرستهن بالانتقال إلى مرحلة دراسية جديدة أو أن بعض المدارس ليس فيها إلا مرحلة دراسية واحدة.

ومن أكثر ما يربك فتاة المتوسط التكيف مع المدرسات، إذ إنها اعتادت في المرحلة الابتدائية على مدرسة واحدة تقدم لها المعلومات، اعتادت أسلوبها وطريقة عرضها، مزاجها، صوتها، لهجتها أما في المرحلة المتوسطة فإنها ستضطر إلى التأقلم على مدرسات عدة، إذ إن لكل مادة مدرسة خاصة لها.

هذا عدا أن التعليم في هذه المرحلة يكون أصعب والواجبات أكثر، لذا تحتاج الفتاة إلى تنظيم وقتها أكثر والاحتفاظ بما تعلمته كما أنها تعامل على أنها إنسانة واعية ومسئولة وتحاسب على جميع تصرفاتها.

ومن الأمور المهمة التي تؤثر على تعليم الفتاة في هذه المرحلة: الأقران إذ إن لهن تأثيراً كبيراً قد يكون سلباً أو إيجاباً.

إذ إن كثيراً ما تتعرض الفتاة المهتمة بدروسها إلى السخرية من قبل زميلاتها مما يجعلها تضطر إلى تجنب هذه السخرية بعدم الاهتمام بدراستها رغم أنها تريد التفوق، إلا أنها تريد تكوين صداقات كثيرة، وقد تشعر أن اهتماماتها بدراستها وتفوقها على زميلاتها يبعدها عنهن.

هناك فرق بين الأولاد والفتيات، فالأولاد الذين يتميزون اجتماعياً أو رياضياً في المدرسة لا يتأثرن كالفتيات اللاتي يتميزن على صديقاتهن فقد يشعرن أنهن مثل المنبوذات اجتماعياً.

ومع كل ما تواجهه الفتاة من تحديات في هذه المرحلة الحرجة من عمرها تجد دور الأم والأب غائباً عنها بعدما كانا كظلها عندما كانت صغيرة.

إذ يفترض كثير من الآباء أن أبناءهم في المرحلة المتوسطة لا يحتاجون إليهم كحاجتهم لهم وهم صغار وقد تبين أن ذلك غير صحيح، إذ يجب أن يشارك الآباء أبناءهم لمواجهة هذه المرحلة.

[gdwl]ما يمكن أن تقدمه الأم للفتاة المقدمة على المرحلة المتوسطة:

– يجب أن تكون العلاقة بين الأم وابنتها مبنية على الصداقة والصراحة.

– على الأم أن تشرح لابنتها المرحلة التي تعيشها وتفهمها لماذا هي مشتتة ومتمردة، وقبلها على الأم أن تتذكر أنها مرت بهذه المرحلة وعاشت ظروفها فلا تحكم على ابنتها وتعترض على تصرفاتها وقد كانت تتصرف مثلها عندما كانت في عمرها.

– التقرب من عالمها، التعرف على صديقاتها، هواياتها، أفكارها وكل ما يتعلق بها حتى تستطيع الأم توجيهها نحو الطريق الصحيح ولكن بأسلوب غير مباشر.

– الذهاب معها إلى المدرسة في اليوم الأول والتعرف إلى الصفوف، مكان الطعام وغيره.

– مقابلة الأخصائية الاجتماعية في المدرسة والتي يجب أن تكون عارفة بالحاجات الإنمائيّة للمراهقة المبكّرة، والتي عليها أن تتصرّف كناصحة وتعالج المشاكل التي يمكن أن تتعرض لها الفتاة، فللأخصائية دور لا يستهان به، إذ إن الفتاة المراهقة عندما تنشأ علاقة مع بالغة تهتم بتوجيهها وتعليمها يكون ذلك من أحد العوامل في نجاحها.

– التعرف إلى مدرسات ابنتك.

[type=12563]- ابنتك لن تتكلم إن لم تجد تشجيعاً منك على سـماعها، فكوني مستودع أسرارها. [/type]
[/gdwl]

شكرا لك على المعلومات المفيدة
شكر الله لك المرور والاهتمام حبيبتيالجيريا
تقبلي وديالجيريا
الجيريا
اميييييييييييييييييييين حبيبتي
بوركت على المرور الرائع
لك مني اجمل التحيات

الشباب المسلم والتحديات المعاصرة 2024.

الشباب المسلم والتحديات المعاصرة

إنَّ مرحلة الشَّباب هي الفترة الذَّهبيَّة من عمر الإنسان، وهي الَّتي ترسم ملامح مستقبل المرء وتحدِّده، لاتِّسام الشَّباب فيها بالفورة والحماسة والقوَّة والنَّشاط، والشُّعور بالذَّات، والاعتداد بالرَّأي، ورقة المشاعر، ورهف الأحاسيس، والاستعداد للتَّضحية في سبيل تثبيت المعتقدات وتحقيق المبادئ والأفكار الَّتي يحملها.
فللشَّباب في هذه المرحلة سلوكيَّات ترتبط أساسًا بطريقة تصوُّرهم للأمور، ونظرتهم إلى ما يدور حولهم، ونمط تفكيرهم في مختلف القضايا، فلهم مقاييسهم ومعاييرهم الخاصَّة الَّتي يزنون بها الأشياء، والَّتي كثيرًا ما تكون عبارة عن ترجمة لِما يؤمنون به في هذه المرحلة بالذَّات ـ بغضِّ النَّظر عن موافقتها للحقِّ وعدمه ـ، والَّتي تكون بدورها أثرًا ونتيجةً للمناخ العامِّ، والتَّوجُّه السَّائد.
ولهذا حرص الإسلام كلَّ الحرص على غرس مبدأ الولاء للدِّين الحنيف كعقيدة في المؤمنين، وذلك حتَّى يبقى الإسلام هو مدار حياة المسلم، يعيش ويحيا له، حتَّى يلقى ربَّه.
إنَّ الشَّباب هم طاقة الأمَّة وقوَّتها، وعمادها ومصدر عزَّتها، قد جعلهم الله ـ عز وجل ـ من أعظم أسباب بلوغ المعالي والقمم ـ لا تشذُّ عن ذلك أمَّة من الأمم ـ، ومن أكبر مقوِّمات بناء مجد الأمَّة، وصناعة تاريخها، فشباب اليوم هم رجال الغد، «وهم الأصل الَّذي يبنى عليه مستقبل الأمَّة، ولذلك جاءت النُّصوص الشَّرعيَّة بالحثِّ على حسن رعايتهم وتوجيههم إلى ما فيه الخير والصَّلاح، فإذا صلح الشَّباب وهم أصل الأمَّة الَّذي يبنى عليه مستقبلها ـ بعد توفيق الله سبحانه، وكان صلاحه مبنيًّا على دعائم قويَّة من الدِّين والأخلاق ـ، فسيكون للأمَّة مستقبل زاهر»(1).
إنَّ الاهتمام بالشَّباب والعناية بهم أمارة خير في الأمَّة المسلمة، ودليل فلاح فيها؛ لأنَّ صلاحهم يعدُّ من مسالك صلاح الأمَّة في حاضرها ومستقبلها، فمنهم يكون العامل والبنَّاء، والمهندس والطَّبيب، والمعلِّم والمربِّي، والصَّانع والحرفي، والكاتب والإعلامي، وطالب العلم والعالم الرَّبَّاني، وغيرهم من صنوف الشَّباب العامل النَّافع لبلده وأمَّته، لا الشَّباب العاطل القابع عن التَّقدُّم والرُّقيِّ، المتنكِّر لأصالته وهويَّته.
هذا؛ وقد عني الإسلام أيّما عناية بهذه المرحلة الحسَّاسة، وأولاها اهتمامًا بالغًا، وذلك حتَّى تستغلَّ هذه الفترة الاستغلال الأكمل، ويستفاد منها الاستفادة المثلى، في تحمُّل الأعباء والتَّكاليف، والقيام بالواجبات والمسؤوليَّات على أحسن وجه.
إنَّ عمليَّة نقل الشَّباب من مزالق الغواية إلى مرابض الهداية تقتضي التَّدرُّج في سلَّم المعالي، وفق أصول وقواعد تُضبَطُ فيها المنطلقات، والغايات، حتَّى لا يتيهَ الشَّبابُ في دوَّامة من صياغات للعقليَّة المسلمة تتجاذبها آراء عدَّة، ونظريَّات إدَّة، بعيدة كلَّ البعد عمَّا أراده الله ـ عز وجل ـ من الغرس الَّذي يغرسه في هذا الدِّين الإسلاميِّ الحنيف.
عن أبي عِنَبَةَ الخَوْلاَنِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَقُولُ: «لاَ يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ في هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ في طَاعَتِهِ»(2).
ولا شكَّ أنَّ قيمة الغرس بقيمة ما يُستعمل فيه وله، فإذا استُعمل في الطَّاعة المرجوَّة كان نِعمَ الغرس للأمَّة، يثمر سلوكًا وأخلاقًا إيجابيَّة فعَّالة يظهر أثرها الطَّيِّب في المجتمعات المسلمة، ولو تباعدت أقطارها، واختلفت ألسنتها.
فهذه هي الصِّياغة الَّتي نبغي، والصِّبغة الَّتي نريد، صياغة تغرس معنى العبوديَّة الحقَّة لله ـ عز وجل ـ في نفوس الشَّباب المسلم، وتزرع مفهوم إفراد النَّبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالاتِّباع ـ دون من سواه ـ، والعمل بمنهج الله ـ عز وجل ـ في الأرض، بأسمى معانيه، وأعلى ما فيه، من إقامة التَّوحيد الَّذي هو حقُّ الله على العبيد، والعمل بشرع الله ظاهرًا وباطنًا، والاهتداء بهدي النَّبيِّ المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ، كلُّ ذلك في إطار وسياج فهم سلف الأمَّة، رضوان الله عليهم أجمعين.

وقد سجَّل التَّاريخُ الإسلاميُّ الحافلُ بالإنجازات، لمسةَ تقدير وعرفان لثلَّة من الشَّباب المؤمن، على مرِّ الزَّمان، آثروا الأخذ بأسباب التَّمكين، من الإيمان بالله جل وعلا، والاهتمام بالعلم النَّافع والعمل الصَّالح، والحرص على معالي الأمور، وعدم الرُّكون إلى الدَّعَة والفتور، أو الاشتغال بسفاسف الأمور، قال الله ـ عز وجل ـ عن إبراهيم ـ عليه السلام ـ: ﴿قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾ [الأنبياء:60]، وقال عن أصحاب الكهف: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾ [الكهف:13 -14]، كلُّ ذلك في إيمان ثابت، ويقين راسخ، ونفس مشبعة بالاعتزاز بالدِّين.
إنَّ سنن الله ـ عز وجل ـ في الكون غلاَّبة، ومنها سنَّة التَّدافع بين الحقِّ والباطل، كما قال الله ـ عز وجل ـ: ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ﴾ [البقرة: 251] الآية، فلا بدَّ من تحدِّيات وعقبات في الطَّريق، تعوق السَّائرين فيها، وتعرقل سيرهم، فتصرفهم عن القيام بالدَّور الَّذي أُنِيطَ بهم، أو تمنعهم من أداء المهمَّة الَّتي أُسندت إليهم، من عمارة الأرض بالإيمان والعمل الصَّالح، وذلك كلُّه ليحصل التَّمحيص بين الغَثِّ والسَّمين، ويتمحَّض الانتساب الصَّادق إلى الدِّين، من الادِّعاء الكاذب والمَيْن.
فالثُّنائيَّة الموجودة في التَّدافع هي الَّتي تحفظ العالَم من الاختلال والاضطراب، وتعصمه من الأحديَّة المهَيْمِنة، بكلِّ صُوَرها وأشكالها المعاصرة، من كوكبة وعولمة بمختلف آليَاتها ومظاهرها السِّلبية، ومن سياسة القطب الواحد الَّذي يسعى إلى التَّحكُّم في زمام الأمور ـ اقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا ـ، حتَّى أضحى العالم في ظلِّ هذه العولمة قرية صغيرة خاضعة لقوَّة رأس المال، وفكرة الحريَّة الفرديَّة، المبنيَّة على البراجمتيَّه، والمنفعيَّة الذَّاتيَّة، هذه الحوامض الَّتي كادت تذيب القيم الإسلاميَّة، وتقلب الموازيين والمعايير الشَّرعيَّة إلى مفاهيم جديدة وبديلة يراد تمريرها إلى الشَّباب المسلم وبأساليب ماكرة لإفساد فطرته، وسلب حريَّته المتمثِّلة في عبوديَّته لربِّه ـ عز وجل ـ، ومسخ شخصيَّته الإسلاميَّة الَّتي هي مكمن سؤدده وعزَّته ورفعته.
لقد بات مكشوفًا ومفضوحًا مختلف هذه الطُّرق والوسائل المستعملة في محاولات تضليل الشَّباب المسلم، بدءًا بالخطابات الدَّاعية إلى التَّخلِّي عن مميِّزات الشَّخصيَّة الإسلاميَّة بكلِّ مقوِّماتها، تحت شعار التَّقارب بين الأديان والحضارات، وباسم التَّنوُّع الثَّقافي، والعلمنة الفكريَّة، الدَّاعية إلى إبعاد الخطاب الدِّيني، بصفته أحد مصادر الفتنة! والإرهاب عند (الآخر!)، حتَّى أضحت الدَّول الَّتي لا تنادي بهذا التَّنوُّع الثَّقافي أو لا ترفع شعاره أو لا تدمجه في مختلف إصلاحات منظومتها التَّربويَّة، تعدُّ مخلَّة بالمواثيق الدُّوليَّة المنصِّصة على ذلك، وتعتبر في نظر (الآخر ـ أيضًا ـ!) غير ملتزمة بها، ولا محترمة لها!!
ولهذا يُدعى الشَّباب المسلم في مناسبات كثيرة ومتنوِّعة إلى الجهر بهذا المبدأ المضلِّل، والإقرار به، دليلاً على اعتداله وبرهانًا على عدم شطط فكره وتطرُّفه! كما يُدعى إلى التَّرويج لقيم غربيَّة غريبة عن عادات الأمم المسلمة، كضربٍ مُحْدَثٍ من وسائل الغزو الثَّقافي التَّقليدي، وذلك عن طريق الإعلام تارة، بما يحويه من فضائيَّات ووسائل الاتِّصال أو عن طريق الشَّبكة المعلوماتيَّة، والَّتي كادت جميعها أن تتحكَّم في أذواق النَّاشئة ونمط معيشتهم، بتسريبها وتصديرها لكمٍّ هائل من المؤثِّرات السَّيِّئة على الدِّين والأخلاق.
هذه القنوات الَّتي صار مذهبها السَّائد اليوم: هو إشاعة المتعة بأقصى درجاتها، وطمس الفضيلة، والدِّعاية إلى الرَّذيلة، في محاولة لإغراق الشَّباب في مستنقع الشَّهوانيَّة البهيميَّة، تحت شعارات هي الأخرى باطلة وزائفة من مثل: عش حياتك، ولحظتَك، والإنسان لا يعيش مرَّتين! … وهكذا في سلسلة يطول ذرعها ووصفها.
ومن صور هذه التَّحدِّيات محاولة شغل الشَّباب بالتَّفاهات، على شكل مسابقات تجرى عبر الهاتف في الفضائيَّات، والانسياق وراء الملذَّات، من أنواع المقتنيات، (من مركبات، وهواتف نقَّالة، وجوَّالات)، كلُّ ذلك ـ عندهم ـ وسيلة لتحقيق الذَّات، ممَّا يجعل الشَّباب بعيدًا عن الكمالات، يعالج القضايا الكبيرة للأمَّة بسطحيَّة ساذجة، وعقليَّة رائجة، لا يرجى منها ـ أبدًا ـ بلوغ المقامات العالية.
إنَّ هذا التَّحدِّي الصَّارخ الَّذي يواجه الشَّبابَ المسلم يحتِّم عليه معرفة ما يجب القيام به حياله، وكيفيَّة مواجهته، المواجهة الإيجابيَّة البَنَّاءَة؛ لأنَّ مدافعة هذا التَّحدِّي في فكر الشَّباب كثيرًا ما يكون مقرونًا عندهم بالشِّدَّة والعنف، واستعمال القوَّة في القول أو الفعل، وهذا من الحماسة الَّتي لا تنتج إلاَّ الخيبة والانتكاسة؛ لعدم انضباطها بالشَّرع الحنيف، وهذا واقع ومشاهد، لذا كانت منزلة الفتوَّة (الشَّباب) عند السَّلف، هي في اتِّباع السُّنَّة، كما قال سهل ـ رحمه الله ـ وغيره.
ذلك لأنَّ اتِّباع السُّنَّة والاعتصام بها أمان من الانزلاق في غياهب الجهالة والجهل، ومن الوقوع في دياجير الفتنة والقتل، وهذا ضرب آخر من التَّحدِّي يمسُّ منهج الشَّباب ومعتقدهم، والمتمثِّل في الفكر الإرهابي الخطير، المبني على التَّكفير والتَّفجير، والعاري من سنَّة النَّبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ والكتاب المنير.
إنَّ قوَّةَ الشَّباب المسلم تكمن في ثباته على دينه وصلابته فيه، وتمسُّكه به، واستقامته على سنَّة نبيِّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، مع الاشتغال الدَّائم بالعلم النَّافع، وعمارة الأوقات بالعمل الصَّالح، بنفس توَّاقة إلى العُلا، وطموحة إلى المعالي، ودون تراخٍ أو تقصير في إشاعة الأمل والرَّجاء في نفوس النَّاس، حتَّى تهتزَّ مشاعرهم إلى هذا الدِّين الحقِّ، وتربو معرفتهم به، وذلك بدعوتهم إليه على بيِّنة وعلم وهدى وبصيرة.
هذا الَّذي يلزم الشَّباب المسلم ويكفيه؛ لاستئناف حياةٍ كريمة أَبيَّة، من غير تنادٍ بالعرقيَّة، أو الإقليميَّة، أو الحزبيَّة أو سائر شعارات التَّبَعيَّة للأفكار الهدَّامة الوضيعة والوضعيَّة.
وصلَّى الله، وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
(1) «من مشكلات الشَّباب» لابن العثيمين (ص4).

(2) حديث حسن: أحمد (17787) وابن ماجه (08).
* منقول من(مجلة «الإصلاح» العدد 15)

https://www.rayatalislah.com/index.ph…07-22-14-20-52

بوركتي أختي سلوى ونفع الله بك

يارك الله فيكي
بارك الله فيك ونفع بك.
بارك الله فيك اختي العزيزة
بارك الله فيك و جزاك خيرا …
حقا هي تحديات تهز الجبال