احتقار الذنوب . 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله حدة لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمدا صلى الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار.

أخواتي في الله…

أولاً:

معنى احتقار الذنوب:

هو تصغير الذنب وتهوينه في عين الإنسان.
وتصغير الشيطان وتسهيله للذنب في عين الإنسان.
مثل سماع الأغاني والموسيقى والعباءه على الكتف.
والشيطان حريص على تصغير الذنب وذنب على ذنب يصبح جبال من الذنوب.

ثانياً:

خطورة احتقار الذنوب:

1. تجرأ على الله عز وجل.

يقول الله تعالى في الحديث القدسي:" ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً
وعلى حافتي الصراط سوران وعلى الأسوار أبواب وعلى الأبواب ستور
مرخاة وعلى راس الصراط داعٍ يقول: أدخلوا ولا تعوجوا ومن جوف الصراط
داعً يقول: لكل من اقترب من الباب إياك أن تفتحه إنك عن تفتحه تلجه"
ثم قال عليه السلام في تفسير الحديث:

الصراط المستقيم ==> دين الإسلام.
السوران ==> حدود الله.
الأبواب ==> محارم الله.
الداعي الذي على رأس الصراط ==> القرآن.
الداعي الذي في جوف الصراط ==>واعظ داخل الإنسان.

2. تسهيل الاستمرار فيها والمداومه عليها وهذا يوقع في الإصرار على الذنب..

وإذا أصر المرء على الذنب يصبح كبيرة من كبائر الذنوب.
وقال رسول الله:" ارحموا ترحموا واغفروا يُغفر لكم ويل لأطماع القوم
ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون".

عقوبات الإصرار على الذنب:

1. سوء الخاتمة.
2. سواد القلب.
3. حرمان الرزق وقد قال صلى الله عليه وسلم:
" إن العبد ليحرم الرزق بذنب يصيبه".
وكل ما يكون الإنسان في طاعة الله يفتح له أبواب الرزق.

ثالثاً:

الأسباب التي تجعلنا نحتقر ذنوبنا:

1. عدم المعرفة بالله عز وجل ونحن بحاجه إلى معرفه أسماء الله تعالى والعمل بها.
2. تكرار الذنوب.
3. الغرور بعدم نزول العقاب.
4. حسن الظن بالله الغير الصحيح.
5. طول الأمل والتسويف في التوبة.

رابعاً:

العلاج لترك احتقار الذنوب:

1. زيادة الإيمان بالقلب.

والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
والأعمال الصالحة تزيد الإيمان.

2. تذكر أثار الذنوب:

أ‌- سواد في الوجه وظلمه.

ب‌- مرض في الجسم.

ت‌- وحشه بينه ( بينها) وبين الصالحين( الصالحات).

ث‌- حرمان الرزق.

ج‌- ضيق.

ح‌- كآبه.

خ‌- لم يوفق( توفق) في أمور الدنيا.

3. تذكر الآخرة ويوم العرض والسير على الصراط- تذكر الأهوال- الحشر
البعث- الميزان- سؤال منكر ونكير.
ومن ثبت على الطاعة في الدنيا يثبته الله في القبر

4. الرفقة الصالحة وصحبه الأخيار.

وفقنا الله وإياكم أن نحصن ألسنتنا من الشرك والنفاق.

اللهم طهر قلوبنا من الرياء و ألسنتنا من النفاق وأعمالنا من الكذب

اللهم أجعلنا من أهل التوحيد أهل لا إله إلا الله.

وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اللهم آتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار
اللهم أرحمنا برحمتك يا عزيز يا رحيم.
اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا بين معصيتك
و طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا
ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أبقيتنا.

اللهم ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا
ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا وأجعل الجنة هي دارنا وقرارنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

امين يا رب العالمين
يعطيك الصحة ايمان

اللهم آمين
اسعدني مروركم غالياتي
بارك الله فيك و جزاك خيرا و جعله في ميزان حسناتك
نعم كثيرا ما نستهين بصغائر الذنوب، وننسى أنها قد تجتمع على الرجل فتهلكه، وقد انتشر بين الناس كثيرا أن الذنب ما دام صغيرا فلا خوف ولا حمل لهمه فإنه ولا شك ذاهب وهو مكفر بالطاعة. ولا شك أن الذنوب نوعان صغير وكبير، يقول ابن القيم رحمه الله: "الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر بنص القرآن والسنة وإجماع السلف وبالاعتبار" (مدارج السالكين).
والذنوب الصغيرة بالفعل تكفر بالطاعات وباجتناب الكبائر مع التقوى، قال سبحانه وتعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: 31]، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة، والصلاة إلى الصلاة مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» (صحيح الجامع)، ومثاله من الأحاديث.
لكن هناك أمورا تعظم بها الصغائر وتكبر ويثقل اثرها على قلب المرء ونفسه حتى تهلكه وحتى تكبه على وجهه، فقد روى أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ. وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا: كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلَاةٍ فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا فَأَجَّجُوا نَارًا وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا» (صححه الألباني في صحيح الترغيب).
نورتي غاليتي ام عبد الرحمان
و بارك الله فيك
بوركت إيمان على الطرح الموفق
جزاك الله كل خير
عليك الف نور ياايمان
موضوع مميز وهادف
تسلمي حبيبتي احلام الله بنور عليك
بارك الله فيك ايمان على الموضوع القيم بوركت .

آثار الذنوب والمعاصي 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا فصل مختصر من كتاب (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله، والكتاب غني عن التعريف.
واختصرت ما يتطرق للمعاصي وأضرارها، وأوردتها في أرقام متسلسلة كما سيقت؛ لترتيب النقاط ولتيسير القراءة والاطلاع.
وذلك بعد أن وقع الكتاب بين يدي، ووفقت على هذا الفصل،
فوجدت فيه الخير الكثير، والرادع القوي،
فأحببت حب الخير لأخواتي
والله من وارء القصد.

يقول الإمام رحمه الله:

وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة، ما لا يعلمه إلا الله.

1. حرمان العلم. فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور.

2. حرمان الرزق. وفي المسند (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).

3. وحشة يجدها العاصي في قلبه لا يوازنها ولا يقارنها لذة أصلا، لو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تفِ بتلك الوحشة.
وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة، وما لجرُحٍ بميتٍ إيلامُ.

4. الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس لا سيما أهل الخير منهم.
فتقع بينه وبين امرأته وولده وأقاربه، وبينه وبين نفسه، فتراه مستوحشا من نفسه.
وقال بعض السلف: إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي.

5. تعسير أموره.

6. ظلمة يجدها في قلبه، حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم.

7. أن المعاصي توهن القلب والبدن.

8. حرمان الطاعة.

9. أن المعاصي تقصّر العمر وتمحق بركته.

10. أن المعاصي تزرع أمثالها ويولد بعضها بعضا،
حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها،
كما قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها،
وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها.

11. أنها تضعف القلب عن إرادته،-وهو من أخوفها على العبد-
فتقوى إرادة المعصية وتضعُف إرادة التوبة شيئا فشيئا،
إلى أن ينسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية.

12. أنه ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة.
فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامه فيه.

13. أن كل معصية من المعاصي، فهي ميراث عن أمة من الأمم التي أهلكها الله عز وجل.
فالعلو في الأرض والإفساد ميراث فرعون وقومه. واللوطية ميراث قوم لوط. وهكذا

14. أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه.
قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم.
وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد،
قال الله تعالى في سورة الحج: (ومن يهن الله فماله من مكرم).

15. أن العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى تهون عليه وتصغر في قلبه،
وذلك علامة الهلاك.

16. أن غيره من الناس والدواب يعود عليه شؤم ذنبه،
فيحترق هو وغيره بشؤم الذنوب والظلم.

17. أن المعصية تورث الذل فإن العزّ كل العزّ في طاعة الله تعالى،
قال تعالى في سورة فاطر: (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا).
أي فليطلبها بطاعة الله فإنه لا يجدها إلا في طاعته.
قال الحسن البصري: … فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم
أبى الله إلا أن يذل من عصاه.

18. أن المعاصي تفسد العقل فإن للعقل نورا والمعصية تطفئ نور العقل.

19. أن الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها فكان من المغفلين،
كما قال تعالى في سورة المطففين: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)

20. حرمان دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ودعوة الملائكة فإن الله سبحانه أمر بنيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات.

21. ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب، وهو أصل كل خير،
وذهابه ذهاب كل خير بأجمعه.
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الحياء خير كله"
وقال: "ومما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحِ فصنع ما شئت".

22. أنها تستدعي نيسان الله لعبده وتركه وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه، وهنالك الهلاك الذي لا يرجى معه نجاة.
قال تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعلمون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون)

23. أنها تزيل النعم وتحل النقم،
فما زالت عن العبد نعمة إلا بسبب ذنب، ولا حلت به نقمه إلا بذنب،
كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع بلاء إلا بتوبة.
وقد قال تعالى: وما أصبكم من مصيبة فما كسبت أيدكم ويعفوا عن كثير).

24. أنها تصرف القلب عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه،
فلا يزال مريضا معلولا لا ينتفع بالأغذية التي بها حياته وصلاحه،
فإن تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الأبدان.

فأين هذا من نعيم من يرقص قلبه طربا وفرحا وأنسا بربه واشتيقا إليه وارتياحا بحبه وطمأنينة بذكره؟
حتى يقول بعضهم: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا لذيذ العيش فيها، وما ذا قوا أطيب ما فيها.
ويقول الآخر: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيف. ويقول الآخر: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
فيا من باع حظه الغالي بأبخس الثمن، وغبن كل الغبن في هذا العقد وهو يرى أنه غبن، إذا لم تكن لك خبرة بقيمة السلعة فاسأل المقومين،
فيا عجبا من بضاعة معك، الله مشتريها، وثمنها الجنة، والسفير الذي جرى على يده عقد التبايع وضمن الثمن عن المشتري؛ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بعتها بغاية الهوان.
انتهى
منقول للفائدة

جازاك الله خيرا
اللهم آمين
ولكِ بالمثل وزيادة إن شاءالله ..
شرفتني غآليتي

اللهم اغفر لنا و ان لم تغفر لنا انكونن من الخاسرين
بارك الله فيك حبيبتي
جعلكِ الرحمن في عليين
أخيتي أم عبدالرحيم

الجيريا[align=center][/align]
[align=center]
اللهم آمين
جزآكِ الله كل خير عزيزتي
[/align]

احذروا هذه الذنوب 2024.

السلام عليكن حواء الجزائر
احذرن هذه الذنوب
عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : "لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِى يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا .

قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ .

قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا "

يــــالله حديث تــكاد تُجن العُقـــول منه

فمن منـــا لم يُذنب بدون أن يراه النــــاس ولم يُراعــى أن الله يــراه ؟

لو تأملنــا فى الحديث لنجد أن الصنف الذى تكلم عنه رسول الله صلى الله عليه وســـلم هو صِنفٌ

يصـــوم ليس فقط رمـــضان وإنـــما نوافل أيضاً ,, ونجِدَهُ يقـــوم من الليـــل أيضاً

أَيُعقـــل بعد كل هذا أن يُلقى فى النـــار ؟

فكان جواب النبى صلى الله عليه وســـلم أنه نعم يُعقل وذلك بسبب شئ قد يحسبه البعض هيـــناً ولكنه والله عند الله عظيـــم

ذنوب الخلوات

جميـــل أن ترى البنت الملتزمه العفيفه الطاهره أمـــام النـــاس قد تسترت بحجابها وجالست الصالحات

وقد تحفظ من القرآن ويذكُرهــا الناس بكلامِ طيب فى مجالسهم ولكن الأجمـــل أن تُراعى الله

فى خُلـــوتِها وأن تستُر قلبها عن الذنوب فى خلوتها كما سترت جسمـــها عن الأجانب.

أخواتي في الله

إيــــاكـــن أن تجعلن الله أهون النـــاظرين إليـــكــم

قد يبتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب إذا كان يحضره الناس، وعلى مشهد منهم، لكنه إذا خلا بنفسه،

وغاب عن أعين الناس، أطلق لنفسه العنان، فاقترف السيئات، وارتكب المنكرات،

وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً " الإسراء:17

وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " البقرة: 74

بل إن الإنسان ليقع في ذنب، لو كان بحضرته طفل لامتنع من الوقوع فيه،

فصار حياؤه من هذا الطفل أشد من حيائه من الله جل وعلا، أتراه – في هذه الحالة – مستحضراً قول الله تعالى

أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ "البقرة:77

أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ" التوبة: 78

ويحك يا هذا، إن كانت جراءتك ِعلى معصية الله لاعتقاد أن الله لا يراك ، فما أعظم كفرك، وإن كان علمك باطلاعه عليك، فما أشد وقاحتك، وأقل حياءك ِ!!

يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً " النساء:108

من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم تعصيه، وتعلم قدر غضبه ثم تعرض له، وتعرف شدة عقابه ثم لا تطلب السلامة منه،

وتذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تهرب منها ولا تطلب الأنس بطاعته.

يقول ابن رجب الحنبلي عليه رحمة الله : " خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس

ويقول أيـــضاً: " أجمع العارفون بالله بأن ذنوب الخلوات هي الأصل الانتكاسات وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات

عباد الله

إذا أغلقت دونك الباب وأستدلت على نافذتك الستار وغابت عنك أعين البشر ،

فتذكر مَنْ لا تخفى عليه خافية ،تذكر من يرى ويسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ، جل شأنه وتقدس سلطانه

إذا السر والإعلان في المؤمن استوى *** فقد عزّ في الدارين واستوجب الثنا

فإن خالف الإعلان سراً فما له *** على سعيه فضل سوى الكدّ والعن

في ميزان حسناتك يارب
حقا في أشياء نغفل عنها
الجيريا
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اتمنى ما نكون منهم وان يصلح الله اعمالنا ظاهرها وباطنها انه سميع عليم وشكرا ليك

بارك الله فيك وجزاك الله كل خيرعلى الموضوع الرائع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا وأعاننا على اصلاح ظاهرنا وباطننا.

شكرا حبيباتي على المرور العطر
اللهم إن لي أختاً ..
هي بحر الندى..
ومنارة بها يُهتدى..
فاللهم..
قها سوء الردى..
واكفها شر العدى..
واكلأها بعنايتكـ طول المدى..
واجعل لي ولها الجنة موعداً..
نرافق فيها الحبيب محمدا..

آمين يا رب العالمين

آثار ترك الذنوب والمعاصي – ابن القيم رحمه اللَّه – 2024.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


آثار ترك الذنوب والمعاصي

سبحان اللَّه رب العالمين ! لو لم يكن في ترك الذنوب والمعاصي إلا إقامة المروءة([1]) ، وصون العرض ، وحفظ الجاه ، وصيانة المال – الذي جعله اللَّه قوامًا لمصالح الدنيا والآخرة – ومحبة الخلق ، وجواز القول بـينهم ، وصلاح المعاش ، وراحة البدن ، وقوة القلب ، وطيـب النفس ، ونعيم القلب ، وانشراح الصدر ، والأمن من مخاوف الفساق والفجار ، وقلة الهم والغم والحزن ، وعز النفس عن احتمال الذل ، وصون نور القلب أن تطفئه ظلمة المعصية ، وحصول المخرج له مما ضاق على الفساق والفجار ، وتيسير الرزق عليه من حيث لا يحتسب ، وتيسير ما عسر على أرباب الفسوق والمعاصي ، وتسهيل الطاعات عليه ، وتيسير العلم ، والثناء الحسن في الناس ، وكثرة الدعاء له ، والحلاوة التي يكتسبها وجهه ، والمهابة التي تلقى له في قلوب الناس ، وانتصارهم له وحميتهم له إذا أوذي أو ظلم ، وذبهم عن عرضه إذا اغتابه مغتاب ، وسرعة إجابة دعائه ، وزوال الوحشة التي بـينه وبـين اللَّه ، وقرب الملائكة منه ، وبعد شياطين الإنس والجن منه ، وتنافس الناس على خدمته ، وخطبتهم لمودته وصحبته ، وعدم خوفه من الموت ، بل يفرح به لقدومه على ربه ، ولقائه له ومصيره إليه ، وصغر الدنيا في قلبه ، وكبر الآخرة عنده ، وحرصه على الملك الكبـير والفوز العظيم فيها ، وذوق حلاوة الطاعة ، ووجدان حلاوة الإيمان ، ودعاء حملة العرش ومن حوله من الملائكة له ، وفرح الكرام الكاتبـين له ، ودعاؤهم له كل وقت ، والزيادة في عقله وفهمه وإيمانه ومعرفته ، وحصول محبة اللَّه له ، وإقباله عليه وفرحه بتوبته .

فهذا بعض آثار ترك المعاصي في الدنيا ، فإذا مات تلقته الملائكة بالبشرى من ربه بالجنة وبأنه لا خوف عليه ولا حزن ، وينتقل من سجن الدنيا وضيقها إلى روضة من رياض الجنة ينعم فيها إلى يوم القيامة ، فإذا كان يوم القيامة كان الناس في الحر والعرق وهو في ظل العرش ، فإذا انصرفوا بـين يدي اللَّه أُخذ به ذات اليمين مع أوليائه المتقين وحزبه المفلحين ، وذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء ، واللَّه ذو الفضل العظيم([2]) . انتهى .

كتاب (( الفوائد )) لابن القيم رحمه اللَّه (ص 151 : 152) .


ما شاء الله
بارك الله فيك
اللهم اغفر لنا و ارحمنا

وفيك بارك الله

جزاك الله خيرا على المرور

الكتاب قيم ومفيد لخصته منذ زمن و افيد من التلخيص اولادي اليوم انصحكم اخواتي الغاليات بمذاكرته

الجيريا

الجيريا

بارك الله فيك لو اعطيتني رابط تحميل الكتاب اختي من فضلك
ما شاء الله ربي اجعلنا منهم
راني نراجع و نعاود في هاته الصفات و احاول تذكر من يمتلكها
ربي اجعلنا من المقربين اليك

تفضلي طالبة عفو الله
الفوائد لابن القيم • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة

كمايمكنك في نفس الرابط تصفح الكتاب مباشرة اختاري الفصل الذيي يهمك….واذا تيسرت الظروف يشتريه العبد ويمتلكه احسن

اسالك دعوة صادقة بظهر الغيب….انت وكل من تحمل الكتاب وتستفيد منه

اللهم اجعلنا من زمرة المختارين في جنتك"""امين يا رب العالمين
بارك الله فيك وجزاك عنا خيرا

وفقك الرحمان لكل خير اخية ونفع بك

اميييييييييييييين ولك بالمثل غاليتي

اللهم انفعنا بما علمتنا

أدعية تكفر الذنوب وإن كـانـت مثل زبـد البـحر 2024.

أدعية تكفر الذنوب وإن كـانـت مثل زبـد البـحر

قال تعالى :”قُل ياعبادِي الَذين أسرفُوا على أنفُسهم لا تقنطُوا من رحمة الله إنَ الله يغفِرُ الذَنُوب جميعا إنَهُ هو الغفُورُ الرَحيم".

(1) دعاء غفران الذنوب عند سماع المؤذن:

قال صلى الله عليه وسلم " من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا، وبالإسلام دينا غفر له ذنبه " رواه مسلم

(2) دعاء غفران الذنوب في استفتاح الصلاة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كبر في الصلاة سكت هنيهة قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي ارأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ قال : أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من ذنوبي بالماء والثلج والبرد" رواه البخاري مسلم.

(3) دعاء غفران الذنوب دقها وجلها في السجود:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده اللهم أغفر لي ذنبي كله دقه وجله وعلانيته وسره وأوله وآخره" رواه مسلم.

(4) دعاء غفران الذنوب دبر كل صلاة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سبح في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين فتلك تسع وتسعون وقال تمام المائة لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر" رواه مسلم.

(5) دعاء غفران الذنوب في الصباح والمساء:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مره حطت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر" رواه البخاري مسلم
وفي رواية أخرى من قال إذا أصبح مائة مرة وإذا أمسى مائة مره سبحان الله وبحمده كفرت ذنوبه وان كانت أكثر من زبد البحر" رواه مسلم

(6) دعاء غفران الذنوب بالكلمات الخمس:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما على الأرض أحد يقول لا اله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد الله و لا حول و لا قوة الا بالله الا كفرت عنه ذنوبه وان كانت اكبر من زبد البحر" رواه الترمذي والنسائي وغيره حسنه هو والألباني.

(7) دعاء غفران الذنوب بعد الطعام:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا و رزقنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري.

(8) دعاء غفران الذنوب عند لبس الثياب:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لبس ثوبا فقال الحمد لله الذي كساني هذا و رزقنيه من غير حول مني و لا قوة غفر الله عز وجل له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري.

9) دعاء غفران تسعين سيئة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله اصطفى من الكلام أربعا سبحان الله والحمد الله ولا اله إلا الله والله أكبر فمن قال : سبحان الله كتبت له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة ومن قال الله اكبر فمثل ذلك ومن قال لا اله إلا الله فمثل ذلك ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة" رواه الطبراني و صححه الألباني في صحيح الجامع.

(10) دعاء غفران الذنوب مائة سيئة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مره كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت حرزا من الشيطان يومه حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه" رواه البخاري مسلم.

(11) دعاء غفران الذنوب في المجالس:

قال صلى الله عليه وسلم " من جلس في مجلس فكثر لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر الله له ما كان في مجلسه " . رواه الطبراني والنسائي صححه الألباني.

ربي يجزيك كل خير يا رب
مي فهميني في هادي ةتعيشي م****ن سبح في دبر كل صلاة ****
إن كان ذكراً فهو بعدها ، وإن كان دعاء فهو في آخرها ; فالمقصود هنا الذكر بعد الإنتهاء من الصلاة بعد التسليم.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"والمتأمل في هذه المسألة يتبن له : أن ما قيد بدبر الصلاة إن كان ذكراً فهو بعدها ، وإن كان دعاء فهو في آخرها .
أما الأول : فلأن الله تعالى جعل ما بعد الصلاة محلاً للذكر ، فقال تعالى : (فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) النساء/103 ، وجاءت السنة مبينة لما أجمل في هذه الآية من الذكر مثل قوله صلى الله عليه وسلم : (من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين). فيحمل كل نص في الذكر مقيد بدبر الصلاة على ما بعدها ليطابق الآية الكريمة .
وأما الثاني : فلأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ما بعد التشهد الأخير محلا للدعاء ، فيحمل كل نص في الدعاء مقيد بدبر الصلاة على آخرها ، ليكون الدعاء في المحل الذي أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الدعاء فيه ، إلا أن يكون حمل النص على ذلك ممتنعاً ، أو بعيداً بمقتضى السياق المعين فيحمل على ما يقتضيه السياق" انتهى .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (13/268) .

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
ما المراد بدبر الصلاة في الأحاديث التي ورد فيها الحث على الدعاء أو الذكر دبر كل صلاة ؟ هل هو آخر الصلاة أو بعد السلام ؟
فأجاب
"دبر الصلاة يطلق على آخرها قبل السلام ، ويطلق على ما بعد السلام مباشرة ، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بذلك ، وأكثرها يدل على أن المراد آخرها قبل السلام فيما يتعلق بالدعاء، كحديث ابن مسعود رضي الله عنه لما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم التشهد ، ثم قال : (ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو) وفي لفظ : (ثم ليتخير بعد المسألة ما شاء) . متفق على صحته .
ومن ذلك : حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك) أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد صحيح .
ومن ذلك : ما رواه البخاري رحمه الله عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول دبر كل صلاة : (اللهم إني أعوذ بك من البخل ، وأعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك من أن أُرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ، ومن عذاب القبر) .
أما الأذكار الواردة في ذلك ، فقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن ذلك في دبر الصلاة بعد السلام . ومن ذلك أن يقول حين يُسلم : أستغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله ، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ، سواء كان إماماً أو مأموماً أو منفرداً ثم ينصرف الإمام بعد ذلك إلى المأمومين ويعطيهم وجهه ، ويقول الإمام والمأموم والمنفرد بعد هذا الذكر والاستغفار : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله . لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن . لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون . اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد .
ويستحب أن يقول المسلم والمسلمة هذا الذكر بعد كل صلاة من الصلوات الخمس ثم يُسبح الله ويحمده ويكبره ثلاثاً وثلاثين ثم يقول تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .

يسما غير نسلم ف الصلاة ندعي هادا هو المقصود
أدعي قبل ماتسلمي و كي تسلمي غير تسلمي سبحي ( قولي سبحان الله، الحمدلله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين ثم قولي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) .
عليه الصلاة والسلام
ربي يغفرلنا ولجميع المسلمين
يعطيك الصحة ام عبد الرحمان

ثمرات الذنوب والمعاصي 2024.


قد يكون للمعصية لذة يشعر بها متعاطيها نظراً لغلبة الهوى وإيثار العاجلة، ولكنها لذة منقطعة لا تدوم، بل تذهب سريعاً وتخلف وراءها عواقب وخيمة، وعقوباتٍ متعددة، وحسراتٍ وجراحاتٍ قد تُصيب الإنسان في مَقتل، ومن ثمرات الذنوب والمعاصي:
1- قلة التوفيق.
2- فساد الرأي.
3- فساد القلب ومرضه وقسوته وضيقه وهلاكه.
4- خفاء الحق.
5- عداوة الخلق وبغضهم.
6- الوحشة بين العبد وربِّه.
7- منع إجابة الدعاء.
8- محق البركة من الرزق والعمر.

9- حرمان العلم.
10- الابتلاء بالمذلة. قال الحسن: "أبى الله إلا أن يُذلَّ من عصاه".
11- تسليط الأعداء.
12- ضيق الصدر.
13- فساد الذرية.
14- الابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت.
15- طول الهم والغم.
16- ضنك المعيشة.
17- كسف البال.
18- ضعف البدن.
19- الابتلاء بالأمراض النفسية والعضوية.
20- صرف القلب عن سماع القرآن واستئناسه بسماع الغناء والألحان.
21- الغفلة عن ذكر الله.
22- سوء الخاتمة.
23- إزالة النِّعم الحاضرة.
24- فساد العقل.
25- سقوط الجاه والمنزلةِ والكرامة عند الله.
26- عمى البصيرة.
27- ذهاب الحياء.
28- ذهاب الغيرة.
29- جلب المذلّة.
30- إبعاد العبد من الملك الموكل به الناصح له، وتقريبه من الشيطان الغاش له.
هذه أختي الكريم بعض ثمار الذنوب والمعاصي التي ذكرها الإمام ابن القيم في كتابه "الداء والدواء"، و"الفوائد"، وهذه الثمار إن اجتمعت على إنسان أهلكته ولابد، فاحرصي أختي على طاعة ربك واجتناب معصيته، تسعد ي في الدنيا وتفوزي بالنَّعيم المقيم يوم القيامة.

الجيريا

يا رب نسألك الصراط المستقيم
بارك الله فيك وجزاك خيرا ونفع الله بك
مشكورة
اللهم اغفر لي الذنوب التي تحل النقم ….واغفر لي الذنوب التي تغير النعم…..واغفر لي الذنوب التي تورث الندم ….واغفر لي الذنوب التي تحبس القسم….. واغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء….. واغفر لي الذنوب التي تهتك العصم….. واغفر لي الذنوب التي تعجل الفناء…. واغفر لي الذنوب التي تزيد الأعداء،…… واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء …..واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء…..، واغفر لي الذنوب التي تمسك غيث السماء …..واغفر لي الذنوب التي تظلم الهواء….. واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء….اللهم اغفر لي ولوالدي و أصحاب الحقوق علي والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات يوم يقوم الحساب. ….اللهم وفق قارئ هذا الدعاء …..اللهم تقبل والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي اشرف المرسلين .
مشكورة اختي.
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين.

برك الله فيك موضوع مهم.

شكرا على الموضوع الجميل بارك الله فيك
طرح مميز بارك الله فيك .اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدينا يارب.امين
موضوع رائع بارك الله فيك
احسنت بموضوعك هدا اشياء مخيفة ومرعبة تلك التى تنتج عن الذنوب لكن النفس وهواها و الشيطان و اعوانه من الانس والجن فى نشاط مستمر لضمان استمرارية اقتراف الذنوب نسال الله العفو و العافية فى الدنيا و الاخرة وان يغلبنا على انفسنا

جبــــــال الذنوب و سيــــــــل الغفران !!! 2024.

الجيريا

يا أسفي!

على من يُستغفر له فوق السماء وهو

غافل عن الاستغفار لنفسه والتوبة إلى الله

وكيف لا !!!

وقد قال الله تعالى :{ والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم}

قال يحيى بن معاذ رضي الله عنه: الذي حجب الناس
عن التوبة طول الأمل.

وعلامة التائب:

– اسبال الدمعه – حب الخلوه – والمحاسبه للنفس عند كل همه

عباد الله:

(( عقلكم يحثكم على التوبه ، وهواكم يمنعكم، والحرب بينهما،
فلو جهزتم جيش عزم، فر العدو،
تنوون قيام الليل فتنامون،

وتحضرون المجالس فلا تبكون،
ثم تقولون ما السبب ؟

{ قل هو من عند أنفسكم}.

عصيتم بالنهار ، فنمتم بالليل،
أكلتم الحرام، فأظلم القلب،
لما فتح باب الوصول للمقبولين طردتم))

اخواتي!!

هذه حقائق لا بد من وعيها، وفهمها على الوجه
الصحيح ولا بد من تذكرها دائماً، ونذكر بها أهلنا وإخواننا
حتى لا نُستدرج

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيت الله تعالى يعطيالعبد من الدنيا ما يحب، وهو مقيم على معاصيه
فإنما ذلك منه استدراج))

فلا بد أن تكون ذنوبنا نصب أعيننا، وإلا كنا من المستدرجين،

بل اعلموا عباد الله !…. إن العبد إذا تذكر ذنوبه ندم عليها ،
فيزداد عمله وقربه من الله جلت عظمته، ولهذا فقد

قيل لسعيد بن جبير رحمه الله: ((من أعبد الناس ؟ قال :رجل اجترح من الذنوب فكلما ذكر ذنوبه إحتقر عمله))

وإذا أحتقر العبد عمله إزداد، حتى يكفر عن ذنوبه،
بل تجدونه يجدد التوب دائماً بين حين آخر،

وقال قائل:

يا من تنطقون بالشهادتين وتعملون بحقوقهما؟

يا من تقيمون الصلاة وتؤدون أركانها !

كيف ترضون لأنفسكم السباحة في بحر الدنيا
من غير قميص النجاة؟؟

وكيف ترضون لأنفسكم الغوص في المعاصي
من غير استغفار أوتوبة؟

لا أظن أن أحدنا يقر له قرار أو يهدأ له بال إذا علم ان خلفه:

المــــوت وســـكراتـــه

والـقبـــــر وآلامــــــــه

والبعـــــث وأهـــوالـــه

والحـشــــر ومــآلــــــه

والمـيــــزان ودقتـــــه

والحســـــاب وشـدتـــه

والصــــراط وعراقيلـه

والنـــــــــــار النـــــــار

{يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد}

فـ يأيها المغرور قم وانتبه قد فاتك المطلوب والركب سار

إن كنت أذنبت فقم وأعتذر إلى كريم يقبل الاعتذار

وأنهض إلى مولى عظيم الرجا يغفر بالليل ذنوب النهار

وقل لمن يغفر الذنوب جميعاً:

إلهي لست للفردوس أهلاً ولا أقوى على نار الجحيم

فأرزقني توبة واغفر ذنوبي فإنك غافر الذنب العظيم

=============

غفر الله لي ولكم ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات

منقول من كتاب <جبال الذنوب وسيل الغفران>
جزاء الله من كتبته خير الجزاء

شكرا حبيبتي موضوع قيم جعلها الله في ميزان حسناتك ربي يغفر لنا ذنوبنا يا رب
موضوع رائع بوركتي حبيبتي
استغفرك اللهم و اتوب اليك موضوع هادف بوركت و جزاك الله كل خير
بارك الله فيكي
وجعلها في ميزان حسانتك
غفر الله لي ولكم ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات

استغفر الله العظيم واتوب اليه
الجيريا

اسعدني مروركن
وغفر الله لي ولكن ولوالدينا وجميع المؤمنين و المؤمنات الاحياء منهم والاموات

مكفرات الذنوب 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مكفرات الذنوب:

1- ذكر الله عند سماع الاذان قال صلى الله عليه وسلم( من قال حين يسمع المؤذن اشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له وان محمد عبده ورسوله .
2- رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالاسلام دينا غفر له ذنبه.
3-

4- مسلم.

3-الوضــــــوء قال صلى الله عليه وسلم( من توضا فاحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت اظافره (مسلم)

*الصلوات : قال صلى الله عليه وسلم(ارايتم لو ان نهرا بباب احدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا هل يبقى من درنه شيئا؟قالوا لايبقى من درنه شيئا قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا(البخاري)

*قيام الليل والاستغفار. قال صلى الله عليه وسلم(ينزل ربنا وتعالى كله ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسالني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له)

*الصدقه: قال صلى الله عليه وسلم(فتنة الرجل في اهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقه.

*اداب يوم الجمعه: قال صلى الله عليه وسلم(لايغتسل رجل يوم الجمعه ويتطهر بما استطاع من طهر ويدهن من دهنه ثم يصلي ماكتب له ثم ينصت اذا تكلم الامام الا غفر له مابينه وبين الجمعه الاخرى. البخاري

*صيام رمضان: قال صلى الله عليه وسلم( من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم

*قيـــــــــــام رمضان.من قام رمضان…

*قيام ليله القدر.من قام ليلة…

*صيام عاشورا.انه رجل سال النبي صلى الله عليه وسلم
(احتسب على الله ان يكفر السنه التي قبله)البخاري

*العـــــــــمره.العمره الى العمره كفاره….

*التسبيح.قال صلى الله عليه وسلم( من قال سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم مائة مره غفر له ماتقدم من ذنبه.

*الاعتراف بالفضل: من لبس ا ثوبا او اكل طعاما ثم قال الحمد لله الذي رزقني واطعمني بلا حول مني ولا قوة غفر له ماتقدم من ذنبه.ابو داود

الحج* الوقوف بعرفه* صيام عرفه وانه يكفر السنه الماضيه والباقيه
الحمى. او ارتفاع الحراره:

ان الرسول صلى الله عليه وسلم(دخل على ام السائب او ام المسيب فقال مالك يا ام المسيب تزفزفين؟ قالت الحمى لا بارك الله فيها فقال(لاتسبي الحمة فانها تذهب خطايا بني ادم كما يذهب الكير خبث الحديد) البخاري

*الامراض والاحزان والهموم.

قال صلى الله عليه وسلم(مايصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه الا كفر به من سيئاته) رواه البخاري ومسلم

*كفارة المجلس: قال صلى الله عليه وسلم:

0(من جلس في مجلس فكثر لغطه فقال قبل ان يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك .الا غفر له ماكان في مجلسه) اخرجه البخاري

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . كلها موعظة لكل مسلم ومسلمة وانشاء الله تزيد في ميزان حسناتك انشاء الله
تقبلي مروري
مشكوره ياقلبي على طرحك الجميل

بارك الله فيك ونفع الله بك

جزاك الله خيرا

بارك الله فيك
اللهم كفر عنا سيئاتنا و توفنا مع الأبرار
بارك الله فيك حبيبتي

الذنوب سبب لتسلط الأعداء للشيخ رضا بوشامة الجزائري 2024.

إنَّ أمة الإسلام في هذه الأوقات تمرُّ بأزمات وقلاقل كثيرة، اجتاحتهم فتن كثيفة، فاضطربت الأمور وانقلبت الموازين، فلا تكاد حربٌ تضع أوزارَها في صِقع من أصقاع المسلمين إلا واشتعلت في نواحي أخرى منه، فتن وحروب، وتدمير وتقتيل، مصائب متعددة ومحنٌ متنوعة في كثير ربوع دول الإسلام إلا ما رحم الله، تكالَبَ الأعداءُ على هذه الأمة وكادوا لها ولعقيدتها ودينها بكلِّ كيد، وما ذلك منهم إلا حسدا مِن عند أنفسهم، وإبعادا لأبناء هذه الأمَّة عن دينهم.
قال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء﴾، وقال: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾.
فالكافر يَوَدُّ من المسلم أن يكفرَ كما كفر، وأن يتَّبع هُداه إلى سقر، فلا يَقِرُّ له قرار ولا يطمأنَّ له بال حتى ينسلخ المسلم من هُويَّته ودينه وأصالته.
فمِن أجل ذلك تكالبت كلُّ قوى الأعداء بشتى الوسائل والإمكانات لتضليل المسلمين عن دينهم وعقيدتهم وأخلاقهم وقِيَمِهم، فغزوا بلدانهم بكل أنواع الغزو.
غزوٌ مسلَّح في مناطق معدودة من بلاد الإسلام، وإثارةٌ للفتن والقلاقل بين أبناء الدين الواحد، فتُثار النعرات، وتسال الدماء، ويُستعمل التفجير والتدمير والقتل والفتك بالأنفس والأعراض والأموال.
غزو فكريٌّ أشعله الكفَّار لزلزلة عقول المسلمين والعبث بأفكارهم، ولإزاحة الإيمان والعقيدة السليمة من قلوبهم، وإبعادهم عن يقينهم في الله وكتابه ورسوله ونقلة دينه من خير الصِّحاب وعلماءِ الدين من فقهاءَ ومحدِّثين، فانحرفَ كثيرٌ من مثقفيهم ـ زعموا ـ وشبابِهم بل وكبارهم نساء ورجالا عن جادة الحقِّ والصواب، ومالوا إلى عقائدَ دخيلة على هذا المجتمع، تنادي بالكفر بالله والتشكيك في كلام الله وكلام نبيِّه عليه الصلاة والسلام، فصار المسلمُ يَسمع كلمةَ الكفر تُقال وتُنشر عبر وسائل الإعلام على لسان من يتكلمون بلغتنا ويدينون وينتسبون إلى ديننا، لكنهم أشد على هذه الأمة من الكفار، وازداد هذا الأمرُ شدة باسم الحرية الدينية من خلال الوسائل السريعة في هذا الزمان الفظيع لنشر المعلومات وإيصال الأفكار بأقرب طريق وأيسره، مِن قنوات كافرة وفضائيات ملحدة ومواقع آثمة فتهدَّمت الأفكار وتاهت العقول واحتارت الألباب، فصار كثير من الناس بين زائغ عن الحقِّ وشاكٍّ في صدق أكرم الخلق.
وغزو أخلاقي في محاولات شنيعة من أعداء الدِّين لنسف ومحو الأخلاق الإسلامية والآداب الشرعية من قلوب الشباب والناشئة خاصَّة، بجعلهم مَرتَعًا للشهوات البهيمية يعيشون من أجل الشهوات المحرَّمة والفساد الأخلاقي بكلِّ أنواعه كالزِّنا واللواط وشرب الخمور والمخدرات؛ مِن غير مُراعة لدينٍ ولا قِيَمٍ ولا آدابٍ ومروءات؛ وقد مكر الكفَّار بالمسلمين في هذا المجال مكرًا شنيعاً من خلال ما يبثُّونه مِن أفلامٍ هابطة وصُورٍ ماجنة وأغانٍ خليعة آثمة تحرِّك في النفوس الشهوات والنزوات، فانعدمت الأخلاق في كثير من المجتمعات بين الرجال والنساء والشباب والشابات، فأصبحنا لا نفرِّق بين المسلم والفاجر، للتشابه في الظاهر والباطن.
غزوٌ عاطفي ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب، أظهروا للمسلمين أنهم أهلُ حقٍّ وعدل وأخلاق وإنسانية وحبٍّ للخير وسِلم وسلام، وأنهم أرأفُ بمجتمعاتهم من وُلاة أمورهم، ما يريدون إلا ليرفعوا عنهم الظلم والطغيان، وينهضوا بتلك البلدان إلى مصافِّ التقدم والعمران، فخدعوا كثيرا من الشعوب بتلك العبارات النمَّاقة والشعارات البرَّاقة فاتخذوهم أولياء وفتحوا لهم قلوبهم، وظنُّوا أنهم المخرجُ مما هم فيه من البلاء والمصائب والمظالم، فكانت النتيجة أن استولوا على بلدانهم وأخذوا خيراتهم، والواقع خير شاهد، والله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيل إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُون﴾.
فهذه حال المسلمين اليوم مع الكافرين، غزوٌ بكلِّ أنواعه وفي جميع مجالاته، بالعَداء والخداع، والمكر والإفساد، فنجحت مخططاتُهم أيَّما نجاح، حيث أصبحت أكثرُ بلاد المسلمين مَرتَعًا خَصْبًا لكلِّ كفر وفكر هدَّام، وخُلق ذميم شَنيع، فانتشر الجهل والشرك، والبدع والمعاصي وسوءُ الأخلاق والفعال، والموبقات والشقاق والخلافات، مع تحذير الله تعالى في كتابه مِن الكفار وكيدِهم، والمنافقين وشرورِهم، ورَسْم النبيِّ صلى الله عليه وسلم المنهجَ الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم ليسلمَ من الانجرار وراء تلك الدعوات الهدامات.
ففي الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ»، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: اليَهُودَ، وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ».
وتشبيهُه صلى الله عليه وسلم اتباعَ المسلمين لسَنن وطرق الكافرين بسلوك جُحر الضَّب لشدَّة ضِيقه ونَتَن ريحه وخُبثه، وكذلك عقائدُ الأمم الفاسدة التي انتشرت بين المسلمين، وأخلاقُهم الذَّميمة وعاداتُهم الفاسدة تفوح منها رائحةُ النَّتَن وتمرِّغ أنوفَنا في مستنقَعات من الوحَل، حتى أصبحت الآثامُ والرذائلُ عاداتٍ وفضائل.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال: «يوشِكُ الأُممُ أن تَداعَى عليكم كما تَداعَى الأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغثاء السَّيلِ، ولَينْزِعَنَّ اللهُ مِن صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذفنَّ اللهُ في قلوبِكم الوَهْنَ. فقال قائلٌ: يا رسُولَ الله، وما الوهْنُ؟ قال: حبُّ الدُنيا وكراهيةُ الموتِ». رواه أبو داود وأحمد وغيرهما.
وقد وقع ما ذكر في الحديث فَكَانَ كَمَا أَخْبَرَ وَظَهَرَ الضَّرَرُ، تداعت وتكالبت الأمم الكافرة على هذه الأمة، وما ذاك إلا لابتعادها عن دينها وعقيدتها، واستبدال ذلك بالمناهج الفاسدة في كلِّ أمورها، ورضاها بالدُّون والذلِّ، وكراهيتها للموت وحبِّها للدنيا وزخارفها.
فإن قال قائل: ما دُمنا على الحقِّ ودينِ الله الإسلام، فنحن أحسنُ حظًّا من الكافرين الذي كفروا بالله وعاندوا أمرَه وألحدوا في آياته، فلِم نصرَهم الله على المسلمين، والمسلمون أحسنُ منهم بتوحيدهم لله ولو كانوا عاصين.
فجواب هذا السؤال في كتاب الله وسيرةِ رسوله عليه الصلاة والسلام؛ إذ وقع مثلُه لمن كانوا خيرَ أمَّة أُخرجت للناس، فضرب الله بهم مثلاً لمن عصى أمرَه وترك طاعتَه.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: «وَهَذِهِ الْمُشْكِلَةُ اسْتَشْكَلَهَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَفْتَى اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِيهَا، وَبَيَّنَ السَّبَبَ فِي ذَلِكَ بِفَتْوَى سَمَاوِيَّةٍ تُتْلَى فِي كِتَابِهِ جَلَّ وَعَلَا. وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا وَقَعَ مَا وَقَعَ بِالْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ: فَقُتِلَ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنُ عَمَّتِهِ، وَمُثِّلَ بِهِمَا، وَقُتِلَ غَيْرُهُمَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَقُتِلَ سَبْعُونَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، وَجُرِحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشُقَّتْ شَفَتُهُ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَّتُهُ، وَشُجَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ … اسْتَشْكَلَ الْمُسْلِمُونَ ذَلِكَ، وَقَالُوا: كَيْفَ يَنَالًُ مِنَّا الْمُشْرِكُونَ وَنَحْنُ عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا؟ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾، فِيهِ إِجْمَالٌ بَيَّنَهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا – إِلَى قَوْلِهِ – لِيَبْتَلِيَكُمْ﴾.
فَفِي هَذِهِ الْفَتْوَى السَّمَاوِيَّةِ بَيَانٌ وَاضِحٌ؛ لِأَنَّ سَبَبَ تَسْلِيطِ الْكُفَّارِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ هُوَ فَشَلُ الْمُسْلِمِينَ، وَتَنَازُعُهُمْ فِي الْأَمْرِ، وَعِصْيَانُهُمْ أَمْرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِرَادَةُ بَعْضِهِمُ الدُّنْيَا مُقَدِّمًا لَهَا عَلَى أَمْرِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ». أضواء البيان (540/3).

وما ذكره رحمه الله جاء بيانُه في سيرته عليه الصلاة والسلام، روى البخاري في صحيحه عن البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يُحَدِّثُ قَالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّجَّالَةِ يَوْمَ أُحُدٍ ـ وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا ـ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: «إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلاَ تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا، حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا القَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ، فَلاَ تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ»، فَهَزَمُوهُمْ، … ثم قال: فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ: الغَنِيمَةَ أَيْ قَوْمِ … الغَنِيمَةَ، ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ، فَمَا تَنْتَظِرُونَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ، فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الغَنِيمَةِ، فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ، فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ، فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ».
فهؤلاء هم خيرُ أمة أُخرجت للناس ابتلاهم الله تعالى بهزيمة قاسية يومَ أحُد وكان سببَ فشلهم تنازُعُهم وعِصيانُهم لأمر نبيِّهم عليه الصلاة والسلام، بل عاقَبهم بذلك لأمرٍ فعلوه قبل ذلك بعام في غزوة بدر، لما أسروا المشركين في هذه الغزوة العظيمة تشاوروا في قتلهم أو أخذ الفداء من أهالِيهم فاختاروا الفداءَ، فعاتبهم الله في ذلك وقال: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيم لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيم﴾.
روى أحمد في المسند عن عُمَر بن الخطاب قال: «غَدَوْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ وَأَبُو بَكْرٍ وَإِذَا هُمَا يَبْكِيَانِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي مَاذَا يُبْكِيكَ أَنْتَ وَصَاحِبَكَ؟ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنَ الْفِدَاءِ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُكُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ ـ لِشَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ ـ وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ﴾ ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ﴾ مِنَ الْفِدَاءِ، ثُمَّ أُحِلَّ لَهُمُ الْغَنَائِمُ.
قال عمر: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ عُوقِبُوا بِمَا صَنَعُوا يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ أَخْذِهِمُ الْفِدَاءَ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ، وَفَرَّ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَهُشِمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، وَسَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ، وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ بِأَخْذِكُمُ الْفِدَاءَ».
فهاتان مخالفتان إحداهما يوم بدر والأخرى يوم أُحُد مكَّنت المشركين من المسلمين فقتلوا مَن قتلوا منهم وهم خيرُ الناس وأفضلُهم عند الله، بل أدْمَوا رأسَ رسول الله وكسروا سنَّ خير خلق الله، فكيف الحالُ بأمَّة تَسبَح في بحر المخالفات والشركيات، والبدع والمنكرات، والآثام والمحرَّمات، ثم ترجو النصرَ من الله والتمكين في الأرض، وتستغرب كيدَ الأعداء وتسلُّطَ الكفار، واستيلاءَ المنافقين والفجَّار.
فمَن رام الفلاحَ والعِزَّةَ فليرجع إلى دين الله، وليُقلع عن المعاصي، وليعمل بالطاعة، فمَن لم ينتصر على نفسِه بإقام صلاة الفجر في وقتها، كيف يكون أهلاً لأن ينتصرَ على عدوِّه؟! ولا يتحقَّق ذلك إلا بالإيمان والإسلام الصادق.
وفي مسند أحمد وغيره عن فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ».
نسأل الله أن يردَّ المسلمين إلى دينهم ردًّا جميلا، وأن يخذل الكافرين والمشركين ويجعل ندبيرهم تدميرهم، والحمد لله رب العالمين.

ربي يهدينا
اللهم أنصر الاسلام و المسلمين في كل بقاع الأرض
بوركت أخت سلوى
اللهم ردنا اليك ردا جميلا وارضى عنا واغفر لنا
جزاك الله خيرا على ماقدمت
وحفظ الله شيخنا رضا ابو شامة على مابين لنا
اللهم لا تسلط علينا بدنوبنا من لا يخافك و لا يرحمنا و اهدينا الى الطريق المستقيم
نسأل الله العافية والسلامة
اللهم قنا شر الفتن ماظهر منها وما بطن
اخواتي اكثرن الاستغفار والتوبة الى الله لقوله تعالى: وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخشاك ومن لا يرحمنا
جزاك الله خيرا الحبيبة أم سلوى
الله يجازيكم كل خير
مشكورات على تنويركم للموضوع
كل ذنب من ذنوبنا التي نتعمدها هي تعطيل لنصر المسلمين…..ما اعظمها من مصيبة…..

اللهم اغفر لنا خطاينا وتب علينا ووحد صفوف المسلمين وكلمتهم وانصرهم على انفسهم وعلى الشيطان الرجيم وعلى اعداء الدين في كل مكان…..

انتقاء مميز حبيبتي سلوى جعله الله في موازين حسناتك

الشرك بالله أعظم الذنوب .ابن تيمية رحمه الله 2024.



الجيريا
الشرك بالله أعظم الذنوب


اعلم ـ رحمك الله ـ أن الشرك بالله أعظم ذنب عُصى الله به، قال الله تعالى‏:‏ ‏{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن}‏ ‏[النساء‏:‏ 48، 116‏]
‏ وفى الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم سئل‏:‏أى الذنب أعظم ‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏أن تجعل لله ندا وهو خلقك‏)‏‏!‏‏!‏ والند المثل‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}‏ ‏[
‏البقرة‏:‏22]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ}‏ ‏[الزمر‏:‏ 8‏]‏ فمن جعل لله ندا من خلقه فيما يستحقه عز وجل من الإلهية والربوبية فقد كفر بإجماع الأمة‏.‏

فإن الله ـ سبحانه ـ هو المستحق للعبادة لذاته؛ لأنه المألوه المعبود، الذى تألهه القلوب وترغب إليه، وتفزع إليه عند الشدائد، وما سواه فهو مفتقر مقهور بالعبودية، فكيف يصلح أن يكون إلها‏؟‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ}‏ ‏[‏الزخرف‏:‏15]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}‏‏[‏مريم‏:‏ 93‏]‏، وقال الله تعالى‏:‏ ‏{لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 172‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}‏ ‏[‏الذاريات‏:‏ 51‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 11]‏، فالله ـ سبحانه ـ هو المستحق أن يعبد لذاته، قال تعالى ‏:‏‏{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}‏ ‏[‏الفاتحة‏:‏ 2‏]‏، فذكر ‏(‏الحمد‏)‏ بالألف واللام التى تقتضى الاستغراق لجميع المحامد، فـدل على أن الحمد كله لله، ثم حصره فى قوله‏:‏ ‏{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}‏ ‏[‏الفاتحة‏:‏ 5‏]‏‏.‏ فهذا تفصيل لقوله‏:‏ ‏{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}‏‏.‏ فهذا يدل على أنه لا معبود إلا الله، وأنه لا يستحق أن يعبد أحد سواه، فقوله‏:‏‏{إِيَّاكَ نَعْبُدُ}‏ إشارة إلى عبادته بما اقتضته إلهيته‏:‏ من المحبة والخوف، والرجاء، والأمر، والنهى‏.
‏‏ {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}‏ إشارة إلى ما اقتضته الربوبية ،من التوكل والتفويض والتسليم؛ لأن الرب ـ سبحانه وتعالى ـ هو المالك، وفيه أيضا معنى الربوبية والإصلاح، والمالك الذى يتصرف فى ملكه كما يشاء‏.‏

فإذا ظهر للـعبد من سـر الربـوبية أن الملك والتدبير كله بيد الله تعالى، قال تعالى‏:‏ ‏{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}‏ ‏[‏الملك ‏:‏1‏]‏ فلا يرى نفعا، ولا ضرا، ولا حركة، ولا سكونًا، ولا قبضا، ولا بسطا، ولا خفضًا، ولا رفعًا، إلا والله ـ سبحانه وتعالى ـ فاعله، وخالقه، وقابضه، وباسطه، ورافعه، وخافضه‏.‏ فهذا الشهود هو سر الكلمات الكونيات، وهو علم صفة الربوبية‏.‏ والأول هو علم صفة الإلهية وهو كشف سر الكلمات التكليفيات‏.‏
فالتحقيق بالأمر والنهى، والمحبة والخوف والرجاء، يكون عن كشف علم الإلهية‏.‏
والتحقيق بالتوكل والتفويض والتسليم يكون بعد كشف علم الربوبية، وهو علم التدبير السارى فى الأكوان، كما قال الله عز وجل‏:‏‏{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 40‏]‏‏.‏ فإذا تحقق العبد لهذا المشهد، ووفقه لذلك، بحيث لا يحجبه هذا المشهد عن المشهد الأول فهو الفقيه فى عبوديته، فإن هذين المشهدين عليهما مدار الدين، فإن جميع مشاهد الرحمة واللطف والكرم، والجمال داخل فى مشهد الربوبية‏.‏
ولهذا قيل‏:‏ إن هذه الآية جمعت جميع أسرار القرآن‏:‏ ‏{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}‏؛ لأن أولها اقتضى عبادته بالأمر والنهى، والمحبة والخوف والرجاء، كما ذكرنا، وآخرها اقتضى عبوديته بالتفويض والتسليم، وترك الاختيار، وجميع العبوديات داخلة فى ذلك‏.‏
ومن غاب عن هذا المشهد وعن المشهد الأول، ورأى قيام الله عز وجل على جميع الأشياء، وهو القيام على كل نفس بما كسبت، وتصرفه فيها، وحكمه عليها، فرأى الأشياء كلها منه صادرة عن نفاذ حكمه، وإرادته القدرية، فغاب بما لاحظ عن التمييز والفرق، وعطل الأمر والنهى والنبوات، ومرق من الإسلام مروق السهم من الرَّمِيَّةِ‏.‏

وإن كان ذلك المشهد قد أدهشه وغيب عقله، لقوة سلطانه الوارد، وضعف قوة البصيرة؛ أن يجمع بين المشهدين، فهذا معذور منقوص إلا من جمع بين المشهدين‏:‏ الأمر الشرعى، ومشهد الأمر الكونى الإرادى‏.‏ وقد زلت فى هذا المشهد أقدام كثيرة من السالكين؛ لقلة معرفتهم بما بعث الله به المرسلين؛ وذلك لأنهم عبدوا الله على مرادهم منه، ففنوا بمرادهم عن مراد الحق ـ عز وجل ـ منهم؛لأن الحق يغنى بمراده ومحبوبه، ولو عبدوا الله على مراده منهم لم ينلهم شىء من ذلك؛لأن العبد إذا شهد عبوديته ولم يكن مستيقظاً لأمر سيده، لا يغيب بعبادته عن معبوده، ولا بمعبوده عن عبادته، بل يكون له عينان ينظر بأحدهما إلى المعبود كأنه يراه ؛كما قال صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الإحسان‏:‏‏(‏أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك‏)‏، والأخرى ينظر بها إلى أمر سيده، ليوقعه على الأمر الشرعى الذى يحبه مولاه ويرضاه‏.‏
فإذا تقرر هذا، فالشرك إن كان شركاً يكفر به صاحبه، وهو نوعان ‏:‏
شرك فى الإلهية، وشرك فى الربوبية‏.‏
فأما الشرك فى الإلهية فهو‏:‏ أن يجعل لله نداً، أى‏:‏ مثلا فى عبادته، أو محبته، أو خوفه، أو رجائه، أو إنابته، فهذا هو الشرك الذى لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، قال تعالى‏:‏‏{قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ}‏ ‏[‏الأنفال‏:‏38‏]‏ وهذا هو الذى قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مشركـى العـرب؛ لأنهم أشـركوا فى الإلـهية، قـال الله تعــالى‏:‏ ‏{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ}‏ الآية ‏[‏البقرة ‏:‏165‏]‏، وقالوا‏:‏‏{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}‏ الآية ‏[‏الزمر‏:‏3‏]‏، وقالوا‏:‏ ‏{أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}‏ ‏!‏ ‏[‏ص‏:‏ 5‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ}‏ إلـى قوله‏:‏ ‏{الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ}‏ ‏[‏ق‏:‏ 24‏:‏ 26‏]‏‏.‏
وقال النبى صلى الله عليه وسلم لحُصَيْن‏:‏ ‏(‏كم تعبد ‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ ستة فى الأرض وواحد فى السماء‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏فمن الذى تعد لرغبتك ورهبتك ‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ الذى فى السماء‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏ألا تسلم فأعلمك كلمات ‏؟‏‏)‏ فأسلم‏.‏ فقال النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏قل‏:‏ اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِى رشْدى، وَقِنِي شَرَّ نَفْسِي‏)‏‏.‏
وأما الربوبية فكانوا مقرين بها، قال الله تعالى‏:‏ ‏{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}‏ ‏[‏لقمان‏:‏ 25‏]‏، وقال‏:‏ ‏{قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}‏ ‏؟‏ ‏[‏المؤمنون‏:‏ 84- 89‏]‏، وما اعتقد أحد منهم قط أن الأصنام هى التى تُنَزِّل الغَيْثَ، وترزق العالم وتدبره، وإنما كان شركهم كما ذكرناه‏:‏ اتخذوا من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله، وهذا المعنى يدل على أن من أحب شيئا من دون الله كما يحب الله تعالى، فقد أشرك، وهذا كقوله‏:‏ ‏{قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}‏ ‏[‏الشعراء‏:‏96-98‏]‏‏.‏ وكذا من خاف أحداً كما يخاف الله، أو رجاه كما يرجو الله، وما أشبه ذلك‏.‏
وأما النوع الثانى‏:‏ فالشرك فى الربوبية، فإن الرب سبحانه ـ هو المالك المدبر، المعطى المانع، الضار النافع، الخافض الرافع، المعز المذل ،فمن شهد أن المعطى أو المانع، أو الضار أو النافع، أو المعز أو المذل غيره، فقد أشرك بربوبيته‏.‏
ولكن إذا أراد التخلص من هذا الشرك، فلينظر إلى المعطى الأول مثلا ،فيشكره على ما أولاه من النعم، وينظر إلى من أسدى إليه المعروف فيكافئه عليه، لقوله عليه السلام‏:‏ ‏(‏من أسْدَى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له، حتى تروا أنكم قد كافأتموه‏)‏ لأن النعم كلها لله تعالى، كما قال تعالى‏:‏ ‏{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ}‏ ‏[‏النحل‏:‏53‏]‏،وقال تعالى‏:‏‏{كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏20‏]‏، فالله ـ سبحانه ـ هو المعطى على الحقيقة، فإنه هو الذى خلق الأرزاق وقدرها، وساقها إلى من يشاء من عباده، فالمعطى هو الذى أعطاه، وحرك قلبه لعطاء غيره‏.‏ فهو الأول والآخر‏.‏
ومما يقوى هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضى الله عنهما‏:‏ ‏(‏واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك، لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجَفَّت الصُّحُفُ‏)‏‏.‏ قال الترمذى‏:‏ هذا حديث صحيح‏.‏ فهذا يدل على أنه لا ينفع فى الحقيقة إلا الله، ولا يضر غيره، وكذا جميع ما ذكرنا فى مقتضى الربوبية‏.‏
فمن سلك هذا المسلك العظيم استراح من عبودية الخلق ونظره إليهم، وأراح الناس من لَوْمِه وذَمِّه إياهم، وتجرَّد التوحيد فى قلبه، فقوى إيمانه، وانشرح صدره، وتنور قلبه، ومن توكل على الله فهو حسبه، ولهذا قال الفُضَيْل بن عياض ـ رحمه الله ـ‏:‏ من عرف الناس استراح‏.‏ يريد ـ والله أعلم ـ أنهم لا ينفعون ولا يضرون‏.‏
وأما الشرك الخفى‏:‏ فهو الذى لا يكاد أحد أن يسلم منه، مثل‏:‏ أن يحب مع الله غيره‏.‏
فإن كانت محبته لله مثل حب النبيين والصالحين، والأعمال الصالحة فليست من هذا الباب؛ لأن هذه تدل على حقيقة المحبة، لأن حقيقة المحبة أن يحب المحبوب وما أحبه، ويكره ما يكرهه، ومن صحت محبته امتنعت مخالفته؛ لأن المخالفة إنما تقع لنقص المتابعة، ويدل على نقص المحبة قول الله تعالى‏:‏ ‏{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}‏ الآية ‏[‏آل عمران‏:‏ 31‏]‏‏.‏ فَلَيْسَ الكَلام فى هذا‏.‏ إنما الكلام فى محبة تتعلق بالنفوس لغير الله تعالى، فهذا لا شك أنه نقص فى توحيد المحبة لله، وهو دليل على نقص محبة الله تعالى، إذ لو كملت محبته، لم يحب سواه‏.‏
ولا يرد علينا الباب الأول؛ لأن ذلك داخل فى محبته‏.‏ وهذا ميزان لم يجر عليك، كلما قويت محبة العبد لمولاه، صغرت عنده المحبوبات وقلت، وكلما ضعفت، كثرت محبوباته وانتشرت
وكذا الخوف، والرجاء ،وما أشبه ذلك، فإن كمل خوف العبد من ربه لم يخف شيئاً سواه، قـال الـله تعـالى‏:‏ ‏{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏39‏]‏، وإذا نقص خوفه خاف من المخلوق، وعلى قدر نقص الخوف وزيادته يكون الخوف كما ذكرنا فى المحبة، وكذا الرجاء وغيره، فهذا هو الشرك الخفى، الذى لا يكاد أحد أن يسلم منه، إلا من عصمه الله تعالى‏.‏ وقد روى أن الشرك فى هذه الأمة أخفى من دبيب النمل‏.‏
وطرق التخلص من هذه الآفات كلها‏:‏ الإخلاص لله عز وجل، قال الـله تعـالى‏:‏‏{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}‏ ‏[‏الكهف‏:‏110‏]‏، ولا يحصل الإخلاص إلا بعد الزهد، ولا زهد إلا بتقوى، والتقوى متابعة الأمر والنهى‏.

اللهم الزمنا التوحيد الخالص الى يوم لقائك يا واحد يا احدالجيريا