شرح حديث إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى 2024.

الجيريا


الجيريا

السؤال:
ما معنى الحديثين‏:‏ ‏(‏إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى‏)‏ ‏[‏رواه البخاري في ‏صحيحه‏‏‏]‏، والآخر‏:‏ ‏(‏عفي لأمتي الخطأ والنسيان وما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به‏)‏ ‏[‏رواه الدارقطني في ‏سننه‏]‏‏؟‏



الإجابة:
معنى الحديث الأول‏:‏ أن المعتبر في أعمال العبادات نية صاحبها، لا صورها الظاهرة؛ فمن كان يقصد بعمله وجه الله وثوابه؛ فعبادته صحيحة؛ بشرط أن تكون موافقة لما شرعه الله ورسوله، ويرجى له فيها الثواب، ومن كان يقصد بعمله رثاء الناس ومدحهم له، أو يقصد به طمعًا من مطامع الدنيا؛ فعمله باطل، لا ثواب له عليه‏.‏

قال تعالى‏:‏ {‏فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ، الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ، وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ‏}‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ، أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ في الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏سورة هود‏:‏ آية 15، 16‏]‏‏.‏
وكذلك؛ من أراد نافلة؛ لم تجز عن فريضة‏.‏‏.‏‏.‏ إلى غير ذلك‏.‏
وأما قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏عفي لأمتي الخطأ والنسيان‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏ الحديث؛ فمعناه‏:‏ أن الله سبحانه لا يؤاخذ المخطئ والناسي؛ لأنهما لا قصد لهما، فمن أكل أو شرب ناسيًا في نهار رمضان وهو صائم؛ فإن ذلك لا يؤثر على صيامه‏.‏‏.‏‏.‏ ونحو ذلك‏.‏
وكذلك لا يؤاخذ الله من فكر في نفسه بعمل معصية قولية أو فعلية، لكنه لم ينفذ ما فكر فيه، مع تمكنه منه؛ فإنه لا يأثم على مجرد نيته، وهذا من فضل الله على عباده، وحثهم على فعل الطاعات وترك المعاصي والمحرمات‏.

https://ar.islamway.net/fatwa/7865

الجيريا

شكرا بارك الله فيك
وفيك بارك الرحمان غاليتي

لماذ الأعمال الصالحه تذهب هبائا منثورا؟ 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثير من الناس يعملون الصالحات من صلاة وصيام وتلاوة قرآن وصدقات وزيارة مريض الخ
ولكن يتفاجأ يوم القيامة ان اعماله التي تعب من اجلها قد ولت هباء منثورا لماذا؟؟
لان هناك اعمال واقوال تحبط العمل الصالح ومنها

ــــ الرياء ــــــ
والرياء : هو إرادة غير وجه الله في طاعة من الطاعات أو تشريكالنية بين الله جل وعلا وغيره

ـــــــ الحسد ــــــ
قول الرسول صلى الله عليه وسلم (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) .

الغيبة والكلام في الناس بغيبتهم واذاء الناس بالسان
مثل هذه الصحابية التي تجتهد في العبادة ليلا وتهارا ولكن بسبب لسانها من غيبة وكذب واذى …تدخل النار
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قِيلَ لِلنَبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ فلانةَ تَقُومُ اللَيْلَ وَتَصُومُ النَهَارَ, وَتَفْعَلُ وَتَصَدَّقُ, وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا،

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا خَيْرَ فِيهَا, هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ",
فهذه تؤذي جيرانها بلسانها فما بالك بمن تؤذي زوجها بلسانها؟؟

ـــــــ العجبــــــ
العُجب هو : الإحساس بالتميّز ، والافتخار بالنفس ، والفرحبأحوالها ، وبما يصدر عنها من أقوال وأفعال ، محمودة أو مذمومة

ــــــ الجرأة على المعاصي في (( الخلوات (( ـــــــــ
وعمدة هذا المحبط حديث ثوبان الذي رواهابن ماجة وصححه الألباني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"لأعلمن أقواما منأمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباءمنثورا " قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلمقال :" أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذاخلوا بمحارم الله انتهكوها !! "
( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجركبير ، وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور )
قال سحنون : " إياك أنتكون عدوا لإبليس في العلانية صديقا له في السر " .
وقال وهيب بن الورد: " اتقأن يكون الله أهون الناظرين إليك " .

ــــــ ظلم الناس والاعتداء عليهم قولا أو فعلا ـــــــــــ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه :أتدرون من المفلس؟ . قالوا : المفلس فينا يا رسولالله من لا درهم له ولا متاع . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المفلس من أمتيمن يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مالهذا ،وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيقعد فيقتص هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإنفنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه ؛ أخذ من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرح عليه ، ثمطرح في النار

ــــــ (( المن ))ــــ
على الناس بما قدمت لهم من الصدقات او المساعدات وفعل الخير
( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالمَنِّ والأذَى)

ــــــ معصية الرسول صلى الله عليه وسلم ــــــــــ
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا لهبالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون } فحذر المؤمنين من حبوطأعمالهم بالجهر لرسول الله صلى الله عليه و سلم كما يجهر بعضهم لبعض وليس هذا بردةبل معصية تحبط العمل وصاحبها لا يشعر بها
فما بالك بمن قدم علىقول الرسول صلى الله عليه و سلم وهدية وطريقه ؟ أليس هذا قدحبط عمله وهو لا يشعر ؟
فالواجب ان نتبع اوامر الرسول صلى الله عليه وسلم

التألّي على اللهالتألّي على الله ، أن تقول: فلان كافر ، فلان مشرك ، فلانلن يرحمه الله ، فلان لن يغفر الله له ، من أنت ؟
سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان عند أحد أصحابه الذين توفاهم الله ، واسمه أباالسائب، سمع امرأة تقول ، وكان من أصحاب النبي ، وخاض معه الغزوات ، تقول : هنيئاًلك أبا السائب ، لقد أكرمك الله ، فقال عليه الصلاة والسلام

((

وما أدراك أنالله أكرمه ؟ قولي : أرجو الله أن يكرمه ، وأنا نبي مرسل لا أدري ما يفعل بي ولابكم )) .

[


السنن ]

وقد ذكرت بعض المحبطات للعمل نسأل الله السلامة ..
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلي وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد
[align=center]الجيريا[/align]
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلي وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد

جزاكي الله كل خير وبميزان حسناتك يارب
تحياتي الك

[align=center]الجيريا[/align]
منورين الصفحة بطلتكم الحلوة
جًِْزٍُآكَ آللهٍَ خٌِيَرٌٍ آلجًِْزٍُآء وٍجًِْعًٍلهٍَ فْيَ مًوٍآزٍُيَيَنْ آعًٍمًآلكَ
وٍآسٌِِّآل آللهٍَ تُِِّْعًٍآلى آلتُِِّْوٍفْيَقٌٍ وٍآلسٌِِّدًٍآدًٍ لنْآ وٍلكَمً فْيَ آلدًٍآرٌٍيَنْ
وٍآنْ يَوٍفْقٌٍنْآ لخٌِيَرٌٍ آلآعًٍمًآل وٍلكَل مًآيَحٍّبٌَِهٍَ وٍيَرٌٍضًٍآآهٍَ
مًنْ قٌٍوٍل وٍعًٍمًل يَقٌٍرٌٍبٌَِنْآ آلى آللهٍَ تُِِّْعًٍآلى

الجيريا

أسباب التفريط في الأعمال الصالحة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن للتفريط في الأعمال الصالحة أسبابًا كثيرة يطول حصرها، غير أن من أهمها ما يلي:
*الغفلة عن مدى حاجة المرء المسلم إلى تحصيل مثل هذه الأجور المضاعفة، والتي قد يُسَد بها نقصًا كبيرًا من الخلل الوارد على الفرائض، ناهيكم عن التزود في الطاعة، والله -جلَّ وعلا- يقول: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}[البقرة:197].
* ضعف التصور الصحيح، أو تلاشيه وبعده عن حقيقة أجور بعض الأعمال المضاعفة.
فإن الاستمساك بالشيء والعضَّ عليه بالنواجذ، إنما هو فرع عن تصوره وإدراكه، يقول ابن الجوزي-رحمه الله-: "من لمح فجر الأجر؛ هان عليه ظلام التكليف".
* توهم البعض من الناس أنهم بلغوا درجةً عُليا من كمال زائفٍ في الجوانب الإيمانية، مما شكَّل حاجزًا منيعًا في الحيلولة دون اغتنام الفرص وزيادة نسبة الإيمان لدى الواحد منهم.
* العجز والكسل اللذان تعوَّذ منهما النبي-صلى الله عليه وسلم-، وإن كان العاجز معذورًا في بعض الأحايين لعدم قدرته، فإن الكسول الذي يتثاقل ويتراخى مع القدرة قد لا يُعذر: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}[التوبة:46].
*كثرة الاشتغال بالمباحات والإفراط فيها، حتى ينغمس فيها المرء فيثقل، ويركن إليها فيبرد.
ولذلك كان نهج السلف واضحًا في الإقلال من المباحات الملهية، والتي يأنس لها القلب فتُقْعِده عن قربة مستحبةٍ، أو فرصة سانحة، ولذلك قال الإمام أحمد-رحمه الله-: "إني لأدع ما لا بأس فيه خشية الوقوع في ما فيه بأس".

للشيخ: سعود الشريم-حفظه الله-

و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته
بارك الله فيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الله اختي الداعية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركآته
جزآكِ الله كل خير أختي ..
صحيح كل مآ ذكرتِ ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك حبيبتي و نفع بك

هل الأعمال التي يعملها الإنسان هي من إرادة الله 2024.

هل الأعمال التي يعملها الإنسان هي من إرادة الله

يقول السائل: هناك بعض الناس يقول: إن كل الأعمال التي يعملها الإنسان هي من إرادة الله فنرجو أن توضحوا لنا: هل الإنسان مخير أم مسير؟

هذه المسألة قد يلتبس أمرها على بعض الناس، والإنسان مخير ومسير، مخير؛ لأن الله أعطاه إرادة اختيارية، وأعطاه مشيئة يتصرف بها في أمور دينه ودنياه، فليس مجبراً مقهوراً، بل له اختيار ومشيئة وله إرادة.

كما قال عز وجل: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[1]، وقال تعالى: فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ[2]، وقال سبحانه: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ[3].
فالعبد له اختيار وله إرادة وله مشيئة، لكن هذه الإرادة وهذه المشيئة لا تقع إلا بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى، فهو جل وعلا المصرف لعباده، والمدبر لشئونهم، فلا يستطيعون أن يشاءوا شيئاً أو يريدوا شيئاً إلا بعد مشيئة الله له وإرادته الكونية القدرية سبحانه وتعالى، فما يقع في العباد، وما يقع منهم كله بمشيئة من الله سابقة وقدر سابق، فالأعمال والأرزاق والآجال والحروب وانتزاع ملك، وقيام ملك، وسقوط دولة، وقيام دولة، كله بمشيئة الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[4] سبحانه وتعالى.
والمقصود أنه جل وعلا له إرادة في عباده ومشيئة لا يتخطاها العباد، ويقال لها الإرادة الكونية والمشيئة، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ومن هذا قوله سبحانه وتعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ[5]، وقال تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[6].
فالعبد له اختيار وله إرادة ولكن اختياره وإرادته تابعتان لمشيئة الله وإرادته سبحانه وتعالى، فالطاعات بقدر الله، والعبد مشكور عليها ومأجور، والمعاصي بقدر الله والعبد ملوم عليها ومأزور آثم، والحجة قائمة، فالحجة لله وحده سبحانه، قال تعالى: قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ[7]، وقال سبحانه وتعالى: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ[8].
فالله سبحانه لو شاء لهداهم جميعاً ولكن له الحكمة البالغة حيث جعلهم قسمين: كافراً ومسلماً، وكل شيء بإرادته سبحانه وتعالى ومشيئته فينبغي للمؤمن أن يعلم هذا جيداً، وأن يكون على بينة في دينه فهو مختار، له إرادة، وله مشيئة، يستطيع يأكل، ويشرب، ويضارب، ويتكلم، ويطيع، ويعصي، ويسافر، ويقيم، ويعطي فلاناً، ويحرم فلاناً، إلى غير هذا، فله مشيئة في هذا وله قدرة; ليس مقهوراً ولا ممنوعاً.
ولكن هذه الأشياء التي تقع منه لا تقع إلا بعد سبق القدر من الله بها، بعد أن تسبق إرادة الله تعالى ومشيئته لهذا العمل قال تعالى: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ[9]، فهو سبحانه مسير لعباده، كما قال عز وجل: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ[10]، فهو مسير لعباده وبيده نجاتهم وسعادتهم وضلالهم وهلاكهم، وهو المصرف لعباده، يهدي من يشاء ويضل من يشاء سبحانه وتعالى، يعطي من يشاء ويحرم من يشاء، يسعد من يشاء ويشقي من يشاء، لا أحد يعترض عليه سبحانه وتعالى.
فينبغي لك يا عبد الله أن تكون على بصيرة في هذا الأمر، وأن تتدبر كتاب ربك، وسنة نبيك عليه الصلاة والسلام، حتى تعلم هذا واضحاً في الآيات والأحاديث، فالعبد مختار له مشيئة وله إرادة وفي نفس الأمر ليس له شيء من نفسه، بل هو مملوك لله عز وجل مقدور لله سبحانه وتعالى، يدبره كيف يشاء سبحانه وتعالى فمشيئة الله نافذة، وقدره السابق ماضٍ فيه، ولا حجة له في القدر السابق، فالله يعلم أحوال عباده ولا تخفى عليه خافية سبحانه وتعالى، وهو المدبر لعباده والمصرف لشئونهم جل وعلا، وقد أعطاهم إرادة ومشيئة واختياراً يتصرفون به فله الحكمة البالغة والحجة الدامغة وهو الحكيم العليم.
هل الأعمال التي يعملها الإنسان هي من إرادة الله |

الحديث الأول:إنما الأعمال بالنيات 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركآته


الحديث الأول

إنما الأعمال بالنيات


(عَنْ أَمِيرِ المُؤمِنينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ تعالى عنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُوله فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ وَرَسُوله، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَو امْرأَة يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)
رواه البخاري ومسلم في صحيحهما

وفقكن الله



الشرح

عَنْ أَمِيرِ المُؤمِنينَ وهو أبو حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه،آلت إليه الخلافة بتعيين أبي بكر الصديق رضي الله عنه له، فهو حسنة من حسنات أبي بكر، ونصبه في الخلافة شرعي، لأن الذي عينه أبو بكر، وأبو بكر تعين بمبايعة الصحابة له في السقيفة، فخلافته شرعية كخلافة أبي بكر، ولقد أحسن أبو بكر اختياراً حيث اختار عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وفي قوله سَمِعْتُ دليل على أنه أخذه من النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة. والعجب أن هذا الحديث لم يروه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عمر رضي الله عنه مع أهميته، لكن له شواهد في القرآن والسنة. ففي القرآن يقول الله تعالى: (وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ )(البقرة: الآية272) فهذه نية، وقوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً )(الفتح: الآية29) وهذه نيّة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِيْ بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلا أُجِرْتَ عَلَيْهَا حَتَّى مَا تَجْعَلَهُ فِي فِيّ امْرَأَتِك فقوله: تَبْتَغِي بِها وَجْهَ اللهِ فهذه نية، فالمهم أن معنى الحديث ثابت بالقرآن والسنة. ولفظ الحديث انفرد به عمر رضي الله عنه، لكن تلقته الأمة بالقبول التام، حتى إن البخاري رحمه الله صدر كتابه الصحيح بهذا الحديث.
قوله : إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى لهذه الجملة من حيث البحث جهتان: نتكلم أولاً على مافيه من البلاغة:
فقوله: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ فيه من أوجه البلاغة الحصر، وهو:إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما سواه،وطريق الحصر: إِنَّمَا لأن (إنما) تفيد الحصر، فإذا قلت: زيد قائم فهذا ليس فيه حصر، وإذا قلت: إنما زيد قائم، فهذا فيه حصر وأنه ليس إلا قائماً. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى .

وفي قوله صلى الله عليه وسلم: وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا أو امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيهِ من البلاغة: إخفاء نية من هاجر للدنيا، لقوله: فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ولم يقل: إلى دنيا يصيبها، والفائدة البلاغية في ذلك هي: تحقير ما هاجر إليه هذا الرجل، أي ليس أهلاً لأن يُذكر، بل يُكنّى عنه بقوله: إلى ما هاجر إليه.
وقوله: مَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ الجواب: فَهِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فذكره تنويهاً بفضله، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا أو امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيهِ ولم يقل:إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، لأن فيه تحقيراً لشأن ما هاجر إليه وهي: الدنيا أو المرأة.
* أما من جهة الإعراب، وهو البحث الثاني:
فقوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ مبتدأ وخبر، الأعمال: مبتدأ، والنيات: خبره.
وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى أيضاً مبتدأ وخبر، لكن قُدِّم الخبر على المبتدأ؛ لأن المبتدأ في قوله: وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى هو: ما نوى متأخر.
فمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ هذه جملة شرطية، أداة الشرط فيها: مَنْ، وفعل الشرط: كانت، وجواب الشرط: فهجرته إلى الله ورسوله.
وهكذا نقول في إعراب قوله: وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا .
أما في اللغة فنقول:
الأعمال جمع عمل، ويشمل أعمال القلوب وأعمال النطق، وأعمال الجوارح، فتشمل هذه الجملة الأعمال بأنواعها.
فالأعمال القلبية: ما في القلب من الأعمال: كالتوكل على الله، والإنابة إليه، والخشية منه وما أشبه ذلك.
والأعمال النطقية: ما ينطق به اللسان، وما أكثر أقوال اللسان، ولا أعلم شيئاً من الجوارح أكثر عملاً من اللسان، اللهم إلا أن تكون العين أو الأذن.
والأعمال الجوارحية: أعمال اليدين والرجلين وما أشبه ذلك.
الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ النيات: جمع نية وهي: القصد. وشرعاً: العزم على فعل العبادة تقرّباً إلى الله تعالى، ومحلها القلب، فهي عمل قلبي ولا تعلق للجوارح بها.
وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ أي لكل إنسانٍ مَا نَوَى أي ما نواه.
وهنا مسألة: هل هاتان الجملتان بمعنى واحد، أو مختلفتان؟
الجواب: يجب أن نعلم أن الأصل في الكلام التأسيس دون التوكيد، ومعنى التأسيس: أن الثانية لها معنى مستقل. ومعنى التوكيد: أن الثانية بمعنى الأولى. وللعلماء رحمهم الله في هذه المسألة رأيان، يقول أولهما: إن الجملتان بمعنى واحد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وأكد ذلك بقوله: وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى .
والرأي الثاني يقول: إن الثانية غير الأولى، فالكلام من باب التأسيس لامن باب التوكيد.
* والقاعدة: أنه إذا دار الأمر بين كون الكلام تأسيساً أو توكيداً فإننا نجعله تأسيساً، وأن نجعل الثاني غير الأول، لأنك لو جعلت الثاني هو الأول صار في ذلك تكرار يحتاج إلى أن نعرف السبب.
* والصواب: أن الثانية غير الأولى، فالأولى باعتبار المنوي وهو العمل. والثانية باعتبار المنوي له وهو المعمول له، هل أنت عملت لله أو عملت للدنيا. ويدل لهذا مافرعه عليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: فمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ وعلى هذه فيبقى الكلام لاتكرار فيه.
والمقصود من هذه النية تمييز العادات من العبادات، وتمييز العبادات بعضها من بعض.
* وتمييز العادات من العبادات مثاله:
– أولاً:الرجل يأكل الطعام شهوة فقط، والرجل الآخر يأكل الطعام امتثالاً لأمر الله عزّ وجل في قوله: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ) (الأعراف:الآية31) فصار أكل الثاني عبادة، وأكل الأول عادة
– ثانياً: الرجل يغتسل بالماء تبرداً، والثاني يغتسل بالماء من الجنابة، فالأول عادة، والثاني: عبادة، ولهذا لو كان على الإنسان جنابة ثم انغمس في البحر للتبرد ثم صلى فلا يجزئه ذلك، لأنه لابد من النية،وهو لم ينو التعبّد وإنما نوى التبرّد.
ولهذا قال بعض أهل العلم: عبادات أهل الغفلة عادات، وعادات أهل اليقظة عبادات. عبادات أهل الغفلة عادات مثاله: من يقوم ويتوضأ ويصلي ويذهب على العادة. وعادات أهل اليقظة عبادات مثاله: من يأكل امتثالاً لأمر الله، يريد إبقاء نفسه، ويريد التكفف عن الناس، فيكون ذلك عبادة. ورجل آخر لبس ثوباً جديداً يريد أن يترفّع بثيابه، فهذا لايؤجر، وآخر لبس ثوباً جديداً يريد أن يعرف الناس قدر نعمة الله عليه وأنه غني، فهذا يؤجر. ورجل آخر لبس يوم الجمعة أحسن ثيابه لأنه يوم جمعة، والثاني لبس أحسن ثيابه تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فهو عبادة.
* تمييز العبادات بعضها من بعض مثاله:
رجل يصلي ركعتين ينوي بذلك التطوع، وآخر يصلي ركعتين ينوي بذلك الفريضة، فالعملان تميزا بالنية، هذا نفل وهذا واجب، وعلى هذا فَقِسْ.
* إذاً المقصود بالنيّة: تمييز العبادات بعضها من بعض كالنفل مع الفريضة، أو تمييز العبادات عن العادات.
واعلم أن النية محلها القلب، ولا يُنْطَقُ بها إطلاقاً،لأنك تتعبّد لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والله تعالى عليم بما في قلوب عباده، ولست تريد أن تقوم بين يدي من لا يعلم حتى تقول أتكلم بما أنوي ليعلم به، إنما تريد أن تقف بين يدي من يعلم ما توسوس به نفسك ويعلم متقلّبك وماضيك، وحاضرك. ولهذا لم يَرِدْ عن رسول الله ولاعن أصحابه رضوان الله عليهم أنهم كانوا يتلفّظون بالنيّة ولهذا فالنّطق بها بدعة يُنهى عنه سرّاً أو جهراً، خلافاً لمن قال من أهل العلم: إنه ينطق بها جهراً، وبعضهم قال: ينطق بها سرّاً ، وعللوا ذلك من أجل أن يطابق القلب اللسان.
ياسبحان الله، أين رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا ؟ لو كان هذا من شرع الرسول صلى الله عليه وسلم لفعله هو وبيّنه للناس، يُذكر أن عاميّاً من أهل نجد كان في المسجد الحرام أراد أن يصلي صلاة الظهر وإلى جانبه رجل لا يعرف إلا الجهر بالنيّة، ولما أقيمت صلاة الظهر قال الرجل الذي كان ينطق بالنية: اللهم إني نويت أن أصلي صلاة الظهر، أربع ركعات لله تعالى، خلف إمام المسجد الحرام، ولما أراد أن يكبّر قال له العامي: اصبر يا رجل، بقي عليك التاريخ واليوم والشهر والسنة، فتعجّب الرجل.
وهنا مسألة: إذا قال قائل: قول المُلَبِّي: لبّيك اللهم عمرة، ولبيك حجّاً، ولبّيك اللهم عمرة وحجّاً، أليس هذا نطقاً بالنّية؟
فالجواب: لا، هذا من إظهار شعيرة النُّسك، ولهذا قال بعض العلماء: إن التلبية في النسك كتكبيرة الإحرام في الصلاة، فإذا لم تلبِّ لم ينعقد الإحرام، كما أنه لو لم تكبر تكبيرة الإحرام للصلاة ما انعقدت صلاتك. ولهذا ليس من السنّة أن نقول ما قاله بعضهم: اللهم إني أريد نسك العمرة، أو أريد الحج فيسّره لي، لأن هذا ذكر يحتاج إلى دليل ولا دليل. إذاً أنكر على من نطق بها، ولكن بهدوء بأن أقول له: يا أخي هذه ما قالها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، فدعْها.
فإذا قال: قالها فلانٌ في كتابهِ الفلاني؟ .
فقل له: القول ما قال الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى هذه هي نيّة المعمول له، والناس يتفاوتون فيها تفاوتاً عظيماً، حيث تجد رجلين يصلّيان بينهما أبعد مما بين المشرق والمغرب أو مما بين السماء والأرض في الثواب، لأن أحدهما مخلص والثاني غير مخلص.
وتجد شخصين يطلبان العلم في التّوحيد، أو الفقه، أو التّفسير، أو الحديث، أحدهما بعيد من الجنّة والثاني قريب منها، وهما يقرآن في كتاب واحد وعلى مدرّسٍ واحد. فهذا رجل طلب دراسة الفقه من أجل أن يكون قاضياً والقاضي له راتبٌ رفيعٌ ومرتبة ٌرفيعة،والثاني درس الفقه من أجل أن يكون عالماً معلّماً لأمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، فبينهما فرق عظيم. قال النبي صلى الله عليه وسلم مَنْ طَلَبَ عِلْمَاً وَهُوَ مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يُرِيْدُ إِلاِّ أَنْ يَنَالَ عَرَضَاً مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ ، أخلص النية لله عزّ وجل .
* ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً بالمهاجر فقال:
فَمَنْ كَانَتْ هِجرَتُهُ الهجرة في اللغة: مأخوذة من الهجر وهو التّرك.
وأما في الشرع فهي: الانتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام.
وهنا مسألة: هل الهجرة واجبة أو سنة؟
والجواب: أن الهجرة واجبة على كل مؤمن لا يستطيع إظهار دينه في بلد الكفر، فلا يتم إسلامه إذا كان لا يستطيع إظهاره إلا بالهجرة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. كهجرة المسلمين من مكّة إلى الحبشة، أو من مكّة إلى المدينة.
فمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ كرجل انتقل من مكة قبل الفتح إلى المدينة يريد الله ورسوله،أي: يريد ثواب الله، ويريد الوصول إلى الله كقوله تعالى: (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)(الأحزاب: الآية29) إذاً يريد الله: أي يريد وجه الله ونصرة دين الله، وهذه إرادة حسنة.
ويريد رسول الله: ليفوز بصحبته ويعمل بسنته ويدافع عنها ويدعو إليها والذبّ عنه،ونشر دينه، فهذا هجرته إلى الله ورسوله، والله تعالى يقول في الحديث القدسي مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرَاً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعَاً [6] فإذا أراد الله،فإن الله تعالى يكافئه على ذلك بأعظم مما عمل.
* وهنا مسألة: بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم هل يمكن أن نهاجر إليه عليه الصلاة والسلام؟
والجواب: أما إلى شخصه فلا، ولذلك لا يُهاجر إلى المدينة من أجل شخص الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأنه تحت الثرى، وأما الهجرة إلى سنّته وشرعه صلى الله عليه وسلم فهذا مما جاء الحث عليه وذلك مثل: الذهاب إلى بلدٍ لنصرة شريعة الرسول والذود عنها. فالهجرة إلى الله في كل وقت وحين، والهجرة إلى رسول الله لشخصه وشريعته حال حياته، وبعد مماته إلى شريعته فقط.
نظير هذا قوله تعالى: ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرسولِ) (النساء: الآية59) إلى الله دائماً، وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه في حياته، وإلى سنّته بعد وفاته. فمن ذهب من بلدٍ إلى بلد ليتعلم الحديث، فهذا هجرته إلى الله ورسوله، ومن هاجر من بلد إلى بلد لامرأة يتزوّجها، بأن خطبها وقالت لا أتزوجك إلا إذا حضرت إلى بلدي فهجرته إلى ما هاجر إليه. فمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا بأن علم أن في البلد الفلاني تجارة رابحة فذهب إليها من أجل أن يربح، فهذا هجرته إلى دنيا يصيبها، وليس له إلا ما أراد. وإذا أراد الله عزّ وجل ألا يحصل على شيء لم يحصل على شيء.
قوله رحمه الله: (رواه إماما المحدّثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري من بخارى وهو إمام المحدّثين ومسلم بن الحجّاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصحّ الكتب المصنّفة أي صحيح البخاري وصحيح مسلم وهما أصحّ الكتب المصنّفة في علم الحديث، ولهذا قال بعض المحدّثين: إن ما اتفقا عليه لايفيد الظن فقط بل يفيد العلم.

وصحيح البخاري أصحّ من صحيح مسلم، لأن البخاري – رحمه الله – يشترط في الرواية أن يكون الراوي قد لقي من روى عنه، وأما مسلم- رحمه الله – فيكتفي بمطلق المعاصرة مع إمكان اللقيّ وإن لم يثبت لقيه، وقد أنكر على من يشترط اللقاء في أول الصحيح إنكاراً عجيباً، فالصواب ما ذكره البخاري – رحمه الله – أنه لابد من ثبوت اللقي. لكن ذكر العلماء أن سياق مسلم – رحمه الله – أحسن من سياق البخاري، لأنه – رحمه الله- يذكر الحديث ثم يذكر شواهده وتوابعه في مكان واحد، والبخاري – رحمه الله – يفرِّق، ففي الصناعة صحيح مسلم أفضل، وأما في الرواية والصحة فصحيح البخاري أفضل.
تشاجر قومٌ في البخاري ومسلم
وقالوا: أيّ زين تقدّم
فقلت: لقد فاق البخاري صحة لديّ
كما فاق في حسن الصناعة مسلم
قال بعض أهل العلم: ولولا البخاري ما ذهب مسلم ولا راح، لأنه شيخه.
فالحديث إذاً صحيح يفيد العلم اليقيني، لكنه ليس يقينياً بالعقل وإنما هو يقيني بالنظر لثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم .
من فوائد هذا الحديث:
1- الحديث أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، ولهذا قال العلماء:مدار الإسلام على حديثين: هما هذا الحديث، وحديث عائشة:مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلِيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدّ [7] فهذا الحديث عمدة أعمال القلوب، فهو ميزان الأعمال الباطنة، وحديث عائشة: عمدة أعمال الجوارح، مثاله:
رجل مخلص غاية الإخلاص، يريد ثواب الله عزّ وجل ودار كرامته، لكنه وقع في بدع كثيرة. فبالنظر إلى نيّته:نجد أنها نيّة حسنة. وبالنظر إلى عمله: نجد أنه عمل سيء مردود، لعدم موافقة الشريعة.
ومثال آخر: رجلٌ قام يصلّي على أتمّ وجه، لكن يرائي والده خشية منه، فهذا فقد الإخلاص، فلا يُثاب على ذلك إلا إذا كان أراد أن يصلي خوفاً أن يضربه على ترك الصلاة فيكون متعبّداً لله تعالى بالصلاة.
2-من فوائد الحديث: أنه يجب تمييز العبادات بعضها عن بعض، والعبادات عن المعاملات لقول النبي صلى الله عليه وسلم:إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ولنضرب مثلاً بالصلاة، رجل أراد أن يصلي الظهر، فيجب أن ينوي الظهر حتى تتميز عن غيرها. وإذا كان عليه ظُهْرَان، فيجب أن يميز ظهر أمس عن ظهر اليوم، لأن كل صلاة لها نية.
ولو خرج شخصٌ بعد زوال الشمس من بيته متطهراً ودخل المسجد وليس في قلبه أنها صلاة الظهر، ولا صلاة العصر، ولا صلاة العشاء، ولكن نوى بذلك فرض الوقت، فهل تجزئ أو لا تجزئ؟
الجواب: على القاعدة التي ذكرناها سابقاً:لا تجزئ؛ لأنه لم يعين الظهر، وهذا مذهب الحنابلة.
وقيل تجزئ: ولا يشترط تعيين المعيّنة، فيكفي أن ينوي الصلاة وتتعين الصلاة بتعيين الوقت. وهذه رواية عن الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- فإذا نوى فرض الوقت كفى، وهذا القول هو الصحيح الذي لا يسع الناس العمل إلا به، لأنه أحياناً يأتي إنسان مع العجلة فيكبر ويدخل مع الإمام بدون أن يقع في ذهنه أنها صلاة الظهر، لكن قد وقع في ذهنه أنها هي فرض الوقت ولم يأتِ من بيته إلا لهذا، فعلى المذهب نقول: أعدها، وعلى القول الصحيح نقول: لا تعدها، وهذا يريح القلب، لأن هذا يقع كثيراً، حتى الإمام أحياناً يسهو ويكبر على أن هذا فرض الوقت، فهذا على المذهب لابد أن يعيد الصلاة، وعلى القول الرّاجح لا يعيد.
3-من فوائد الحديث:الحثّ على الإخلاص لله عزّ وجل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قسّم الناس إلى قسمين:
قسم: أراد بعمله وجه الله والدار الآخرة.
وقسم: بالعكس، وهذا يعني الحث على الإخلاص لله عزّ وجل .
والإخلاص يجب العناية به والحث عليه، لأنه هو الركيزة الأولى الهامة التي خلق الناس من أجلها، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56)
4-ومن فوائد الحديث: حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بتنويع الكلام وتقسيم الكلام، لأنه قال: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وهذا للعمل وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى وهذا للمعمول له.
ثانيهما: تقسيم الهجرة إلى قسمين: شرعية وغير شرعية، وهذا من حسن التعليم، ولذلك ينبغي للمعلم أن لا يسرد المسائل على الطالب سرداً لأن هذا يُنْسِي، بل يجعل أصولاً، وقواعد وتقييدات، لأن ذلك أقرب لثبوت العلم في قلبه، أما أن تسرد عليه المسائل فما أسرع أن ينساها.
5-من فوائد الحديث: قرن الرسول صلى الله عليه وسلم مع الله تعالى بالواو حيث قال: إلى الله ورسوله ولم يقل: ثم رسوله، مع أن رجلاً قال للرسول صلى الله عليه وسلم :"مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، فَقَالَ: بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَه" [8]فما الفرق؟
والجواب: أما ما يتعلّق بالشريعة فيعبر عنه بالواو، لأن ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من الشرع كالذي صدر من الله تعالى كما قال: (مَنْ يُطِعِ الرسول فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ )(النساء: الآية80)
وأما الأمور الكونية: فلا يجوز أن يُقرن مع الله أحدٌ بالواو أبداً، لأن كل شيئ تحت إرادة الله تعالى ومشيئته.
فإذا قال قائلٌ: هل ينزل المطر غداً ؟
فقيل: الله ورسوله أعلم، فهذا خطأ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس عنده علم بهذا.
مسألة: وإذا قال: هل هذا حرامٌ أم حلال ؟
قيل في الجواب: الله ورسوله أعلم، فهذا صحيح، لأن حكم الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمور الشرعية حكم الله تعالى كما قال عزّ وجل: (مَنْ يُطِعِ الرسول فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)(النساء: الآية80)
مسألة: أيهما أفضل العلم أم الجهاد في سبيل الله ؟
والجواب: العلم من حيث هو علم أفضل من الجهاد في سبيل الله، لأن الناس كلهم محتاجون إلى العلم، وقد قال الإمام أحمد: العلم لا يعدله شيء لمن صحّت نيّته ، ولا يمكن أبداً أن يكون الجهاد فرض عين لقول الله تعالى: ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) (التوبة:122)
فلو كان فرض عين لوجب على جميع المسلمين: (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ)[التوبة:122] أي وقعدت طائفة : (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) [التوبة:122] ولكن باختلاف الفاعل واختلاف الزمن، فقد نقول لشخص: الأفضل في حقّك الجهاد، والآخر الأفضل في حقك العلم، فإذا كان شجاعاً قوياً نشيطاً وليس بذاك الذكي فالأفضل له الجهاد؛ لأنه أليَق به، وإذا كان ذكيّاً حافظاً قوي الحجة فالأفضل له العلم وهذا باعتبار الفاعل. أما باعتبار الزمن فإننا إذا كنّا في زمن كثر فيه العلماء واحتاجت الثغور إلى مرابطين فالأفضل الجهاد، وإن كنّا في زمن تفشّى فيه الجهل وبدأت البدع تظهر في المجتمع وتنتشر فالعلم أفضل، وهناك ثلاثة أمور تحتّم على طلب العلم:
1.بدع بدأت تظهر شرورها.
2.الإفتاء بغير علم .
3.جدل كثير في مسائل بغير علم .
وإذا لم يكن مرجّحاً فالأفضل العلم
6-ومن فوائد الحديث: أن الهجرة هي من الأعمال الصالحة لأنها يقصد بها الله ورسوله، وكل عمل يقصد به الله ورسوله فإنه من الأعمال الصالحة لأنك قصدت التقرّب إلى الله والتقرب إلى الله هو العبادة.
مسألة: هل الهجرة واجبة أم مستحبة ؟
الجواب: فيه تفصيل ،إذا كان الإنسان يستطيع أن يظهر دينه وأن يعلنه ولا يجد من يمنعه في ذلك، فالهجرة هنا مستحبة. وإن كان لا يستطيع فالهجرة واجبة وهذا هو الضابط للمستحبّ والواجب. وهذا يكون في البلاد الكافرة، أما في البلاد الفاسقة -وهي التي تعلن الفسق وتظهره- فإنا نقول: إن خاف الإنسان على نفسه من أن ينزلق فيما انزلق فيه أهل البلد فهنا الهجرة واجبة، وإن لا،فتكون غير واجبة. بل نقول إن كان في بقائه إصلاح، فبقاؤه واجب لحاجة البلد إليه في الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والغريب أن بعضهم يهاجر من بلد الإسلام إلى بلد الكفر لأنه إذا هاجر أهل الإصلاح من هذا البلد، من الذي يبقى لأهل الفساد، وربما تنحدر البلاد أكثر بسبب قلة أهل الإصلاح وكثرة أهل الفساد والفسق. لكن إذا بقي ودعا إلى الله بحسب الحال فسوف يصلح غيره، وغيره، يصلح غيره حتى يكون هؤلاء على أيديهم صلاح البلد، وإذا صلح عامة الناس فإن الغالب أن من بيده الحكم سيصلح، ولو عن طريق الضغط، ولكن الذي يفسد هذا – للأسف – الصالحون أنفسهم، فتجد هؤلاء الصالحين يتحزبون ويتفرقون وتختلف كلمتهم من أجل الخلاف في مسألة من مسائل الدين التي يغتفر فيها الخلاف، هذا هو الواقع، لاسيما في البلاد التي لم يثبت فيها الإسلام تماماً، فربما يتعادون ويتباغضون ويتناحرون من أجل مسألة رفع اليدين في الصلاة، وأقرأ عليكم قصة وقعت لي شخصياً في منى، في يوم من الأيام أتى لي مدير التوعية بطائفتين من إفريقيا تكفّر إحداهما الأخرى، على ماذا ؟؟ قال: إحداهما تقول: السنة في القيام أن يضع المصلي يديه على صدره، والأخرى تقول السنة أن يُطلق اليدين، وهذه المسألة فرعية سهلة ليست من الأصول والفروع، قالوا: لا، النبي صلى الله عليه وسلم يقول مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِيْ فَلَيْسَ مِنِّيْ [9] وهذا كفر تبرّأ منه الرسول صلى الله عليه وسلم فبناء على هذا الفهم الفاسد كفّرت إحداهما الأخرى.
فالمهم: أن بعض أهل الإصلاح في البلاد التي ليست مما قوي فيها الإسلام يبدع ويفسق بعضهم بعضاً، ولو أنهم اتفقوا وإذا اختلفوا اتسعت صدورهم في الخلاف الذي يسوغ فيه الخلاف وكانوا يداً واحدة، لصلحت الأمة، ولكن إذا رأت الأمة أن أهل الصلاح والاستقامة بينهم هذا الحقد والخلاف في مسائل الدين، فستضرب صفحاً عنهم وعما عندهم من خير وهدى، بل يمكن أن يحدث ركوس ونكوس وهذا ما حدث والعياذ بالله، فترى الشاب يدخل في الاستقامة على أن الدين خير وهدى وانشراح صدر وقلب مطمئن ثم يرى ما يرى من المستقيمين من خلاف حاد وشحناء وبغضاء فيترك الاستقامة لأنه ما وجد ما طلبه، والحاصل أن الهجرة من بلاد الكفر ليست كالهجرة من بلاد الفسق،فيقال للإنسان: اصبر واحتسب ولاسيما إن كنت مصلحاً،بل قد يقال: إن الهجرة في حقك حرام.

بارك الله فيك
شكرا يا غاليتى
أرجو أن لا تملو من طول الشرح إعتمدنا دالك وهو من شرح الشيخ إبن العثيمين رحمه الله لأنه الأبلغ

ولا تنسو هناك أسئلة حول الحديث يوم الجمعة باادن الله تعالى وتوفيقه

قد ما يكون الموضوع طويل قد ما ندو فكرة
جازاك الله خيرا
سنبدأ اذن بالترتيب جميل جدا لا أعرف كيف أشكل الكلمات أما الشرح عندما أعود الى البيت أقرأة بروية مايا أنا لا أستطيع تثبيت ما أحفظه لمدة طويلة بماذا تنصحينني

شكرا يعطيك الصحة
إن سبيل ذلك هو أن تجعلي لنفسك نظاماً يوميّاً بمراجعة المحفوظ بحيث يكون لك موازنة بين تحصيل الجديد ومراجعة وتثبيت المحفوظ القديم، وتجعلين لذلك وقتاً مخصوصاً، فلابد أن تراجعي المحفوظ القديم وأن تكرريه تكراراً يثبته، وأيضاً فلابد من أن تنتبهي إلى المواضع التي تصعب عليك أحياناً أو التي تجدين أن حفظك فيها غير قوي فتزيدينها من المراجعة والتكرار، والمقصود أن تثبيت المحفوظ بأن يكون بأمرين اثنين: بتكرار المراجعة وبالتركيز على المواضع التي تحتاج إلى التثبيت، وزيادة عدد تكرارها.

بالنسبة للتشكيل سأضع موضوع بحول الله يساعدكن على دالك وليس مهما التشكيل المهم أن لاتخطئي في كتابة الكلمة



بارك الله فيكن

الحث على زيادة الأعمال الصالحات في العشر الأواخر 2024.

ﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻪ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ،
ﻭﺑﻌﺪ : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﻧﻜﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ ﻋﺸﺮًﺍ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﻭﺍﺧﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ، ﺟﻌﻠﻬﺎ
ﻣﻮﺳﻤًﺎ ﻟﻺﻋﺘﺎﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺨﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮ
ﺍﻷﻭﺍﺧﺮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺷﺪ
ﻣﺌﺰﺭﻩ ، ﻭﺃﺣﻴﺎ ﻟﻴﻠﻪ ، ﻭﺃﻳﻘﻆ ﺃﻫﻠﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻼﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺃﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻔﺮﻍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ – ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻨﺒﻴﻚ ﻓﺘﺘﻔﺮﻍ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺗﺨﻔﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺘﻮﻓﺮ ﻭﻗﺘًﺎ ﻟﻼﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ .
ﻭﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺗﻄﻮﻳﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﺘﻤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻭﺗﻄﻮﻳﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ
ﻭﺇﻳﻘﺎﻅ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﻟﻴﺸﺎﺭﻛﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮﺓ ﻭﻳﺸﺘﺮﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺟﺮ ﻭﻳﺘﺮﺑﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻭﺗﻌﻈﻴﻢ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ، ﻭﻗﺪ ﻏﻔﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ﻓﺘﺮﻛﻮﻫﻢ ﻳﻬﻴﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﻳﺴﻬﺮﻭﻥ ﻟﻠﻌﺐ
ﻭﺍﻟﺴﻔﻪ ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ
ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻭﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻌﺮﺿﻮﻥ ، ﻻ ﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ
ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻳﺴﻬﺮﻭﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻛﻠﻪ ﺃﻭ ﻣﻌﻈﻤﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺼﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ
ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ ، ﻭﻳﻌﻄﻠﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻋﻤﺎ ﺧﺼﺼﺖ ﻟﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻧﺎﻣﻮﺍ ﻭﻓﻮﺗﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺧﻴﺮًﺍ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ،
ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﺁﺧﺮ ، ﻭﻗﺪ ﺣﻤﻠﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻭﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ﺃﻭﺯﺍﺭًﺍ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺳﻮﺀ ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ، ﻭﻗﺪ
ﻳﻘﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﻳﻜﻔﻴﻨﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻬﺎ ﻷﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ : ﺑﻠﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺃﺩﻳﻨﺎ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻟﻢ ﻧﺒﺎﻝ ﺃﻥ ﻧﺰﺩﺍﺩ ، ﻭﻟﻌﻤﺮﻱ ﻻ ﻳﺴﺄﻟﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻋﻤﺎ
ﺍﻓﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﻳﺨﻄﺌﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻧﺒﻴﻜﻢ ﻭﻣﺎ ﻧﺒﻴﻜﻢ ﺇﻻ ﻣﻨﻜﻢ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺗﺮﻙ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ .
ﻭﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻳﺮﺟﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ : ﻟَﻴْﻠَﺔُ ﺍﻟْﻘَﺪْﺭِ ﺧَﻴْﺮٌ ﻣِﻦْ ﺃَﻟْﻒِ
ﺷَﻬْﺮٍ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : "ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑًﺎ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ" ، ﻭﻻ
ﻳﻈﻔﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻛﻠﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺤﺪﺩ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻷﺟﻞ ﺃﻥ ﻳُﻜﺜﺮ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﻬﺎ ﻭﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻄﻠﺒﻬﺎ ﻓﺘﺤﺼﻞ ﻟﻬﻢ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻷﺟﻞ ، ﻓﺎﺟﺘﻬﺪﻭﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻬﺮ ، ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ " ﺷﻬﺮ ﺃﻭﻟﻪ ﺭﺣﻤﻪ ، ﻭﺃﻭﺳﻄﻪ ﻣﻐﻔﺮﺓ ، ﻭﺁﺧﺮﻩ ﻋﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ" ، ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭﻗﺪ ﺑﺬﻝ ﻣﺠﻬﻮﺩﻩ ﻭﺣﻔﻆ ﻭﻗﺘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻤﺲ ﺭﺿﻰ ﺭﺑﻪ ،
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﺮﻱ ﺃﻥ ﻳﺤﻮﺯ ﻛﻞ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﻭﻳﻔﻮﺯ ﺑﻨﻔﺤﺎﺗﻪ ، ﻓﻴﻨﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﺃﺳﻠﻔﻪ ﻓﻲ
ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ .
ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ، ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ.
ﻛﺘﺒﻪ

ﻣﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ. ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻓﻮﺯﺍﻥ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻀﻮ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ

عليه الصلاة و السلام

فعلا ما هي الا عشر ليال تمر كطرفة عين

و الدعاء فيها مستجاب

لو ان مديرا امر عامليه بمضاعفة عملهم عشر ايام و الاجر بالمقابل يتضاعف لتجندوا كلهم

فما بالك ما يعادل ألف شهر و لله المثل الأعلى

في ميزان حسناتك ام عبد الودود

و لي ملاحظة لم استطع ارسالها على الخاص بحكم عدد مشاركاتي..

نص الموضوع طويل و مضغوط لو تفرقي بين السطور و تلونيها و توضحيها لتجذب و تسهل قراءتها

و جزاك الله خيرا

جزاك الله خيرا……..

اختي إدا تقدري تقوم بواش قلتي…..وربي يجازيك…..انا نستعمل هاتف ومنعرفش كيفاش

ندير جربت ومعرفتش…..

يسلمك اختي

انا ما نقدرش نعدل في مواضيع غيري

و ما عندكش هاذ الايقونات لما تكتبي موضوع جديد؟؟

بيهم تبدلي شكل الموضوع

الجيريا

ذكر الله عز وجل من أفضل الأعمال 2024.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
ذكر الله عز وجل من أفضل الأعمال وأوفاها وأحبها إلى الله عز وجل بل هو من أسباب الثبات عند لقاء العدو، كما قال الله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون).
(شرح رياض الصالحين / ج5 / ص520).
قال العلامة ابن عثيمين :
" القلب اذا انشغل بالباطل لم يبق للحق فيه محل ، كما أنه إذا انشغل بالحق لم يبق فيه للباطل محل "

[بلوغ المرام 30/5]

" القلب اذا انشغل بالباطل لم يبق للحق فيه محل ، كما أنه إذا انشغل بالحق لم يبق فيه للباطل محل

بارك الله فيك حبيبتي

الاستغفار والتسبيح أثناء القيام بالأعمال المنزلية 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

هل يجوز الاستغفار والتسبيح أثناء القيام بالأعمال المنزلية، مثلاً: أثناء ترتيب غرف المنزل، أو أثناء غسل الملابس أو كيها، وغيرها من الأعمال المنزلية؟ أيضاً: هل يجوز الاستغفار والتسبيح بدون وضوء؟

نعم، يجوز للمسلم والمسلمة العناية بذكر الله وقراءة القرآن وهو في العمل يبني أو يصنع الطعام أو غير ذلك من الأعمال، إلا في حال الحمام، في حال قضاء الحاجة لا يقرأ ولا يذكر، لكن في الأماكن الأخرى المطبخ القهوة في عمل البناء، في غير ذلك يقرأ ويذكر الله ويستغفر والحمد لله، كله طيب، تقول عائشة – رضي الله عنها -: (كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يذكر الله على كل أحيانه) يعني قائماً وقاعداً وفي المنزل مع أهله، يذكر الله على جميع أحيانه عليه الصلاة والسلام، هذا هو السنة أن تذكر ربك على جميع أحيانك قائماً وقاعداً وفي الطريق وفي المطبخ، وفي محل البناء في الطريق الجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيريا

بارك الله فيك أختي و جزيت كل خير..

وفيك بارك الرحمان وجوزيت بالمثلالجيريا
بارك الله فيك اختي
وفيك بارك الرحمان غاليتيالجيريا
الجيريا
بارك الله فيك وجزاك خيرا
بارك الله فيك وجزاك خيرا
وفيك بارك الرحمان وجوزيت بالمثلالجيريا
وفيك بارك الرحمان وجوزيت بالمثلالجيريااخيتي
بوركت عزيزتي على التذكير… جعله الله في ميزان حسناتك إن شاء الله

تملكي مشروع أحلامك معنا تفضلي وأدخلي عالم الأعمال 2024.

ام تنقصك الخبره الكافية؟

معنا ستستلم مفاتيح الثراءبإذن الله من خلال مجموعة افكار المشاريع الصغيرة
نحن أول مؤسسة عربية تختص بنشر وتبادل أفكار المشاريع الصغيرة
مجموعة www.afkarbiz.com
موقعنا يتحدث يوميا وعلى مدار الساعة لنشر الجديد في مجال المشاريع الصغيرة والفرص التجارية والاستثمارية حول العالم
بالاشتراك معنا لم يعد هناك أي مشكلة في البحث عن المعلومات التجارية والافكار والفرص الجديدة في مجال المشاريع الصغيرة وبكل سرعة ودقة وأمانة
ندعوكم لزيارة موقعنا موقع المشاريع الصغيرة الأول www.afkarbiz.com
احد أهم المواقع من حيث وفرة المحتوى والدقة والتنظيم والشمولية في كل ما يخص المشاريع الصغيرة

نتشرف بانضمامكم كأعضاء مهتمين بنشاطات وأفكار المشاريع الصغيرة

لمزيد من المعلومات نرجو الاتصال على فريق إدارة الموقع

رابط المجموعة

www.afkarbiz.com

بالتوفيق لكم ولكل مشارك معكم
الله يوفقكم في المشروع اللي فيه الخير
pliiiiiiiiiiiiis rad 3ala had al soal:
حبيت نسقسيك؛ أنا نشري الملابس بالجملة من إسبانياو نهبط للجزائر ؛ بصح حبيت نبعث بالبريد و منهبطش أنا ؛ و نخلص هنايا 170€في البريد ؛ فهل كتوصل السلعة إلى الجزائرنخلص عليها ثاني أرجو الرد
سلام يا حنونة
انا ن ندى تهبطي نتى خير على خاطر الا بعثتيهم في البريد عمرهم ما يوصلو

الأعمال الواردة في عشر ذي الحِجَّة 2024.

الجيريا

روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”ما من أيّام العمل الصّالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيّام – يعني أيّام العشر- قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلاّ رجل خرج بنفسه وماله ثمّ لم يرجع من ذلك بشيء”.
أخرج الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”ما من أيّام أعظم ولا أحبُّ إلى الله العمل فيهنّ من هذه الأيّام العشر فأكثروا فيهنّ مِن التّهليل والتّكبير والتّحميد”، وروى ابن حبان في صحيحه عن جابر رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”أفضل الأيّام يوم عرفة”.
إنّ العمل في عشر ذي الحجّة من أفضل النِّعَم من الله عزّ وجلّ على عباده، وهي فرصة عظيمة يجب اغتنامها، وحري بالمسلم أنْ تخص هذه العشر بمزيد عناية واهتمام، وأن يحرص على مجاهدة نفسه بالطّاعة فيها، وأن يُكثِر من أوجه الخير وأنواع الطّاعات. ومن هذه الأعمال أداء مناسك الحجّ والعُمرة، وهو أفضل ما يعمل، يقول صلّى الله عليه وسلّم: ”العمرة إلى العمرة كفّارة لمَا بينهما والحجّ المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة” متفق عليه. والحج المبرور هو الحجّ الموافق لهدي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، الّذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصّالحات والخيرات. الصِّيام، صيام هذه الأيّام أو ما تيسّر منها -وبالأخص يوم عرفة- وهو من أفضل الأعمال الصّالحة، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، فقال سبحانه في الحديث القدسي: ”كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصوم فإنّه لي وأنا أُجْزي به” متفق عليه.
التّكبير والتّحميد والتّهليل والذِّكر، قال تعالى: ”وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ” وقد فسّرت بأنّها أيّام العشر. وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”ما من أيّام أعظم عند الله ولا أحبّ إليه العمل فيهن من هذه الأيّام العشر، فأكثروا فيهن من التّهليل والتّكبير والتّحميد” رواه أحمد. التّوبة، والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب حتّى يترتّب على الأعمال المغفرة والرّحمة، قال صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إنّ الله يغار وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه” متفق عليه.
كثرة الأعمال الصّالحة، من نوافل العبادات كالصّلاة والصدقة والجهاد والقراءة والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ونحو ذلك. قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربّه: ”وما يزال عبدي يتقرّب إليَّ بالنّوافل حتّى أحبُّه” رواه البخاري.
وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيّام بالإضافة إلى ما ذكر، منها: قراءة القرآن وتعلّمه، الاستغفار، برّ الوالدين، صلة الأرحام والأقارب، إفشاء السّلام وإطعام الطعام، الإصلاح بين النّاس، حفظ اللسان والفرج، الإحسان إلى الجيران، إكرام الضيف، الإنفاق في سبيل الله، إماطة الأذى عن الطريق، النّفقة على الزوجة والعيال، كفالة الأيتام، زيارة المرضى، قضاء حوائج الإخوان والصّلاة على النّبيّ المختار صلّى الله عليه وسلّم… وغيرها.الجيريا