“اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ” . الحديث 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله رحمة واسعة :
” عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن” رواه الإمام أحمد والترمذي 1.
هذا حديث عظيم جمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حق الله وحقوق العباد. فحق الله على عباده: أن يتقوه حق تقاته. فيتقوا سخطه وعذابه باجتناب المنهيات وأداء الواجبات. وهذه الوصية هي وصية الله للأولين والآخرين، ووصية كل رسول لقومه أن يقول: {اعبدوا الله واتقوه} . وقد ذكر الله خصال التقوى في قوله تعالى: { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } [البقرة:177] , وفي قوله: { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } [آل عمران:133] , ثم ذكر خصال التقوى فقال: { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [آل عمران:134] .فوصف المتقين بالإيمان بأصوله وعقائده وأعماله الظاهرة والباطنة وبأداء العبادات البدنية والعبادات المالية، والصبر في البأساء والضراء وحين البأس، وبالعفو عن الناس، واحتمال أذاهم، والإحسان إليهم، وبمبادرتهم إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم بالاستغفار والتوبة، فأمر صلى الله عليه وسلم ووصى بملازمة التقوى حيثما كان العبد في كل وقت وكل مكان، وكل حالة من أحواله، لأنه مضطر إلى التقوى غاية الاضطرار، لا يستغني عنها في كل حالة من أحواله.ثم لما كان العبد لا بد أن يحصل منه تقصير في حقوق التقوى وواجباتها أمر صلى الله عليه وسلم بما يدفع ذلك ويمحوه. وهو أن يتبع الحسنة السيئة “والحسنة” اسم جامع لكل ما يقرب إلى الله تعالى: وأعظم الحسنات الدافعة للسيئات التوبة النصوح والاستغفار والإنابة إلى الله بذكره وحبه، وخوفه ورجائه، والطمع فيه وفي فضله كل وقت. ومن ذلك الكفارات المالية والبدنية التي حددها الشارع.ومن الحسنات التي تدفع السيئات: العفو عن الناس، والإحسان إلى الخلق من الآدميين وغيرهم، وتفريج الكربات، والتيسير على المعسرين، وإزالة الضرر والمشقة عن جميع العالمين. قال تعالى: { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } [هود:114] , وقال صلى الله عليه وسلم: “الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر” [ صحيح مسلم ] وكم في النصوص من ترتيب المغفرة على كثير من الطاعات.
ومما يكفر الله به الخطايا: المصائب؛ فإنه لا يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله عنه بها خطاياه. وهي إما فوات محبوب، أو حصول مكروه بدني أو قلبي، أو مالي، داخلي أو خارجي، لكن المصائب بغير فعل العبد. فلهذا أمره بما هو من فعله، وهو أن يتبع السيئة الحسنة.

ثم لما ذكر حق الله – وهو الوصية بالتقوى الجامعة لعقائد الدين وأعماله الباطنة والظاهرة – قال “وخالق الناس بخلق حسن”.وأول الخلق الحسن: أن تكف عنهم أذاك من كل وجه، وتعفو عن مساوئهم وأذيتهم لك، ثم تعاملهم بالإحسان القولي والإحسان الفعلي.وأخص ما يكون بالخلق الحسن: سعة الحلم على الناس، والصبر عليهم، وعدم الضجر منهم، وبشاشة الوجه، ولطف الكلام والقول الجميل المؤنس للجليس، المدخل عليه السرور، المزيل لوحشته ومشقة حشمته. وقد يحسن المزح أحيانا إذا كان فيه مصلحة، لكن لا ينبغي الإكثار منه وإنما المزح في الكلام كالملح في الطعام، إن عدم أو زاد على الحد فهو مذموم.ومن الخلق الحسن: أن تعامل كل أحد بما يليق به، ويناسب حاله من صغير وكبير، وعاقل وأحمق، وعالم وجاهل.
فمن اتقى الله، وحقق تقواه، وخالق الناس على اختلاف طبقاتهم بالخلق الحسن فقد حاز الخير كله؛ لأنه قام بحق الله وحقوق العباد ولأنه كان من المحسنين في عبادة الله، المحسنين إلى عباد الله ” .

[ العلامة عبد الرحمن السعدي / بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار شرح جوامع الأخبار / صفحة 40 ]

سبحان الله هذا الحديث رأيته في حلمي

وأتبع السيئة الحسنة تمحها ” …

سبحان الله عساه خير لك اختي
شكرا على الموضوع حبيبتي جزاك الله خيرا

الصحبة الحسنة وثمرتها 2024.

الصحبة الحسنة وثمرتها
ويقول ابن المبارك :
وإذا صاحبت فاصحب ماجداً ذا عفاف وحياءٍ وكرم
قوله للشيء لا إن قلت لا وإذا قلت نعم قال نعم

وقال رحمه الله:
إذا صاحبت قوماً أهل ودٍ فكن لهم كذي الرحم الشفيق
ولا تأخذ بزلة كل قوم فتبقى في الزمان بلا رفيق

وقالوا:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي

جزاء من صاحب الصالحين ثلاثة أمور:
أن يزيده الله علماً وفهماً وتوفيقاً.
وأن تدركه دعوتهم في الدنيا.
وأن ينال شفاعتهم في الآخرة.
أولاً: تزداد منهم حسناً إلى حسنك، ينفعونك علماً ونسكاً وزهداً.
الأمر الثاني: يدعون لك بظهر الغيب، ألا دعوةٌ مستجابة، دعوةُ قريبٍ وحبيب لحبيب.
الأمر الثالث: يشفعون لك:الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ~][الزخرف:67].
قال أهل العلم: ينفع بعضهم بعضاً في الآخرة، وقال سبحانه عن المعرضين:]فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ][الشعراء:100-101] ومفهوم مخالفة الآية: أن لو كان لهم أصدقاء بررة لنفعوهم بإذن الله لو كانوا معهم.

الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على حق الصحبة الصالحه هى

قال الله سبحانه وتعالى : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولاتطع من
أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) الكهف 28

وقال : ( واذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضى حقبا ) الكهف 60
وقال : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) الفتح 29

وقال : ( والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ) الحشر 9
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أن رجلا زار أخا له فى قريه أخرى ، فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكا ، فلما أتى عليه قال الملك : أين تريد ؟ قال : أريد أخا لى فى هذه القرية ، قال : هل لك عليه من نعمة تربها عليه ؟ قال : لا ، غير أنى أحببته فى الله تعالى ، قال : فانى رسول الله اليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه ) المدرجة : الطريق
وقال : ( من عاد مريضا أوزار أخا له فى الله ، ناداه مناد : بأن طبت ، وطاب ممشاك ، وتبوأت من الجنة منزلا )
وقال : ( انما مثل الجليس الصالح وجليس السوء ، كحامل المسك ، ونافخ الكير ، فحامل المسك ، اما أن يحذيك ، واما أن تبتاع منه ، واما أن تجد منه ريحا طيبة ، ونافخ الكير ، اما أن يحرق ثيابك ، واما أن تجد منه ريحا منتنة ) يحذيك : يعطيك
وقال : ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان : أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لايحبه الا لله ، وأن يكره أن يعود فى الكفر بعد أن أنقذه الله منه ، كما يكره أن يقذف فى النار )
وقال : ( سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لاظل الا ظله : امام عادل ، وشاب نشأ فى عبادة الله عز وجل ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال : انى أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ماتنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه )
وقال : ( ان الله تعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالى ؟ اليوم أظلهم فى ظلى يوم لاظل الا ظلى )
وقال : ( والذى نفسى بيده لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولاتؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شئ اذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم )
وقال : ( قال الله عز وجل : المتحابون فى جلالى لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء )
وقال : ( قال الله تعالى : وجبت محبتى للمتحابين فى ، والمتجالسين فى ، والمتزاورين فى ، والمتباذلين فى )
وقال : ( اذا أحب الرجل أخاه ، فليخبره أنه يحبه ) فليقل : له انى أحبك فى الله ، فيرد عليه : أحبك الذى أحببتنى له
وقال : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك )
وقال : ( لاتصاحب الا مؤمنا ، ولايأكل طعامك الا تقى )
وقال : ( الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدهم من يخالل )
وقال : ( المرء مع من أحب )
وقال : ( لأعرابى عندما سأله متى الساعة ؟ قال الرسول : ماأعددت لها ؟ قال : حب الله ورسوله . قال : أنت مع من أحببت )
وقال : ( الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الاسلام اذا فقهوا ، والأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ، ائتلف ، وما تناكر منها ، اختلف )
وقال : ( لعمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما استأذنه فى العمرة ، أذن له وقال له : لاتنسنا ياأخى من دعائك )فاحسنو اختيار الاصدقاء ان لهم تاثير كبير على حياتنا
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الجيريا

الصور المصغرة للصور المرفقة
images%DD%DE%DE%E8.jpg  
وأنتن خير الأصدقاء
الصور المصغرة للصور المرفقة
images%DD%DE%DE%E8.jpg  
موضوع قيم شكراااا .
الصور المصغرة للصور المرفقة
images%DD%DE%DE%E8.jpg  
بارك الله فيك أختي على موضوعك القيم
إنّ صحبة الصّالحين كلّها خير، ولن يعدم المرء معهم أحد وجوه البر نذكر منها: النّصيحة الصادقة، والدفعات الإيمانية، والاستفادة من نور العلم، والمعونة على طاعة اللّه عزّ وجلّ.
قال أحد الصالحين: عليك بصحبة مَن تُذكّرك اللّه عزّ وجلّ رؤيته، وتقع هيئته على باطنك، ويزيد في عملك منطقه، ويزهدك في الدنيا عمله، ولا تعصي اللّه ما دُمتَ في قربه.
الصور المصغرة للصور المرفقة
images%DD%DE%DE%E8.jpg