التصنيف: الأم والطفل

تتعرض الكثير من الأمهات إلى مشكلة رفض أطفالهن للطعام , و تسأل كل واحدة منهن ما سبب ذلك ، هل طعامي أصبح مذاقه سيئ ؟ و كثير من الأسئلة تطرحها الأمهات .

فنقدم لكم اليوم أسباب هذا الرفض و كيف يمكن التغلب عليه .

الطفل بعد سن السنتين

من الطبيعي أن يقل تناول الطفل للطعام عندما يبلغ عامه الثاني مقارنة بالعام الأول فهذا أمر طبيعي لا يجب علي الأم أن تقلق منه و هذا يرجع إلى عدة أمور و هي :

أولا : عند بداية العام الثاني يتباطأ نمو الطفل طبيعيا ، مقارنة بالعام الأول .

ثانيا : في هذا العمر ، يزداد عناد الطفل ، و يحاول أن يظهر استقلاليته و ذاتيته ، و شخصيته ، و يكثر كلمة " لا " ، أو هز الرأس معلنا " الرفض " فهو يرفض الحمام و يرفض الدش و كذلك الطعام .

و في هذه المرحلة يرفض أيضا أن تقدم له الأم الطعام بيديها ، فهو يريد أن يتناول الطعام بنفسه ، بواسطة الملعقة أو بيديه .

الطفل و التسنين

قد يكون رفض الطفل للطعام بسبب تسنينه ، حيث أن في هذه الفترة من حياة الطفل ، تبدأ الأنياب و الضروس في الظهور ، مما يجعل اللثة حساسة و مؤلمة و لذا فإن الطفل في هذه المرحلة يرفض الطعام خوفا من الشعور بألم أسنانه .

المشاكل النفسية و رفض الطعام

أن المشاكل النفسية تجعل الطفل يرفض الطعام ، حيث أن هناك بعض المشاكل قد تصيب الطفل مبكرا ، و تكون سببا لرفضه للطعام .

و عادة ما يكون أخطاء الآباء مع الأبناء في سبب هذه المشاكل النفسية .

فمثلا : الأم التي تقوم بعملية الفصال أو الفطام لطفلها بشكل مفاجئ ، و عنيف و بدون وعي أو فهم تسبب بعض الاضطرابات الانفعالية لدي الطفل و تؤثر علي شخصيته و تولد لديه كرها للطعام .

و أيضا مثل استخدام العنف و العقاب لإجبار الطفل علي تناول الطعام يؤثر علي شهية الطفل ، و يجعل وقت تناول الطعام مرتبطا في ذهنه بانفعالات الخوف و الغضب و يربي عنده الكراهية للطعام و لوقت تناوله .

أهم الأسباب التي تقلل من شهية الطفل

هناك بعض الأسباب التي تقلل من شهية الطفل لتناول الطعام منها

1- تناول الطفل للحلوى و الشيكولاتة قبل الوجبات الواجبات الرئيسية يقلل من الشهية لتناول الطعام ، فالحلويات بأنواعها المختلفة تزيد من السكر بالدم عند الطفل مما يؤدي إلى تأثيرها علي مركز الشبع الموجود بالمخ ، فتقل شهية الطفل للطعام ، هذا بالإضافة إلى أن الحلوى تؤدي إلى تسوس الأسنان و التهابات اللثة عند الطفل ، مما يجعله يحجم عن تناول الطعام .

2- عرض الطعام بطريقة تقليدية ، روتينية ، و بشكل غير جذاب ، يقلل من شهية الطفل ، فالطفل يأكل بعينيه و أنفه قبل فمه .

3- تقديم الطعام غير المألوف للطفل دون مراعاة ذوق الطفل ، و رغبته و رأيه .

4-عدم تنظيم مواعيد تناول الطعام للطفل ، دون أي تخطيط لعملية التغذية ، يؤثر سلبا أيضا علي شهيه الطفل .

5- إصابة الطفل ببعض الديدان قد يضعف شهيته لتناول الطعام .

6- أمراض الأسنان و الفم و اللثة أيضا تضعف و تقلل من شهية الطفل للطعام و كذلك التسنين

شهية الطفل و عوامل الطقس

تتأثر شهية الطفل بالظروف المناخية ، و درجة الحرارة ، فنجد شهية الطفل تقل في فصل الصيف حيث ترتفع درجة الحرارة ، وتزداد الشهية في الشتاء ، بل إن خلال اليوم الواحد ، قد تتأثر شهية الطفل حسب درجة حرارة الجو ، فنجد الشهية تقل في فترة الظهر حيث ترتفع درجة الحرارة عنها في فترة العصر و العشاء .

الوراثة و شهية الأطفال

لوحظ انه إذا كان الأبوان ضعيفي الشهية لتناول الطعام ، فإن بعض أطفالهما يعانون من هذه المشكلة ، و لوحظ أيضا أن الأطفال الذين يولدون من أبوين شرهين في تناول الطعام عادة ما تكون شهيتهم لتناول الطعام كبيرة .

معني هذا إن للوراثة دورا في انتقال نمط و سلوك تناول الطعام من الأجداد و الآباء إلى الأبناء .

هذا بالإضافة إلى أن الأبناء يقلدون الآباء فيما يصنعون فالأم التي تقوم بالإعراض عن الطعام ، و تقوم بعمل " رجيم لإنقاص الوزن " نجد طفلها يقلدها في هذا الرجيم ، و الأطفال الذين يجدون آباءهم يعرضون عن تناول طعام معين ، فعادة ما يرفضون و يعرضون عن هذا الطعام أيضا .

الحل لجعل الطفل لا يرفض الطعام

حتى تمر عملية تغذية الأطفال بنجاح ، و لكي يتناول الأطفال الطعام بدون مشاكل أو رفض ، إليكم بهذه النصائح و الوسائل المهمة :

1- ننصح الأمهات إن تتم عملية الفطام و الفصال بشكل تدريجي ، دون أن تسبب اضطرابات انفعالية لدي الطفل دون إطالة أو تقصير .

2- علي الأمهات إن يجتهدن في إعداد و عرض الطعام بطريقة شائقة و جذابة للطل ، و من المهم الاهتمام بأدوات المائدة للطفل ، لتكون أشكال و ألوان جذابة و ممتعة للطفل .

3- علينا إن نجعل أوقات الطعام لدي الطفل أوقات سعيدة و مرحة و نجتهد في جعل وقت تناول الطعام يرتبط في ذهن الطفل بالسعادة و المرح و الفرحة و من المهم أن يتناول الطفل طعامه في جو هادئ فيه شعور بالأمن و الطمأنينة .

4- لا داعي للقلق أو الخوف أمام طفلك إذا رفض تناول الطعام ، لأن هذا قد يدفعه إلى مزيد من العناد و رفض الطعام ، و لو تركت الحرية لطفلك ليأكل دون إظهار القلق و التوتر ، فسوف يتناول ما يحتاجه جسمه ، و لن يموت جوعا .