كيفية تحصيل الخشوع في الصلاة 2024.

الجيريا

أولاً: فإنه مما لا شك فيه أن الخشوع هو روح الصلاة، فكما أن الجسد لا قيمة له بغير الروح، فكذلك الصلاة لا قيمة لها بغير الخشوع، لأن الصلاة عندما تكون ذات خشوع وخضوع فإنها تُريح صاحبها فعلاً، كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (أرحنا بها يا بلال)، وكان يقول أيضًا (وجُعلت قُرة عيني في الصلاة)، فمعنى ذلك أن الصلاة لها أثر فعلاً في حياة المسلم المصلي، فكون الإنسان يُصلي ولا يشعر بأن لها أثراً في حياته، أو لا يستمتع بها، معنى ذلك أن صلاته صُورية أو شكلية، وليست هي الصلاة التي أرادها الله -تبارك وتعالى-، وطلب منا أداءها.

لذا أقول أن أول عامل من عوامل وأسباب الخشوع، أول شيء قبل أن تدخلي في الصلاة، قِفي قليلاً، واسألي نفسك: أنت الآن ستقفين بين يدي مَن؟ لا بد أن تستشعري هذا الأمر، فتكون الإجابة: بين يدي الله تعالى، مَا الذي يلزمك لكي تقفي بين يدي الله تعالى؟ أن تكوني صافية الذهن، ولذلك حاولي أن تُخرجي من رأسك كل الأمور التي كنت مشغولة بها قبل الدخول في الصلاة، قبل أن تدخلي في تكبيرة الإحرام، حاولي أن تقفي دقائق تفرغين الذاكرة التي عندك تمامًا، وأن تستشعري في داخل نفسك أنك ستقفين بين يدي الله تعالى، وأن الله يعلم ما في نفسك، وأن الله مطِّلع على سرِّك ونجواك، وأن الصلاة لا تصلح بغير هذا الخشوع، فحاولي.

الجيريا


ثانيًا: عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يرزقك الخشوع، سواء كنت في داخل الصلاة أو خارج الصلاة.

الجيريا


ثالثًا: حاولي أن تتدبري الآيات التي تقرئينها، بمعنى أنك عندما تقولين (بسم الله الرحمن الرحيم) تذكري من هو الله؟ الله -تبارك وتعالى- الذي أعطاك نعمة السمع، ونعمة البصر، ونعمة العقل، ونعمة الشَّمِّ، ونعمة الذَّوْقِ، ونعمة الحياة، هذا أمر يُحرِّك عندك الإيمان. (الرحمن الرحيم) لماذا كرر (الرحمن الرحيم) ليُدلَّ على أن رحمته وسِعتْ كل شيء، وأنه يرحمنا أكثر من آبائنا وأمَّهاتنا، وأنه يُحب لنا الخير، وأنه لولا أنه يُحبنا ما جعلنا مسلمين، ولولا أنه يُحبنا ما أعاننا على الصلاة، وغير ذلك.

الجيريا


رابعاً: عليك بالقراءة آية آية، لا تقرئي بسرعة، لأن القراءة بسرعة لا تجعلك تستمتعين بالقراءة، ولا القراءة المميتة التي تُشعر بالملل والسأمة، فاقرئي الفاتحة آية آية، واقرئي السورة التي بعدها آية آية، كذلك في حالات التسبيح، سواء كان في الركوع أو في السجود، عليك بأن تُسبحي أيضًا تسبيحات مُفرَّقة، وأن تجعليها تخرج من قلبك، تشعرين بأنها تخرج من قلبك، مع كمية هواء قوية، حتى تستطيع أن تحرِّك في نفسك هذه المشاعر.

الجيريا


خامساً: كذلك عليك بالدعاء وأنت تُصلين: (اللهم ارزقني الخشوع في صلاتي) وأيضًا: اللهم إني أسألك حُبك وحب من يُحبك وحب كل عملٍ يقربني إليك، اللهم أعني على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادتك، اللهم حبب إليَّ الإيمان وزينه في قلبي، وكرِّه إليَّ الكفر والفسوق والعصيان، واجعلني من الراشدين، اللهم زيني بزينة الإيمان، واجعلني هادية مهتدية، اللهم اجعلني من عبادك الصالحين ومن أوليائك المقربين.

الجيريا


سادساً: كذلك أيضًا سؤال الله -تبارك وتعالى- أن يرزقك حلاوة الإيمان، و-بإذن الله تعالى- بهذه الأمور ستكونين في وضع أحسن.

الجيريا


سابعاً: أيضًا عليك أن تتوضئي وضوءًا جيدًا، وأن تتوضئي قبل دخول وقت الصلاة، وأن تتذكري أنك ستقفين الآن بين يدي الله تعالى، فتتوضئين باطمئنان، وتتوضئين بهدوء، وكما ذكرت لك أهم شيء الاطمئنان، لأن الاطمئنان سيؤدي إلى الخشوع، وأن يكون الكلام يخرج من قلبك، ولا يخرج من لسانك فقط، يعني يُلازم اللسان القلب، وأن تتصوري أن هذه قد تكون آخر صلاة، فينبغي أن تُحسنيها، ولا بد أن تملئيها دعاءً وتضرعاً إلى الله تعالى، وسؤال الله -تبارك وتعالى- خيري الدنيا والآخرة، و-بإذن الله تعالى- ستجدين تحسُّنًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد والصلاح والاستقامة، وأن يجعلك من الصالحات القانتات.

الجيريا

الله يخليك ويحسن اليك يا اختي بارك الله فيك

تسلمي حبيبتي
ربي يرزقك الجنة بغير حساب….موضوع قيم.
يعطيك الصحة وهيبة
الجيريا

بارك الله فيك وجزاك خيرا إن راحة المؤمن الصلاة فكان – صلى الله عليه وسلم – يقول "أرحنا بها يا بلال"رواه أبو داود وصححه الألباني، فهي الأمان والراحة والسكينة والمتعة – وقبل ذلك كله – مناجاة بين العبد وربه دون واسطة؛ فإذا أراد العبد أن يكلم ربه ما عليه إلا أن يتوضأ ويقف بين يديه مصليا راكعا ساجدا.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله : " وكان صلى الله عليه وسلم يقول :"جعلت قرة عينى في الصلاة" ، وكان يقول: " أرحنا يا بلال بالصلاة " ، ولم يقل : أرحنا منها ، فمن لم يجد قرة عينه ، وراحة قلبه في الصلاة فهو منقوص الإيمان " !
(مجموع الفتاوى 11/541) .
مشكورة عزيزتي
ربي يهدينا
امين يارب العالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.