صباح التوكل على الله 2024.

الجيريا
المسلم حينما يخرج من بيته صباحاً فإنه يخرج وقد اصطحب معه التوكل واليقين بأن الذي يرزقه ويسبب له اسباب الرزق هو الله وحده وبأن الذي سيحفظه من كل سوء ومكروه هو الله تعالى وحده لذا فهو يدعو حينما يخرج من بيته بهذا الدعاء فيقول : بسم الله توكلت على الله لا حول ولاقوة إلا بالله
فيقال له : حسبك قد كُفيت وهُديت ووقيت فيلقى الشيطان شيطاناً آخراً فيقول له : كيف لك برجل قد كُفي وهُديَ ووقيَ
وإذا ما صحا من نومه ووجد هماً يكاد ينغص عليه يومه فما عليه إلا أن يلجأ إلى الله تعالى يرجوه ويدعوه أن يفرج كربه ويزيل همه وغمه
فالمسلم يتجنب الرسائل السلبية في بداية يومه حتى لا تعوقه عن تحقيق هدفه

وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ

مر إبراهيم بن أدهم على رجل ينطق وجهه بالهم والحزن فقال له إبراهيم :
يا هذا إني أسألك عن ثلاثة فأجبني
فقال له الرجل : نعم فقال له إبراهيم :
أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله ؟ فقال لا , قال : أينقص من أجلك لحظة كتبها الله لك في الحياة ؟ قال لا , قال : أينقص رزقك شيء قدره الله ؟ قال لا , قال : فعلام الهم ؟!
رضيت بما قسم الله لي *** وفوضت أمري إلى خالقي

كما أحسن الله فيما مضى *** كذلك يحسن فيما بقي
**********
سهرت عيونٌ ونامت عيون *** في شئون تكون أو لا تكون
فدع الهم ما استطعت فحمـ *** لانك الهموم جنون
إن رباً كفاك ما كان بالأمـ *** س سيكفيك في غداً ما يكون
وعليه أن يحسن التوكل فلا يعجل على رزقه ولا يطلبه بمعصية الله فإن ما عند الله لا يطلب إلا بطاعته
" يا أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب "
لبث رجل عابد سبعة أيام لم يرزق سيئاً فقالت له امرأته لو خرجت فطلبت لنا شيئاً ؟
فخرج العابد فوقف مع العمال فاستؤجر العمال وصرف الله عن العابد الرزق ولم يستأجره أحد فقال
والله لأعملن اليوم مع ربي فجاء إلى ساحل البحر فاغتسل ولم يزل راكعاً وساجداً حتى أمسى وأتى أهله فقالت امرأته : ما صنعت اليوم ؟ فقال : عملت مع استاذي وقد وعدني أن يعطيني
ثم غدا إلى السوق ووقف مع العمال فاستؤجر العمال وصرف الله عنه الرزق ولم يستأجره أحد فقال لأعملن اليوم مع ربي فجاء إلى ساحل البحر فاغتسل ولم يزل راكعاً ساجدا حتى أمسى
أقبل على أهله فقالت امرأته : ما صنعت ؟ قال العابد : قد وعدني استاذي أن يجمع لي أجرتي , فخاصمته امرأته وصبيانه يتضاغون جوعاً
ثم غدا إلى السوق واستؤجر العمال فقال : والله لأعملن اليوم مع ربي
ثم جاء إلى ساحل البحر ثم اغتسل ولم يزل راكعاً وساجداً حتى أمسى
قال: أين أمضي ؟؟
وأنا قد تركت العيال يتضاغون جوعاً حتى تحامل على جهد منه حتى إذا قرب من باب داره سمع ضحكاً وسروراً
وشم رائحة قديد وشواء فأخذ على بصره وقال :
أنا نائم أم يقظان ؟؟
تركت أقوام يتضاغون جوعاً وأشم رائحة قديد وشواء واسمع ضحكاً وسروراً ثم دنا من باب داره ثم طرق الباب فخرجت امرأة حاسرة قد حسرت عن ذراعيها وهي تضحك بوجهه ثم قالت : قد آتانا رسول استاذك بدنانير وكسوة ودق ودقيق وقال إذا جاء فلان فأقرئيه السلام وقولي له أن استاذك
يقول لك قد رأيت عملك وقد رضيته فإن زدتني بالعمل زدتك في الأجر
هذة القصة جاءت عن " ابن الجوزي _ في المنتظم "

اللهم إني اسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً

جزيت خيرا على ماقدمتي

جعلها الله في موازين اعمالك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.