الصحة النفسية للطفل قبل المدرسة 2024.

[size=16]– الاهتمام بصحة الطفل النفسية قبل لمدرسة
أ – الاستشارة النفسية مهمة قبل دخول الطفل الى المدرسة
يعتقد بعض أولياء الأمور ان مرحلة الحضانة التى يقضيها الطفل فى دور الحضانة بعيدا عن البيت قد تؤهله للانخراط فى صف المرحلة الاولى الابتدائية دون اية مشكلات ، لكن مع نمو التلميذ واقترابه اكثر من مرحلة الوعى تنضج لديه امور كثيرة ، لم يكن يتخيلها الوالدان وقد تشوب تلك المرحلة الجديدة مشكلات سلوكية فى فترة مبكرة من الدراسة دون ان تتم تشخيص حالة الطفل
وتزداد الحالة حدة طالما لم يتم اهتمام بعلاجها ، وتبدأ الحالة بالتفاقم تدريجيا مع ارتقاء الطفل الى المرحلة الثانية والثالثة من سنوات الدراسة الابتدائية ، ولعل من اخطر تلك الحالات التى يسعى الطب النفسى الى علاجها الافراط فى النشاط وتشتت الانتباه عند الطفل

وهناك ايضا المشكلات التى يواجهها التلميذ وهو ينتقل الى عالم المدرسة وهو عالم جديد فيه المدرسة بدلا من الام والفصول الدراسية بدلا من البيت ، وفى بيئة تصدر اليه فيها الاوامر عليه اطاعتها ولا يسمح له بالشطط من اى نوع
تلك الاجواء قد تفجر عند الطفل مشكلات قد تتفاقم تدريجيا مع ارتقاء الطفل الى المرحلة الثانية والثالثة من سنوات الدراسة الابتدائية ، ولعل من اخطر تلك الحالات التى يسعى الطب النفسى الى علاجها الافراط فى النشاط وتشتت الانتباه عند الطفل
وهناك ايضا المشكلات التى يواجهها التلميذ وهو ينتقل الى عالم المدرسة وهو عالم جديد فيه المدرسة بدلا من الام والفصول الدراسية بدلا من البيت ، وفى بيئة تصدر اليه فيها الاوامر وعليه اطاعتها ولا يسمح له بالشطط

تلك الاجواء قد تفجر عند الطفل مشكلات قد تتفاقم اذا لم يتم وقفها او الحد منها ، فان لكل مشكلة علاج ، كما ينبغى عدم التساهل واهمال حالة الطفل ان ظهرت عليه بوادر نوع من الاضطراب والقلق ، وننصح اولياء الامور بضرورة مراجعة الاخصائى النفسى قبل فترة من دخول الطفل الى المدرسة للوقوف على مسائل قد تخفى على الوالدين العاديين ازاء الطفل الذى يستقبل عامة الاول على مقاعد المدرسة
ليس كل الأطفال سواسية من ناحية الشخصية او البنية النفسية، وليسوا جميعا متساوين فى قدراتهم العقلية والروح الانضباطية والمهارات الاجتماعية ، ولكننا نعلم ايضا ان المشكلة الرئيسية التى يعانى منها معظم الاطفال لدى انتقالهم من بيئة البيت الى بيئة المدرسة هو الشعور بالقلق
والحقيقة فان الطفل يواجه الآن المرحلة الاخطر فى حياته وهو يخوض باكورة تجاربه على الصعيد الشخصى بعيدا عن الحضن الدافئ الذى ترعرع عليه ولم يفارقه طوال خمس او ست سنوات ، ويعتقد البعض ان الأمر غاية فى البساطة طالما ان الطفل قد اعتاد الخروج والذهاب الى الحضانة طوال العامين السابقين ، لكن المشكلة هى ان التجربة الحالية مختلفة تماما
فهناك ، اى فى مرحلة الحضانة كان الطفل يمتلك هامشا من حرية الحركة والكلام ، لكن يفاجأ الآن بان المسألة تختلف اختلافا كليا ، فهو يتلقى الأوامر ويطلب منه الصمت والانضباط وان يؤدى واجباته المدرسية بدقة كما لن يسمح له خلال الحصة بالتنقل من مكان الى اخر .
يبدأ الطفل هنا ايضا بالشعور بالابتعاد عن المكان الذى ترعرع فيه ويغيب عنه الشخص الذى يوفر له الرعاية والحنان المتمثل فى والدته ، ولا يسمع الآن سوى الأوامر تنصب عليه فيبدأ شعوره بالرهبة من الوهلة الاولى
فاذا كانت لدى الطفل قابلية للقلق يمكن ان يشعر بالقلق وقد يتفاقم الأمر اذا كان عنده نوع من أنواع قلق الفصال ، يعنى ان الطفل عندما ينفصل عن امه يبدأ بالشعور بالقلق ، وهذا بالطبع امر طبيعى ، وقد يجهش الطفل بالبكاء طالبا رؤية والدته لانه لا يزال متعلقا بوالدته ، والسبب فى الصورة المرسومة فى ذهنه هى والدته التى تمثل ملاذا وحماية ، فى اعتقاده لن يوفرها احد له سوى امه
وقد يخطئ الكثير من أولياء الأمور عندما يرون أطفالهم يبكون فى الأيام الاولى من الذهاب الى المدرسة وقد ينعتون اطفالهم بالجبن ، وقد تهيأ لهم اشياء كثيرة خاصة بشخصية الطفل ، لكنها افكار سلبية لن تخدم الابن قط بل سترسم سياجا حاجزا بين الطفل والمدرسة بصورة اكبر مما يمكن توقعه
ولا شك ان الطفل فى هذه السن يكون على جانب من الوعى ويمكن التحاور معه عن رأيه فى المدرسة او المدرسات ، ومن خلال الحوار يمكن طمأنته ولتحقيق ذلك ينبغى النزول الى مستوى الطفل للتفاهم معه بلغته ، وهذه اهم نقطة لتنمية الوعى لديه ولتحريره من اية مخاوف او قلق 0 ولابد من تخليص الطفل من اية اوهام او تخيلات يكون قد رسمها لنفسه وتقف حاجزا دون تقبله للوضع الجديد والناس الجدد بدأ بالمدرس وانتهاء بالاطفال من حوله ، وقد لا تستند تلك التخيلات او الاوهام الى اية اوهام خاصة بالمدرسة
والحقيقة ان الظاهرة المألوفة فى اليوم الاول عندما يحضر اولياء الامور ومعهم اطفالهم لدخول المدرس ، نسمع الصراخ يعلو ويعلو كلما حاول الوالدان الابتعاد عن الطفل ، وتركه فى المدرسة ، ولا شك فان هذه المرحلة حساسة اذا لم يكن الوالدان يفهمان طبيعتها فان الطفل سيكبر وينتقل من صف لاخر ، ومعه تلك المشكلة التى قد تتحول الى عقدة تجعله يكره المدرسين والدراسة ، وقد تتحول الى فشل فى الحياة الدراسية والى قلق مستمر فى كل الاوقات طالما بقى على مقاعد الدراسة
وقد ينعكس ذلك على حياة الانسان خارج نطاق الدراسة ، ولذلك يحتاج الطفل الى تدخل علاجى من البداية حتى لا يتفاقم القلق ويتحول الى عقدة دائمة
ونجد الآن السر وراء تعيين المدارس اخصائيين نفسانيين ومرشدين اجتماعيين فى المدرسة لاهمية ذلك حفاظا على صحة الطفل النفسية
ب – هل يمكن للاخصائى القيام بدور الطبيب النفسى؟
فى الأغلب تكون معظم الحالات التى تظهر فى المدرسة بسيطة ولا تحتاج الى تدخل الاخصائى النفسى فى عيادات الطب النفسى او من قبل الطبيب النفسى .
وتقع على عاتق الاخصائى المدرسى فى المدرسة علاج الموقف والحيلولة دون انتقال المشكلة من قلق بسيط الى كرة شديد للمدرسة وتحول ذاك القلق الى حالة من الرهاب والفزع
الحقيقة ان المدرسة يمكنها ان تقوم بدور المطمئن للطفل ، فالطفل عندما يدخل الى المدرسة ويرى مدرسة تمنحه الحنان وترفق به يميل اليها ويكيف نفسه مع المدرسة ، وهنا يتوقف القلق وتنتهى المشكلة ، اذن القضية هنا هى وجود اناس لديهم المهارات اللازمة للتصدى لمشكلات الطلبة الصغار وزرع الطمأنينة والامان لديهم حتى لا يغلب القلق والتوتر على بيئة الصف والمدرسة عموما

وقد ينعكس ذلك على حياة الانسان خارج نطاق الدراسة ، ولذلك يحتاج الطفل الى تدخل علاجى من البداية حتى لا يتفاقم القلق ويتحول الى عقدة دائمة
ونجد الان السر وراء تعيين المدارس اخصائيين نفسيين ومرشدين اجتماعيين فى المدرسة لاهمية ذلك حفاظا على صحة الطفل النفسية
ب – هل يمكن للاخصائى القيام بدور الطبيب النفسى ؟
فى الاغلب تكون معظم الحالات التى تظهر فى المدرسة بسيطة ولا تحتاج الى تدخل الاخصائى النفسى فى عيادات الطب النفسى او من قبل الطبيب النفسى
وتقع على عاتق الاخصائى المدرسى فى المدرسة علاج الموقف والحيلولة دون انتقال المشكلة من قبل بسيط الى كرة شديد للمدرسة وتحول ذاك القلق الى حالة من الرهاب والفزع
الحقيقة ان المدرسة يمكنها ان تقوم بدور المطمئن للطفل ، فالطفل عندما يدخل الى المدرسة ويرى مدرسة تمنحه الحنان وترفق به يميل اليها ويكيف نفسه مع المدرسة ، وهنا يتوقف القلق وتنتهى المشكلة ، اذن القضية هنا هى وجود اناس لديهم المهارات اللازمة للتصدى لمشكلات الطلبة الصغار وزرع الطمأنينة والامان لديهم حتى لا يغلب القلق والتوتر على بيئة الصف والمدرسة عموما
ودور المدرس مهم ايضا فى الحيلولة دون ترسخ القلق لدى الطفل ، والواقع فان الدور المدرس تبعات ، فالمدرس الكفء يمكن ان يجذب الطالب ويشجعه على الدراسة وقد يحصل الطالب على 100 فى المائة من الدرجات عند مدرس ما لانه يثق به ويجبه 000 بينما يمكن ان يرسب طالب آخر فى مادة مدرسة أخرى لان المدرسة تتعامل مع الطالب باسلوب منفر وغير واضح
ج – تجاهل الطالب
قد يلجأ المدرس او المدرسة الى تجاهل معظم الطلبة والتركيز على نخبة او صفوة من الطلبة يستطيعون التجاوب معه ، ولا شك ان ذلك سيؤدى بالتأكيد الى تهميش قسم من الطلبة، والواقع ان مثل هذا السلوك خاطئ لان ما تحظى به القلة من الطلبة ينبغى ان يكون معمما على باقى الطلبة ، والتدريس فى حد ذاته فن ومن يتقن فن التدريس يتقن تربية أجيال كبيرة صحية ستفيد الوطن ككل لاحقا .
وينبغى لفت النظر الى ان البعض على الرغم من انهم اصبحوا كبارا فانهم مازالوا يكررون ان عقدهم الحقيقة بدأت على مقاعد الدراسة

وان هناك نماذج كبيرة من الطلبة الذين يعانون من انفصال الام والأب ويجدون فى المدرسة او المدرس بديلا ويجدون فيهم خير رعاية وحماية
ونشير هنا الى ان على كل مدرس او مدرسة الانتباه الى مسألة مهمة للغاية وهى ان الطلبة مختلفين وينتمون الى بيئات اجتماعية مختلفة وقد تكون تلك الاختلافات ثقافية وعرقية ايضا وان الطلبة ليسوا مستنسخين من اب وام واحدة وان عقلياتهم غير متشابهة بل مختلفة
بل انه حتى وان كان الطلبة من اسرة واحدة او توأمين فالاختلاف النفسى والسلوكى وارد ، ولذلك ينبغى ان تتوفر فى المدرس نظرة شاملة لان هؤلاء الطلبة كلهم اطفال ، ولكنهم يختلفون فى نسبة الذكاء وفى الطباع والاخلاق والخلفية الاجتماعية

هل يستغرق هذا العلاج فترات طويلة؟
يمكن أن يأخذ الدواء فترة طويلة وفى بعض الحالات يحتاج الطفل الى فترة علاج تتناسب ونسبة الحالة وعمق تأثيرها على سلوكه ، ولذلك فاننا دوما نشجع اولياء الامور على زيارة الطبيب النفسى قبل دخولهم اطفالهم الى المدارس لعلاج تلك الحالة او غيرها حتى يكون دخول الطفل الى فصول الدراسة مأمونا وخاليا من اية مشكلات ، فلو كانت هناك اية مشكلة عند الطفل يمكن مناقشتها ، ولو تمت معالجتها باستشارة من الطبيب النفسى او الاختصاصى النفسى فان اثر العلاج لن يعلق فى ذهن الطالب اى اثر لتلك الزيارات

وفى واقع الامر فان معظم اولياء الامور يترددون فى اصطحاب ابنائهم الى العيادة النفسية خشية ان يترك ذلك فى نفس الطفل اثارا سلبية قد تتفاقم عند الطفل نتيجة لفهم خاطئ قد يتراكم عنده مستقبلا ، لكن هذا الكلام مرفوض لانه سيشكل عائقا امام اولياء الامور فتبقى الحالة المرضية عند الان دون علاج وتتفاقم
واقول بصراحة اننا نتعامل مع الطفل بكل شفافية وعلى الاهل اعتبار الزيارة مسألة طبيعية وان زيارة الطبيب النفسى هى كاى زيارة لاى طبيب صحة اخر بل تكون احيانا اكثر لانها ستؤثر بلا شك على مستقبل الطفل ونجاحه فى حياته الدراسية والعملية والاجتماعية

هل الحاق الطفل بمدرسة تطرح مناهج اكبر من قدرته على الاستيعاب يتسبب فى ازمة الطفل قد تضعف رغبته فى الدراسة وقد تؤدى الى مغامرة غير محسوبة تطيح بمستقبله ؟
ليس هناك طالب غير قادر على الاستيعاب ، اللهم إلا إذا كانت لديه قدرات ذهنية محدودة ، ولكن ينبغى الحذر ليس من المنهج المعد فى تلك المدرسة بل من طبيعة المدرسة والطلاب الذين يدرسون فيها ، ولذلك ينبغى الانتباه الى هذه الناحية ويمكن فى مثل تلك الأحوال ان يتقدم أولياء الأمور لاستشارة الطبيب النفسى ازاء المدرسة المناسبة لحالة الطفل وطبيعته قبل الدخول الى المدرسة .
فهناك مدارس منغلقة واخرى متفتحة ، وهناك بعض الطلبة يناسبهم المنهج الاميركى المفتوح بينما اخرون يناسبهم المنهج البريطانى الانضباطى والمتشدد لكن ينبغى فى الوقت نفسه الايمان بانه يستحيل العثور على مدرسة حسب المقاس
والحقيقة الثانية انه لا يمكن التصرف بمعزل عن ارادة الطفل فلا يمكن نقله من مدرسة او من صف لاخر دون الرجوع اليه ، ولعل الافضل هو اصطحاب الطفل الى المدرسة الجديدة ومصارحته بالنقل اليها وعندئذ يمكن الاسترشاد بموقف الطفل ورد فعله على هذه المسألة
لكن للاسف فان معظم اولياء الامور فى الوطن العربى يتصرفون على هواهم وكانه ليس لذلك الكائن الصغير اى وجود او مشاعر او رغبات خاصة يعنى ان الطفل لا يستشار على الاطلاق ، لكن مع الانفتاح واتساع دائرة الثقافة بات اولياء الامور اكثر وعيا وفهما لتلك القضايا

يعطيك الصحة سمر
ننتظر المزيد من مشاركاتك ومواضيعك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.