المراهقة و الاسرة 2024.

واجبات الأسرة المثاليةهي التي تساير نمو الفرد فتعامله فيطفولته على أنه طفل فلا تحاول أن تقتحم طفولته فتعامله على أنه بلغ مرحلة الرجولةوالكمال، بل ينبغي أن تهيئ له الفرصة لكي ينمو ويستمتع بكل مرحلة يمر بها فيحياته.

والأسرة المستقرة الثابتة المطمئنة تعكس هذه الثقة، وذلك بالاطمئنانعلى حياة المراهق، فتشبع بذلك حاجته إلى الطمأنينة. وتهيئ له مناخا صحيا لنموه،ولهذا كان للوالدين أثرهما الفعال على سلوك أبنائهما.

والمناخ المضطرب داخلالأسرة يسئ إلى نمو المراهق، وينحو به نحو التمرد والثورة. وكذلك تزمت الوالدالشديد لآرائه يجعله بعيدا عن صداقة أبنائه، ويقيم بينه وبينهم الحدود والحواجزالتي تحول بينه وبين فهمه لمظاهر نموهم الأساسية.

والشدة في التربية ودوامالتوبيخ والعقاب تخرج لنا شابا معوقا نفسيا واجتماعيا، وقد دلت على ذلك حالات كثيرمن الشباب الذين أدركوا بعد بلوغهم سن الرشد ومبالغ الرجال أنهم ليسوا كبقيةالشباب، فهم مهزوزون متأرجحون لا يحسنون اتخاذ القرارات ولا يجدون في أنفسهم ثقةلمواجهة المشكلات، بل وربما فكر بعضهم في الانتحار لشدة ما يجد في نفسه من اضطرابوعدم توافق مع الحياة.

فاقد الثقة
يقول أحد الشباب: أنا شاب في الخامسةوالعشرين من عمري… حصلت على الشهادة الجامعية ثم التحقت بعمل في أحدى الوزارات. أشعر أنني غير موفق في عملي لأنني لست واثقا من نفسي ومن قدراتي.

ذهبت إلىطيب نفسي لكي يخلصني من هذا الشعور النقص، ومن خلال الأسئلة التي طرحها عليّ ذلكالطبيب جعلني أتذكّر أيام الطفولة القاسية التي عشتها في كنف والدي (سامحهالله).

تذكرّت أن والدي كان يبالغ في نقدي وتخويفي وضربي وعقابي وأحياناكثيرة كان يتعمّد إهمالي وحبسي وسجني في إحدى حجرات المنزل، وإلى تهديدي بالطرد،لدرجة أنني لم أشعر في يوم ما بعطفه وحنانه.

ولا أخفي عليكم أن ذلك الأسلوبمن التربية الخاطئة جعلني فاقد الثقة في نفسي وفي الآخرين، حاقدا على كل إنسانمتميز في مجاله، أصبحت متمرسا على الوقيعة بين الناس.

والآن أشعر بخيبةالأمل في الأسلوب الذي تربيت عليه… وأحيانا أتساءل: لماذا لم يدرك أبي الأسلوبالتربوي السليم الذي يصنع مني إنسانا سوياً؟ وفي أوقات كثيرة أشعر برغبة شديدة فيالصراخ بأعلى صوتي لأقول للآباء والأمهات: ارحموا أبناءكم، وكونوا القدوة الحسنةلهم لكي يكونوا بعيدا عن المشاكل والأزمات النفسية.

أبي يقسو على.. وأميتبكي من أجلي
كرهت والدي وأحببت أمي، لأن أبي كان يعاملني بقسوة شديدة وكانت أميتبكي من أجلي… ويتكرر هذا المشهد كل يوم من إهانة بالألفاظ النابية والضربالمبرح. ولم تستطع والدتي أن تمنعه من الاستمرار في ممارسة تلك الإهاناتالمتكررة.

أصبحت غير متزن في انفعالاتي بحيث كنت أضحك لأية كلمة تبعث علىالسرور، كما كنت أحزن لأية كملة أخرى تسبب لي الاكتئاب.

اعتقدت أن جميعالآباء على شاكلة والدي، ولكنني وجدت زملائي في حالة نفسية سوية ويقبلون على الحياةولهم تطلعات وطموحات لم أفكر فيها في يوم من الأيام.

وكانت السلوى في حياتيهي أمي المسكينة التي كانت تعوّضني عن كل تلك الإهانات بالكلمة الطيبة الرقيقةواللمسات الحانية.

كنت سريع الانفعال وبسبب ذلك تشاجرت مع أحد الزملاء، وفيلحظة انفعال سريعة تناولت حجرا وضربته على رأسه مما تسبب له في ارتجاج المخ وقررالطبيب في المستشفى أن مدة العلاج سوف تستمر أكثر من شهر. وتم القبض عليّ، وحكمتالمحكمة بسجني ثلاثة أشهر مع الشغل.

خرجت من السجن ضائعا في الحياة… وجدتوالدي يقابلني بوابل من السباب؛ فخشيت أن يستمر ذلك المسلسل من الإهانات؛ فقررتالهرب من المنزل بعيدا عن جحيم والدي.

خرجت من المنزل هائما على وجهي لاأدري وجهتي أو إلي أين أذهب…تذكرت رفقاء السوء الذين وقعوا في مستنقع الفسادوالجريمة؛ ولكني استعذت بالله من شياطين الإنس هؤلاء.. ولأنني لم أرغب في العودةمرة أخرى إلى السجن.

فكرت في الذهاب إلى خالي لكي يكون ملاذي، ولكنه لم يكنقادرا على تحمل نفقاتي ومصروفاتي فتراجعت عن الذهاب إليه… ففضلت العودة إلىالمنزل لكي أكون بجوار أمي المسكينة وأتحمل العذاب اليومي. ولا أدري متى ينتهي هذاالعذاب! ولا أتذكر في يوم من الأيام أنني عارضت أبي في رأي أو أنني أغضبته بقول أوفعل حتى هذه اللحظة.

إننا نقول للآباء:
إن الأبناء يحتاجون من الناحيةالنفسية في فترة المراهقة إلى الطمأنينة والشعور بالأمن الداخلي، والشعور بالانتماءالأسري والحياة الأسرية الآمنة المستقرة، والشعور بالحماية ضد العوائق و الأخطاروالحرمان العاطفي الأسري، والشعور بالاستقلال والاعتماد على النفس مما يقللانحرافات المراهقين وتهيئ لهم توافق سليما في حياتهم الاجتماعية، والقسوة فيالتربية آثارها مضرة وعواقبها وخيمة وأول من يكتوي بنارها هم الأبناء وكذلك الآباءأنفسهم .. فعليكم بالرفق أيها الآباء والمربون فما كان الرفق في شيء إلا زانه ولانزع من شيئ إلا شانه.

[align=center]بارك الله فيك يا اختي على الموضوع القيم والمفيد
انشاءالله ربي يستر اولادنا واولاد المسلمين من كل
سوء ومكروه

الجيريا[/align]
شكرا اختي على الموضوع القيم
تربية الاولاد مهمة صعبة ربي يسهلها على الاباء

المراهقة الحقة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

درس بعنوان

المراهقة الحقة

الجيريا

لفضيلة الشيخ

محمد بن مبارك الجربوع

بجودة ودقة عالية وصيغة Mp3

للأستماع من هنا

وللتحميل المباشر من هنا

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

لاتوجد هناك فترة مراهقة في الاسلام حبيبتي
هناك سن التكليف وليس المراهقة
بارك الله فيك أختي و جزاك الله خيرا
وهذا الذي ذكرته الأخت في موضوعها

تربية ابنتك المراهقة 2024.

تربية ابنتك المراهقة

الجيريا

الحب يمثل قوة كبيرة في أيدي المحبين والمحبوبين لا يمكن الاستغناء عنه, فبالحب تستطع الأم السيطرة علي ابنتها المراهقة والتأثير على تصرفاتها وأفكارها واتجاهاتها وميولها إلي الطريق السوي , وبالحب المتزن تستطيع الأم ان تخضع الفتاة المراهقة لأرادتها وتجعل منها خامة طيبة تستطيع ان تشكلها بالطريقة التي ترغب فيها.
حيث ان الفتاة المراهقة تنفر من التدليل والحب الشديدين اللذين كانت الأم تستعين بهما في ابداء الحب لها وقت ان كانت طفلة , فأنها في حاجة إلى لون جديد من العطف, انه يبدو في التصرفات وفي اللغة الحديث أكثر من أساليب الحنان الزائد التي يحبها الأطفال وينفر منها المراهقون .
التعبير عن الحب :
حيث ان فترة المراهقة فترة انتقال من الطفولة إلي النضج,تحدث فيها أزمات نفسية كثيرة نتجية للتغيرات النفسية والجسمية التي تظهر, فالفتاة المراهقة وهى في طريقها إلي النمو الكامل لا تزال تميل إلي الطفولة بحياتها الوديعة , ولذلك نجدها في دوامة انفعالية تتذبذب فيها بين الثورة والهدوء وبين التروي والرضي عن الحياة وبين التفاؤل والتشاؤم بين العزلة والحياة الاجتماعية وفيما يلي دور الأم في التعبير عن حبها لابنتها المراهقة:
أولا:
يجب ان تعامل الفتاة المراهقة علي إنها امرأة كاملة او آنسة ناضجة فتشعر بالمسئولية وتعامل معاملة الكبار , وتشترك في مشاكل الأسرة كما ينبغي احترام رأيها ولا يستهان به.
ثانيا:
ان تشعر الفتاة المراهقة بالإخلاص لها ولكيانها , ومصلحتها كفتاة او فرد وتجعلها تخدم نفسها , فينعكس ذلك الاحترام علي العالم الخارجي .
ثالثا:
على الأم ان تعطي ابنتها المراهقة الفرصة لكي تتحقق من ان أمها صديقة تستطيع ان تساعدها في حل مشكلاتها لانها قد عانت من مشكلات شبيهة لها عندما كانت مراهقة , وتغلب عليها بمساعدة ثقتها في أمها ,وبذلك اكتسبت خبرة في الحياة تمكنها في أبداء الرأي السليم.
رابعا:
على الأم ان تعلم ابنتها المراهقة معنى الشرف والسلوك القويم عمليا , بان تكون قدوة صالحة لها .
خامسا:
على الأم ان تتجنب استفزاز ابنتها المراهقة او معايرتها بالخطأ اذا أخطأت , كما الا تقابل الغضب بالغضب , بل تكون لها القدوة حسنة لها في الرزانة وضبط النفس.. ثم تجعلها تلمس نتائج سلوكها الخاطئ بطريقة غير مباشرة , وبذلك تزداد ثقة فيها وتبتعد عن السلوك الخاطئ في المرات القادمة.
سادسا:
مساعدتها علي الاستقلال , بإتاحة الفرصة لها لإظهار شخصيتها في ترتيب حجرتها مثلا .. او تهيء طبق شهي من الاكل ..او في اقتناء الكتب الصالحة التي ترغبها .. او في اختيار الفستان والحذاء الذي يروق لها.. وهكذا.
فينبغى على الأم الابتعاد عن الشدة والعقاب اذا أظهرت الفتاة المراهقة ضيقا نفسيا او ندما لسبب ما بل من الحكمة الانتظار حتى تهدأ العاصفة ومعاقبتها فى هدوء حتى يعود إليها اتزانها واستقرارها النفسي .
والاختلاط بالمجتمع يساعد الفتاة المراهقة على النمو الاجتماعي السليم والتعاون وتشعر انها تنتمي إلى جماعة كبيرة تحميها وقت اللزوم وفى ذلك شعور بالأمن والاطمئنان وذلك يحميها من الانسياق نحو الا نحراف .

فإذا وفت كل أم بما تقتضيه ابنتها المراهقة على أساس الرغبة الصادقة فى الرعاية الرشيدة لحاجاتها النفسية لتبدى لنا شعاع الأمل بأن عالم الغد قد يكون خيرا من عالم اليوم .

اتمنى لكن المتعة والفائدة.منقول

موضوع مهم جدا بارك الله فيك
و الله يا أختي أكثر حاجة ناف منها بعد يوم القيامة هي تربية البنات و الله ماراني خايفة من عملية الولادة كيما تربية البننات خاصة المراهقة راني متأكدة نولي مراهقة كيما هوما

المراهقة: هل لها أصل شرعي؟ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المراهقة: هل لها أصل شرعي؟


من المنظور الإسلامي لا نرى ما يُسمَّى بمرحلة المراهقة كلفظ شرعي، ذلك المسمى الذي نُطلِقُه على القالب الخانق الذي نضع داخله أبناء المسلمين عَنوةً؛ لنبرر عدم فهمنا لهم، وسوء تواصلنا معهم.

وإن كانت لفظة مستخدمة عند العرب تعني: مقاربةَ البلوغ، وليست من الطفولة إلى ما بعد البلوغ بأعوام، كما هو استخدامها حاليًّا، وتستخدم بمعانٍ أخرى نجدُها في القرآن والسنة، لكن ليست بذاك المعنى المعاصر الذي يشعرنا بــ (مرحلة الأزمة).

أما إذا نظرنا للمرء المسلم بالفهم المعاصر "للمراهقة"، لوجدناها:
المرحلةَ الخانقةَ، والفاصلة في الأسرة، ما بين كسب الأبناء أو ضياعهم – لا قدر الله.

وهي فكرة في الحقيقة مستوردة، غريبة عن المنهج الإسلامي؛ إذ تُعامل المسلم كمريض يُعاني هَلْوساتٍ عاطفيةً ونفسيَّةً، ولا تؤاخذه على كثير من أخطائه، في حين أنه صار مكلَّفًا؛ وذلك لأن تلك المراهقة المزعومة تتَّسِعُ إلى ما بعد البلوغ.

ونرى داعمي هذه الأفكار كل حين يمدون لنا سنَّ الطفولة (مجتمعيًّا) لنظلَّ ننظر إلى الشاب والمرأة المسلمة على أنهما غيرُ عاقلَيْنِ، وغير مكتملي النُّضجِ، يَقتُلُ أو يزني ولا يُحاسَب بما شرعه الله من حساب.

إنه والله الإفساد في الأرض الذي يريدون لنا.

نعود إلى المنظور الإسلامي؛ لنرى أن هناك الطفولة، والبلوغ ("بلغت المحيض"، "بلغ الحلم")، والشباب… وغيرها من المراحل المعروفة.

فنرى الطفولة في الإسلام مرحلةَ رحمة واسعة من الله، جعلها للإنسان يتدرب على الطاعات، ويؤجر دون وزر، ومع ذلك نجد الصبيَّ فيها يَؤُمُّ الرجال، ونجد أنه يُثاب على الطاعات.

يؤمر فيها بالصلاة لسبع، وهنا إشارة إلى بداية التمهيد للتكليف، ويصلي قبل تلك السن بالتعويد ومتابعة الأهل – قدر الإمكان – بلا توبيخ أو مشقة.

ثم يبدأ سن الفهم الملموس للعقوبة، وهو الضرب لعشر؛ أي: إنه هنا يحتاج إلى فهم وإدراك جزاء التقصير.

ثم يأتي البلوغ ونعلم أن ذلك بقدر الله، فلا يبلغ جميع البنات والصِّبية لنفس العمر، تختلف بين الأنواع وبين أفراد النوع نفسه، وذلك من حكمة الله.

وقد يجد بعض الآباء صعوبةً في قيادة دفَّة التعامل أثناء هذا التحول؛ لأنهم لم يوفِّروا للطفل حقَّه (الكامل) في الاحترام أثناء طفولته، وبالتالي: يحدث ارتباكًا بين الآباء والأبناء؛ نتيجةً للاحتياج إلى وضع قواعد جديدة للتعامل، مع مساحة إضافية من الحرية للأبناء في اتخاذ القرارات، وقد يكون الآباء مَكْمَنَ المشكلة؛ لأنهم غيرُ مستعدِّين لفهم هذا التغيير، ولم يجهزوا أبناءَهم له تَبَعًا للتدريج الشرعي، فهم كانوا – وما زالوا – مسؤولين عن أبنائهم، لا مسيطرين مقيدين.

فإن كان الطفل قد حصل على حقِّه في الاحترام منذ طفولته، وعرف ما له وما عليه في كل مرحلة، لصار التعامل مع هذه المرحلة محورُه فهمُ التغيرات في الشعور، والتركيز على المرور بها بسلام – إن شاء الله – من خلال النصح الإسلامي.

تواجه كثيرًا من الأسر مشكلات في هذه السن؛ نتيجةً لعدم تفهُّم الوالدين لاحتياجات وضوابط سن التكليف.

فينكر الأبوان على ابنهما أو بنتهما احتياجاتِهما، فيعتبرانهم غيرَ واعين، غير مكتملين، وغير ناضجين، فيقابلونهم بحرمان، أو إطلاق العِنان للممارسات غير المشروعة بدعوى (نصاحبهم ويعملون أمامي أفضل من ورائي).

وذاك أحدُ القوالب النمطيَّة التي تخنق الأمةَ وتُثْقِلُها، ولكَمْ عانى بسببها المسلمون من الرذائل.

المشكلة أنهما لم يعداه ليكون ناضجًا، ومكتملَ الفهمِ في هذه السن، فالخطأُ الأساسي يرجع إليهما.

فتُفاجِئُه احتياجات لم يعلم بها بهذه الصورة من قبلُ، فلا هو قادرٌ على التعايشِ معها كطفل ولا كبالغ.

فالأطفال لا يأبهون؛ لأنهم لا يشعرون بتلك التغيرات، والرجال والنساء – المكتملين مجتمعيًّا – يتفاعلون مع احتياجاتهم بالشكل مقبول من المجتمع.

أما هو، فيعيش حائرًا، فنضعه في إطار: لا هو غير مكلف فلا حرج عليه، ولا مكلَّف وله حقوق المكلفين، والواقع الإسلامي ليس كذلك، فالإسلام كفل حق الرحمة والاستيعاب لتلك الاحتياجات الناضجة.

و قد نجِدُ أنجح الأسر – مجتمعيًّا – في الغالب هي التي استطاعتْ تطويعَ ولدها على تناسي تلك المشاعر.

ونحتاج إلى وقفة هنا:
((رُفِعَ القلمُ عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظَ، وعن الصبي حتى يحتلمَ، وعن المجنون حتى يعقلَ)).

الراوي: علي بن أبي طالب، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 4403.

خلاصة حكم المحدث: صحيح.

الفاصل بين التكليف وعدمِه جاء في هذا الحديث واضحًا: ((وعن الصبيِّ حتى يحتلمَ)).

هنا نفهم أن الفهم والإدراك والعقل يتغير بالبلوغ.

أظنه من غير المنصف أن يصبح المسلم مكلَّفًا مسؤولاً عن الأعمال، وخاضعًا للعقوبات الشرعية، ومع هذا نَحرِمُه من حقوقه في الزواج، وقيادة الأمور… أليست التكليفات الإلهية له أعظم قدرًا؟!

أي إننا إن تعاملنا مع الأمر بفهم إسلاميٍّ نجدُ أن هذا الطفل يُربَّى على أن يكون رجلاً أو امرأة – كل حسب نوعه – منذ الطفولة، يلعَبُ ويمرَحُ، ولكن ليس العكس كما نفعل نحن، نربِّيهم على أنهم أطفال وغير مسؤولين، لا يعرفون عن معنى الرجولة والمروءة شيئًا، إلى حين يسمح لهم المجتمع بالزواج، فتظهر المسؤوليات على شكل أعباء.

الإشكالات تَكْمُنُ في تربيتنا له، فصار بالغًا وغير جاهز لإدارة بيت وأسرة، ومسؤوليات مجتمعيَّة أخرى، ونطلب منه مواصلةَ اللعب واللهو؛ ليتصبر إلى سن يرتضيها المجتمع، فيعيش غير متحمل للمسؤولية.

نرضى بنظراته المختطفة إلى الفتيات، أو تكبُّده مشقةَ الصبر على احتياجاته، ولكن لا نرضى أن يُغضب المجتمع ويتزوج دون السن والقدرات المادية التي ترضي الناس، أيُّهما أعظم في أنفسنا: غضب الله أم غضب الناس؟!

ومن المعايير الفاسدة أن يرى الطفلُ الكبار يفعلون ما هو غير مباح، ونمنعه بحجة أنه صغير، بمجرد أن يرى نفسه كبيرًا سيفعل، وليس لنا الحق أن نحزن أو نغضب حينئذٍ، فنحن مَن أفسَدَ المعيار.

الصحيحُ أن هناك ما هو ممنوع لأنه حرام، وما هو ممنوع لأنك لست جاهزًا بعدُ، كألاَّ تحمِلَ ما يفوق وزنك وقدرة عضلاتك من الأحمال، أو ما يفوق فهمَك لإدارة المواقف، ونضرب له الأمثلة.

ومن الراحة والرحمة التي حمَّلها الإسلام للوالدين – بل وللأمة بأسرها – أنه جاء بقواعد تصوغ شخصية الصغير وتُشكِّلها، وتعدها لما ينتظرها؛ فيعرف آداب الاستئذان، التطهر والغسل، العورات، حفظها، الغيرة على النساء، غض البصر، الإنفاق المعتدل، القيادة المسلمة… وغيرها.

هو الآن يفهم وجاهز، ما هي إلا نقاط وضعت على الحروف ببلوغه ذاك الحدث.

فيا لها من معاناة، تلك التي نتكبَّدها بسبب احترام نظرة مجتمع لا معيار له!
وبالتأمل في حال السابقين من قرون الفلاح والرشد، نجد – كمثال من كثير – علي بن أبي طالب قرر الدخول في الإسلام – بهدًى من الله – في ذاك العمر الصغير.

كيف يُسأل عن هذا وهو طفل – كما نرى الأطفال في منظورنا المعاصر -؟ لن يسأله أحد أصلاً، بل سيعتبره البعضُ تابعًا لا رأيَ له ولا يفهم شيئًا.

في حين أن هذا الطفل هو أنقى فكرًا، وأقرب إلى الفطرة، وأعطاه الإسلام حق الاختيار في أمور شتَّى.

ونؤكد أن الضابط في الاختيار في كل أمور الحياة – سواء كان المرء صغيرًا أم كبيرًا – ينبني في الأساس على قول الله تعالى:
﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].

فلا اختيار بين معصية وطاعة، لا لكبير ولا صغير؛ لأن ذلك ليس بحق للمسلم بأي حال.

"ولكن ابني لم يكون نفسه بعد.. فكيف سيصرف على بيته، ما زال يأخذ مصروفه من والده؟!"
هنا الخطأ الكبير عندكم أيتها الأسرةُ الحريصة على مصلحة ابنها، ولماذا لا يعمل ما دام أنه صار بالغًا؟ لأنكم وضعتموه في قالب التعليم الذي ندركه جميعًا تقريبًا، وقالب آخر، وهو النظرة المجتمعية للإنفاق، يجب أن يمتلك كذا وكذا، ويتكلف نفقات كذا وكذا من طعام وملابس (لكي يستطيع تأسيس بيت)، وأين نحن من قوله صلى الله عليه وسلم:
((اللهمَّ اجعلْ رزقَ آلِ محمدٍ قوتًا))؟

الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1055، خلاصة حكم المحدث: صحيح.

أن يجد ما يسد رَمَقَ أسرته، أن يجد جدرانًا تأويه وآل بيته – لَهو نعيم لا ندركه، ولكن سينظر له المجتمع نظرة وضيع الشأن.

ومع ذلك نجد ضابطًا شرعيًّا عظيمًا يعفي الأسرة من الحيرة في عدة أمور:
عن عبدالرحمن بن يزيد قال: دخلتُ مع علقمة والأسود على عبدالله، فقال عبدالله: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شبابًا لا نجِدُ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشرَ الشباب، من استطاع الباءة فلْيتزوَّجْ؛ فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطعْ فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاءٌ)).

الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5066.
خلاصة حكم المحدث: صحيح.

إذًا الأصل هو أن يتزوج، إلا من لم يستطع، وهنا الأمر لا يتوقف على المال فقط، فقد لا يجد أسرة طيبة، أو يكون مريضًا، أو لا يجد من يرضون به، وغيرها من الأسباب.

فليس علينا سوى توجيهه من داخل شريعة الإسلام، والله قادر على حفظه، فقد أنزل الله ما يعلم أنه الأصلح لنا ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير ﴾ [الملك: 14].

ونجد كذلك النهي عن التبتُّلِ، وأن بعض الصحابة كان يرى أنه لا يمكنه التبتُّل مطلقًا، بل إن كان مباحًا لاتخذوا له أدواتِه ليقدروا عليه:
(كان يأمرُ بالباهِ، وينهى عن التَّبَتُّلِ نهيًا شديدًا).

الراوي: أنس بن مالك، المحدث: السيوطي، المصدر: الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 6944.

خلاصة حكم المحدث: حسن.
(نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التَّبتُّلِ).

الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: البخاري، المصدر: العلل الكبير، الصفحة أو الرقم: 153.
خلاصة حكم المحدث: حسن.

لقد رد ذلك – يعني: النبيَّ صلى الله عليه وسلم – على عثمان بن مَظْعون، ولو أجاز له التَّبتُّلَ لاخْتَصَيْنَا.

الراوي: سعد بن أبي وقاص، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5074، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
خلاصة القول:
ارحموهم؛ فهم أمانة في أعناقكم:
((الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)).

الراوي: عبدالله بن عمرو، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: الإمتاع، الصفحة أو الرقم: 1/62، خلاصة حكم المحدث: حسن.

من هذا المنظور نفهم الكثير من الأحداث في السيرة النبوية فهمًا غير مرهقٍ للنفس عن أن ننظر لها من داخل فهم وقياسات المجتمع الحالي.

فهلا أرحتم أبناءَكم من عناء القوالب المستوردة! هلا ألنتم أفكارَكم وطوعتموها للإسلام، لا إلى قياساتِ المجتمعِ الذي لم يَعُدْ له معيار يزن به أمره!

غفر الله لي ولكم، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

منقول ،،،،

بارك الله فيك وجزاك خيرا على موضوعك القيم؛ أختي يقولون سن مراهقة

إن من بين كبار الصحابة من أسلم ونافح وكافح وهو لم يبلغ بعد فهاك :

على بن أبى طالب وكان عمره ثمان سنوات
والزبير بن العوام وعمره ثمان سنوات
طلحه بن عبيد الله وكان ابن إحدى عشرة سنة
الأرقم بن أبى الأرقم وكان ابن اثنتا عشرة سنة
عبد الله بن مسعود وكان ابن أربع عشرة سنة

و أن أعمار كبار الصحابة رضوان الله عليهم أخرين حين آمنوا بالله وأسلموا كانت عند العشرين وما بعده بقليل إليك بعضهم :
صهيب الرومى كان دون العشرين
زيد بن حارثه وكان فى حدود العشرين
عثمان بن عفان وكان فى حدود العشرين
خباب بن الأرت وكان فى حدود العشرين

فليكن هؤلاء قدوتنا

فإن كان الطفل قد حصل على حقِّه في الاحترام منذ طفولته، وعرف ما له وما عليه في كل مرحلة، لصار التعامل مع هذه المرحلة محورُه فهمُ التغيرات في الشعور، والتركيز على المرور بها بسلام – إن شاء الله – من خلال النصح الإسلامي.

بارك الله فيك مايا على الطرح الموفق …
و الذي فتح اعيننا على الكثير من الحلول ليستفيد منه كل الأولياء في مواجهة هذه المرحلة ( الصعبة في زماننا هذا )

عليك نور مايا
موضوع مفيد جدا