الرومانسية لا تبنى فوق أشواك الغيظ 2024.

الفرق بين الرومانسية والعشرة الطيبة .. أن الأولى يضئ فيها وهج الانجذاب وليس مجرد الارتياح والتعود، فالزواج الرومانسي هو حياة مشتركة بين رجل وامرأة لم تنهي الأحداث اليومية والمشكلات الروتينية حالة الانجذاب الفطري المركوزة داخل كل منهما تجاه الجنس الآخر.

ما زالت ترى الزوجة في زوجها نموذج الرجل الذي يتلهف له خيالها، وما زال يجدها زوجها رمزًا للأنثى التي تثير فيه الرقة والشغف والإعجاب.. والحقيقة أن هذه المشاعر الرومانسية تمنح سعادة فائقة بل هي من أقوى المشاعر التي يختبرها الإنسان، لذا فإن تحطمها أو ذبولها قد يدفع كل طرف إلى الانخراط في محاولات عابثة للشعور بها، وقد يلجآن في نهاية اليأس إلى الخيال أو العالم الافتراضي أو يحبسانها في أوراق روايات عاطفية أو دراما "الخيال التركي".

الغيظ العدو الأول
الغيظ من أسوأ الانفعالات على الإنسان فهي لا تدفعه فقط إلى إيذاء سبب غيظه، وإنما قد يؤذي نفسه أيضا، وهو في بشكل عام ينفصل عن نفسه في هذه الحالة الغاضبة المهتاجة.
الغيظ ببساطة هو عكس تلك الحالة البهيجة الشفافة التي تضعنا فيها الرومانسية، فهما ضدان لا يجتمعان أبدًا، والغيظ قادر على تحطيم ليس المشاعر الحالمة فحسب، بل والأسس الزوجية العامة من الاحترام والتقدير والتغافر.
ولأن المرأة هي صانعة الحب وأستاذته فعليها أولا أن تنقي قلبها من الغيظ، وأن تنتهي تماما في أول سطور عهد الرومانسية الزوجية عن استرجاع مواقف سيئة من الزوج، واسترداد كلماته غير اللائقة، والأهم من ذلك أن تطلق شحنات غيظها بسلام في فضاء آمن من الأمل والتجديد وتمحو كل مشاعر "الخذلان" التي أحست أنه جلبها لها..
كيف تتوقع الزوجة أن تبني رومانسية جميلة مع زوجها بليلة وردية وهي لا تفتأ تشعر بكل ألم سببه لها، ولا تريد أن تخرج من حالة المصدومة.
فإذا بدأت الزوجة بتبديد غيظها فقد قطعت الشوط الأهم.. ولكن عليها أن تساعد زوجها على الأمر ذاته.

والسؤال: هل زوجك يشعر بالغيظ؟
الإجابة لكِ وحدك أيتها الزوجة العزيزة.. فلست في موضع اتهام أو دفاع، فشعوره بالغيظ قد لا يكون ناتجا بالضرورة عن خطئك أو تقصيرك، وإنما قد يرجع في الغالب إلى إحساسه بسلب صورة المرأة التي كان يتمناها ويرنو إليها قلبه.
عدد كبير من الرجال لا يعبرون عن غيظهم بالغضب، بل بالتحاشي والهروب والانغلاق حفاظًا على بيتهم وأبنائهم وما تبقى من قدرة على الاحتمال، والمرأة قد تفسر الأمر على أنه "سلبية" ولكنه في الحقيقة فرط لحركة شحنات الغيظ التي اصطدمت بجدر محصنة من اليأس والاستحالة فارتدت صمتا طويلا خانقا.
ليس الهدف تبرئة الزوج أو إلقاء اللائمة على الزوجة في ضياع المشاعر الجميلة، والمودة الصافية، بل الهدف هو تأسيس مرحلة جديدة تبني فيها صانعة الحب من صروح الود والعشق ما تشاء.
بددي غيظه.. حتى يعود إليكِ من عزلته وصمته، أو تهدأ ثورته واشتعاله، فسكوته أوثورته ليسا حتمًا جبريًا، فقط تخلي عن فكرة "هذا هو طبعه".. التي قد تريحك وتعفيكِ من أي مسئولية، ولكنها بالتأكيد لن تهديكِ حبًا، أو توقد شموع الدفء والسعادة في بيتك.

ما الذي يغيظه؟
السبب الأبرز هو افتقاده لصورة المرأة التي تلبي سعادته، وليس الهدف هو مجاراة خيال مفرط في المثالية، ولكنه الاستفادة من العشرة والمعرفة في أن تكوني امرأة أحلامه، ليس بالضرورة أن تفقدي ذاتك أو تغيري شخصيتك، ولكن لأنك صانعة الحب والتوافق في هذا العالم فأنت قادرة على إعطاء هذا الزوج ما يحلم به.
قد يكون قابعا في أسر الغيظ بسبب صدمته من باقة منافية للأنوثة (صوت عالي ونظرات حادة ولسان مسنون) هشمت كل ما حلم به يومًا من رقة وحنو وتعاطف وخجل.
وقد يرفل زوج آخر في ذات الأسر ولكن لأسباب مختلفة فهو يتكلم ولا يسمع ردًا، ينجح ولا يجد شريكة تحتفل وتبارك، يترقى ويتطور ويتسع ثقافة فيزداد شعوره بالفرق مع رفيقة لم يعد لها من اسمها أي نصيب، فقد تخلت عن الرفقة واكتفت بالرباط الذي فقد وثاقه.
وقد يفتك به الغيظ لإصرار زوجته على التعامل باستخفاف "واستهبال" مع رغباته الحميمة، فهو يولي لهذا الأمر عناية، وهي تستخف به، هو يحبه وهي تؤديه، هو يحلم بالتفنن فيه وهي تحمل مشاعر العيب إلى غرفة النوم.
وكثيرا ما يغضب الأزواج بسبب ما يعتبرونه إهمالا في إدارة الحياة والبيت والنفقات، ولكن هذا الغضب غالبًا ما يكون قشرة لغيظ آخر كامن لا يجرؤ على الظهور صراحة لصاحبه أو للآخرين، فالزوج إذا أحب وقرت عينه ونفسه سيتلمس المعاذير، ويتجاوز عن التقصير، قد يغضب ولكنه لن يغتاظ .. ولكن شريطة أن يشعر بالاهتمام، فأشد ما يشعل غيظ الرجال هو إحساسهم بعدم اكتراث الزوجات.

لا يمكن أن تبنى الرومانسية فوق أرض ملتهبة بالغيظ والنقمة والشعور المتبادل بالصدمة، والبداية لا بد أن تكون من المرأة، أن تسامح وتنسى، ثم تجدد تجديدًا حقيقيًا، فإصلاح الحياة الزوجية، وزرع بذور الرومانسية لا يتأتى بتغيير قصة الشعر، أو طريقة التزين، فقد لا يرى الزوج جمال حوراء لا يرى في داخلها صورة الجمال التي ينشدها قلبه.
ليس من المهم تقييم الزوجة لنفسها بقدر ما يهم أن تلبي ما يسعد زوجها، أو ببساطة أن تسعده كما يحب أن يسعد لا كما ترى هي السعادة كيف يجب أن تكون!

موضوع اكثر من ممتاز
ان شاء الله تستوعب الزوجات المعنى وتصلح امورها مع الزوج حتى تستطيع ان تحقق الرومانسية المطلوبة من حين الى اخر
اسعدك الله في الدارين اختي الوفية لربها على الموضوع
الجيريا
بوركتي يا غالية على المرور المميز وربي يصلح حال جميع الزوجات الي يعانيو
أشكرك أختي على الموضوع الهادف….