حبيت نعرض عليكم اليوم عرف سيدي معمر و هو معروف في مدينة تنس الساحلية و مدينة شرشال
فزواج في هتين المنطقتين من الجزائر الشاسعة تقوم على تقاليد الربع دينار اي م زواج على تقاليد سيدي معمر
صدقوا أو لا تصدقوا الزواج في مدينة شرشال و مدينة تنس الساحلية على طريقة سيدي معمّر مجانا ولا يكلف مثقال دينار، المهم هو إكمال نصف الدين ووقاية المجتمع من الفساد الأخلاقي وصون تماسكه
. الزواج في هذه المنطقة السياحية له قواعده وتقاليده المتوارثة منذ قرون خلت، إلى درجة انه بات تقليدا معمولا وعرفا سائدا يمتد إلى ولايات أخرى قريبة من مدينة شرشال كولاية الشلف مثلا (200 كلم غرب).
يوجد في شرشال و مدينة تنس العديد من الأولياء الصالحين ويمكن ان نذكر منهم سيدي مروان، سيدي إبراهيم الغبريني وسيدي معمّر، ويعتبر هذا الأخير أشهرهم على الإطلاق.
يعرف سيدي معمر في تسهيل وتيسير الزواج على المعوّزين من أبناء منطقة شرشال و تيبازة والشلف ومدينة تنس، وبات منهج سيدي معمّر في الزواج ذائع الصيت وأشهر من نار على علم
بالنسبة لمهر المراة :
مهر المرأة في عرف سيدي معمّر عبارة عن قطعة من الذهب لا غير، هذا في الوقت الذي تشهد فيه مناطق أخرى من الجزائر غلاء فاحشا في المهور جعل الشباب ينفرون من الزواج، هذا بدلا عن أزمة السكن الخانقة وتراجع القدرة الشرائية للجزائريين بشكل أصبح الشباب ينظر إلى الزواج وكأنه حبل مشنقة سيلتف حول عنقه.
التعامل مع الخطيبة قبل الزواج:
وإذا كان التقليد المعمول به في اغب مناطق الجزائر في مجال الزواج يقضي بان يقد الخطيب لخطيبته مجموعة من الهدايا في المناسبات الدينية كالعيدين، المولد النبوي الشريف، عاشوراء، حيث يذهب رفقة أهله إلى بيت خطيبته ويقدم لها تلك الهدايا، فان الأمر في عرف سيدي معمّر يختلف من حيث ان الخطيب يشتري هدايا وحلويات لخطيبته غير انه لا يسلمها لها في المناسبات والأعياد الدينية، فقط يرسلها إليها لتلقي عليها نظرة رفقة أهلها، ثم تعيدها إليه ليحتفظ بها إلى غاية يوم الزفاف، لكن سكان شرشال أكدوا لنا ان هذه العادة بدأت تتراجع في أيامنا هذه.
العروس يوم الزفاف:
وترتدي العروس ملابس خاصة بالزفاف كالملحفة المكونة من قطع من القماش مربوطة ببعضها البعض ويشترط فيها ان تكون ذات لون احمر وابيض، كما يشترط أيضا ان تتولى امرأة عجوز إلباسها للعروس.
ويقوم أهل العروس بإرسال العشاء وكمية من الدقيق وخروف أو كبش، وخضر وفواكه إلى أهل العريس، أي أربعة أيام من قبل.
ويوم الزفاف في عرف سيدي معمّر هو يوم الأربعاء حيث ترتدي العروس في هذا اليوم قطعا من القماش ابيض واحمر غير مخيّط، تضم إلى بعضها البعض بخيط من الصوف، كما يشترط أيضا ان يهدى هذا اللباس إلى العروس من قبل احد الأقارب يشترط فيه ان يكون من أتباع طريقة سيدي معمّر.
وقبل ان تخرج العروسة من بيت أهلها يؤتى بجلد خروف
يوضع على الأرض بشكل مقلوب توضع فوقه قصعة (جفنة) ثم تجلس فوقها العروسة لكي تربط لها القواعد من النساء الحناء في يديها ورجليها، كما يشترط ان تخرج من بيت أبيها إلى بيت زوجها حافية القدمين و بالموازاة مع ذلك يتم إشعال الشموع..
والمثير في حفل الزفاف على طريقة سيدي معمر عكس ما هو به معمول اليوم في مختلف أنحاء الجزائر حيث يتوجه موكب السيارات الفخمة ومن احدث طراز وتكون في غالب الأحيان إما سيارة من نوع »مرسيدس« أو »بي أم دابليو« أو »رباعية الدفع« أو »الطوارق« إلى بيت العروس لأخذ العروس إلى بيت زوجها وسط زغاريد
النسوة والأغاني وفرقة الزرنة
نسبة إلى آلة مصنوعة من جلد الماعز تعزف بها أشهر فرق الموسيقى الفلكلورية في الجزائر بالإضافة إلى آلات التصوير وكاميرات الفيديو لتصوير هذا اليوم المشهود في حياة كل رجل و امرأة، غير ان الأمر يختلف في عرف سيدي معمّر
إذ يشترط أن تخرج العروسة من بيت أهلها على ظهر فرس والناس من ورائها يتبعونها، وعندما يأتي أهل العريس لمرافقة العروسة إلى بيت زوجها لا يقدم لهم أي شيء من المشروبات والحلويات كما جرت عليه العادة في أنحاء أخرى من الجزائر، كما لا يتبادل أهل العريسين الهدايا ولا الأكل في فترة الخطوبة
.
وفي صبيحة العرس يؤتى إلى العروس برحى حيث تقوم برحى ما يعرف في الجزائر بـ "الدشيشة" وهي عبارة عن قمح مطحون ثم تقوم بطبخها ليفطر عليها الجميع في صبيحة العرس. و يجب أيضا ان تبقى العروس بلباس سيدي معمّر، أي اللباس الأبيض و الأحمر، وبدون مساحيق أو تجميل ولا حلي أو مجوهرات. هذا بالإضافة إلى أنها تقضي الليل في بيت حماها وهذا يوم الأربعاء، وتنام على الأرض.
لكن ماذا لو حدث وتزوج رجل من أتباع طريقة سيدي معمّر مع امرأة من خارج الطريقة؟ في هذه الحالة، فإنها وبمجرد ان تضع حناء في يديها ورجليها فإنها تلتحق بهذه الطريقة مباشرة وتصبح من أتباع سيدي معمّر.
من جهة أخرى، وإذا كان الزواج على عرف أو طريقة الولي الصالح سيدي معمّر سهلا وميسّرا على الراغبين في إتمام نصف دينهم من الشبان والشابات شريطة ان يتبعوا العرف الذي أسسه هذا الشيخ والقائم على تيسير الزواج على الفقراء من أمة محمد والابتعاد عن المغالاة في المهور ومظاهر البذخ والترف والإسراف والتبذير، فانه، من جهة أخرى، خصّ المخالفين لطريقته والخارجين عن عرفه في الزواج بأشد العقوبات حسب ما سمعناه من سكان شرشال من قصص لأزواج تزوجوا على هذا العرف لكنهم خالفوه في بعض التفاصيل فتعرضوا لمشاكل مختلفة كان تصاب المرأة، مثلا، بالعقم أو أنها لا تحمل إلا بعد مرور عدة سنوات على زواجها، وهناك من تلد مولودا ميتا وتتكرر هذه الحالة عدة مرات.
وحسب شهادات سكان شرشال، فان الزوجة إذا ابتليت بهذا النوع من المشاكل فإنها ستدرك، لا محالة، بأنها قد خالفت إحدى قواعد العرف. وفي هذه الحالة يشترط ان تعيد بعض الخطوات التي خالفتها، ويجب ان تعيد ارتداء لباس العروس ذا اللون الأبيض والأحمر مثلما فعلت أول مرة، ثم تضع الحناء في يديها ورجليها وتخرج حافية القدمين من بين أهلها وكأنها تزف لأول مرة حتى تخرج من هذا المأزق، وقد أكد لنا محدثونا بان كل امرأة اتبعت هذه الخطوات حملت مباشرة وكللت ولادتها بالنجاح بإذن الواحد الأحد.
ورغم ان طريقة سيدي معمّر في الزواج قد قضت على العنوسة ويسرت إتمام نصف الدين على الشباب سيما في منطقة شرشال وما جاورها باعتبار ان هذا العرف بالذات غير منتشر في بقية أرجاء الجزائر، غير ان هناك بعض التراخي فيما يخص درجة تمسك هؤلاء بهذه التقاليد والأعراف. فعلى سبيل المثال أصبح أهل العريسين يتبادلون الأكلات ومختلف الأطباق، وهو ما كان في السابق غير معمول به.
مشكووورة اختي
مشكوووووورين جميعا
ما شاء الله تبارك الرحمن
يعطيك الصحة على هذا التقرير
[/align]