كيف لا احبك و أنت بلد الأنبياء و فيك نزل القرآن العظيم .على صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم . 2024.

ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ : ﻧﻌﻢ ﻧﺤﻦ ﺳﻠﻔﻴﻮﻥ ﻭﻻ ﻧﺰﺍﻝ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﻧﺸﺮﺕ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ : ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ 03/01/2016
82 ﺗﻌﻠﻴﻘﺎﺕ 196 ﺯﻳﺎﺭﺓ
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻓﻮﺯﺍﻥ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ – ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ – : ﺍﺳﺘﻤﻌﻨﺎ ﻭﻗﺮﺃﻧﺎ ﻛﻠﻤﺔ
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻤﻮ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻧﺎﻳﻒ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ
ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻧﺪﻭﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻣﻨﻬﺞ
ﺷﺮﻋﻲ ﻭﻣﻄﻠﺐ ﻭﻃﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﻴﻤﺖ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻛﺎﻧﺖ
ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻣﻤﺎ ﺿﻤﻦ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺑﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﺮﺿﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﻯ
ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺃﺣﺪ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺣﻨﻴﻦ
ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻟﻴﻤﻴﺰ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﻳﺼﻤﺪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻭﻳﻨﺨﺬﻝ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﻣﻦ
ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﺃﻟﺼﻖ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻬﻢ ﻭﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺩﻋﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ . ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ
ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺤﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃﻭﻟًﺎ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴًﺎ .
ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻴﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻴﻨﺎﺕ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﺩﻋﻴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻗﺎﻝ : )ﻭَﺍﻟﺴَّﺎﺑِﻘُﻮﻥَ ﺍﻷَﻭَّﻟُﻮﻥَ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﻤُﻬَﺎﺟِﺮِﻳﻦَ ﻭَﺍﻷَﻧﺼَﺎﺭِ ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﺗَّﺒَﻌُﻮﻫُﻢْ
ﺑِﺈِﺣْﺴَﺎﻥٍ ﺭَﺿِﻲَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻨْﻬُﻢْ ﻭَﺭَﺿُﻮﺍ ﻋَﻨْﻪُ ﻭَﺃَﻋَﺪَّ ﻟَﻬُﻢْ ﺟَﻨَّﺎﺕٍ ﺗَﺠْﺮِﻱ ﺗَﺤْﺘَﻬَﺎ ﺍﻷَﻧْﻬَﺎﺭُ ﺧَﺎﻟِﺪِﻳﻦَ
ﻓِﻴﻬَﺎ ﺃَﺑَﺪﺍً ﺫَﻟِﻚَ ﺍﻟْﻔَﻮْﺯُ ﺍﻟْﻌَﻈِﻴﻢُ( ، ﻓﺎﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻭﻥ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ
ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺃﻱ ﺑﺈﺗﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻨﻬﺠﻬﻢ ﻓﻼ ﻳﺘﺒﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻞ ﻭﺃﻥ
ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﻭﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﻋﺘﺮﺿﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺨﺬﻻﺕ ﻭﻳﺘﺒﺮﺃ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺪﺛﻪ
ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻣﻦ ﺑﺪﻉ ﻭﻣﺤﺪﺛﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ : “ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻳﻌﺶ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﺴﻴﺮﻯ ﺍﺧﺘﻼﻓًﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ، ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺑﺴﻨﺘﻲ ﻭﺳﻨﺔ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ
ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ ﺗﻤﺴﻜﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻭﻋﻀﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﺟﺬ، ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭﻣﺤﺪﺛﺎﺕ
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ ”، ﻓﺎﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻠﻮ
ﻭﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﻭﺑﺮﻳﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﻭﺍﻻﻧﺤﻼﻝ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺘﺒﻨﺎﻩ ﻭﻳﺪﻋﻮ
ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺘﻴﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ .
ﻭﻛﻞ ﻳﺪﻋﻲ ﻭﺻﻼ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﻟﻴﻠﻰ ﻻ ﺗﻘﺮ ﻟﻬﻢ ﺑﺬﺍﻛﺎ
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﻣﻨﺬ
ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﻭﺗﻌﺎﻫﺪﻩ ﻣﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ
ﺭﺣﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺘﺰ ﺑﺬﻟﻚ .
ﺃﻗﻮﻝ : ﻧﻌﻢ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﺎ
ﻭﺩﻧﻴﺎﻫﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻻ ﻛﻴﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﺃﻣﻦ
ﻭﻻ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻤﺎﺅﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ، ﻭﺗﻨﺘﺸﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ
ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺗﺠﻠﻠﻬﻢ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺪﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭﻧﺎﺻﺮﻩ ﻭﺃﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻧﺎﻳﻒ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻦ ﺗﺰﺍﻝ ﺑﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻣﺘﻤﺴﻜﺔ
ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻭﺗﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﺡ ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺠﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻬﻢ ﺣﻮﻟﻪ
ﻓﻬﻮ ﺟﺎﻫﻞ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻪ .
ﻭﺃﻗﻮﻝ : ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﺎﻣﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﻭﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺣﻮﻝ
ﻣﻨﻬﺠﻬﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺑﻐﺮﻳﺐ ﻓﻘﺪ ﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻭﺗﻬﻢ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺭﺩ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺩﺣﻀﻪ، ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺍﺟﻬﺘﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﺎﻣﺖ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﻬﺠﻬﺎ
ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺤﺎﺳﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻴﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ
ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ – ﻭﻟﻨﻘﺮﺃ ﻛﺘﺎﺏ :
ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﻭﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻭﻣﺎ ﻗﻴﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﺇﻻ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺗﺠﺎﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﻞ ﺯﻭﺭﺍ ﻭﺑﻬﺘﺎﻧﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ
ﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﻭﺃﺑﺎﻃﻴﻞ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﻐﻠﻮﻃﺔ ﻛﺎﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻭﺍﻟﻐﻠﻮ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﺑﺸﻜﻞ
ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺻﻔﺎ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﻥ ﻧﻮﺍﺟﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ
ﻭﺍﻷﻗﺎﻭﻳﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺪﺣﻀﻬﺎ ﻭﻳﺒﻴﻦ ﻋﺪﻡ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ .
ﻭﺃﻗﻮﻝ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﺎﻃﻴﻞ ﻭﺍﻟﺸﺒﻪ ﻗﺪ ﺩﺣﻀﺖ ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻫﻲ ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ ﻭﻣﺘﺪﺍﻭﻟﺔ –
ﻭﺍﻗﺘﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺪ ﻃﺒﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﺗﻮﺯﻋﻬﺎ ﻛﻌﻤﻞ ﻣﺘﻤﻢ ﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ – ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻭﻗﻒ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﻭﻗﻒ ﻭﻗﺪ ﻓﺸﻞ –
ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ – ﻓﻠﻘﺪ ﻭﻗﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﺃﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺛﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻣﺼﺮ
ﻭﺍﻟﻬﻨﺪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ – ﻣﺜﻞ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ
ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺑﺎﺀ ﻛﻴﺪ ﺍﻟﻜﺎﺋﺪﻳﻦ ﻟﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ) ﻳُﺮِﻳﺪُﻭﻥَ ﺃَﻥْ ﻳُﻄْﻔِﺌُﻮﺍ ﻧُﻮﺭَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺑِﺄَﻓْﻮَﺍﻫِﻬِﻢْ ﻭَﻳَﺄْﺑَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺇِﻻَّ ﺃَﻥْ ﻳُﺘِﻢَّ
ﻧُﻮﺭَﻩُ ﻭَﻟَﻮْ ﻛَﺮِﻩَ ﺍﻟْﻜَﺎﻓِﺮُﻭﻥَ .(
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺆﻛﺪ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺳﺘﻈﻞ – ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ
– ﻣﺘﺒﻌﺔ ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ، ﻭﻟﻦ ﺗﺤﻴﺪ ﻋﻨﻪ، ﻭﻟﻦ ﺗﺘﻨﺎﺯﻝ، ﻓﻬﻮ ﻣﺼﺪﺭ ﻋﺰﻫﺎ
ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﻬﺎ ﻭﺭﻓﻌﺘﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﺼﺪﺭ ﻟﺮﻗﻴﻬﺎ ﻭﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﻜﻮﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ
ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺩﻳﻨﻲ ﺷﺮﻋﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻬﺞ ﺩﻧﻴﻮﻱ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ
ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ .
ﻭﺃﻗﻮﻝ : ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻪ ﻭﻋﺪ ﻣﻦ ﺳﻤﻮﻩ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺛﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻓﻘﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻓﻴﻪ ﺗﺌﻴﺲ
ﻷﻋﺪﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺯﺣﺰﺣﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﻬﺠﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﻣﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﺟﺘﺜﺎﺙ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺇﺣﻼﻝ
ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﻣﻦ
ﻳﺮﻳﺪ ﺯﺣﺰﺣﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻠﻮ ﻭﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﻳﻦ ﺃﻭ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ .
ﻗﺎﻝ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﻣﺼﺪﺭ ﻋﺰﻫﺎ ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﻬﺎ ﻭﺭﻓﻌﺘﻬﺎ .
ﻭﺃﻗﻮﻝ : ﻳﺸﻬﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﻣﻦ ﻓﻮﺿﻰ
ﻭﺿﻴﺎﻉ ﻭﻓﻘﺪ ﻭﺗﺸﺘﺖ ﻭﻓﺎﻗﺔ .
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺇﻧﻪ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ .
ﺃﻗﻮﻝ : ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻜﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ) ﻻ
ﻳﺼﻠﺢ ﺁﺧﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺻﻠﺢ ﺃﻭﻟﻬﺎ .(
ﻗﺎﻝ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺩﻳﻨﻲ ﺷﺮﻋﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻬﺞ ﺩﻧﻴﻮﻱ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺧﺬ
ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ .
ﺃﻗﻮﻝ : ﻭﻣﺼﺪﺍﻕ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : )ﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﺃَﻛْﻤَﻠْﺖُ ﻟَﻜُﻢْ ﺩِﻳﻨَﻜُﻢْ( ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
) ﻭَﺃَﻋِﺪُّﻭﺍ ﻟَﻬُﻢْ ﻣَﺎ ﺍﺳْﺘَﻄَﻌْﺘُﻢْ ﻣِﻦْ ﻗُﻮَّﺓٍ( ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : )ﻭَﺧُﺬُﻭﺍ ﺣِﺬْﺭَﻛُﻢْ( ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ) ﻭَﻻ
ﺗُﻠْﻘُﻮﺍ ﺑِﺄَﻳْﺪِﻳﻜُﻢْ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﺘَّﻬْﻠُﻜَﺔِ .(
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ .
ﺃﻗﻮﻝ : ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ) ﻭَﻻ ﺗَﻌْﺘَﺪُﻭﺍ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻻ ﻳُﺤِﺐُّ ﺍﻟْﻤُﻌْﺘَﺪِﻳﻦَ(، ﻭﻗﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ : )ﻓَﻤَﺎ ﺍﺳْﺘَﻘَﺎﻣُﻮﺍ ﻟَﻜُﻢْ ﻓَﺎﺳْﺘَﻘِﻴﻤُﻮﺍ ﻟَﻬُﻢْ(، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ) ﻭَﻻ ﻳَﺠْﺮِﻣَﻨَّﻜُﻢْ ﺷَﻨَﺂﻥُ ﻗَﻮْﻡٍ
ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻻَّ ﺗَﻌْﺪِﻟُﻮﺍ ﺍﻋْﺪِﻟُﻮﺍ ﻫُﻮَ ﺃَﻗْﺮَﺏُ ﻟِﻠﺘَّﻘْﻮَﻯ(، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ) ﻻ ﻳَﻨْﻬَﺎﻛُﻢْ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻦْ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﻢْ

ﻳُﻘَﺎﺗِﻠُﻮﻛُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪِّﻳﻦِ ﻭَﻟَﻢْ ﻳُﺨْﺮِﺟُﻮﻛُﻢْ ﻣِﻦْ ﺩِﻳَﺎﺭِﻛُﻢْ ﺃَﻥْ ﺗَﺒَﺮُّﻭﻫُﻢْ ﻭَﺗُﻘْﺴِﻄُﻮﺍ ﺇِﻟَﻴْﻬِﻢْ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ
ﻳُﺤِﺐُّ ﺍﻟْﻤُﻘْﺴِﻄِﻴﻦَ( ، ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﻤﻮﻩ ﻭﺟﻌﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ

اللهم صل و سلم على سيدنا محمد بارك الله فيك اختي
وفيك بارك يا هبهوبة……..وين راك خبارك اشتقنا ليك يا لحبيبة….’?!?

سبحان من له الخلق والامر 2024.

قال الله تعالى
{ وَالشَّمْس وَالْقَمَر وَالنُّجُوم مُسَخَّرَات بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْق وَالْأَمْر تَبَارَكَ اللَّه رَبّ الْعَالَمِينَ }الاعراف الاية 54

قال السعدي رحمه الله في تفسيره :

يقول تعالى مبينا أنه الرب المعبود وحده لا شريك له: ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ )

وما فيهما على عظمهما وسعتهما، وإحكامهما، وإتقانهما، وبديع خلقهما.

( فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) أولها يوم الأحد، وآخرها يوم الجمعة، فلما

قضاهما وأودع فيهما من أمره ما أودع ( اسْتَوَى ) تبارك

وتعالى ( عَلَى الْعَرْشِ ) العظيم الذي يسع السماوات

والأرض وما فيهما وما بينهما، استوى استواء يليق بجلاله

وعظمته وسلطانه، فاستوى على العرش، واحتوى على

الملك، ودبر الممالك، وأجرى عليهم أحكامه الكونية، وأحكامه

الدينية، ولهذا قال: ( يُغْشِي اللَّيْلَ ) المظلم ( النَّهَارَ )

المضيء، فيظلم ما على وجه الأرض، ويسكن الآدميون،

وتأوى المخلوقات إلى مساكنها، ويستريحون من التعب،

والذهاب والإياب الذي حصل لهم في النهار.

( يَطْلُبُهُ حَثِيثًا ) كلما جاء الليل ذهب النهار، وكلما جاء

النهار ذهب الليل، وهكذا أبدا على الدوام، حتى يطوي اللّه

هذا العالم، وينتقل العباد إلى دار غير هذه الدار.

( وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ) أي: بتسخيره

وتدبيره، الدال على ما له من أوصاف الكمال، فخلْقُها

وعظَمُها دالٌّ على كمال قدرته، وما فيها من الإحكام

والانتظام والإتقان دال على كمال حكمته، وما فيها من

المنافع والمصالح الضرورية وما دونها دال على سعة رحمته

وذلك دال على سعة علمه، وأنه الإله الحق الذي لا تنبغي

العبادة إلا له.

( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ ) أي: له الخلق الذي صدرت عنه جميع المخلوقات علويها وسفليها، أعيانها وأوصافها وأفعالها والأمر المتضمن للشرائع والنبوات،

فالخلق: يتضمن أحكامه الكونية القدرية،

والأمر: يتضمن أحكامه الدينية الشرعية، وثم أحكام الجزاء، وذلك يكون في دار البقاء،

( تَبَارَكَ اللَّهُ ) أي: عظم وتعالى وكثر خيره وإحسانه، فتبارك في نفسه لعظمة أوصافه وكمالها، وبارك في غيره بإحلال الخير الجزيل والبر الكثير، فكل بركة في الكون، فمن آثار رحمته، ولهذا قال: فـ ( تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) . انتهى.


تفسير الطبري للاية
(ألا له الخلق والأمر)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم، كلّ ذلك بأمره، أمرهن الله فأطعن أمرَه، ألا لله الخلق كله، والأمرُ الذي لا يخالف ولا يردّ أمره،
دون ما سواه من الأشياء كلها، ودون ما عبده المشركون من الآلهة والأوثان التي لا تضر ولا تنفع، ولا تخلق ولا تأمر، تبارك الله معبودُنا الذي له عبادة كل شيء، رب العالمين.
(19)

14776 – حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا هشام أبو عبد الرحمن قال، حدثنا بقية بن الوليد قال، حدثني عبد الغفار بن عبد العزيز الأنصاري، عن عبد العزيز الشامي، عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من لم يحمد الله على ما عمل من عمل صالح وحمد نفسه، قلَّ شكره، وحَبِط عمله. ومَنْ زعم أن الله جعل للعباد من الأمر شيئًا فقد كفر بما أنـزل الله على أنبيائه، لقوله: " ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ". (20)انتهى.

فسبحان من قال (ألا له الخلق والأمر)

ومن لم يأتمر بأمر الله فقد ضل سواء السبيل، والداعون إلى

نبذ شرع الله واهمون جاهلون لا فقهون، فكل خلل في الكون

مرده إلى البعد عن أمر الله، وكل مصلحة للعباد تكمن في طاعة

العباد لرب العباد، فهو المحلل والمحرم والمشرع، والمجازي

على الإحسان، والمعاقب على المعصية والكفران.

فلا يحق أن يكون هناك أمر بعد أمرالله، ولا نقض لحكم الله، ولا بديل لأمر الله، فمن لم يحكم بما أنزل الله فقد ضل سواء السبيل، وحاد عن الصراط المستقيم.

فما دام الخلق لله والأمر لله، ونحن عبيد الله وعباده، فعلينا أن نحمد الله سبحانه وتعالى، ونعبده وحده، ولا نشرك به أحداً من خلقه، وعلينا أن نستعين بصاحب الخلق والأمر في كل دقائق حياتنا، ونطلب منه وحده الهداية إلى الصراط المستقيم وأن يجنبنا صراط المغضوب عليهم و الضالين.


ومادامت الأمور محصورة في الخلق والأمر فهذه الآية من الآيات الجامعات الكافيات، وهي تكفي لصلاح الأمة وسعادتها وأمنها وأمانها فهل من مدكر؟.

فيا شباب الأمة إذا علمتم أن الخلق لله والأمر لله فما بالكم لا تطيعون ربكم ولا تعمرون كونه بنواميسه في الخلق وتحصرون عبادته في الشعائر وتهملون الشرائع، والبعض والعياذ بالله يستعين بالعباد ويترك رب العباد، ويرفع العباد إلى درجة رب العباد ويدعونهم ويتركون صاحب الخلق والأمر، والله لو فهمنا هذه الآية فهماَ حقيقياَ علمياً شرعياَ لما تركنا شبراً في هذا الكون لم نعمره بشرع الله وبنواميس لله في الخلق .


بوركتي حبيبتي على هذا الطرح القيم و نفع الله بك .
بارك الله فيك اختي وجعلها في ميزان حسناتك.
بارك الله فيك ام حسني
وسبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر
بارك الله فيك
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه

شكر الله لكن المرور غالياتي ونفعنا واياكن

بارك الله فيك حبيبة

بارك الله فيك أم حسنى على الطرح القيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وأحسن اليك
جعل الله ما قدمت في ميزان حسناتك

نفعنا الله واياكن غاليتي

شكر الله لكن تواصلكن الجميل واهتمامكن بالموضوع

من الخلق صلة الرحم 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله
الجيريا
صلة الرحم تعني الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم.
وقطيعة الرحم تعني عدم الإحسان إلى الأقارب, وقيل بل هي الإساءة إليهم.
وفيه فرق بين المعنيين فالمعنى الأول يرى أنه يلزم من نفي الصلة ثبوت القطيعة, والمعنى الثاني يرى أن هناك ثلاث درجات:
1- واصل وهو من يحسن إلى الأقارب.
2- قاطع وهو من يسيء إليهم.
3- لا واصل ولا قاطع وهو من لا يحسن ولا يسيء, وربما يسمى المكافئ وهو الذي لا يحسن إلى أقاربه إلا إذا أحسنوا إليه, ولكنه لا يصل إلى درجة الإساءة إليهم.

الجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيريا
وعن عائشة_ رضي الله عنها_ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله،ومن قطعني قطعه الله ))

الصلة الحقيقية أن تصل من قطعك :
المرء إذا زاره قريبه فرد له زيارته ليس بالواصل ، لأنه يـكافئ الزيارة بمثـلها ، وكذلك إذا ساعده في أمر وسعى له في شأن ، أو قضى له حاجه فردّ له ذلك بمثله لم يكن واصلاً بل هو مكافئ ، فالواصل حقاً هو الذي يصل من يقطعه ، ويزور من يجفوه ويحسن إلى من أساء إليه من هؤلاء الأقارب .
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ". رواه البخاري .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال صلى الله عليه وسلم : "إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك " . رواه مسلم .
والمَلّ: الرماد الحار ، قال النووي : يعني كأنما تطعمهم الرماد الحار ، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم ، ولا شيء على هذا المحسن إليهم لكن ينالهم إثم عظيم بتقصيرهم في حقه وإدخال الأذى عليه .
ففي الحديث عزاء لكثير من الناس الذين ابتلوا بأقارب سيئين يقابلون الإحسان بالإساءة ويقابلون المعروف بالمنكر فهؤلاء هم الخاسرون .

الجيريا
صلة الرحم من أسباب دخول الجنة :
فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام " رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.

فسؤالى من كل ما ورد سابقا أين نحن من هذ ا الخلق
الجيريا

السلام عليكم
موضوع جميل اختي
بارك الله فيك
نسال الله ان يوفقنا لما فيه الخير وان يعنا علي وصل رحمنا
فعلا اين نحن من هذا لخلق؟؟؟؟؟
طرح موفق مهجة
جزاك الله خيرا و نفع بك
ربما كلنا مقصر في هذا بالاخص في وقتنا الحالي اصبح الوضع صعب قلت الزيارات واصبح الانسان نفسي نفسي اللهم اجعلنا ممن يصلون رحمهم ولايقطعوها مشكورة على التنبيه اختي الفاضلة
بارك الله فيك و جزاك خيرا اللهم إجعلنا ممن تصلن رحمهن آميين
الحمد لله
فيما يلي شيء من التفصيل في مسألة صلة المرأة رحمها وماذا تفعل مع الزّوج الممانع :
تَجِبُ صِلَةُ الرّحم حتى على الأُنْثَى بِمَا أَمْكَنَ لَهَا ، وَمِنْ ثَمَّ لَمْ يَجُزْ لِرَجُلٍ مَنْعُ زَوْجَتِهِ وَابْنَتِهِ مِنْ وُصُولِ رَحِمِهِمَا ، وَإِنْ مَنَعَهُمَا زِيَارَةً وَأَبَاحَ لَهُمَا سَلامًا بِأَنْ تُرْسِلَهُ فِي كِتَابٍ أَوْ عَلَى لِسَانٍ وَهَدِيَّةً فعلت ذلك وَيَجْزِيهَا أَنْ تُرْسِلَ وَلَوْ سَلامًا وَحْدَهُ بِلا هَدِيَّةٍ ، وَإِنْ أَرْسَلَتْهُ وَهَدِيَّةً فَأَفْضَلُ ، وَإِنْ مَنَعَهَا هَدِيَّةً وَأَبَاحَ سَلامًا فَلْتُرْسِلْهُ ، وَإِنْ أَبَاحَ هَدِيَّةً لا سَلامًا فَلْتُرْسِلْهَا ، وَإِنْ أَبَاحَ مَشْيًا إلَيْهِ مَشَتْ .
وَإِنْ مَنَعَهَا مِنْ كُلِّ مَا يُسَمَّى صِلَةً فَلا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ ، فَلْتَصِلْهُمْ بِمَا يَكُونُ أَقَلَّ كُرْهًا عِنْدَ زَوْجِهَا أَوْ أَبِيهَا مِنْ هَدِيَّةٍ أَوْ إرْسَالِ سَلَامٍ , وَلْتَكْتُمْ ذَلِكَ إنْ خَافَتْ ، وَإِذَا اُضْطُرُّوا كشدة فَلْتَصِلْهُمْ بِمَا اُضْطُرُّوا إلَيْهِ وَلَوْ مَنَعَهَا ، وتصل رَحِمَهَا بِتَعْزِيَةٍ فِي مُصِيبَةٍ كَمَوْتٍ وَفَقْدٍ وَسَلَبٍ , وَالتَّعْزِيَةُ التَّصْبِيرُ ، وَتَهْنِئَةٍ فِي مَسَرَّةٍ أَيْ سُرُورٍ أَوْ فَرَحٍ وَالتَّهْنِئَةُ أَنْ يَدْعُوَ لَهُ أَنْ يَكُونَ مَا فَرِحَ بِهِ هَنِيئًا سَهْلًا خَالِصًا غَيْرَ مُنَغَّصٍ ، وَذَلِكَ كَقُدُومِ مُسَافِرٍ وَتَزَوُّجٍ , غَيْرَ أَنَّهَا لَا يَجُوزُ أَنْ تَتَزَيَّنَ وَتُظْهِرَ زِينَتَهَا لِمَنْ لا تُظْهِرُ لَهُ نَفْسَهَا كَابْنِ الْخَالِ وَابْنِ الْعَمِّ فتبلّغه التهنئة أو التعزية من وراء حائل ودون خضوع بالقول ومع أمن الفتنة أَوْ بِتَبْلِيغٍ مَعَ مُبَلِّغٍ لَهُ وَلا يَلْزَمُهَا تَشْيِيعُ جِنَازَةٍ .
ولا يجوز للِزَوْجٍ مَنْعُ زَوْجَتِهِ مِنْ وُصُولِ رَحِمِهَا وَلَوْ بِالْخُرُوجِ ، وَلكنها لا تَخْرُجُ إلا بِإِذْنِهِ ، وَكَذَا أَبُوهَا وَتُلاطِفُ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا إذَا مَنَعَهَا لتصل إلى تحقيق المقصود الشّرعي بصلة الرّحم . نسأل الله أن يُصلح أحوال الجميع .
منقول
شكرا اخواتي على الطرح المميز و الهادف

قل الحق ولا تخشى الخلق . 2024.

ﻗﻞ ﺍﻟﺤﻖ ، ﻭﻻ ﺗﺨﺸﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ! ﻓﺈﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ
ﺍﻟﻨَّﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮِّﺿَﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺤﺎﻝ ؛ ﻓﻘﻞ
ﺍﻟﺤﻖ !
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ _ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻼﻡ _ ﻓﻲ
" ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ " ) 3 232 _ 233 ( :
" ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﻮﻍ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ
ﻭﻻ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻃﻠﺐ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ ﻟﻮﺟﻬﻴﻦ :
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ : ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ ؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻰ _ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : _ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻏﺎﻳﺔ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺼﻠﺤﻚ
ﻓﺎﻟﺰﻣﻪ ﻭﺩﻉ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ ﻭﻻ ﺗﻌﺎﻧﻪ .
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻰ : ﺃ ﻧﺎ ﻣﺄﻣﻮﺭﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﻧﺘﺤﺮﻯ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : )) ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ
ﺃﺣﻖ ﺃﻥ ﻳﺮﺿﻮﻩ .((
ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺨﺎﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻧﺨﺎﻑ ﺃﺣﺪﺍ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ) ) ﻓﻼ ﺗﺨﺎﻓﻮﻫﻢ ﻭﺧﺎﻓﻮﻥ ﺇﻥ
ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ (( ﻭﻗﺎﻝ : )) ﻓﻼ ﺗﺨﺸﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﺍﺧﺸﻮﻥ (( ، ﻭﻗﺎﻝ : )) ﻓﺈﻳﺎﻱ ﻓﺎﺭﻫﺒﻮﻥ
ﻭﺇﻳﺎﻱ ﻓﺎﺗﻘﻮﻥ (( ، ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺨﺎﻑ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻧﺘﻘﻴﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻨَّﺎﺱ ﻓﻼ ﻧﻈﻠﻤﻬﻢ ﺑﻘﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﻻ
ﺟﻮﺍﺭﺣﻨﺎ ، ﻭﻧﺆﺩﻯ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺑﻘﻠﻮﺑﻨﺎ
ﻭﺟﻮﺍﺭﺣﻨﺎ ، ﻭﻻ ﻧﺨﺎﻓﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻨﺘﺮﻙ ﻣﺎ
ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺧﻴﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ، ﻭﻣﻦ ﻟﺰﻡ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻪ . "
ﻭﺗﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ _ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
_ ﻓﻲ " ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺇﻳﺎﻙ
ﻧﻌﺒﺪ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ " ) 2 300 _
301 ( " : ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ
ﺗﺒﺪﻳﻞ ﻟﻬﺎ ﺃﻥَّ ﻣﻦ ﺁﺛﺮ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻋﻠﻰ
ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ ؛ ﺃﻥ ﻳﺴﺨﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺁﺛﺮ ﺭﺿﺎﻩ ،
ﻭﻳﺨﺬﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻣﺤﻨﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ،
ﻓﻴﻌﻮﺩ ﺣﺎﻣﺪﻩ ﺫﺍﻣﺎ .
ﻭﻣﻦ ﺁﺛﺮ ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ ﺳﺎﺧﻄﺎ ﻓﻼ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ
ﻣﻨﻬﻢ ﺣﺼﻞ ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺛﻮﺍﺏ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺭﺑﻪ ﻭﺻﻞ
ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻋﺠﺰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺃﺣﻤﻘﻬﻢ !
ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﺨﻠﻖ : ﻻ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﻭﻻ ﻣﺄﻣﻮﺭ
ﻭﻻ ﻣﺄﺛﻮﺭ ﻓﻬﻮ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ؛ ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ
ﺳﺨﻄﻬﻢ ﻋﻠﻴﻚ ، ﻓﻸﻥ ﻳﺴﺨﻄﻮﺍ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺗﻔﻮﺯ
ﺑﺮﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻚ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺃﻧﻔﻊ ﻟﻚ ﻣﻦ
ﺃﻥ ﻳﺴﺨﻄﻮﺍ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻚ ﻏﻴﺮ ﺭﺍﺽ .
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﺨﻄﻬﻢ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﻦ
ﻓﺂﺛﺮ ﺳﺨﻄﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺎﻝ ﺑﻪ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻥ
ﻫﻢ ﺭﺿﻮﺍ ﻋﻨﻚ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﻭﺇﻻ ﻓﺄﻫﻮﻥ ﺷﻲﺀ
ﺭﺿﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻚ ﺭﺿﺎﻩ ﻭﻻ ﻳﻀﺮﻙ ﺳﺨﻄﻪ
ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻚ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺁﺧﺮﺗﻚ ﻓﺈﻥ
ﺿﺮﻙ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻤﻀﺮﺓ ﺳﺨﻂ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﻭﺃﻋﻈﻢ !

ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ : ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺃﺩﻧﻰ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﺗﻴﻦ
ﻟﺪﻓﻊ ﺃﻋﻼﻫﻤﺎ ﻭﺗﻔﻮﻳﺖ ﺃﺩﻧﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻴﻦ
ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺃﻋﻼﻫﻤﺎ ، ﻓﻮﺍﺯﻥ ﺑﻌﻘﻠﻚ ﺛﻢ ﺍﻧﻈﺮ
ﺃﻱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻭﺃﻳﻬﻤﺎ ﺧﻴﺮ ﻓﺂﺛﺮﻩ ، ﻭﺃﻳﻬﻤﺎ ﺷﺮ
ﻓﺄﺑﻌﺪ ﻋﻨﻪ ، ﻓﻬﺬﺍ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻗﻄﻌﻲ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻓﻲ
ﺇﻳﺜﺎﺭ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﺨﻠﻖ .
ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺁﺛﺮ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻔﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺆﻧﺔ
ﻏﻀﺐ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺇﺫﺍ ﺁﺛﺮ ﺭﺿﺎﻫﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻔﻮﻩ
ﻣﺆﻧﺔ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ :
ﻟﻤﺼﺎﻧﻌﺔ ﻭﺟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻳﺴﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﻧﻌﺔ
ﻭﺟﻮﻩ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺇﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺻﺎﻧﻌﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺟﻪ
ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻛﻔﺎﻙ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻛﻠﻬﺎ " .
ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ " ﺍﻟﺼﻮﺍﻋﻖ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﺔ
" ) 3 1158 ( : " ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﻤﻘﻠﺪ ﻓﻼ
ﺗﻌﺒﺄ ﺑﻪ ﻭﻻ ﻳﺴﻮﺀﻙ ﺳﺒﻪ ﻭﺗﻜﻔﻴﺮﻩ ﻭﺗﻀﻠﻴﻠﻪ
ﻓﺈﻧﻪ ﻛﻨﺒﺎﺡ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻓﻼ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻠﻜﻠﺐ ﻋﻨﺪﻙ
ﻗﺪﺭﺍ ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﺒﺢ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺩﻋﻪ
ﻳﻔﺮﺡ ﺑﻨﺎﺑﺤﻪ ﻭﺃﻓﺮﺡ ﺃﻧﺖ ﺑﻤﺎ ﻓﻀﻠﺖ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﺟﻌﻞ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ
ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺷﻜﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻗﻬﺎ
ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺃﻧﻌﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ:
" ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ" 434/9" : ﺍﻟﺼﺪﻉ
ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻋﻈﻴﻢ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﻭﺇﺧﻼﺹ،
ﻓﺎﻟﻤﺨﻠﺺ ﺑﻼ ﻗﻮﺓ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ
ﺑﻪ ،ﻭﺍﻟﻘﻮﻱ ﺑﻼ ﺇﺧﻼﺹ ﻳﺨﺬﻝ، ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻡ
ﺑﻬﻤﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻬﻮ ﺻﺪّﻳﻖ، ﻭﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﻓﻼ ﺃﻗﻞ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻟﻢ ﻭﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ، ﻟﻴﺲ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ
ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻓﻼ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ ."
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺭﻯ "" : ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺎﻧﻌﺔ
ﻣﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً
ﻓﻤﻨﻬﺎ: ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺑﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ
ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ، ﻓﺈﻥّ ﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﺎﺩﺍﻩ
ﻭﻋﺎﺩﻯ ﺃﻫﻠﻪ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻧﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ
ﺑﻐﺾ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﻣﻌﺎﺩﺍﺗﻪ ﻟﻪ ﻭﺣﺴﺪﻩ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺃﻗﻮﻯ، ﻓﺈﻥ ﺍﻧﻀﺎﻑ
ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻟﻔﻪ ﻭﻋﺎﺩﺗﻪ ﻭﻣﺮﺑﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﺎﺅﻩ ﻭﻣﻦ ﻳﺤﺒﻪ ﻭﻳﻌﻈّﻤﻪ ﻗﻮﻱ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ،
ﻓﺈﻥ ﺍﻧﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﻫﻤﻪ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ
ﺩﻋﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺤﻮﻝ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺟﺎﻫﻪ ﻭﻋﺰﻩ
ﻭﺷﻬﻮﺍﺗﻪ ﻭﺃﻏﺮﺍﺿﻪ ﻗﻮﻱ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ
ﺟﺪﺍً.
ﻓﺈﻥ ﺍﻧﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ
ﻭﻋﺸﻴﺮﺗﻪ ﻭﻗﻮﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻭﺟﺎﻫﻪ ﻛﻤﺎ
ﻭﻗﻊ ﻟﻬﺮﻗﻞ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﺯﺩﺍﺩ
ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﻗﻮﺓ، ﻓﺈﻥّ ﻫﺮﻗﻞ
ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻫﻢّ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻠﻢ
ﻳﻄﺎﻭﻋﻪ ﻗﻮﻣﻪ، ﻭﺧﺎﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ
ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻬﺪﻯ،
ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺫﻛﺮ ﻗﺼﺘﻪ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ : ﺍﻟﺤﺴﺪ، ﻓﺈﻧﻪ ﺩﺍﺀ
ﻛﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﺤﺎﺳﺪ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺩ ﻗﺪ
ﻓﻀﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺃﻭﺗﻲ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺆﺕ ﻧﻈﻴﺮﻩ ﻓﻼ
ﻳﺪﻋﻪ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺎﺩ ﻟﻪ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ.
ﻭﻫﻞ ﻣﻨﻊ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻵﺩﻡ ﺇﻻ
ﺍﻟﺤﺴﺪ ؟ ! ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﻗﺪ ﻓﻀﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺭﻓﻊ
ﻓﻮﻗﻪ، ﻏﺺ ﺑﺮﻳﻘﻪ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ.
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺑﻌﻴﺴﻰ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻤﺎً ﻻ ﺷﻚ
ﻓﻴﻪ ﺃﻧّﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﺒﻴّﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﺪﻯ
ﻓﺤﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺃﻃﺒﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﻢ ﺍﻣﺔ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺀ.
ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺕ
ﺑﺸﺮﻳﻌﺔ ﻳﺨﺎﻟﻔﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺎﺗﻠﻬﻢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺗﻰ
ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﺨﻔﻴﻔﺎً ﻭﺭﺣﻤﺔ
ﻭﺇﺣﺴﺎﻧﺎ ، ﻭﺟﺎﺀ ﻣﻜﻤﻼً ﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ، ﻭﻣﻊ
ﻫﺬﺍ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﻛﻠﻬﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ،
ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻣﻊ ﻧﺒﻲ ﺟﺎﺀ ﺑﺸﺮﻳﻌﺔ
ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻧﺎﺳﺨﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ، ﻣﺒﻜﺘﺎً ﻟﻬﻢ
ﺑﻘﺒﺎﺋﺤﻬﻢ، ﻭﻣﻨﺎﺩﻳﺎً ﻋﻠﻰ ﻓﻀﺎﺋﺤﻬﻢ، ﻭﻣﺨﺮﺟﺎً
ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﺗﻠﻮﻩ ﻭﺣﺎﺭﺑﻮﻩ، ﻭﻫﻮ
ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻳﻨﺼﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﻈﻔﺮ ﺑﻬﻢ ﻭﻳﻌﻠﻮ
ﻫﻮ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﻫﻢ ﻣﻌﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﺳﻔﺎﻝ،
ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ؟
ﻭﺃﻳﻦ ﻳﻘﻊ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ
ﻭﻗﺪ ﺃﻃﺒﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﻦ
ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻬﺪﻯ؟ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﺣﺪﻩ ﻛﺎﻑ ﻓﻲ
ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻖ، ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﺯﻭﺍﻝ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺄﻛﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ؟.
ﻭ ﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ-: ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻣﻦ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺨﺘﺎﺭﻩ ﺟﻬﻼً
ﻭﺗﻘﻠﻴﺪﺍً ﻟﻤﻦ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ
ﻳﺨﺘﺎﺭﻩ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺒﻄﻼﻧﻪ ﻛﺒﺮﺍً ﻭﻋﻠﻮﺍً، ﻭﻣﻨﻬﻢ
ﻣﻦ ﻳﺨﺘﺎﺭﻩ ﻃﻤﻌﺎً ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﺄﻛﻞ ﺃﻭ ﺟﺎﻩ ﺃﻭ
ﺭﻳﺎﺀ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺨﺘﺎﺭﻩ ﺣﺴﺪﺍً ﻭﺑﻐﻴﺎً، ﻭﻣﻨﻬﻢ
ﻣﻦ ﻳﺨﺘﺎﺭﻩ ﻣﺤﺒﺔ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﻋﺸﻘﺎً، ﻭﻣﻨﻬﻢ
ﻣﻦ ﻳﺨﺘﺎﺭﻩ ﺧﺸﻴﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺨﺘﺎﺭﻩ ﺭﺍﺣﺔ
ﻭﺩﻋﺔ .".
»
التصفية والتربية
ربي يعينا على قول الحق.
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
بارك الله فيك اختي وجعله في ميزان حسناتك