ايها الازواج رفقا بالقوارير 1 2024.

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

إن مما فطر الله عز وجل عليه الكائنات الحية في هذه الحياة الدنيا أن جعل الزواج طبيعة وجبلة فيها ، به يسكن بعضها إلى بعض ، ويحصل التناسل والنماء والتكاثر ، فالزواج سكن نفسي ، وتفريغ جسدي وشعور بالأمن وعدم الخوف ، ويقين بدوام الأنثى مع الرجل في كل وقت وحال ، وإحساس بتسامي العواطف والمودة الصادقة وبُعدها عن الامتزاجية والتزييف ، نعم .. إن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة فراش وجنس كما يفهم بعض الأزواج .. لا ، إنها علاقة حميمة عميقة الجذور ، بعيدة الآماد ، العلاقة بين الزوجين علاقة عقل وعاطفة ، نعم .. عقل يسير أمور الحياة بحكمة وعاطفة تخفف من لهيب شمسها الحارقة ، العلاقة بين الزوجين علاقة قلبين وروحين بينهما من التقدير والاحترام والتعامل مالا يمكن رسمه أو وصفه .

روحُها روحي وروحي روحها ولها قلب وقلبي قلبهـا
فلنا روح وقلب واحــد حسبها حسبي وحسبي حسبها

العلاقة بين الرجل والمرأة علاقةٌ سامية نبيلة طاهرة ، علاقة ربانية أنزل الله عز وجل في شأنها قرآنا يتلى إلى قيام الساعة " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة "

إن السعادة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان ، وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه ، وكثيرون هم الأزواج الذين يسألون كيف يصنعون السعادة في بيوتهم ؟ ولماذا يفشلون أحيانا في تحقيق هناءة الأسرة واستقرارها ؟ ولا شك أن مسؤولية السعادة الزوجية تقع على الزوجين أولا وأخيرا ، إذْ لا بد من وجود المحبة بين الزوجين ، وليس المقصود بالمحبة هو ذلك الشعور الأهوج الذي يلتهب فجأة وينطفئ أخرى ، إنما هو ذلك التوافق الروحي والإحساس العاطفي النبيل بين الزوجين ، والبيت السعيد لا يقف على المحبة وحدها بل لا بد أن تتبعها روح التسامح بين الزوجين مع بعضها البعض ، ولذلك فلا ريب أن نسمع بين الحين والآخر كثيرا من الأزواج من يهمل حبيبة قلبه وينسي رفيقة دربه ويقسوا على نبع حنانه ويجفوا بحر أمانه ، لا ريب أن نرى بين الفينة والأخرى من يعرض عن ساكنة الوجدان ، ويسئ التعامل مع تلك الوردة الشذية والزهرة الندية والدرة السنية الزوجة الأبية ، نعم .. لا ريب أن نسمع جراحا غائرة ، ونوازل عاثرة ، ودموعا هامرة ، وأفئدة ملتهبة في علاقات كثير من الأزواج مع زوجاتهن ، لا ريب أن نسمع عن كثير من الزيجات ممن تصيح وتأن من معاملة زوجها تحت وطأة الضغط وبين جدران البيوت ، واللاتي يشكين في نفس الوقت من التصحر والجفاف في الحياة الزوجية ، ويفتقدن كثيرا من الكلمات العاطفية ، ويعانين جدباً في العبارات الغزلية ، والتي تتمنى الواحدة منهن أن تسمع من حبيب روحها وهوى فؤادها ، ما يأسر فؤادها ، ويهز وجدانها ، وتطرب لها أركانها ، نعم .. كثير هن الزوجات اللاتي يعشن حياة سطحية بائسة ولقاءات جافة جامدة لا تتجاوز أحاديث الحياة اليومية وهمومها ، والتذكير بالواجبات المنزلية ومشكلاتها ، والله المستعان ..

فيا ترى .. ما هي الأسباب ولماذا هذه الأعراض ..؟ وكيف نعالج هذه الأسقام ..؟ وإلى متى يعيش الزوجان في قفص صغير لا يتجاوز حدود الأخذ والعطاء في الحياة اليومية .. ؟
أسئلة تبحث عن إجابة .. أرجئ الإجابة عنها في اللقاء القادم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وللزوجات هموم وآهات ..

إلى كل من يسعى إلى السعادة الزوجية ، وإلى كل من يعاني من بعض المشاكل الأسرية ، إلى الزوجين الذَيْن يعيشا في البيت الزوجي وفي العش السكني ، عليكما أن تعرفا جيدا أن سر السعادة الزوجية هو قيام بيتكما على محبة الله وطاعته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي بيده سبحانه أن يوفق ويبارك ويجمع بين قلبيكما ، فوالله إن طاعة الله لها أثر كبير في الألفة والمحبة بين الزوجين ، والمعصية لها أثر عجيب في كثرة المشاكل والخلافات وعدم الوفاق بين الزوجين ، فمتى ما قامت الأسرة على حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وإقامة شرع الله وترك معصيته كبيرة كانت أو صغيرة فلتهنأ الأسرة والزوجين معا بالسعادة والسرور والاستقرار الدائم في الدنيا ويوم لقاء الله ، ولهذا فإن الحب له همسات ولمسات وأرقى معانيه وأسمى معاليه : التقاء قلبين يؤسسان على طاعة الله حياتهما ، ويزرعان في صحراء السنين غرسهما ، على الصدق يلتقيان ، وعلى العهد يمضيان ، وينْقشان على جبين الدهر حروف الوفاء .. حبيبين صديقين عروسين ، فما ألذ الحب في رحاب الله ! .. رفيقين ، ونعم الرفقة على منهج الله .

أيها الزوج المبارك ..
هذه نماذج أطرحها بين يديك ورسائل أبثها بين ناظريك ، شكاوى أنثرها ، ومآسي أطرحها لترى بأم عينيك حقيقة التألم والتأوه والتفجع الذي يصيب بعض نساءنا المتزوجات ، نعم .. هذه همومهن وآلامهن الزوجية أطرحها لنعرف حقا الواقع المرير المؤلم المؤسف الذي يخيّم على بيوت بعض المتزوجين والمتزوجات من بني جلدتنا ، وما بقي وربي في حبيس الصدور ولم يصل إلى السطور أكثر وأعظم ..

الآهة الأولى .
زوجي لا يهتم بي إطلاقا ، يكون دائما عابس الوجه ضيق الصدر ، فأنا مع قيامي به وتقديمي له الراحة والإطمئنان ، إلا أنه سيء الطبع ، ذميم الخلق سريع الغضب , كم رأيته والله المرة تلو المرة بشوشا مع أصحابه وزملائه متوددا لأقربائه وجيرانه ، أما أنا فلا أرى منه إلا التوبيخ والمعاملة السيئة وقد راودتني نفسي عدة مرات أن أرفع السماعة فقط لأحظى بشعور الحب ، لكن خوفَ الله يمنعني .

الآهة الثانية .
لا تتعجب يا زوجي طالما طرحت على نفسي هذا السؤال ، وطالما سمعته من صغاري وهو : أين تقضي وقتك خلال الأسبوع ؟ نرى أن الأصدقاء والزملاء والرحالات والاستراحات قد أخذت وقتك كله ، بل ليس لنا من دقائقك إلا القليل القليل ، وهل يا زوجي الزملاء والبيع والشراء أحق منا بوقتك ؟ دعني أُرجع ذاكرتك إلى الوراء سنوات وقرون لترى من كان أكثر منك عملا ودعوة ومقابلة وتعليما لترى نبي هذه الأمة وقائدها ومعلمها صلى الله عليه وسلم مع كثرة أعبائه ومشاغله إلا أنه أعطى كل ذي حق حقه فهل تمنحني حقي ؟ وتبادلني الشعور ..؟

الآهة الثالثة .
مشكلة زوجي أنه كثير الصمت ، لا يتكلم لا يشتكي لا يناقش ، فقط يكتفي بالصمت وإذا ناقشته في أمر من أمور حياتنا هزَّ رأسه وربما وضع اللوم عليّ ثم يسكت طويلا ، فأنا والله لم أهمل نفسي يوما من الأيام تجاهه ، بل أقوم بواجباتي الزوجية من نظافة الجسد والمكان والأولاد ولكن دون فائدة ، لم يُسمعني كلمة جميلة رقيقة حانية عفيفة ، لم يبادر في يوم من الأيام بمدحي ولو بشيء يسير من الكلمات التي طالما انتظرتها منه ، كم كنت أتمنى أن يقول لي : ما أحلى هذه الأكلة ! ما أجمل هذا الفستان ! ما أروع هذه النظرة ! بل والله لقد كنت أطوي الليالي الطوال مريضة ولم تحمله نفسه على أن يضع يده على جبيني أو رأسي ، أو أن يدعوا لي بالشفاء العاجل ، أو يقرأ عليّ رقية شرعية من كتاب الله وسنة نبي الله صلى الله عليه وسلم ، نعم .. كم كنت أتمنى أن يريني مثل ما أريه من حسن العشرة وجمال التودد فقد والله أتعبت نفسي من أجله ، وبذلت جل وقتي له ، فأين يا ترى حقي ..؟

الآهة الرابعة .
منذ تزوجت .. وزوجي يضربني ضرب الدواب ، وكنت أحسب هذا شأن الأزواج كلهم فأنا يتيمة وصغيرة وجاهلة ومنعزلة عن الناس ، وبقيت على هذه الحال سنوات طويلة ، حتى أنجبت بنتا معوقة وصرت لأجلها أتردد على المستشفى بكثرة ، فاختلطت مع النساء وتعرفت على أحوالهن ، عندها .. عرفت أن وضعي غير طبيعي على الإطلاق .

الآهة الخامسة .
زوجي يتنكد مزاجه في أوقات كثيرة لأتفه الأسباب ، فينهال عليّ بالضرب ويأمرني بعدم البكاء أو الصراخ ، ولو فعلت ذلك اشتاط غضبه وازداد بطشه ، فإذا توقف عن الضرب وجب عليّ تقبيل رأسه والاعتذار منه ، والمضحك والمبكي في نفس الوقت ، أنني في الغالب ليس لي شأن بالسبب المثير لأعصابه ولكنني أبقى أنا الضحية نعم .. أبقى أنا الضحية ..
فلماذا هذه الآهات والحسرات ..؟ لماذا هذه الهموم والتصرفات من بعض الأزواج ..؟ أسئلة محيرة ، وأساليب خاطئة ، تبحث عن حلول وتحليلات ، وتوجيه ومصارحات .. أرجئ الإجابة عنها في اللقاء القادم إن شاء الله تعالى ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[align=center]
[align=center]
..~][ لنكن قلبا واحدا ..! ][~..

الحب تضحية وعطاء ،

الحب ليس مجرد غزل وادعاء ،

الحب بين الزوجين رابطه

رابط شرعي سماوي رباني ،

نعم .. حب الزوج لزوجته قربة وطاعة

<؛))))><.·´¯`·.¸ أيها الزوج الكريــم .·´¯`·.¸><((((؛>

رويدا رويدا ،

ورفقا رفقا بالقوارير ..


[/align]

الجيريا
[/align]

ازداد متصفحي بهاء

فلا تحرمينا حضورك

المميز والجميل

لكى اجمل تحية

الاصلاح بين الازواج فضله وضوابطه 2024.

الخلافات بين الزوجين من المشكلات التي ما إن تهدأ حتى تثور مرة أخرى، تحت دعاوى ضغوط العمل أو زيادة التكاليف العائلية الواقعة على كاهل الزوج، أو الإرهاق والضغوط النفسية التي قد تعاني منها الزوجة والزوج على حد سواء، مما يتطلب دخول من يستطيع التوفيق بين وجهات نظر الطرفين، لعودة الحياة إلى سيرتها الطبيعية.
الصلح بين المتخاصمين (خاصة الأزواج) أو المتقاتلين من أعظم الثواب الذي يناله الإنسان في حياته الدنيا، وقد عالج الله سبحانه وتعالى تلك الظاهرة، حين قال جل شأنه : وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ الحجرات :9.
وقال عز وجل في موضع آخر : وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ النساء :128.
الإسراع في الصلح :
الدين الإسلامي الحنيف حث على إقامة الأسرة على قواعد المودة والرحمة بين الزوجين، لتهيئة الجو العائلي الحميم، الذي يربط بين أفرادها، داعياً الزوج والزوجة إلى تقليل الخلافات بينهما، لرأب الصدع بين وجهتي نظرهما، حتى لا تتطور الأمور، وقد تصل في بعض الحالات إلى الطلاق.
الصلح بين الأزواج، ورغم كل الثواب العظيم الذي يحصل عليه المُصلح أو المُصلحة، أصبح من العادات المهجورة بين الناس، فكثيرا ما نرى الخلافات تدب بين الزوجين، دون تدخل أحد من أهله أو من أهلها للتقريب بينهما، وأصبح الكثير منا منكفئاً على ذاته، لا يهمه شأن المسلمين، وهذا خطأ فادح يقع فيه الكثيرون، فقد قال صلوات الله عليه : (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) رواه البخاري ومسلم.
ولا ريب في أن الشقاق والخلاف بين الزوجين يفتح الأبواب على مصراعيها أمام الشيطان، ليفرق المتحدين، ويشتت شمل الأسرة المسلمة، ليدب بينها الشحناء والبغضاء، لذا فقد شدد القرآن الكريم على سرعة الصلح بين الزوجين، واعتبرها بمثابة أحد الصور العليا للإيمان، فقال الله عز وجل في محكم آياته : وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ الأنفال :1.
شروط واجبة :
الداعية الشيخ السيد المصري يقول إن الزواج غايته هو السكن والراحة في اجتماع كل منهما بالآخر فضلاً عن الرحمة والمودة، كما قال تعالي: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ الروم :21، ولكن الحياة الزوجية لا تخلو قطعاً من المشاكل وسوء التفاهم بين الزوج وزوجته لسبب من الأسباب ونفهم من ذلك أن الحياة الزوجية أخذ وعطاء.. عسر ويسر ..سعادة وشقاء.
وهي ليست سعادة دائمة ولا شقاءً دائما ، وإنما بين هذا وذاك، وكل ما ينبغي على كل من الزوجين أن يفعله هو الوصول لأعلى درجات السمو الروحي بينهما في العطاء والمحبة كي تستقر دعائم عش الزوجية علي أسس متينة من الثقة والاحترام المتبادل بينهما ومعرفة كل منهما لحقوق الآخر عليه.
ويؤكد الشيخ سيد المصري على أن الوصول لهذه المكانة من السمو لا يتحقق بين يوم وليلة، ولا بين قلبين متنافرين متباعدين يكره كل منهما الآخر لشيء فيه ينفره منه، بل بين قلبين متحابين متعاونين، وبالتفاهم وإنكار الذات القائم علي مراعاة حق الله تعالى مع إدراك أن الإنسان بطبيعة خلقته ضعيفاً، وبالتبعية يكثر خطؤه وزلاته غير المتعمدة، خصوصاً بين زوجين جمعهما الله تعالى، ورضي الزوج بها زوجة وأماً لأولاده وأتمنها على عرضه وماله، وهي مثله رضيت به زوجاً لها وأبا لأولادها وحفظته في نفسها وبيته.
ولكن إذا ترك الزوجين تعاليم الكتاب والسنة واتبع كل منهما هواه وعاداته وتقاليده التي تربى عليها بين أهله وقومه وعشيرته، ورفض الاستمرار وصار الطلاق هو الحل على الرغم مما يترتب عليه من مشاكل وتشتت لأفراد الأسرة إن كان هناك أولاد، هنا يأتي دور الإصلاح والحكمين لإنقاد الأسرة من التشتت والضياع بين الأب والأم، وهذا من أعظم أثاره الإيجابية لأنه إنقاذ لأسرة واستقرارها، ولا ريب تشتتها هي وغيرها من الأسر وكثرة الطلاق بين الأزواج يعود ضرره علي المجتمع كله هذا من جهة.
ومن جهة أخرى من خلال ممارستي للدعوة وخبرتي في شئون الحياة الزوجية يقيني أن من أروع الآثار الإيجابية للإصلاح هو إزالة الحاجز النفسي بين قلب كل من الزوج وزوجته، الذي أوجده حب الهوى والانتصار للنفس، هذا الحاجز النفسي الذي أوجده إهمال كل منهما للآخر بسبب كثرة مشاكل الأولاد وتربيتهم ورعايتهم والهموم والغموم التي تحيط بالأسرة، ومرور الأعوام وفتور العاطفة…الخ.

إذن لا بد للحكمين في محاولتهما للإصلاح بين الزوجين من هدم هذا الحاجز وبناء جسر من التفاهم والانسجام بينهما، قوامه رعاية كل منهما لحقوق الآخر، حتى يكون التآلف والتآزر بينهما قائم على أساس المعروف لا على أساس الهوى والنزوة.
فلا يهمل الزوج حقوق زوجته لمجرد خطأ منها أو شيء يكرهه فيها، وكذلك لا تهمل الزوجة حقوق زوجها لبخل منه أو أذى بدر منه لسوء فهم أو سرعة غضب أو غير ذلك.
ومن هنا ندرك أن من الآثار الإيجابية للإصلاح هو في إزالة هذا الحاجز ونسفه نسفاً، وقطعاً لن يكون هذا من حكمين لا ناقة لهما ولا جمل في فهم أسباب المشاكل وكيفية إزالة جبل الجليد بين قلب الزوجين ولذلك اشترط الله تعالى أن يكون الحكمين من الأهل، حين قال : فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا (النساء:35).
خير من الصيام والصدقة :
بدوره يرى الداعية الإسلامي الشيخ محمد صالح المنجد أن الإصلاح بين الزوجين شأن عظيم، وأن الإصلاح بين المسلمين بصفة عامة له أجر كبير، قال تعالى لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا النساء 114، لذا فقد جعل الرسول الكريم إصلاح ذات البين خير من الصيام والصدقة، لأن الحقد والشحناء والضغينة تحرق الدين، وإزالتها تكون بالإصلاح.
وأضاف المنجد أن الحياة الزوجية بطبيعتها مليئة بالمشكلات، لذلك يكون تدخل الأقارب للإصلاح بين الزوجين له أثر كبير، خاصة الوالدين، فمسؤولية الأب لا تنتهي بزواج ابنته، لكن دوره يستمر للتدخل في أوقات الخلاف مع زوجها بالحكمة والموعظة الحسنة.
ولا بد أن ينتبه المُصلح إلى ضرورة تذكير الطرفين بحق كل منهما في الآخر، فقال جل شأنه وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ البقرة :228، وأيضاً من جنح منهما يُعدل رأيه، فقد يدافع عن نفسه ويدعي أنه له حقوق، وليس كل الأمر كذلك، كما أن الإصلاح بين الزوجين، قد لا يأتي بالنتائج المرجوة، لكن المحاولة في حد ذاتها فيها أجر من الله سبحانه وتعالى.
وقال الرسول صلوات الله عليه : (ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمي خيراً، أو يقول خيراً) أخرجه البخاري، فيجوز للإنسان مدح الطرف الآخر باشياء قد لا تكون فيه، بغية التقريب بينهما، فهذا ليس محرما.
وشدد المنجد على ضرورة وجود حسن النية والحكمة والإصلاح للنفس قبل الغير، وأن يكون هناك قدوات في المجتمع تسعى للإصلاح، وتحتسب وتتحمل الأذى في بعض الأحيان.

موضوع رائع من شخص اروع
تس———————لمي