{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} براءة من الأديان الأخرى وليست إقرارًا وتركًا لها 2024.

الجيريا

﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 6]

يستدل بعض العلماء والباحثين بهذه الآية للدلالة على أن الإسلام لا يرفض الأديان الأخرى، ولا يطالب أصحابها بترك أديانهم الباطلة أو المحرفة واعتناق دين الإسلام، بل يقرهم على ما هم عليه من ضلال وتحريف، ويخلطون بين دعوة الناس لترك عقائدهم وأديانهم واعتناق الإسلام عن رضا واختيار، وإرغامهم على ذلك بالإكراه والإجبار. وهناك من يستدل بالآية كدليل على أن الإسلام أمرنا بترك اصحاب الاديان الأخرى وشأنهم ونهانا عن التعرض لعقائد غير المسلمين بنقضها وبيان فسادها ولو تعلق الأمر بدعوتهم للإيمان بالإسلام.

ويقول ذلك ويدعيه العامة والخاصة حتى البعض ممن ينتمون إلى العلم والدعوة بل وبعض الجماعات الإسلامية، ويركزون على ذلك ويعتمدونه، حتى أصبح الأمر بمثابة العقيدة التي لا تتزعزع عند الناس وللأسف أن بعض الدول تنتهج سياسة الوفاق مع اليهود والنصارى، وإدعاء الوحدة الوطنية والإخوة الإنسانية، وأنه لا يوجد عداء بين المسلمين وغيرهم من أجل الدين على الإطلاق، بل لا بد من وجود المحبة والموالاة والمحبة بين المسلم وبين أصحاب الأديان الأخرى فإنهم جميعًا يشتركون في الوطن والإنسانية.. وهذه السياسات الفاسدة هي التي جندت من يدعي هذه الإدعاءات.

هكذا تموت عقيدة الولاء والبراء، وهكذا يغطون على الآيات البينات من كتاب الله تعالى التي أمرت بالبراءة من اليهود والنصارى والمشركين أجمعين، وهكذا يتم تدجين المسلمين فيأمن منهم اليهود والنصارى والمشركين، مع أن المسلمين في الواقع يقعون دومًا ولا يزالون تحت كيد مكر وخبث اليهود والنصارى وآلة القتل اليهودية والنصرانية لا تزال تعمل في أبناء الأمة. وفوق هذا يأتي من يتلاعب بالنصوص الشرعية، ويلوي أعناق النصوص، ويلبس على المسلمين البسطاء دينهم، ليدعي أن الإسلام أمر بمتاركة الأديان الأخرى، وأقرها، وأقر حرية الاعتقاد، وأمر بالمسامحة والمحبة.. إلى آخر هذا الباطل.

إن هذه الآية الكريمة {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، بل وسورة "الكافرون" كلها أنزلها الله تعالى للبراءة من الشرك وأهله، وفيما يأتي بيان مقصود الشريعة من هذه الآية الكريمة بالدليل والبرهان وأنها نزلت لتقر أن الإسلام بريء من كل الأديان الأخرى ولا يقرها ولا يعتمدها ولا يتاركها -على عكس زعمهم-..

أولاً: براءة من الشرك.

قال النبي صلى الله عليه وسلم أن سورة الكافرون: "أنها براءة من الشرك".
النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أنزل الله عليه القرآن، وعلمه إياه، وهو نبي هذه الأمة المبلغ عن ربه، وهل بعد فهم النبي صلى الله عليه من فهم؟!، وهل بعد تفسير النبي صلى الله عليه وسلم من تفسير؟!، وهل بعد بيانه من بيان؟! وهل من بعد علمه من علم؟!.. وهل هناك من يعرف مقاصد القرآن مثله صلى الله عليه وسلم ؟!. فالنبي صلى الله عليه وسلم بَيَّنّ أن هذه السورة إنما أنزلها الله تعالى للبراءة من الشرك والمشركين، وأن دين الإسلام لا يقر عقيدتهم ولا يصحهها، بل يتبرأ منها وينفيها، ومع حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يفسر هذه السورة ويبين معناها والمقصود منها:

ـ عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ عن أبيه رضي الله عنه: "أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا أَوَيْتُ إِلَى فِرَاشِي؟ قَالَ: «اقْرَأْ» {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، «فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنْ الشِّرْكِ»رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني

-عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ شَيْخٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقْرَأُ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} قَالَ: «أَمَّا هَذَا فَقَدْ بَرِئَ مِنْ الشِّرْكِ»؛ قَالَ: وَإِذَا آخَرُ يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بِهَا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» رواه أحمد وصححه الألباني .

ثانيًا: أقوال أئمة التفسير وهو موافق لقول النبي صلى الله عليه وسلم.

نذكر طائفة من أقوال المفسرين، وهي تابعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم، وموافقة له، وهذا هو فهم الأمة الصحيح الذي لم يخالطه الخبث والدخن الذي انتشر اليوم. قال ابن عباس: "ليس في القرآن أشد غيظاً لإبليس منها؛ لأنها توحيد وبراءة من الشرك" [تفسير القرطبي (20/235)، وتفسير اللباب لابن عادل (16/471)].

قال ابن كثير: "هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون، وهي آمرة بالإخلاص فيه، فقوله: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} شمل كل كافر على وجه الأرض. [تفسير ابن كثير ]. قال أبو حيان: "{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}: أي لكم شرككم ولي توحيدي، وهذا غاية في التبرؤ" [البحر المحيط (11/22)].

قال الشنقيطي: "{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}: هو نظير ما تقدم في سورة يونس: {أَنتُمْ بريئون مِمَّآ أَعْمَلُ وَأَنَاْ بريء مِّمَّا تَعْمَلُون} [يونس: 41]، وكقوله: {وَلَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ}" [البقرة: من الآية 139]. ليس في هذا تقريرهم على دينهم الذي هم عليه، ولكن من قبيل التهديد والوعيد كقوله: {وَقُلِ الحق مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [الكهف: من الآية 29].
وفي هذه السورة قوله: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وصف يكفي بأن عبادتهم وديانتهم كفر. وقد قال لهم الحق: {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} لأنها عبادة باطلة. عبادة الكفار، وبعد ذلك إن أبيتم إلا هي، فلكم دينكم ولي دين. [أضواء البيان (9/320)].

ثالثًا: هل قوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} إذن للآخرين في الكفر وحرية العقيدة؟

قال الإمام الرازي: "فإن قيل: فهل يقال: إنه أذن لهم في الكفر؟ قلنا: كلا فإنه عليه السلام ما بعث إلا للمنع من الكفر فكيف يأذن فيه، ولكن المقصود منه أحد أمور:

أحدها: أن المقصود منه التهديد، كقوله: {اِعْمَلُوا مَا شِئِتُم} [فصلت: من الآية 40].
وثانيها: كأنه يقول: إني نبي مبعوث إليكم لأدعوكم إلى الحق والنجاة، فإذا لم تقبلوا مني ولم تتبعوني فاتركوني ولا تدعوني إلى الشرك.
وثالثها: {لَكُمْ دِينَكُمْ} فكونوا عليه إن كان الهلاك خيراً لكم {وَلِيُّ دِينِ} لأني لا أرفضه.

القول الثاني: في تفسير الآية أن الدين هو الحساب أي لكم حسابكم ولي حسابي، ولا يرجع إلى كل واحد منا من عمل صاحبه أثر ألبتة.

القول الثالث: أن يكون على تقدير حذف المضاف أي لكم جزاء دينكم ولي جزاء ديني وحسبهم جزاء دينهم وبالاً وعقاباً كما حسبك جزاء دينك تعظيماً وثواباً.

القول الرابع: الدين العقوبة: {وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ الله} [النور: من الآية 2] يعني الحد، فلكم العقوبة من ربي، ولي العقوبة من أصنامكم، لكن أصنامكم جمادات، فأنا لا أخشى عقوبة الأصنام، وأما أنتم فيحق لكم عقلاً أن تخافوا عقوبة جبار السموات والأرض.

القول الخامس: الدين الدعاء، فادعو الله مخلصين له الدين، أي لكم دعاؤكم: {وَمَا دُعَاء الكافرين إِلاَّ فِى ضلال} [الرعد: من الآية 14]، {وَإِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا استجابوا لَكُمْ} [فاطر: من الآية 14]، ثم ليتها تبقى على هذه الحالة فلا يضرونكم، بل يوم القيامة يجدون لساناً فيكفرون بشرككم، وأما ربي فيقول: {وَيَسْتَجِيبُ الذين ءامَنُواْ} [الشورى: من الآية 26]، {ادعونى أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: من الآية 60]، {أُجِيبُ دَعْوَةَ الداع إِذَا دَعَانِ} [البقرة: من الآية 186].

القول السادس: الدين العادة، قال الشاعر:
يقول لها وقد دارت وضيني *** أهذا دينها أبدأ وديني

معناه لكم عادتكم المأخوذة من أسلافكم ومن الشياطين، ولي عادتي المأخوذة من الملائكة والوحي، ثم يبقى كل واحد منا على عادته، حتى تلقوا الشياطين والنار، وألقى الملائكة والجنة.

المسألة الثانية:

قوله: {لَكُمْ دِينَكُمْ} يفيد الحصر، ومعناه لكم دينكم لا لغيركم، ولي ديني لا لغيري، وهو إشارة إلى قوله: {أَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى . وَأَن لَّيْسَ للإنسان إِلاَّ مَا سعى} [النجم: 38-39]؛ أي أنا مأمور بالوحي والتبليغ، وأنتم مأمورون بالامتثال والقبول، فأنا لما فعلت ما كلفت به خرجت من عهدة التكليف، وأما إصراركم على كفركم فذلك ممالا يرجع إلي منه ضرر ألبتة.

المسألة الثالثة:

جرت عادة الناس بأن يتمثلوا بهذه الآية عند المتاركة، وذلك غير جائز؛ لأنه تعالى ما أنزل القرآن ليتمثل به بل ليتدبر فيه، ثم يعمل بموجبه، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم، وصلى الله على سيدنا، وعلى آله وصحبه وسلم [تفسير الرازي (17/264)].

سبب نزول السورة الكريمة يؤيد ويدعم كل ما سبق:

قال ابن كثير رحمه الله: هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون، وهي آمرة بالإخلاص فيه، فقوله {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} شمل كل كافر على وجه الأرض، ولكن المواجهين بهذا الخطاب هم كفارُ قريش. وقيل: إنهم من جهلهم دَعَوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة، ويعبدون معبوده سنة، فأنزل الله هذه السورة، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية [تفسير ابن كثير (8/507)].

بارك الله فيك
الجيريامعلومااااااااااااات مفيدة والدييييييييين الوحييييييييييييييييد دين محمد اللهم صلي عليه وسلم دين الله دييييييييييييييين التوحيييييييييييييد

والحمد لله لتولدنااااااااااااااااا مسلميييييين
الجيريا

الجيريا
بارك الله فيك ام عبدو

آميين أخواتي نفعني الله و إياكن بما علمنا.
ارجو ان تمنحي نفسك وسام التميز لهذا الموضوع وتثبتينه لقيمته العلمية

هكذا تموت عقيدة الولاء والبراء، وهكذا يغطون على الآيات البينات من كتاب الله تعالى التي أمرت بالبراءة من اليهود والنصارى والمشركين أجمعين، وهكذا يتم تدجين المسلمين فيأمن منهم اليهود والنصارى والمشركين، مع أن المسلمين في الواقع يقعون دومًا ولا يزالون تحت كيد مكر وخبث اليهود والنصارى وآلة القتل اليهودية والنصرانية لا تزال تعمل في أبناء الأمة. وفوق هذا يأتي من يتلاعب بالنصوص الشرعية، ويلوي أعناق النصوص، ويلبس على المسلمين البسطاء دينهم، ليدعي أن الإسلام أمر بمتاركة الأديان الأخرى، وأقرها، وأقر حرية الاعتقاد، وأمر بالمسامحة والمحبة.. إلى آخر هذا الباطل.


فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ –

كثر الله من امثال قائل هذا المقال…..

الجيريا

جزاك الله خير
وبارك فيك
طرح قيم وجميل
تحياتي وتقديري
بوركتي أختي أم حسنى على ردك الطيب تم التثبيث للفائدة أما الوسام التميز فلا أستطيع إعطاء نفسي وسام مشكورة على لطفك وطيبتك

يا من تدعون إلى وحدة الأديان اين انتم من كلام الله ورسوله . 2024.

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﻣﻦ
ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ﺍﺳﺘﻌﺮﺿﺖ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ،
ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻣﻦ ﺁﺭﺍﺀ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ) ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ 🙁
ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺩﻳﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ، ﻭﺩﻳﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻭﻣﺎ ﺗﻔﺮﻉ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﺀ
ﻣﺴﺠﺪ ﻭﻛﻨﻴﺴﺔ ﻭﻣﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﻭﺍﺣﺪ، ﻓﻲ ﺭﺣﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺴﺎﺣﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭﺩﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻓﻲ ﻏﻼﻑ ﻭﺍﺣﺪ، ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ
ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ، ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻘﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭﻧﺪﻭﺍﺕ ﻭﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ
ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺗﻘﺮﺭ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
ﺃﻭﻻ : ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﻤﻊ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ : ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺩﻳﻦ ﺣﻖ ﺳﻮﻯ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺃﻧﻪ
ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ، ﻭﻧﺎﺳﺦ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻠﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ، ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻋﻠﻰ
ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺩﻳﻦ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺳﻮﻯ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ
ﺍﻵﻳﺔ 19 } ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺪِّﻳﻦَ ﻋِﻨْﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺍﻟْﺈِﺳْﻠَﺎﻡُ{ ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻵﻳﺔ 3 }ﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ
ﺃَﻛْﻤَﻠْﺖُ ﻟَﻜُﻢْ ﺩِﻳﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺃَﺗْﻤَﻤْﺖُ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﻧِﻌْﻤَﺘِﻲ ﻭَﺭَﺿِﻴﺖُ ﻟَﻜُﻢُ ﺍﻟْﺈِﺳْﻠَﺎﻡَ ﺩِﻳﻨًﺎ{ ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :

ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﻵﻳﺔ 85 } ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﺒْﺘَﻎِ ﻏَﻴْﺮَ ﺍﻟْﺈِﺳْﻠَﺎﻡِ ﺩِﻳﻨًﺎ ﻓَﻠَﻦْ ﻳُﻘْﺒَﻞَ ﻣِﻨْﻪُ ﻭَﻫُﻮَ ﻓِﻲ
ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺨَﺎﺳِﺮِﻳﻦَ{ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﺑﻌﺜﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ
ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ .
ﺛﺎﻧﻴﺎ : ﻭﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ : ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ) ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ( ﻫﻮ
ﺁﺧﺮ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺰﻭﻻ ﻭﻋﻬﺪﺍ ﺑﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺃﻧﻪ ﻧﺎﺳﺦ ﻟﻜﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؛ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺰﺑﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻣﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻨﺰﻝ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ
ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻵﻳﺔ 48 }ﻭَﺃَﻧْﺰَﻟْﻨَﺎ ﺇِﻟَﻴْﻚَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ
ﺑِﺎﻟْﺤَﻖِّ ﻣُﺼَﺪِّﻗًﺎ ﻟِﻤَﺎ ﺑَﻴْﻦَ ﻳَﺪَﻳْﻪِ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﻭَﻣُﻬَﻴْﻤِﻨًﺎ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻓَﺎﺣْﻜُﻢْ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺑِﻤَﺎ ﺃَﻧْﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﻟَﺎ
ﺗَﺘَّﺒِﻊْ ﺃَﻫْﻮَﺍﺀَﻫُﻢْ ﻋَﻤَّﺎ ﺟَﺎﺀَﻙَ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺤَﻖِّ

ﺛﺎﻟﺜﺎ : ﻳﺠﺐ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻗﺪ ﻧﺴﺨﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻟﺤﻘﻬﻤﺎ
ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ﻭﺍﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻵﻳﺔ 13 } ﻓَﺒِﻤَﺎ ﻧَﻘْﻀِﻬِﻢْ ﻣِﻴﺜَﺎﻗَﻬُﻢْ ﻟَﻌَﻨَّﺎﻫُﻢْ
ﻭَﺟَﻌَﻠْﻨَﺎ ﻗُﻠُﻮﺑَﻬُﻢْ ﻗَﺎﺳِﻴَﺔً ﻳُﺤَﺮِّﻓُﻮﻥَ ﺍﻟْﻜَﻠِﻢَ ﻋَﻦْ ﻣَﻮَﺍﺿِﻌِﻪِ ﻭَﻧَﺴُﻮﺍ ﺣَﻈًّﺎ ﻣِﻤَّﺎ ﺫُﻛِّﺮُﻭﺍ ﺑِﻪِ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺰَﺍﻝُ
ﺗَﻄَّﻠِﻊُ ﻋَﻠَﻰ ﺧَﺎﺋِﻨَﺔٍ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﺇِﻟَّﺎ ﻗَﻠِﻴﻠًﺎ ﻣِﻨْﻬُﻢْ{ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻵﻳﺔ
79 } ﻓَﻮَﻳْﻞٌ ﻟِﻠَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﻜْﺘُﺒُﻮﻥَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ ﺑِﺄَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ ﺛُﻢَّ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻫَﺬَﺍ ﻣِﻦْ ﻋِﻨْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻟِﻴَﺸْﺘَﺮُﻭﺍ ﺑِﻪِ
ﺛَﻤَﻨًﺎ ﻗَﻠِﻴﻠًﺎ ﻓَﻮَﻳْﻞٌ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻤَّﺎ ﻛَﺘَﺒَﺖْ ﺃَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ ﻭَﻭَﻳْﻞٌ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻤَّﺎ ﻳَﻜْﺴِﺒُﻮﻥَ{ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ :
ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﻵﻳﺔ 78 } ﻭَﺇِﻥَّ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﻟَﻔَﺮِﻳﻘًﺎ ﻳَﻠْﻮُﻭﻥَ ﺃَﻟْﺴِﻨَﺘَﻬُﻢْ ﺑِﺎﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﻟِﺘَﺤْﺴَﺒُﻮﻩُ ﻣِﻦَ
ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﻭَﻣَﺎ ﻫُﻮَ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﻭَﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻫُﻮَ ﻣِﻦْ ﻋِﻨْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻣَﺎ ﻫُﻮَ ﻣِﻦْ ﻋِﻨْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ
ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺍﻟْﻜَﺬِﺏَ ﻭَﻫُﻢْ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ{ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﺴﻮﺥ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ،
ﻭﻣﺎ ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻣﺤﺮﻑ ﺃﻭ ﻣﺒﺪﻝ، ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ
ﻏﻀﺐ ﺣﻴﻦ ﺭﺃﻯ ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ،
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ /3 387، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ /1
-115 116 ، ﻭﺍﻟﺒﺰﺍﺭ ) ﻛﺸﻒ ﺍﻷﺳﺘﺎﺭ( /1 -78 79 ﺑﺮﻗﻢ (124) ، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺎﺻﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ /1 27 ﺑﺮﻗﻢ (50) ، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺮ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻓﻀﻠﻪ ) ﺑﺎﺏ ﻓﻲ
ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﻛﺘﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻨﻬﻢ( /1 42 ) ﻁ : ﺍﻟﻤﻨﻴﺮﻳﺔ .( ﺃﻓﻲ ﺷﻚ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ
ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ؟ ﺃﻟﻢ ﺁﺕ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻧﻘﻴﺔ؟! ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺧﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﺣﻴﺎ ﻣﺎ ﻭﺳﻌﻪ ﺇﻻ ﺍﺗﺒﺎﻋﻲ
ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ .
ﺭﺍﺑﻌﺎ : ﻭﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ : ﺃﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻵﻳﺔ } 40 ﻣَﺎ
ﻛَﺎﻥَ ﻣُﺤَﻤَّﺪٌ ﺃَﺑَﺎ ﺃَﺣَﺪٍ ﻣِﻦْ ﺭِﺟَﺎﻟِﻜُﻢْ ﻭَﻟَﻜِﻦْ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺧَﺎﺗَﻢَ ﺍﻟﻨَّﺒِﻴِّﻴﻦَ{ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﺭﺳﻮﻝ
ﻳﺠﺐ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﺳﻮﻯ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ
ﺣﻴﺎ ﻟﻤﺎ ﻭﺳﻌﻪ ﺇﻻ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﻊ ﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺇﻻ ﺫﻟﻚ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﻵﻳﺔ 81 }ﻭَﺇِﺫْ ﺃَﺧَﺬَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣِﻴﺜَﺎﻕَ ﺍﻟﻨَّﺒِﻴِّﻴﻦَ ﻟَﻤَﺎ ﺁﺗَﻴْﺘُﻜُﻢْ ﻣِﻦْ ﻛِﺘَﺎﺏٍ
ﻭَﺣِﻜْﻤَﺔٍ ﺛُﻢَّ ﺟَﺎﺀَﻛُﻢْ ﺭَﺳُﻮﻝٌ ﻣُﺼَﺪِّﻕٌ ﻟِﻤَﺎ ﻣَﻌَﻜُﻢْ ﻟَﺘُﺆْﻣِﻨُﻦَّ ﺑِﻪِ ﻭَﻟَﺘَﻨْﺼُﺮُﻧَّﻪُ ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺃَﻗْﺮَﺭْﺗُﻢْ ﻭَﺃَﺧَﺬْﺗُﻢْ
ﻋَﻠَﻰ ﺫَﻟِﻜُﻢْ ﺇِﺻْﺮِﻱ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺃَﻗْﺮَﺭْﻧَﺎ ﻗَﺎﻝَ ﻓَﺎﺷْﻬَﺪُﻭﺍ ﻭَﺃَﻧَﺎ ﻣَﻌَﻜُﻢْ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺸَّﺎﻫِﺪِﻳﻦَ{ ﻭﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻝ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺣﺎﻛﻤﺎ ﺑﺸﺮﻳﻌﺘﻪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺍﻵﻳﺔ 157 }ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ
ﻳَﺘَّﺒِﻌُﻮﻥَ ﺍﻟﺮَّﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲَّ ﺍﻟْﺄُﻣِّﻲَّ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻳَﺠِﺪُﻭﻧَﻪُ ﻣَﻜْﺘُﻮﺑًﺎ ﻋِﻨْﺪَﻫُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟﺘَّﻮْﺭَﺍﺓِ ﻭَﺍﻟْﺈِﻧْﺠِﻴﻞِ
ﻳَﺄْﻣُﺮُﻫُﻢْ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ﻭَﻳَﻨْﻬَﺎﻫُﻢْ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﻳُﺤِﻞُّ ﻟَﻬُﻢُ ﺍﻟﻄَّﻴِّﺒَﺎﺕِ ﻭَﻳُﺤَﺮِّﻡُ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢُ ﺍﻟْﺨَﺒَﺎﺋِﺚَ
ﻭَﻳَﻀَﻊُ ﻋَﻨْﻬُﻢْ ﺇِﺻْﺮَﻫُﻢْ ﻭَﺍﻟْﺄَﻏْﻠَﺎﻝَ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻛَﺎﻧَﺖْ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻓَﺎﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺑِﻪِ ﻭَﻋَﺰَّﺭُﻭﻩُ ﻭَﻧَﺼَﺮُﻭﻩُ
ﻭَﺍﺗَّﺒَﻌُﻮﺍ ﺍﻟﻨُّﻮﺭَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺃُﻧْﺰِﻝَ ﻣَﻌَﻪُ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟْﻤُﻔْﻠِﺤُﻮﻥَ{ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻲ
ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺃﻥ ﺑﻌﺜﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
ﺳﻮﺭﺓ ﺳﺒﺄ ﺍﻵﻳﺔ 28 }ﻭَﻣَﺎ ﺃَﺭْﺳَﻠْﻨَﺎﻙَ ﺇِﻟَّﺎ ﻛَﺎﻓَّﺔً ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﺑَﺸِﻴﺮًﺍ ﻭَﻧَﺬِﻳﺮًﺍ ﻭَﻟَﻜِﻦَّ ﺃَﻛْﺜَﺮَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻟَﺎ
ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ{ ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺍﻵﻳﺔ 158 }ﻗُﻞْ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺇِﻧِّﻲ ﺭَﺳُﻮﻝُ
ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻟَﻴْﻜُﻢْ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ{ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ
ﺎﻣﺴﺎ : ﻭﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﻔﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻭﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻣﻤﻦ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﻋﺪﻭ ﻟﻠﻪ
ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﺍﻵﻳﺔ 1 }ﻟَﻢْ
ﻳَﻜُﻦِ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻣِﻦْ ﺃَﻫْﻞِ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﻭَﺍﻟْﻤُﺸْﺮِﻛِﻴﻦَ ﻣُﻨْﻔَﻜِّﻴﻦَ ﺣَﺘَّﻰ ﺗَﺄْﺗِﻴَﻬُﻢُ ﺍﻟْﺒَﻴِّﻨَﺔُ .{
ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﺍﻵﻳﺔ 6 } ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻣِﻦْ ﺃَﻫْﻞِ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﻭَﺍﻟْﻤُﺸْﺮِﻛِﻴﻦَ
ﻓِﻲ ﻧَﺎﺭِ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﺧَﺎﻟِﺪِﻳﻦَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢْ ﺷَﺮُّ ﺍﻟْﺒَﺮِﻳَّﺔِ{ ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﺍﻵﻳﺔ
19 } ﻭَﺃُﻭﺣِﻲَ ﺇِﻟَﻲَّ ﻫَﺬَﺍ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥُ ﻟِﺄُﻧْﺬِﺭَﻛُﻢْ ﺑِﻪِ ﻭَﻣَﻦْ ﺑَﻠَﻎَ{ ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺳﻮﺭﺓ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻵﻳﺔ
52 } ﻫَﺬَﺍ ﺑَﻠَﺎﻍٌ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭَﻟِﻴُﻨْﺬَﺭُﻭﺍ ﺑِﻪِ{ ﺍﻵﻳﺔ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ . ﻭﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ
ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ (153) ، ﻣﺴﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ
ﺣﻨﺒﻞ ) 2/317 .( ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ : ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻭﻻ
ﻧﺼﺮﺍﻧﻲ، ﺛﻢ ﻳﻤﻮﺕ ﻭﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺑﻪ ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ . ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﻤﻦ ﻟﻢ
ﻳﻜﻔﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ، ﻃﺮﺩﺍ ﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ : )ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻔﺮ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺑﻌﺪ
ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ .(
ﺳﺎﺩﺳﺎ : ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ) ﻭﺣﺪﺓ
ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ( ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺻﻬﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﻭﺍﺣﺪ، ﺩﻋﻮﺓ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻣﺎﻛﺮﺓ، ﻭﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻨﻬﺎ
ﺧﻠﻂ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻫﺪﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺗﻘﻮﻳﺾ ﺩﻋﺎﺋﻤﻪ، ﻭﺟﺮ ﺃﻫﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺩﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ،
ﻭﻣﺼﺪﺍﻕ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻵﻳﺔ } 217ﻭَﻟَﺎ ﻳَﺰَﺍﻟُﻮﻥَ ﻳُﻘَﺎﺗِﻠُﻮﻧَﻜُﻢْ
ﺣَﺘَّﻰ ﻳَﺮُﺩُّﻭﻛُﻢْ ﻋَﻦْ ﺩِﻳﻨِﻜُﻢْ ﺇِﻥِ ﺍﺳْﺘَﻄَﺎﻋُﻮﺍ .{
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻵﻳﺔ 89 } ﻭَﺩُّﻭﺍ ﻟَﻮْ ﺗَﻜْﻔُﺮُﻭﻥَ ﻛَﻤَﺎ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻓَﺘَﻜُﻮﻧُﻮﻥَ
ﺳَﻮَﺍﺀً
ﺳﺎﺑﻌﺎ : ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻵﺛﻤﺔ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻭﺍﻟﺤﻖ
ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻭﻛﺴﺮ ﺣﺎﺟﺰ ﺍﻟﻨﻔﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ، ﻓﻼ ﻭﻻﺀ
ﻭﻻ ﺑﺮﺍﺀ، ﻭﻻ ﺟﻬﺎﺩ ﻭﻻ ﻗﺘﺎﻝ ﻹﻋﻼﺀ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﺗﻘﺪﺱ ﻳﻘﻮﻝ :
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻵﻳﺔ 29 } ﻗَﺎﺗِﻠُﻮﺍ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﺎ ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻟَﺎ ﺑِﺎﻟْﻴَﻮْﻡِ ﺍﻟْﺂﺧِﺮِ ﻭَﻟَﺎ ﻳُﺤَﺮِّﻣُﻮﻥَ ﻣَﺎ
ﺣَﺮَّﻡَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟُﻪُ ﻭَﻟَﺎ ﻳَﺪِﻳﻨُﻮﻥَ ﺩِﻳﻦَ ﺍﻟْﺤَﻖِّ ﻣِﻦَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺃُﻭﺗُﻮﺍ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ ﺣَﺘَّﻰ ﻳُﻌْﻄُﻮﺍ ﺍﻟْﺠِﺰْﻳَﺔَ
ﻋَﻦْ ﻳَﺪٍ ﻭَﻫُﻢْ ﺻَﺎﻏِﺮُﻭﻥَ{ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻵﻳﺔ 36 }ﻭَﻗَﺎﺗِﻠُﻮﺍ ﺍﻟْﻤُﺸْﺮِﻛِﻴﻦَ
ﻛَﺎﻓَّﺔً ﻛَﻤَﺎ ﻳُﻘَﺎﺗِﻠُﻮﻧَﻜُﻢْ ﻛَﺎﻓَّﺔً ﻭَﺍﻋْﻠَﻤُﻮﺍ ﺃَﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻣَﻊَ ﺍﻟْﻤُﺘَّﻘِﻴﻦَ{ ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ
ﺍﻵﻳﺔ 118 } ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻟَﺎ ﺗَﺘَّﺨِﺬُﻭﺍ ﺑِﻄَﺎﻧَﺔً ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻜُﻢْ ﻟَﺎ ﻳَﺄْﻟُﻮﻧَﻜُﻢْ ﺧَﺒَﺎﻟًﺎ ﻭَﺩُّﻭﺍ ﻣَﺎ
ﻋَﻨِﺘُّﻢْ ﻗَﺪْ ﺑَﺪَﺕِ ﺍﻟْﺒَﻐْﻀَﺎﺀُ ﻣِﻦْ ﺃَﻓْﻮَﺍﻫِﻬِﻢْ ﻭَﻣَﺎ ﺗُﺨْﻔِﻲ ﺻُﺪُﻭﺭُﻫُﻢْ ﺃَﻛْﺒَﺮُ ﻗَﺪْ ﺑَﻴَّﻨَّﺎ ﻟَﻜُﻢُ ﺍﻟْﺂﻳَﺎﺕِ ﺇِﻥْ
ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺗَﻌْﻘِﻠُﻮﻥَ .{
ﺛﺎﻣﻨﺎ : ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ) ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ( ﺇﻥ ﺻﺪﺭﺕ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺭﺩﺓ ﺻﺮﻳﺤﺔ
ﻋﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺼﻄﺪﻡ ﻣﻊ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ، ﻓﺘﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ،
ﻭﺗﺒﻄﻞ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻧﺴﺨﻪ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻭﺍﻷﺩﻳﺎﻥ، ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﻓﻬﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ ﺷﺮﻋﺎ، ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻗﻄﻌﺎ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻗﺮﺁﻥ
ﻭﺳﻨﺔ ﻭﺇﺟﻤﺎﻉ .
ﺗﺎﺳﻌﺎ : ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ :
-1 ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺭﺑﺎ، ﻭﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎ، ﻭﺑﻤﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻧﺒﻴﺎ ﻭﺭﺳﻮﻻ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻵﺛﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺗﺴﻠﻴﻜﻬﺎ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭﻧﺪﻭﺍﺗﻬﺎ، ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ
ﻣﺤﺎﻓﻠﻬﺎ .
-2 ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻤﺴﻠﻢ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻣﻨﻔﺮﺩﻳﻦ، ﻓﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ
ﻏﻼﻑ ﻭﺍﺣﺪ؟ ﻓﻤﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﺃﻭ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺿﻼﻝ ﺑﻌﻴﺪ؛ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺤﻖ )ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ( ﻭﺍﻟﻤﺤﺮﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺥ )ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ .(
-3 ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺪﻋﻮﺓ : ) ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺠﺪ ﻭﻛﻨﻴﺴﺔ ﻭﻣﻌﺒﺪ( ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ
ﻭﺍﺣﺪ؛ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺪﻳﻦ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻏﻴﺮ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺇﻧﻜﺎﺭ ﻇﻬﻮﺭﻩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ، ﻭﺩﻋﻮﺓ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺛﻼﺛﺔ، ﻷﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﺑﺄﻱ ﻣﻨﻬﺎ،
ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺘﺴﺎﻭﻱ، ﻭﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﺳﺦ ﻟﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ
ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻪ ﻛﻔﺮ ﻭﺿﻼﻝ؛ ﻷﻧﻪ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﺓ ﻭﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ ﺗﺤﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻦ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ .
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ) ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ( ﻭﺃﻥ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓ
ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ :
ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﻵﻳﺔ 85 } ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﺒْﺘَﻎِ ﻏَﻴْﺮَ ﺍﻟْﺈِﺳْﻠَﺎﻡِ ﺩِﻳﻨًﺎ ﻓَﻠَﻦْ ﻳُﻘْﺒَﻞَ ﻣِﻨْﻪُ ﻭَﻫُﻮَ ﻓِﻲ
ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺨَﺎﺳِﺮِﻳﻦَ{ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺑﻴﻮﺕ ﻳﻜﻔﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺃﻫﻠﻪ،
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ /22) :(162
)ﻟﻴﺴﺖ – ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ – ﺑﻴﻮﺗﺎ ﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﺑﻴﻮﺕ ﻳﻜﻔﺮ
ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﺎﻟﺒﻴﻮﺕ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻓﻬﻲ ﺑﻴﻮﺕ
ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ
ﻋﺎﺷﺮﺍ : ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ : ﺃﻥ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺑﻌﺎﻣﺔ، ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺨﺎﺻﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺑﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ
ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺣﺴﻦ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ
ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻗﻨﺎﻋﺘﻬﻢ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺩﺧﻮﻟﻬﻢ ﻓﻴﻪ، ﺃﻭ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺠﺔ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻴﻬﻠﻚ ﻣﻦ ﻫﻠﻚ ﻋﻦ ﺑﻴﻨﺔ ﻭﻳﺤﻴﺎ ﻣﻦ ﺣﻲ ﻋﻦ ﺑﻴﻨﺔ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ
ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﻵﻳﺔ } 64ﻗُﻞْ ﻳَﺎ ﺃَﻫْﻞَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﺗَﻌَﺎﻟَﻮْﺍ ﺇِﻟَﻰ ﻛَﻠِﻤَﺔٍ ﺳَﻮَﺍﺀٍ ﺑَﻴْﻨَﻨَﺎ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﺃَﻟَّﺎ ﻧَﻌْﺒُﺪَ ﺇِﻟَّﺎ
ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻟَﺎ ﻧُﺸْﺮِﻙَ ﺑِﻪِ ﺷَﻴْﺌًﺎ ﻭَﻟَﺎ ﻳَﺘَّﺨِﺬَ ﺑَﻌْﻀُﻨَﺎ ﺑَﻌْﻀًﺎ ﺃَﺭْﺑَﺎﺑًﺎ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻥِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﺈِﻥْ ﺗَﻮَﻟَّﻮْﺍ ﻓَﻘُﻮﻟُﻮﺍ
ﺍﺷْﻬَﺪُﻭﺍ ﺑِﺄَﻧَّﺎ ﻣُﺴْﻠِﻤُﻮﻥَ{ ﺃﻣﺎ ﻣﺠﺎﺩﻟﺘﻬﻢ ﻭﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻣﺤﺎﻭﺭﺗﻬﻢ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻋﻨﺪ
ﺭﻏﺒﺎﺗﻬﻢ، ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ، ﻭﻧﻘﺾ ﻋﺮﻯ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻣﻌﺎﻗﺪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻬﺬﺍ ﺑﺎﻃﻞ ﻳﺄﺑﺎﻩ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺼﻔﻮﻥ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ
ﺍﻵﻳﺔ } 49 ﻭَﺍﺣْﺬَﺭْﻫُﻢْ ﺃَﻥْ ﻳَﻔْﺘِﻨُﻮﻙَ ﻋَﻦْ ﺑَﻌْﺾِ ﻣَﺎ ﺃَﻧْﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺇِﻟَﻴْﻚَ .{
ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺇﺫ ﺗﻘﺮﺭ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺗﺒﻴﻨﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻮﺻﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌﺎﻣﺔ، ﻭﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻪ، ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺩﻋﺎﺗﻪ، ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺃﻫﻠﻪ، ﻭﺗﺤﺬﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺔ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ) : ﻭﺣﺪﺓ
ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ(، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺣﺒﺎﺋﻠﻬﺎ، ﻭﻧﻌﻴﺬ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺟﻠﺐ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺗﺮﻭﻳﺠﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ .
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺬﻧﺎ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ
ﻣﻀﻼﺕ ﺍﻟﻔﺘﻦ، ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻫﺪﺍﺓ ﻣﻬﺘﺪﻳﻦ، ﺣﻤﺎﺓ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻯ ﻭﻧﻮﺭ ﻣﻦ ﺭﺑﻨﺎ
ﺣﺘﻰ ﻧﻠﻘﺎﻩ ﻭﻫﻮ ﺭﺍﺽ ﻋﻨﺎ . ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ
ﻭﺳﻠﻢ .
ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ
] ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻓﺘﺎﺀ / ) ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺭﻗﻢ : 12 ، ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺭﻗﻢ :
(275 / ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺭﻗﻢ ) 19402 (
بارك الله فيك
طرح قيم
بارك الله فيك اختى