كيف يمكن أن يؤثر العمر على خصوبتك وصحة طفلك؟؟؟ 2024.

الجيريا

  • تقدّم السنّ لدى الآباء
  • السنّ والخصوبة
  • السنّ وصحة طفلك
  • متلازمة داون المنغولية وغيرها من الحالات الطبية
  • ما الذي يمكنك القيام به؟

تقدّم السنّ لدى الآباء

يؤخر البعض منا بدء الحياة الأسرية إلى وقت لاحق، وأصبح مألوفاً بشكل متزايد مشهد الآباء الذين تلمع على رؤوسهم خصل الشعر الفضية وهم يرتدون بفخر حمّالة الطفل. بينما ينتهي سنّ الإنجاب لدى المرأة مع انقطاع الطمث، يستطيع الرجال إنجاب أطفال وهم في عمر الخمسين والستين والسبعين، ويمكن ملاحظة الأمر لدى عدد من المشاهير.

السنّ والخصوبة

على مدى سنوات، تمّ الاعتقاد بأن خصوبة الرجل تبقى كما هي من سنّ البلوغ وحتى الموت. مع ذلك، يبدو أن لدى الرجال، كما هو الحال لدى النساء، ساعة بيولوجية تعدّ سنوات الإنجاب لديهم عداً تنازلياً. على الرغم من أن الرجال في سنّ السبعين أو حتى الثمانين يستطيعون إنجاب أطفال، لكن على الأرجح يستغرق الرجل في هذا العمر سنوات وليس أشهراً ليجعل زوجته حاملاً.

كلما كبر سنّ الرجال، تصبح الخصيتان أصغر حجماً وأكثر طراوة ويقل حجم وشكل وقدرة حيواناتهم المنوية على الحركة. وهذا يصعّب على الحيوانات المنوية تخصيب البويضة. وجدت دراسة تمّ نشرها في العام 2024 عن الأزواج الذين ينجحون في إنجاب طفل، أن احتمال استغراق الزوجين أكثر من سنة لحدوث حمل يصل إلى حوالي 8% عند الرجل دون سنّ 25 عاماً، ولكن يتضاعف الاحتمال إلى نحو 15% عند الرجل في سنّ 35 عاماً فما فوق. كما تقلّ فرص الحمل خلال سنة واحدة لدى المرأة التي يكبرها زوجها بخمس سنوات على الأقل مقارنة بالمرأة من نفس عمر زوجها، بغض النظر عن عمرها. ويعتقد أن احتمالات الحمل خلال سنة من المحاولة تقل بنسبة 3% لكل سنة يزيدها الرجل فوق سنّ 24 عاماً.

هذه التغيرات ليست مفاجئة أو ملحوظة مثل انقطاع الطمث لدى الإناث، لكنها تحدث تدريجياً مع مرور الوقت. يمكن أن تتدهور نوعية الحيوانات المنوية لدى بعض الأشخاص ببطء مع مرور الزمن أكثر من غيرهم. قد يصاب الرجال كبار السنّ بحالات طبية، مثل مرض السكري والذي يؤثر على رغبتهم الجنسية أو قدرتهم على الانتصاب. لكن لا تستسلم لأن هذه المشاكل لا تصيب جميع الرجال، لا سيما إذا كانوا يحافظون على صحتهم ولياقتهم البدنية.

السنّ وصحة طفلك

لا يقتصر تأثير العمر على انخفاض شكل وحجم الحيوانات المنوية وقدرتها على الحركة. توجد أدلة متزايدة على تضاعف احتمال حدوث تشوهات جينية وغيرها من المشاكل الصحية طويلة المدى لدى أبناء الآباء الأكبر سناً لأن عدد الحيوانات المنوية ذات الطفرات في الحمض النووي أكثر لدى الرجال الأكبر سناً. ينتج كل من الرجال الأصغر والأكبر سناً حيوانات منوية تالفة أو غير سليمة، ولكن عادة ما تقوم عملية تسمى الموت المُبرمج للخلايا بإزالة أي حيوان منوي معيب. وقد وجدت دراسة تم نشرها في العام 2024 أن عملية موت الخلايا المبرمج لا تتم بكفاءة لدى الرجال الأكبر سناً وأن نسبة الحيوانات المنوية المتضررة في السائل المنوي لدى الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 36 و57 سنة أعلى مقارنة بما بالرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عاماً.

متلازمة داون المنغولية وغيرها من الحالات الطبية

ثبتت زيادة احتمالات إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون المنغولية لدى النساء الكبيرات نسبياً في السنّ. لكن اكتشفت دراسة كبيرة أجريت في نيويورك بين الأمهات في عمر 40 عاماً أو أكثر، أن 50% من فرص الإصابة بمتلازمة داون المنغولية سببه تقدم سنّ الأب. وقد أكدت دراسات أوسع وجود زيادة طفيفة في احتمال الإصابة بتشوهات خلقية، مثل متلازمة داون المنغولية، كلما زاد عمر الأب. مع ذلك، وجد المشرفون على الدراسة الأوسع، والتي شملت 77514 طفلاً يعانون من تشوهات خلقية في كندا، أن العلاقة بين العيوب الخلقية وعمر الأب ضعيفة بشكل عام.

تشمل الحالات الطبية الأخرى التي تمّ ربطها بعمر الأب الودانة، وهي نوع من التقزّم، ومتلازمة مارفان، وهي حالة تؤثر على الأوعية الدموية القلبية التي ترتبط بطول غير طبيعي في الأطراف وخاصة أصابع اليدين والقدمين. على الرغم من ذلك، تعتبر هذه الحالات نادرة جداً حتى بالنسبة للآباء الكبار في السنّ، كما أن احتمال إنجاب طفل مصاب يعتبر ضئيلاً للغاية.

كما وجدت علاقة بين سنّ الأب ومشاكل صحية طويلة المدى، مثل سرطان الدم في مرحلة الطفولة وانفصام الشخصية. بينما يرتبط سرطان الدم في مرحلة الطفولة بقوة بسنّ الأمهات والعوامل البيئية أيضاً، يظهر انفصام الشخصية لدى الأطفال من الآباء الأكبر سناً حتى مع عدم وجود تاريخ عائلي سابق. بما أن البحوث في هذا المجال في تزايد، يجب أن يتضح ما إذا كانت هذه الارتباطات ترجع إلى طفرات الحمض النووي للحيوانات المنوية لدى الآباء الأكبر سناً أو إلى عوامل مؤثرة أخرى.

ما الذي يمكنك القيام به؟

كانت تلك الأخبار السيئة، والآن نأتي إلى الجيدة. هناك الكثير مما يمكنك القيام به للعناية بنفسك والمحافظة على خصوبتك وقدرتك على الجماع في أحسن حال. بدايةً، يمكنك الالتزام بحمية غذائية أي ريجيم أو دايت تناسب وضعك الصحي. يتناسب حجم خصر الرجل طردياً مع مستوى هرمون التستوستيرون لديه. تعمل جميع الخلايا الدهنية على تكسير التستوستيرون، لكن تعتبر دهون البطن الأسرع في تدمير التستوستيرون. لذا كلما زاد قياس محيط خصر الرجل، كلما انخفض مستوى هرمون التستوستيرون لديه. لا يتعلق الأمر فقط بسنّك، فقد خلُصت دراسة حديثة إلى أن زيادة 4-5 نقاط إضافية على مؤشر كتلة الجسم يمكن أن تقلل من مستويات هرمون التستوستيرون لتعادل مستوى الهرمون لدى رجل يكبرك بعشر سنوات. يعتبر قياس الخصر الذي يصل إلى 102 سنتيمتراً أو أكثر عاملاً إضافياً محتملاً للإصابة بأمراض القلب لدى الرجال. تبطئ أمراض القلب تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم، بما فيها العضو الذكري.

قد ترغب أيضاً بإعادة النظر في جوانب أخرى من نمط حياتك والتي يمكن أن تؤثر على خصوبتك. فكر في "التحدث" مع طبيبك. تشمل الأسباب الشائعة لعقم الذكور انسداد قنوات القذف وتوسّع أوردة الصفن أو ما ويعرف بدوالي الخصية. جميع هذه الحالات قابلة للعلاج. (اقرأ المزيد عن أسباب العقم.)

أخيراً، اطمئن لأن معظم الأجزاء ستظل خصبة وتؤدي وظيفتها حتى عمر الـ60 وما بعدها، بينما قد تنخفض خصوبة الذكور تدريجياً مع السنين. يعتبر هذا الوضع مسألة كبيرة مقارنة مع التراجع السريع لخصوبة المرأة بعد سن الـ35.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.