فاحت نفحات الشهر الفضيل 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

فاحت نسمات عبير شهر رمضان المبارك, وازدادت نفوس المؤمنين شوقًا للقاء الضيف الكريم, والزائر الصاحب الحميم,
وقد هتفت له قلوب الموحدين طربًا وحنين, كيف لا؟! والصادق الصدوق (صلى الله عيه وسلم) يقول: "إذا
جاء رمضان فتحت أبواب الجنة, وغلقت أبواب النار, وصفدت الشياطين" (رواه مسلم).

لذا ما أحوجنا أن نحسن استقبال هذا الشهر الكريم أحسن استقبال, لننال به رضا الرحمن, فندخل الجنان, وننجو من
النيران, ونقهر الشيطان, وإن من خير ما يستقبل به شهر رمضان المبارك ما يلي:
أولًا/ التوبة النصوح:

فالتوبة واجبة من كل ذنب صغير أو كبير, وهي عون – بعد الله تعالى – على فعل الطاعات, ومزيد القربات, ودوام
الصلة برب الأرض والسماوات, قال تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
(النور:31), وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا﴾
(التحريم:8), وقال رسول الله (صلى الله عيه وسلم): "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار,
ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل, حتى تطلع الشمس من مغربها" (رواه مسلم).

وقد سئل الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عن التوبة, فقال: يجمعها ستة أشياء: "على الماضي من الذنوب
الندامة, والفرائض الإعادة, ورد المظالم, واستحلال الخصوم, وأن تعزم على ألا تعود, وأن تربي نفسك في طاعة
الله كما ربيتها في المعصية".

ثانيًا/ العزم على اغتنام أوقات رمضان:

لا شك أن شهر رمضان المبارك فرصة لا يسع المسلم إلا أن يجتهد في اغتنامها, وأن يبذل وسعه وجهده
في ذلك, فهو منة امتن بها الله تعالى على عباده المؤمنين ليضاعف حسناتهم, ويكفر عن سيئاتهم,
ويرفع درجاتهم, ولأجل ذلك ﴿فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُون﴾ (المطففين:26).
ومما يجدر الاهتمام به والمحافظة عليه في شهر رمضان ما يلي:
1- الإكثار من تلاوة القرآن الكريم, فتلاوته في رمضان من أعظم القربات, قال تعالى:

شَهْرُ ﴿رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ …﴾ (البقرة:26).

2- الإكثار من الصلاة والقيام، ففيه ثواب عظيم، قال رسول الله (صلى الله عيه وسلم):
"من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه).

3- المحافظة على أذكار الصباح والمساء, قال تعالى:
﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ (الأحزاب:35).

4- كثرة الإنفاق في وجوه الخير المتعددة, فإن النبي (صلى الله عيه وسلم) كان أجود
بالخير من الريح المرسلة, وكان أجود ما يكون في رمضان, فلا يحقرن أحدكم من المعروف شيئًا,
قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ (سبأ:39).

5- صلة الأرحام, قال تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ
وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ (محمد:22-23).

6- الإكثار من الدعاء في كل الأوقات, قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي
فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (البقرة:186).

وأخيرًا:

نسأل الله الكريم أن يبلغنا رمضان, وأن يسعدنا فيه بالطاعات والقربات, وأن يعيننا على ذكره
وشكره وحسن عبادته, وأن يدخلنا الجنة من باب الريان,,, آمين.
__________________

مشهدات 44 ولا رد لعقوبة العام الجاى انشاء الله نتفكر ونفكركم باه تردوا على موضوع شكرا على كل حال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.