بدء خلق السماوات والأرض ونظرية الانفجار العظيم . 2024.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته …
بدء خلق السماوات والأرض ونظرية الانفجار العظيم:
تعتبر نظرية الانفجار العظيم إحدى النظريات الكونية التي تتحدث عن كيفية نشأة الكون, و تعتبر هذه النظرية حتى وقتنا الحالي من الحقائق العلمية في علم الفلك والفيزياء.

– في عام سبعة وعشرين وتسع مائة بعد الألف عرض العالم البلجيكي: "جورج لو ميتر" (George Le Maitre) نظرية الانفجار العظيم (Big Bang)، والتي تقول بأن الكون كان في بدء نشأته كتلة غازية عظيمة الكثافة واللمعان والحرارة أسماها البيضة الكونية.
ثم حصل في هذه الكتلة، بتأثير الضغط الهائل المنبثق من شدة حرارتها، انفجار عظيم فتتها وقذفها مع أجزائها في كل اتجاه فتكونت مع مرور الوقت الكواكب والنجوم والمجرات.

– في سنة تسع وثمانين وتسع مائة وألف أرسلت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" (NASA) قمرها الاصطناعي Cobe explorer والذي أرسل بعد ثلاث سنوات معلومات دقيقة تؤكد نظرية الانفجار العظيم وما التقطه كل من بنزياس وويلسون. وكان الكون يشغل حجماً ضئيلاً جداً وبسبب الانفجار العظيم أدى إلى استمرار الاندفاع للمادة وتمدد الكون وتوسعه وهو إلى الأن في عملية تمدد وتوسع, ويقدر عمر الكون بأنه بدأ قبل حوالي (13.7) مليار سنة .

أما بدء خلق الكون كما جاء في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف فهو كما يلي:
يقول الله تعالى:( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرض كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ {21/30} .
وتفسير الآية الكريمة هو أن السماوات والأرض كانتا ملتحمتين في رتق واحد، وتم فصلهما في عملية فتق وأن جميع مخلوقات الله الحية التي خلقها سبحانه وتعالى هي من الماء.
وفي الحديث النبوي الشريف يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية خلق السماوات والأرض قائلا":(إنَّ اللَّهَ تعالى كانَ عرشُهُ علَى الماءِ ولم يخلُقْ شيئًا قبلَ الماءِ ، فلمَّا أرادَ أن يخلُقَ الخلقَ أخرجَ منَ الماءِ دخانًا فارتفعَ ، ثمَّ أيبَسَ الماءَ فجعلَهُ أرضًا ، ثمَّ فتقَها فجعَلَها سبعَ أرضينَ ، إلى أن قال : فلمَّا فرغَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ مِن خلقِ ما أحبَّ استَوَى علَى العرشِ).الراوي: بعض أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني – المصدر: مختصر العلو – الصفحة أو الرقم: 54,خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد.
وعن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه قال حينَ سُئِل : أينَ كان ربُّنا عزَّ وجلَّ قبلَ أن يخلقَ خلقَه ؟ قال : كان في عماءٍ ، ما تحتَه هواءٌ ، وما فوقَه هواءٌ ، ثم خلق عرشَه على الماءِ. الراوي: أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر المحدث: ابن جرير الطبري – المصدر: تاريخ الطبري – الصفحة أو الرقم: 1/40,خلاصة حكم المحدث: صحيح

وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه: قلتُ : يا رسولَ اللهِ أخبرني عن كل شيٍء ، قال : كل شيٍء خُلِقَ من الماء. الراوي: أبو ميمونة الفارسي المدني المحدث: ابن حجر العسقلاني – المصدر: فتح الباري لابن حجر – الصفحة أو الرقم: 5/36,خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.
إلا أن أغلب علماء الأمة المسلمين المعاصرين ذهبوا لتفسير الآية الكريمة بما جاء وفق نظرية الانفجار العظيم وقالوا إن نظرية الانفجار العظيم هي معجزة علمية لتفسير الآية الكريمة أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرض كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ {21/30} .

ولكن هناك تناقص واضح بين نظرية الانفجار العظيم وبين الآية الكريمة في عدة نقاط أساسية وهي:
1"- في نظرية الانفجار العظيم تقول إن الكون بدء خلقه منذ أكثر من ثلاثة عشر مليار سنة وأن الأرض خلقت منذ (أربع مليارات ونصف) سنة في حين في الآية والأحاديث التي ذكرناها سابقا" إن السماوات والأرض خلقت معا"( أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرض كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ).

2"- في نظرية الانفجار العظيم لم تستطع معرفة ماهي المادة التي حصلت فيها عملية الفتق, في حين الآية والأحاديث التي ذكرناها سابقا" إن السماوات والأرض خلقت من الماء,( فكم من عدد سنين قادمة يحتاجها علماء الفلك وغيرهم لا ثبات أن الكون كله أصله ماء!!!).

3"- إن نظرية الانفجار العظيم تقول بأن الكتلة التي بدأت فيها الانفجار كان بحجم البيضة أو أصغر منها بكثير, في حين يقول علماء الفيزياء اذا ضغطنا الكرة الأرضية بحيث لا يوجد أي فراغ وكل ذرة لامسة الذرة سنحصل على كرة حجمها سنتيمترين مكعبين, فما بالك بأن مجرتنا فقط تحتوي على ما يقرب من 100 بليون نجم ولا تعتبر شمسنا أكبر هذه النجوم أو أصغرها , بل تعد وسطا بينهما . فهناك من النجوم ما يفوق حجمه حجم شمسنا مئات الاف المرات , وهو ما يطلق عليه إس النجوم العمالقة giant stars . فكيف يكون حجم كل هذه الكواكب والنجوم وبقية المجرات اذا ضغطت بحجم البيضة أو أصغر فالأرض لوحدها اذا ضغطت حجمها سنتيمترين مكعبين!!!.

4"- إن نظرية الانفجار العظيم انطلقت بالعودة إلى الوراء عن طريق الرجوع بالزمن إلى الوراء، فالمرصود هو فقط تباعد المجرات عن بعضها البعض، وبالتالي النجم الذي يبعد عنا مليارات السنين الضوئية ,كم هو حجمه قبل الانفجار العظيم وما هو حجمه الآن , أي بعد مرور مليارات السنين الضوئية ,لآنه عندما نقول الآن فالنجم يكون قد قطع مدة زمنية يستغرقها ضوؤه ليصل الينا ,أي إن الكون يتمدد ويتسع فهل حجم الكواكب يتمدد ويتسع وان كان كذلك كما تقول نظرية الانفجار العظيم(ان الانفجار العظيم بدء بانفجار جسم أصغر من البضة) فان حجم الارض حسب نظرية الانفجار العظيم عند لحظة الانفجار العظيم كان لا يرى بأقوى المجاهر الالكترونية بالنسبة لحجم الكون.

5"- نظرية الانفجار العظيم تجهل مإذا كان قبل خلق السماوات والأرض أي قبل الانفجار العظيم , في حين الأحاديث التي ذكرناها سابقا" أن قبل خلق السماوات والأرض كان الماء موجودا" وكان عرش الرحمن على الماء يقول تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إلا سِحْرٌ مُّبِينٌ {11/7}.
ومنذ أقل من سنتين فقط أعلن علماء الفلك عن اكتشاف ما وصفوه بمستودع مياه عذبة يسبح في الفضاء الحر، ويحتوي على كميات مياه تفوق ما يحتويه كوكب الأرض من مياه في المحيطات والبحار والأنهار بـ مائة وأربعين ترليون مرة, وأشار العلماء إلى أن هذه المياه بعيدة للغاية عن كوكب الأرض حتى بمقاييس الفضاء، إذ تبلغ المسافة الفاصلة بين هذا المستودع وكوكبنا اثني عشر مليار سنة ضوئية.
وأنا لا أريد أن أقول ان هذا الماء الذي اكتشفه علماء الفلك هو الماء الذي عليه عرش الرحمن ما عاذ الله فالله تعالى وجل وسع كرسيه السماوات والأرض: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {42/11},وانما هذا الاكتشاف يؤكد بأن أصل الكون خلق من الماء وهذا يتطابق ما جاء في الآية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرناها أنفا".

6"- نظرية الانفجار العظيم تجهل مَن الذي أحدث الانفجار؟ وكيف يمكن لانفجار عشوائي أن يخلق كوناً منظماً بهذه الدقة الفائقة؟ يقول الله تعالى : (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ {6/1},وكلمة انفجار تعني تدمير وفوضى وليسا بناء بدقة لا متناهية.
ولذلك استأنس بعض علماؤنا الإعجازيون اليوم بهذه النظرية على الرغم من عيوبها لأنها أفضل الموجود, ويدعي بعض العلماء الإعجازيون اليوم أن نظرية الانفجار العظيم قد ذكرت في القرآن, فهؤلاء العلماء تمسكوا بعبارة ( كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا )في القرآن الكريم وقالوا هذا يتطابق مع نظرية الانفجار العظيم.

لقد بنى هؤلاء العلماء الإعجازيون افتراضاتهم وتفسيرهم لكتاب الله بما جاء به الملحدون بالله ,فالقرآن هو الحقيقة المطلقة التي لا تتغير لأنه من عند الله الخالق عز وجل ,فلا ينبغي لأحد من البشر أن يأتي بنظريات البشر لكي نجعله مطابقا" لما جاء في كتاب خالق البشر بل على العكس يجب أن نأخذ من القرآن ونعمل على معرفته واثباته.

موضوع منقول للافادة …

الجيريا

كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا
لو رجعوا لتفاسير السلف الصالح لأدركوا المعنى الصحيح للاية
الكفار فسروا الكثير بأهوائهم واتبعهم بعض المسلمين والعجب أنهم لماتراجعوا تبعوهم أيضا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لودخلوا جحر ضب لدخلتموه
كذلك نظرية داروين التي تقول أن أصل الإنسان قرد واتبعهم بعض المسلمين وهم يعلمون أن أصلنا أبناء آدم عليه السلام والقصة في سورة البقرة والمائدة …لانملك إلا أن نقول اللهم ردنا إلى هذا الدين ردا جميلا وأصلح فساد قلوبنا وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.