القمل: تعريفه ،أسبابه،طرق الوقاية والتخلص منه. 2024.

الجيريا

تعتبر المدرسة بيئة مثالية لإنتقال العدوى والأمراض بين الأطفال، الذين يعودون إلى منازلهم جالبين معهم شتى أنواع الزوار غير المرحب بهم، من فيروسات وجراثيم وحشرات صغيرة جدّاً تسمى القمل.
إليك مجموعة من الأسئلة والأجوبة المتعلقة بالقمل وعلاجه والوقاية منه:
يصاب نحو ستة ملايين طفل بالقمل سنوياً. لكن هذه الحشرات الصغيرة ليست خطيرة، ويمكن القضاء عليها بسهولة في حال تم إتخاذ الإجراءات المناسبة والصحيحة. وعلى الرغم من صغر حجم هذه الحشرات، إلاّ أنها تثير هلعاً كبيراً في نفوس الأهل. لا يمكن نفي هذا الشعور بالرعب والمهانة، عندما يلاحظ الأهل أن طفلهم يشكو حكة في رأسه، أو عندما يتلقون ملاحظة من المدرسة تفيد بتفشي حالة القمل فيها. ثمّة وسائل كثيرة للوقاية وللقضاء على هذه العدوى. من هذا العدو الخفي الذي يستعمر فروة رأس الطفل؟

القمل عبارة عن حشرات صغيرة جدّاً، تتكاثر وتعيش في فروة رأس الطفل. في البداية، تضع بيوضها التي تعرف باسم الصيبان على جذع الشعرة، بالقرب من جلدة الرأس. تتميز هذه الصيبان بصغر حجمها ولونها الأبيض أو الأصفر الشبيه بلون قشرة الشعر، ما يصعب رؤيتها والتعرف إليها. تحتاج بيضة القمل إلى نحو أسبوع لتفقس، حيث تخرج منها حشرة صغيرة لا تلبث أن يكبر حجمها ليبلغ حجم حبة السمسم. تقتات هذه الحشرة على دم الإنسان، وتبقى حية في فروة الرأس مدة 30 يوماً.
– لماذا يصاب الأطفال أكثر من الكبار بالقمل؟
على الرغم من أن جميع الفئات العمرية معرضة للإصابة بالقمل، إلاّ أن أغلبية حالات إنتشار القمل تطول الأطفال الذين يرتادون المدارس، إذ يكثر الإحتكاك المباشر بينهم، إضافة إلى أنهم غالباً ما يستعيرون قبعات غيرهم، أو يستخدمون فرشاة شعر واحدة أو يتبادلون سماعات الرأس، وهي جميعها أدوات تنقل القمل. المعروف أنّ القمل لا يستطيع أن يطير أو أن يقفز من رأس إلى آخر، لأنّه لا يملك أجنحة. لكنه قادر على الزحف بفضل أرجله الست، ذات المخالب القوية ما يمكنه من التمسك بشعرة الرأس حتى أثناء الحمام. ينتشر القمل بين الفتيات أكثر من الأولاد، لأن أغلبية الفتيات يطلن شعورهنّ، ما يسهل على القمل الزحف إلى رؤوسهنّ بسهولة.
– ما مؤشرات إصابة الطفل بالقمل؟

أحياناً، قد يشعر الطفل بشيء ما يسير في رأسه، لكن في أغلبية الأوقات فإنّ الرغبة القوية في الحك وهرش فروة الرأس تكون الدليل الأكيد على وجود القمل. في حال، أبلغت إدارة المدرسة أولياء الأمور بوجود حالة تفشي القمل بين الطلاب، وجب عندها فحص فروة الرأس، وشعر الطفل، عن كثب مرّتين في الأسبوع، بحثاً عن الصيبان المتعلقة بجذور الشعر وليس عن الحشرة البالغة التي يصعب رؤيتها نظراً إلى سرعة إنتقالها. يجب عدم إنتظار قيام الطفل بحك فروة رأسه، لأن ذلك يعني أنّه قد أصيب منذ أشهر، فالحكة هي رد فعل الجسم على لعاب حشرة القمل. أحياناً كثيرة، يكون الأهل غير متأكدين من إصابة طفلهم بالقمل ما يستدعي إستشارة طبيب الأطفال.
– كيف يمكن التخلص من القمل؟
يجب التوضيح أوّلاً بأنّ القمل لا يحب العيش في الشعر المتسخ، لأنّه لا يستطيع أن يتعلق بالشعرة المدهنة، ما يدحض مقولة أنّ الطفل المصاب بالقمل هو غير نظيف ولا يغسل شعره ويعيش في بيت وسخ. من أجل القضاء على القمل، يمكن شراء دواء مضاد للقمل من الصيدلية، إذ لا يحتاج إلى وصفة طبية لإستخدامه، لكونه دواء آمناً. لكن، يجب الحرص على إتباع إرشادات الإستخدام حرفياً. لا ينصح بإستخدام الأدوية المضادة للقمل في علاج الأطفال تحت سن السنتين، وعلى الرغم من أن إصابة الأطفال الرضع بالقمل من الأمور المستبعدة، وجب في حال الشك، عرضهم على طبيب أطفال ليختار العلاج الأفضل لهم. يشدد الأطباء على ضرورة الإلتزام باتباع إرشادات إستخدام الدواء. تستطيع بعض البيوض العيش والتفقيس مهما حرصت الأُم على علاج شعر الطفل. من هنا وجب أحياناً إعادة وضع الدواء.
– كيف يمكن تنظيف المنزل من حشرات القمل؟
عندما يصاب أحد أفراد الأسرة بالقمل، يجب المسارعة إلى غسل جميع الملابس وأغطية الأسرة بالماء الساخن، ثمّ القيام بتنظيف المنزل بأكمله، من السجاد إلى الكنبات والكراسي، بواسطة المكنسة الكهربائية، لأنّها أفضل طريقة للتخلص من القمل العالق بالشعرة الساقطة. في حال عدم التمكن من تنظيف بعض الأشياء، وجب وضعها في كيس خاص، وتركها معزولة مدة أسبوعين . كذلك، يجب معالجة باقي أفراد الأسرة المصابين بالقمل، والإمتناع عن إستخدام الدواء كتدبير وقائي أي قبل حصول الإصابة.
– متى يجب السماح للطفل بالعودة إلى المدرسة؟
في حال تمكنت الأُم من معالجة الإصابة فوراً وبشكل فعال، بمعنى أن تكون قد قضت على كل القمل الحي، يمكن عندها إرسال الطفل إلى المدرسة في اليوم التالي للإصابة. لكن، يفضل دوماً الإستعلام عن القوانين التي تتبعها إدارات المدارس في حالات الإصابة بالقمل، فهناك بعض الإدارات تمنع عودة الطالب إلى حين القضاء على كل الصيبان في رأسه.
– طرق الوقاية:
يحمل كل يوم جديد يمضيه الطفل في المدرسة، فرصة لإصابته بالقمل، وهذا ما يحتم فحص رأس الطفل كل ثلاثة أيام بحثاً عن الصيبان. ويعتبر الفحص الدوري والمنتظم لشعر الطفل ضرورياً لإكتشاف الصئبان التي لم يتم رؤيتها من قبل. كذلك يجب إفهام الطفل وتعليمه عدم مشاركة قبعاته وفرشاة شعره وغيرها من إكسسوارات الشعر مع الآخرين. يفضل أيضاً ربط شعر الفتيات إذا كان طويلاً، قبل توجههنّ إلى المدرسة كي تتضاءل فرص إصابتهنّ بالقمل. ولعل أهم خطوة على الطفل أن يتبعها هي الحرص على عدم الإقتراب كثيراً من رؤوس الأطفال الآخرين.
القمل:
– تبلغ انثى القمل في خلال 7 إلى 10 أيام فقط، وقد تبيض نحو 8 بيضات في اليوم الواحد. يفقس هذا البيض في خلال 7 إلى 10 أيّام أخرى، لتتكرر الدورة الحياتية للقمل.
– تعيش تلك الحشرات ثلاثين يوماً إلا أنها تهلك في غضون 24 ساعة في حال لم تتمكن من الحصول على غذائها اليومي وهو دم الإنسان.
– لا يمكن للحيوانات أن تصاب بالقمل، لأنّ هذه الأخيرة تقتات فقط على دم الإنسان.
– لا يمكن للقمل أن يقفز من رأس إلى آخر لأنّه لا يملك أجنحة، لكنه يتميز بسرعته الهائلة في الإنتقال بواسطة الملابس والأدوات الخاصة بالشعر من رأس إلى آخر.
– عندما يصاب الطفل بالقمل فثمة إحتمال كبير بأن يصاب الأهل بالقمل أيضاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.