التوحيد الخالص 2024.

الجيريا


إن أساس الإصلاح الإسلامي هو التوحيد الخالص لله (تعالى)، فهو الذي يرتقي بالإنسان المكان اللائق به، وهو الذي ينقذه من رق العبودية لغير الله، ويحرره من استعباد الإنسان، ومن استعباد الخرافة والأهواء..
وهو الذي ينقذه من المحتالين الدجالين أحبار السوء الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، وإذا لم يتعبد الإنسان لله تعالى فسوف يقع في الوثنية – لا محالة – بشتى صورها وأشكالها؛ فإن الإنسان كما جاء في الحديث (حارثٌ وهمّام)، فلا بد أن يمتلئ بشيء، فإذا لم تكن العبودية لله فهي لغيره مهما تظاهر بأنه حر، فالعبودية هي عبودية القلب كما يقول ابن تيمية رحمه الله، فمن ركض وراء الشهوات فهو الأسير المملوك، ولو كان حاكماً يستعبد الناس.
التوحيد الخالص لله تعالى هو الذي يجعل المسلم شخصية تستعصي على الطغيان، ولا تخضع للملأ أو المال، كما استعصى الصحابي الجليل بلال بن رباح حين قالها لملأ قريش: أحد أحد، والتوحيد هو الذي يحفظ الإنسان من الانفلات بلا قيد أو ضابط، كما حُفظت الأفلاك بالجاذبية.
التوحيد الخالص لله تعالى هو الذي أنقذ العرب من وهدة النسيان والخمول، وجعلهم أمة تحمل رسالة وتشعر بالمسؤولية، وتحول العربي إلى إنسان لا تأسره الأوهام والتقاليد، ولا القبيلة والعشيرة، ولا الإقليمية والقومية.
إن من أصعب الأشياء على الإنسان الذي يحب الفساد في الأرض أن يسمع كلمة التوحيد [ أَجَعَلَ الآلِهَةَ إلَهاً وَاحِداً إنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ][ص: 5] وكأنهم يقولون: كيف يكون إله واحد ينظر في أمر الجميع ؟ [ وَإذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ… ][الزمر: 45]..
وقد خشي فرعون من هذا التوحيد الذي جاء به موسى عليه السلام فقال: [ إنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ… ][غافر: 26]

والدين هنا يعني الحكم، وكأنه يقول: إن هذا النبي الذي جاء بالتوحيد خطير جدّاً؛ لأنه سيذهب بملككم وسيادتكم وطريقتكم في العيش.
فلا مانع عند الطغاة أن يكون الدين حركة ثقافية أو حضارية تتكلم عن الزخرفة الإسلامية أو العمارة الإسلامية، وتذكر ما أنتجه العلماء القدامى في الطب، والهندسة، وعلم الفلك، ولا مانع من تشجيع الطرق الصوفية التي تربط الفرد بالشيخ والولي والأقطاب والأوتاد وما هنالك من خيالات وخرافات.
ومن المؤسف أن بعض الذين يوسمون أنفسهم بأنهم ( مثقفون )، أو بعض من دخلت في قلوبهم شبه ( علم الكلام ) يأنفون من هذا التوحيد، فلا يدرسونه ولا يُدرّسونه؛ لأن هذا عندهم أقرب أن يكون للعوام !، أما هم فلا بد أن يخوضوا في الذات الإلهية، وكيف ولماذا ؟…

ولا بد أن يذكروا أقوال الفلاسفة القدامى والمعاصرين؛ فتراهم يلوكون الكلمات التي لا تقيم حقًّا ولا تهدم باطلاً، والتي هي كلحم جمل غَثّ على رأس جبل وعر، ولا يكتفون بهذا، بل يُنفّرون الناس عن هذا التوحيد باللمز والغمز لأهله الذين يقومون به ويعلمونه الناس.
إذا أردنا النهوض فلا بد أن نرتفع بمستوى الأمة كي تفهم وتمارس التوحيد الخالص، وحتى لا تكون قطيعاً يُنادى من مكان بعيد، وتكون أمة تقوم بواجباتها وتحمل الرسالة.

الجيريا


بارك الله فيك

ﻭﻗﺪ ﺧﺸﻲ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻘﺎﻝ : ] ﺇﻧِّﻲ ﺃَﺧَﺎﻑُ ﺃَﻥ ﻳُﺒَﺪِّﻝَ ﺩِﻳﻨَﻜُﻢْ … ][ﻏﺎﻓﺮ :
[26 ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺧﻄﻴﺮ ﺟﺪّﺍً؛ ﻷﻧﻪ ﺳﻴﺬﻫﺐ ﺑﻤﻠﻜﻜﻢ
ﻭﺳﻴﺎﺩﺗﻜﻢ ﻭﻃﺮﻳﻘﺘﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ.
ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﺧﺮﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ،
ﻭﺗﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﺠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺐ، ﻭﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ، ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﻠﻚ، ﻭﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ
ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﻟﻮﻟﻲ ﻭﺍﻷﻗﻄﺎﺏ ﻭﺍﻷﻭﺗﺎﺩ ﻭﻣﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻻﺕ ﻭﺧﺮﺍﻓﺎﺕ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﺳﻤﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ) ﻣﺜﻘﻔﻮﻥ ( ، ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺷﺒﻪ ) ﻋﻠﻢ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ( ﻳﺄﻧﻔﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻓﻼ ﻳﺪﺭﺳﻮﻧﻪ ﻭﻻ ﻳُﺪﺭّﺳﻮﻧﻪ؛ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻗﺮﺏ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻌﻮﺍﻡ ! ، ﺃﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻼ
ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﻮﺿﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ، ﻭﻛﻴﻒ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ …
ﻭﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮﻭﺍ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ؛ ﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﻳﻠﻮﻛﻮﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﻴﻢ ﺣﻘًّﺎ ﻭﻻ ﺗﻬﺪﻡ ﺑﺎﻃﻼً،
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻛﻠﺤﻢ ﺟﻤﻞ ﻏَﺚّ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺟﺒﻞ ﻭﻋﺮ، ﻭﻻ ﻳﻜﺘﻔﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ، ﺑﻞ ﻳُﻨﻔّﺮﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﺎﻟﻠﻤﺰ ﻭﺍﻟﻐﻤﺰ
ﻷﻫﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﻳﻌﻠﻤﻮﻧﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﺮﺗﻔﻊ ﺑﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﻲ ﺗﻔﻬﻢ ﻭﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ، ﻭﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻄﻴﻌﺎً ﻳُﻨﺎﺩﻯ
ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺃﻣﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻮﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ

وموسى لم يبحث يوما عن كرسي فرعون…وهو فعل اشد العذاب بهم……..

كل ما فعله فرعون……ادعى الربوبية…..ولم يخرج عليه…….لأن همه كان دعوة الناس الى عبادة الله وحده…حتى مكن الله لموسى..ومن معه…..وبعدها…..انتكص بني اسرائيل الا القليل منهم….واصبحوا يجادلون….ويتكبرون على النعم….ويقولون لموسى اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون……ومن قبل كانوا…..يطلبون منه ان يجاهدوا……فهل ظلمه الله ان سلط عليهم فرعون….المستكبر…الطاغوووت….الكاااااافر…… .

جزاك الله خيرا

شكر لمبادرتك الطيبة اختي ذكريات
فعلا كم نحن مقصرات في قراءت الكثير من المواضيع القيمة
كهذا الذي وضعتيه بين ايدينا اليوم
شكرا لصاحبته
بارك الله فيك نعم كم ننحن محتاجين الى هذه المواضيع

مشكورة على حسن اختيار الموضوع
بوركتِ على الطرح المميز
و مشكورة على التذكير
الجيريا
جزاك الله خيرا على ماقدمت اختي
الجيريا
بارك الله فيكي اختي الغاليه
الجيريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.