إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن أنس بن سيرين أنه دخلوا عليه في مرضه فقال اتقوا الله يا معشر الشباب انظروا ممن تأخذون هذه الأحاديث فإنها من دينكم.
و أثر بهز بن أسد أنه قال لو أن لرجل على رجل عشرة دراهم ثم جحده لم يستطع أخذها منه إلا بشاهدين عدلين فدين الله عز وجل أحق أن يؤخذ فيه بالعدول.
في الأثر : دينك دينك إنما هو لحمك و دمك فانظر عمن تأخذ خذ عن الذين استقاموا و لاتأخذ عن الذين مالوا.
قال ابن سيرين : كان في الزمن الأول الناس لايسألون عن الإسناد حتى و قعت الفتنة فلما و قعت الفتنة سألوا عن الإسناد ليحدث حديث أهل السنة و يترك حديث أهل البدعة.
و قال الخطيب : كتب مالك بن أنس إلى محمد بن مطرف : سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله فذكره بطولة… خذه يعني العلم من أهله الذين و رثوه ممن كان قبلهم يقينا بذلك و لاتأخذ كلما تسمع قائلا بقوله فإنه ليس ينبغي أن يؤخذ من كل محدث و لا من كل من قال و قد كان بعض من يرضى من أهل العلم يقول إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخدون دينكم .


أورد السيوطي رحمه الله: " صفة من يؤخذ عنه العلم فقال : من اشتهرت عدالته بين أهل العلم و شاع الثناء عليه .
ثم أورد أثر سعيد بن ابراهيم : لا يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا الثقات و أثر ابن سيرين : ‘ن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوزا دينكم .

قال الخطيب البغدادي رحمه الله : و لا يروى إلا عن الثقات ثم أورد بسنده عن بهز بن أسد أنه كان يقول إذا ذكر له الإسناد فيه شيء قال هذا فيه عهدة و يقول لو أن لرجل على رجل عشرة دراهم ثم جحده لم يستطع أخذها منه إلا بشاهدين عدلين فدين الله عز وجل أحق أن يؤخذ فيه بالعدول.
و بسنده أيضا عن سعد بن ابراهيم قال لا تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عن الثقات . و بسنده عن عمرو بن ثمر عن جابر قال قلت لإبي جعفر أقيد الحديث إذا سمعته قال إذا سمعت حديثا من ثقة خير مما في الأرض من ذهب و فضة .
و بسنده عن بن عون عن محمد بن سيرين قال إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه ذهب العلم و بقي منه غبرات في أوعية سوء .
وبسنده أيضا عن محمد بن عبد الرحمان بن أبي الأسود عن المنذر بن الجهني و كان قد دخل في هذه الأهواء ثم رجع فسمعته يقول اتقوا الله و انظروا عمن تأخذون هذا العلم فإنا كنا ننوي أن نروي لكم ما يضلكم.
و بسنده عن أحمد بن يوسف بن أسباط سمعت أبي يقول ماأبالي سألت صاحب بدعة عن ديني أو زنيت.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

من مسالك أهل البدع والأهواء الطعن في علماء السنة وتنقصهم وازدراؤهم وازدراء علومهم تنفيراً للناس عنهم ، وقد ورثوا هذا المسلك من المشركين أعداء الرسل وأعداء أتباعهم .

فإن أعداء الرسل كانوا يصفون الرسل _سادة الخلق والهداة إلى الحق _ بالسفاهة والجنون والكذب وأنهم يدّعون ما يدّعون من النبوة والرسالة بتأثير السحر فيهم أو تلبس الجن بهم ويصفون أتباعهم بالأراذل إلى غير ذلك مما جاء في كتاب الله تعالى من الحكاية عنهم.
وأهلُ البدع فيهم نوع شبه بهم لذا يناصبون ورثة الأنبياء بحق وصدق أشد العداوة ويتعرضون لهم بأشد أنواع الظلم والبغي والبهت والعياذ بالله.
ومن أول الفرق طعناً في أهل العلم الخوارج أهل الجهل الذين تلبسهم الشيطان واستخدمهم في حرب من يظنون أنهم يحاربون لأجله فإنهم طعنوا في الصحابة الذين شهدوا وقعة الجمل وصفين وسبوهم وكفروهم وقاتلوهم، وكذا الرافضة وأمرهم بيّنٌ مشهور فمن يسب أبا بكر وعمر وعثمان وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فماذا أبقى من الشر ؟؟
وكذا المعتزلة فإنهم من أشهر الطاعنين في علماء الأثر الساخرين منهم.
ومن أخبارهم التي سجلت عليهم ما رواه ابن قتيبة عن عمرو بن النضر قال مررت بعمرو بن عبيد _ أحد رؤوس المعتزلة_ فجلست إليه فذكر شيئا فقلت ما هكذا يقول أصحابنا قال ومن أصحابك؟ قلت: أيوب وابن عون ويونس والتيمي.
فقال: أولئك أرجاس أنجاس أموات غير أحياء
قال ابن قتيبة معلقاً على هذه المقالة الشنيعة : وهؤلاء الأربعة الذين ذكرهم غُرّة أهل زمانهم في العلم والفقه والاجتهاد في العبادة وطيب المطعم وقد درجوا على ما كان عليه من قبلهم من الصحابة والتابعين وهذا يدل على أن أولئك أيضا عنده أرجاس أنجاس)
وطعن في الحسن البصري وابن سيرين وفي علمهما بقوله كما قال الشاطبي في الاعتصام "وروى عن إسماعيل بن علية قال حدثني اليسع قال تكلم واصل بن عطاء يوما – يعنى المعتزلي – فقال عمرو بن عبيد ألا تسمعون ما كلام الحسن وابن سيرين – عندما تسمعون – إلا خرقة حيض ملقاة
روى أن زعيما من زعماء أهل البدعة كان يريد تفضيل الكلام على الفقه فكان يقول إن علم الشافعي وأبي حنيفة جملته لا يخرج من سراويل امرأة".
وكان واصل بن عطاء يطعن فيمن شهد الجمل كعلي وعائشة وطلحة والزبير ويحكم بفسقهم ويقول لو شهدوا عنده على بقل لم يقبل شهادتهم لأن أحد الفريقين فاسق _والعياذ بالله_ (هذا قول المعوق منهم الغزال كما يسمونه ).
وكان عمرو بن عبيد إذا رأى الناس تقبل على المساجد لأداء الصلاة قال ( انظروا البقر )
وكان النظّام وهو من كبار شيوخ المعتزلة يذم زيد بن ثابت وعثمان وابن مسعود وأبا هريرة ويسخر منهم سخرية مقيتة كما سجل ذلك عليه ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث..
ولا يزال هذا ديدن أهل الأهواء إلى عصرنا هذا فهاهم يصفون كبار علماء السنة بأنهم علماء حيض ونفاس، وأنهم علماء سلطة، وأنهم يعيشون في أبراج عاجية لا ينزلون إلى الناس. وأنهم لا يفقهون الواقع، وأنهم مكتبات متنقلة لكنهم شيوخ محنطون فَهُم دون مستوى مشكلات عصرهم إلى غير ذلك من الأوصاف الذميمة المنفرة.

وهذا يدل على مرض قلوبهم وسوء طويتهم وتنكبهم سبيل السلف الصالح وانحرافهم عن هدي القرآن والسنة وإلا فلا سبب لهذه العداوة إلا أن هؤلاء العلماء أفسدوا عليهم أهواءهم وضلالاتهم بأدلة الكتاب والسنة كما كان رؤوس أهل الأهواء يبغضون الحديث وأهل الحديث لأنهم يروون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يخالف أهواءهم نسأل الله العافية من الخطل والعصمة من الزلل .

الجيريا


الجيريا
وفيك بارك الله حبيبتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.