تخطى إلى المحتوى

لماذا كانت امي قاسية؟؟؟؟؟ 2024.

الجيريا

يكاد القلب أن ينفطر حين يسمع أن الحنان والرحمة المتمثلين في قلب الأم، يمكن أن ينعدما، وإذا بهذا القلب ينقلب إلى مصدر للقسوة والعذاب.

وإذا كانت نبرات التبرير الساذج السمج التي قد تعلو أحيانًا لتدَّعي أن هناك ضرورات تُبيح للأم أن تستخدم العنف والقسوة في تربية صغارها في بعض اللحظات والمواقف، إلا أننا نقف أمامها بالمراقبة و تقديم النصح مقرين أن الحزم الواعي الذكي المغلف بالرحمة لا يُستبعد في تلك اللحظات لمواجهة أي اعوجاج.

ولكن أن تطبع تلك القلوب على القسوة فذلك مما هو مُنكر في الفطرة السوية التي فطر الخالق الرحيم قلب الأم عليها، ونهت عنه الشريعة الإسلامية وكل الشرائع السماوية.

ونحن بفضل الله في ظل المنهج الإسلامي الذي يعين الأم المسلمة صاحبة الفطرة السليمة على تأدية وظيفتها والتوافق مع طبيعتها نجدها هي التي تحتوي الأسرة وتغدق عليها الحنان، وكلما تقدم بها العمر تزداد رأفة ورحمة حتى أنها تفيض ليس فقط على الأبناء بل تصبح نبعا للعطاء على الأحفاد، وكأنها متوجة على رأس الأسرة يهرع إليها الجميع لينهل من الدفء والسكينة،

لذلك عندما يظهر نموذج مخالف لتلك القاعدة يتوقف المرء عنده يتلمس فيه ويبحث عن أسباب الانتكاس، فهذه المرأة التي بدا في صمتها وعلامات حزنها أنها تعاني حزنا دفينا كان من العسير عليها أن تبوح بما في داخلها فهي الآن وبعد أن أصبحت على مشارف نهاية العقد الرابع من عمرها وأبناؤها على وشك إنهاء مراحلهم التعليمية، وهي دائما ما تلهث بالشكر لله على ما أنعم عليها من جزيل نعمه..



الآن هي ترتجف قائلة أنها تخاف من ذلك الشعور الذي مازال يملؤ قلبها تجاه والدتها، بل تخشى حتى أن تتحدث عنه ولولا أنها تبتغي أن يكون من وراء حديثها موعظة وتذكرة ما استجابت للحوار، هذا الحوار الذي خرجت الكلمات منه محملة بالدموع وزفرات الألم، تعبر عما في قلبها من استفسارات..

لماذا كانت أمها تتعامل معها ومع أختها بتلك القسوة منذ الصغر؟.

لماذا كان العقاب دائما على الهفوات؟.

ولماذا كان هذا التفضيل الصارخ للأخ الولد؟.

لماذا كانت تحرص دائما على إرضائه وتخشى تجهمه ولا تبالي بشعورهما؟.

لماذا كانت تردد دائما على الملأ أنه الأمل وأنه رجل المستقبل؟

كانت هي الصغيرة فانطوت على نفسها، وآثرت الاستسلام وكتمان ما بداخلها خاصة حين كانت ترى أختها تصطدم دائما بالأم وتواجهها بأنه لا يجوز أن يكون العطاء كله لهذا الابن، ولا يكون نصيب البنات إلا الحرمان.

وكم كانت تخشى مما يتسرب بداخلها من مشاعر الرفض لهذا الأخ وكأن وجوده هو سبب تلك المعاناة؟.

كم كانت الأيام تمر قاسية عليها حتى لاح ذلك الزوج الذي انتشلها من تلك البؤرة الحزينة.. وكم سعدت برحيلها بعيدا بأسرتها الجديدة التي عاهدت ربها أن تزرع فيها المودة والمساوة بين الأبناء؟! وكم كان زوجها نبيلا وصالحا في معاونتها على أداء رسالتها؟!

ثم استطردت تروي كيف كانت تحمل هم زيارتها لوالدتها التي حرصت كل الحرص أن يقيم ابنها وأسرته معها وكيف كانت تغدق عليه وعلى أبنائه أموالا واهتماما.

كما كان يزعجها أيضا زيارة أختها لها حيث كانت تحثها دائما على المطالبة بحقوقها المالية وتدعوها لتقف معها للحصول على ميراثهما من والدهما قبل أن ينفذ على الابن وأولاده، إلا أنها كانت تصم أذنيها عن دعوات أختها، وتؤثر السلامة وتقرر أنها غير قادرة على مواجهة أمها بل عليها أن تذهب لزيارتها فهي تخشى ألا تبرها أو أن تكون قاطعة لرحمها.


كم كانت تلك الزيارات سلسلة من الآلام التي تعتصر قلبها فلا أحد يبالي بزيارتها ولا وجودها، فالأم مشغولة دائما وكأن لا أحفاد لها إلا من ابنها هذا، ورغبات زوجته أوامر عليها، كانت دائما ما تهرب سريعا من تلك الزيارة وتعود منها ولا تحمل هما إلا انتظار الزيارة اللاحقة.

وانفجرت بالبكاء وهي تذكر تلك الزيارة الأخيرة التي لفظت الأم فيها أنفاسها وكيف كانت بجانبها في تلك اللحظات وكيف كانت تودعها بالدموع والدعوات، وأنها نظرت حولها فإذا الجميع مشغولون عن الوداع بالشجار حول تقسيم الأموال والمنقولات.


وظل السؤال بداخلها ماذا نجني من وراء تلك المخالفات لأوامر الهادي البشير صلوات الله وسلامه عليه الذي أمر بالتسوية في العطايا بين الأبناء، بل إنه كان يساوي في النظر إلى أصحابه في مجلسه ليشعر الجميع أنهم ينعمون بحبه وقربه وصدق الله العظيم:

{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ }. الأحزاب:21.

م.ن للفائدة

اللهم احفظنا مما يحول بيننا وبين مرضاتك عنا….

موضوع واقعي
ربي يقدرنا على العدل بين اولادنا سواء ذكور أم بنات

الجيريا
واش نقولك اختي ام الحسنى ,,,عندهم اعذار

هل حقا فاقد الشيئ لا يعطيه,ام انها مقولة فقط وليس لا كلام الله ولا رسوله

الله اسأل ان يجعلنا ممن يعطف على ابنائه,ويعدل بينهم,,,ويوفقنا لذلك,

(اختي ام الحسنى صدق الله العظيم بدعة انظري الى فتوى الشيخ العثيمين)

جزاك الله خيرا موضوع في الصميم يارب اهدينا

الجيريا
شكر الله لك المرور العطر اختي ام عبد الودود

(اختي ام الحسنى صدق الله العظيم بدعة انظري الى فتوى الشيخ العثيمين)

نعم حبيبتي اعلم ذلك جيدا جزاك الله خيرا على الملاحظة ….لم احذفها من موضوع صاحبته لانها لم تقلها في اخر الاية كما يرى بعض الناس وجوب قولها او ذكرها بعد الانتهاء من قراءة القران

قال الشيخ العثيمين رحمه الله في اخر فتواه حين ساله السائل عن حكم قول صدق الله العظيم عند نهاية كل قراءة من القران

….وبناء على ذلك فلا ينبغي إذا انتهى من قراءته أن يقول (صدق الله العظيم).

بارك الله في مرورك اختي هاديل 164

نفعنا الله واياكم

حقيقة معاشة
احلى تقييم ++++
احسنت اختي ام حسني الجيريا
جعل الله مرورك في موازين حسناتك حبيبتي ام الفةالجيريا
ام حسني فرغي صندوق الرسائل من فضلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.