بعد التخرج من الجامعة ..
و بعد سنوات من التعب و السهر و الارهاق ..
قررت أن لا أنتقل مباشرة الى الحياة العملية بل أحببت أن أغير روتين حياتي و أبتعد عن الميدان الطبي و ألتفت الى أمور أخرى كنت أملأ أوقاتي بطبخ أطباق جديدة أتعلم الماكياج….حتى جاءني أخي وطلب مني مساعدة حيث أن
زميلة له من أيام الدراسة فتحت محلا للمواد شبه الصيدلانية و تريد فتاة ثقة تكون بجانبها لللافتتاح في البداية لم أتحمس للفكرة لكن فيما بعد اتصلت بها و رتبت معها موعدا….وحين اللقاء انبهرت بجمالها وأناقتها و جرأتها في
التعامل التجاري فأنا مختلفة عنها تماما خجولة و قليلة الكلام….
مع الأيام صرنا نقترب من بعضنا أكثر فأكثر حتى أقبل يوم أفتتاح المحل الذي تعاونا سوية في ترتيبه من تزيين وترتيب الأدوية و مواد التجميل على الرفوف
و حساب الكميات المجودة في المخزن … كان يوم الافتتاح بداية قصة حب
لكن قبل ذلك اليوم لي موقف حصل ليلة قبل الافتتاح حيث اتصلت زميلة عمل بالوالد و أخبرته أنها ترغب في القدوم الى البيت في اليوم الموالي فكنت في حيرة من أمري فطلبت من والدي أن يؤجل الأمر حتى أجهز نفسي لقدومهم
لكنه رفض فأصابني الذعر فقد كانت أول مرة يقدم خاطب الى البيت فقمت في الصباح الباكر انتهيت من تنظيف البيت و ترتيبه أخذت حماما ثم ذهبت من فوري الى الكوافيرة
وأنا أنظر الى نفسي في المرآة أتساءل ياترى كيف هو لماذا قلبي مقبوض وغير مرتاح أسئلة لا تنتهي… تمالكت أعصابي حتى جاء الضيوف جلست معهم
دون أن أنطق بكلمة خانتني الحروف وخنقتني مشاعر الخوف و قلبي يخفق بشدة
لم يأت العريس لأنه يدرس بالخارج الا أن أمه لم تتوقف عن تقبيلي و الدعاء أن أكون من نصيب ابنها رأيته في الصورة لم تتحرك في أية مشاعر بل قلت في نفسي هذا زوجي لالالالالالالالالالالالا مستحيل مع أنه مقبول شكلا ويدرس الطب ويريد
أن يفتح لي عيادة لجراحة الاسنان …خرج الضيوف وأمي تحكي عن أسرتهم العريقة و سمعة ابنهم الجيدة و أبي سعيد بصهره الجديد و أخي يتذوق الكعكة
ويقول ياله من ذوق ياسلام أناس ذواقون
غيرت ملابسي و ذهبت الى المحل لأرى كيف كان افتتاحه فالتقيت مع صيادلة و عاملات بالقطاع شبه الصيدلاني
استفدت منهن أمور كثيرة و استمتعت بالجلوس معهن حتى دخل شاب وسيم خجول فالتقت عيوني بعيونه فاستدرت حياءا
أصبحت أتصبب عرقا ووجهي محمر كالطماطم الطازجة تسللت الى المخزن أكلت و شربت مع صديقتي و أخبرتها بالعريس المغترب..
وفي المساء عدت الى البيت و نظرته ما تزال بين عيني…
بعد أيام من صلاة الاستخارة و التفكير تم الرفض و اتصل والدي بهم و أخبرهم بجوابي ولم يسألني عن السبب…
عدت الى المحل بطلب من صديقتي فقد صارت الطلبات كثيرة ولا تستطيع تلبيتها بمفردها
وأقبل ذلك الشاب الى المحل يسألها عن العمل و ان كانت تحتاج مساعدة فاعتقدت أنه متزوج لشدة خجله و احترامه وحسن معاملته
وقلت في نفسي يارب أرزقني زوجا صالحا كهذا الرجل… مع الأيام أصبح يتردد على المحل بكثرة فسألت صديقتي فأخبرتني أنه
صيدلي و يعمل مع والدها وهو من يختار لها المواد التي تسوقها في المحل…
حتى جاء اليوم الذي تجرأ فيه على الكلام لن أنسى ذلك الموقف طول حياتي
كنت يومها في المخزن أرتب الأدوية حتى اقترب مني و سألني هل تأكدت من نهاية الصلاحية قلت نعم
ثم سألني هل أنت طبيبة أسنان قلت نعم انتابني شعور رهيب ثم قال لماذا لا تكملين دراسة التخصص اذا أردت أتيتك بالكتب
التي تساعدك على النجاح أصبح جسمي يرتعش و يداي ترتجفان و خرجت مسرعة …
بقي هو مستغربا تصرفي وبعد أيام أتى مع والدها فطلب مني هذا الأخير مساعدة الشاب في تقييد الحسابات على الكمبيوتر
حينها بدأ بتعليمي على الحاسوب ثم علمني استعمالات الأدوية و أنا أكتشفه يوما بعد يوم و هو يحاول قدر المستطاع أن
يعاماني أحسن معاملة كنت أقرأ في عينيه كلاما كثيرا ….
لكني توقفت عن العمل و قررت أن أكمل المشوار الذي بدأته صرت أداوم كل يوم في عيادة لجراحة الأسنان و أستفيد من الخبرة
حتى جاء اليوم المنتظر … في يوم عيد ميلادي زارتني صديقتي و أعطتني هديتين و قالت هذه من عندي و هذه من عند ….
أحم أحم لم أفهم قصدها حتى فتحتها و انبهرت … شمعة حمراء عملاقة مملوءة بالقلوب الصغيرة…
كان أجمل احساس شعرت به في حياتي
في المساء اتصلت به و تظاهرت أنني غاضبة و قلت ماهذا الشيء الذي أرسلته لي أنا لا أستطيع أن أقبل هدية من رجل لا أعرفه
فقال أردت فقط أن أعبر لك عن مالم يبح به قلبي … أنا أحبك و سأرسل أهلي لخطبتك
اختلطت مشاعري ورحل عني الكلام و هم قلبي للبوح بما كان يسر لكن الحياء خنق كلماتي آه و أخيرا سأبلغ حلمي..
..
في الغد جلست مع أخي نتبادل أطراف الحديث ثم أخبرني أن صديقا له يريد مصاهرته و سيأتي مع والدته و أخته لرؤيتي أرعبني الأمر فاتصلت من فوري
بفتى أحلامي و أخبرته بالموضوع فقال اذا كنت راضية عن هذا الزواج فأنا سأدعو لك بالخير و السعادة فقدت الأمل و أجهشت بالبكاء.
..
جاءت والدة العريس تفتخر بابنها الطبيب العام دلول أمه لم أعر الموضوع أي اهتمام وبقيت أفكر اذا كان يحبني لماذا يتركني أرحل بهذه السهولة…
في المساء اتصل بي و سألني اذا وافقت أم لا فأجبته لماذا تسأل اذا كنت لا تريدني فقال لي أردت فقط أن أعلم اذا كنت تبادلينني نفس الشعور فاذا
أحببتني حقا سترفضين كل العرسان من أجلي و تختارينني لأكون زوجك
و أبا لأولادك كما اخترتك لتكوني زوجتي و أم أولادي فقلت وهو كذلك سأنتظرك و لو بقي من عمري بوم واحد..
بعد ذلك مرضت أخته مرضا عضالا وصعب شفاؤها…
وبعد مدة من الانتظار شفيت أخته و أخبر أهله ومن فرحة والده قدم و أخبر
والدي بالموضوع و اتفقوا على قدوم النسوة واجراء الخطوبة.. يومها
دخل الى الغرفة حيث أجلس أنا و والدته و جدته و خالاته … فجلس قبالتي و أخذ يسترق النظرات يحدق بشعري المسدول
و أنا أنظر اليه و رموشي ترتجف خجلا … بعد أسبوع تم عقد القران في البلدية ثم في المسجد و أعلننا الامام زوجا و زوجة
كانت أجمل أيام حياتي .. كنت أنتظر انتهاء دوام العمل حتى ألتقي به أو أمر على مكان عمله و أراه بالبدلة البيضاء ..
وبدأت رحلتي في التسوق و شراء لوازم العرس…..
واقترب الموعد و أنا في الانتظار لأكون مع الغالي في بيت الزوجية…
ان شاء الله
قصة جميلة
موفقة
موفقة