تخطى إلى المحتوى

ابنتي هي الأمل لكل معلمة 2024.

الجيريا
بواسطة

الجيريا

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بكل ما يمتلك من براءة وعفوية سألها ولدها البكر .. – أمي .. لماذا لم تكملي تعليمك كجارتنا أم فؤاد ؟؟ سؤال غير متوقع !! تلعثمت محاولة إيجاد جواب مقنع !! إلا أنها لم تجد مفراً سوى أن تبادره بسؤال أيضاً .. – لماذا تسأل ؟؟.. أجاب بجرأة وثقة : – لأن جارتنا أم صديقي فؤاد تساعده في حل واجباته المدرسية وتشرح له ما عجز عن فهمه .. إنه متفوق يا أمي .. جميع المعلمون يمتدحونه والسبب يعود إلى أمه !! كلمات طفولية غير منمقة .. أثارت حولها زوبعة من التساؤلات .. كلمات أشبه بطعنة أصابتها في الأعماق .. وجهت إليها من أحب الناس إلى قلبها وممن لم تكن لتتوقع !!.. حاولت أن تدافع عن نفسها اقتربت منه أكثر مسحت على رأسه وقالت : – وأنا يا صغيري !! ألا أساعدك أحياناً في بعض دروسك ؟؟. – كنت في العام الماضي تفعلين .. ولكنك الآن تتهربين من مساعدتي . وتقولين لي دوماً .. هيا اذهب واسأل والدك !! تجيبه بحيرة : – أمر عادي وما الذي يمنعك من سؤاله ؟؟ يرد عليها متأففاً : – يا إلهي !! كأنك لا تعلمين أنه مشغول دائماً .. إنني أكاد لا أراه !!.. أطرقت الأم قليلاً ، ثم نظرت في عيني صغيرها فلمحت نظرة نصر وظفر !! قررت أن تنهي المناقشة وبحزم فقالت : هيا .. لا تضيع وقتك .. عد إلى دراستك واعتمد على نفسك .. حين دخل صغيرها غرفته تنفست الصعداء .. ألقت بجسدها المثقل فوق أقرب أريكة .. كم أدهشها سؤال ابنها المفاجئ ووضعها
أمام دوامة من التساؤلات .. رسم أمامها مئات من الصور والذكريات .. رأت نفسها طالبة صغيرة في بداية المرحلة المتوسطة .. بجديلتها المتراقصة وبأحلامها الكبيرة .. كل ما فيها يضج حياة وحيوية .. تحب المدرسة كثيراً .. تحب التعبير .. تتكلم العربية بطلاقة وعفوية .. كم كانت تطرب لثناء معلمة العربية عليها حين كانت تقول لها : – أنت موهوبة .. آمل لك مستقبلاً أدبياً إن شاء الله .. أحلام لذيذة أضحت وهماً .. آمال كبيرة استحالت سراباً .. طموحات حطمتها يد قاسية كانت أولى بالبناء لا الهدم !!.. آمال ضاعت بسبب معلمة جديدة !! لمادة جديدة !! دخلت الصف صارمة الوجه .. قاسية الملامح .. خشنة الصوت .. فقالت الصغيرة في نفسها : – وماذا يعني الشكل !! ربما سنجد خلف أسوار ملامحها القاسية قلباً كبيراً طيباً يتسع لنا جميعاً .. إلا أن ذلك لم يتحقق !! كانت تخاف من تلك المادة الجديدة .. لغة أجنبية لا عهد لها بها من قبل !! وفي يوم .. فجأة اختارتها وقالت : – اقرئي يا بنت !! أنت .. أنت يا صاحبة الجديلة !! أنت أيتها الكسولة !! وقفت مذعورة .. لهجة قاسية .. اتهام صريح .. لغة جديدة تقرؤها لأول مرة .. هي أشبه بألغاز وطلاسم !! تلعثمت في القراءة .. خافت .. أخطأت !! فجأة هوت المعلمة على وجهها بصفعة قاسية .. جعلتها لا تميز بين حرف وآخر .. تفجر كل ما في رأسها الصغير .. صفعة أهدرت ماء وجهها وكرامتها أمام صديقاتها .. ثم أضاعت كل أحلامها وأمانيها العذاب .. دمعة صامتة ترجمت كل أحاسيسها .. نظرة حيرة وعتاب ارتسمت على عينيها فما كان من المعلمة إلا أن وجهت إليها طعنة أخرى .. وقالت لها : – أمثالك حرام أن يتعلمن !! الفضل لك أن تجلسي في بيتك .. دعي هذا المقعد لمن يستحقه !! ومنذ ذلك اليوم بقي مقعدها خالياً .. ولم تذهب إلى المدرسة أبداً .. كلما تحسست موضع الصفعة زاد إصرارها على البقاء في البيت .. وعلى الرغم من شدة شوقها لمدرستها وزميلاتها إلا أنها قررت أن لا تعود .. وكان لها ما أرادت .. فقد كسبت أمها في ذلك الوقت مساعدة جديدة في أعباء المنزل !! تلمست موضع الصفعة من جديد .. سامحها الله .. تلك المعلمة التي هدمت في موضع البناء !! ترى لو علمت أن صفعتها هذه ستغير مجرى حياة إنسانة لفكرت ألف مرة قبل أن ترفع يدها !! لو علمت أن كلماتها تلك كانت قراراً ظالماً حرم إنسانة من أبسط حقوقها لفكرت ألف مرة ثانية قبل أن تصدر حكمها المجحف .. لو علمت أنها ستصبح أماً لخمسة أطفال هم بأشد الحاجة إلى من يعلمهم ويساعدهم لأدركت أن صفعتها تلك تساوي أعمارهم جميعاً !! شريط من الذكريات المؤلمة ارتسم أمام عينها بلمح البصر .. استعرضته بصمت وحزن !! يدها ما تزال تمسح أثر الصفعة التي غيرت حياتها ويد أخرى تمسح دمعاً خانها وفضح حزنها الشديد .. فجأة .. تدخل ابنتها الصغيرة تتعثر في أولى خطواتها .. تبتسم كملاك طاهر .. تقفز حولها كأنها فراشة في ربيع مزهر .. ترفع نفسها .. وتشد قدميها حتى تصل بيدها الغضة الصغيرة إلى وجه أمها .. تمسح بأناملها الرقيقة دمعة أمها الحزينة .. فتحولها إلى ابتسامة !! ضمتها أمها إلى صدرها بشدة ، نظرت إليها فرأت فيها أملها الذي ضاع ، رأت فيها كل ما عجزت هي عن تحقيقه .. رأتها تلميذة متفوقة ، ثم مربية قدوة ، أديبة شهيرة أو أستاذة فاضلة تدفع طالباتها إلى منهل للعلم ، تفتح أمامهن دروب النجاح .. رأتها أماً عظيمة تبني أجيالاً وتصنع أمة . زرعت قبلة على جبين صغيرتها .. ضمتها بشدة من جديد وقالت لها بثقة وتفاؤل : – أنت يا صغيرتي .. أنت الأمل .. أجل .. أنت الأمل ..

جميل ما تناقلته لنا آناملك
إن شاء الله تستفيد منها الأخوات و تكون عِبرة لكل من تمر من هنا عضوة كانت أم زائرة

الجيريا

الجيريا

سامحها الله تلك المعلمة
درس ذو هدف لكل معلمة
جميل ما كتبت
يا الله جعلتني أعيش الحدث …
حرام ما حصل
لكن فلتقل الحمد لله تتقن لغتها و تصر على أن تجعل من أبناءها فخرا و عزا لأن ما حرمت منه ستزرعه في أبناءها علما و أدبا و أخلاقا و ستجني ثمار الخير باذن الله.

حقا هي عبرة شكرا لك
walah raw3a 3ajbatni teslami
شكرا لمروركن حبيباتي
و شكر للتثبيت أختي الكريمة
فعلا هي قصة نراها في كل المؤسسات
و قد ذكرتني بقصة اخ زوجي…الذي كان من الأوائل
و لكن تصرف مهين لأحد الأساتذة جعله يترك المدرسة
رغم إعتذار المعلم له مرات و مرات …

والله قصة ماتر تحصل كل عام مشكورة في نتظار الجديد
ربي يهدي ابناءنا ليحسنو السلوك في القسم ليبادر الاستاذ بالاحسن

لان التلاميد واش ربي يهديهم ويكون عندهم امل وارادة للدراسة

وربي يعاون الاساتدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.