مدرسة "الفرصة الأخيرة" لإنقاذ المتسرّبين والمطرودين من المدارس 2024.

اقترح تقرير أعده مفتش للتربية الوطنية، ضرورة إنشاء مدرسة الفرصة الثانية لمنح المتسربين من التعليم حظوظا للعودة إلى مزاولة الدراسة والترشح لنيل الشهادات والمؤهلات التي تسمح لهم باستدراك ما فاتهم من فرص، مع وجوب العناية المركزة الخاصة بالتعليم الابتدائي الذى يشكل الأساس في بناء مراحل التعليم اللاحقة ونجاحها.

ودعا مفتش سابق للتربية الوطنية محمد ساهل، في التقرير الذي أعده بخصوص تنامي ظاهرة التسرب المدرسي في مجتمعنا، إلى ضرورة العمل على تحسين منظومة قطاع التكوين المهني التي بإمكانها أن تلعب الدور الأساس في استقبال الراسبين في التعليم العام واحتضانهم لتكوينهم وإعدادهم لسوق العمل، مضيفا أن بلادنا تحتاج إلى أعداد هائلة من اليد العاملة المؤهلة وخاصة في ميدان "البناء" الذي صار يستورد اليد العاملة من الصين ومصر بالآلاف، وسوف يتضاعف العدد نظرا لكون الجزائر ستظل ورشة كبيرة جدا مفتوحة لسنوات طويلة بسبب المشاريع الكبرى المبرمجة .

وقدم مفتش التربية الوطنية عدة اقتراحات على رأسها أهمية إنشاء مدرسة الفرصة الثانية التي تعطي للمتسربين من التعليم حظوظا للعودة إلى مزاولة الدراسة والترشح لنيل الشهادات والمؤهلات التي تسمح لهم باستدراك ما فاتهم من فرص ليكونوا عناصر مفيدة في المجتمع، وفي عملية التنمية الوطنية. بالإضافة إلى ضرورة القيام بعملية تقويمية تشريحية لنظامنا التربوي برؤية علمية وبمقاربة منهجية تستخلص من خلالها الأسباب الحقيقية لظاهرة التسرب المدرسي لإيجاد العلاج المفيد لها.

كما اقترح ضرورة إيجاد تنظيم وطني قوى ذي قدرة ومصداقية لتمثيل أولياء التلاميذ ورعاية حقوق المتعلمين والمساهمة في عملية بناء منظومة تربوية تربط التعليم بسوق الشغل. مع ربط العلاقة التعاونية والتكاملية ما بين قطاعي التربية والتعليم والتكوين، وبين التعليم العالي والبحث العلمي.

وكشف محدثنا -في نفس التقرير-، أنه من كل 100 تلميذ في الطور الابتدائي يصل 10 إلى 15 منهم فقط إلى الجامعة، وأن 50 بالمائة من التلاميذ يغادرون الدراسة في الطور الثانوي دون شهادة أو تأهيل يمكنهم من أداء عمل.

وبخصوص أسباب التسرب المدرسي، اختصرها مفتش التربية الوطنية في 7 محاور رئيسية، ويتعلق الأمر "بطرق التدريس"، نظرا لأن المدرسين لا يستعملون الوسائل التعليمية التي تجذب التلاميذ، وكذا اعتماد بعضهم على طرق تدريس مملة لا تجذب المتمدرسين، بالإضافة إلى عدم التزام بعض المعلمين "بالخطة المدرسية"، مشيرا إلى عنصر "التقويم والتوجيه" على اعتبار أن صعوبة بعض الامتحانات ينتج عنه الرسوب المتكرر للمتعلم وبالتالي ترك المدرسة وعدم صلاحية التوجيه.

كما تطرق المفتش إلى محور "التأطير"، والذي تطرق إلى قلة خبرة بعض المعلمين وعدم مراعاة الفروق الفردية للمتمدرسين من قبل بعض المعلمين وكذا عدم قدرتهم على فهم مشاكل تلامذتهم التعليمية والنفسية والاجتماعية.

وفيما يتعلق بمحور "المتمدرس"، كشف التقرير أن بعض التلاميذ قدراتهم محدودة، وهناك فئة أخرى ليس لديها استعداد للتعلم، كما هناك بعضا منهم منشغلون بأعمال أخرى خارج المدرسة وعدم مبالاتهم بأعمال المدرسة وأنظمتها وكذا الرسوب المتكرر.

لعلها تنفع البعض ان شاء الله شكرا ام ادريس على المعلومة