اربعة امور امرنا النبي بالاستعاذة منها 2024.

امور اربعة امرنا النبي من الاستعاذة منها
الجيريا
أربعة أمور أمر النبى بالاستعاذة منها
بعد التشهد الأخير

الجيريا
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو :
اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , وَمن عَذَابِ النَّارِ , وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ , وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
وَفِي لَفْظٍ لِمُسْلِمٍ :
إذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ
يَقُولُ : اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ . ثم ذَكّر نحوه .
الجيريا
الجيريا
شرح حديث

(الاستعاذة من فتنة المحيا والممات)
الجيريا
الجيريا
السؤال :
أمرنا بالاستعاذة من فتنة المحيا، وفتنة الممات، وفتنة المسيح الدجال، حبذا لو شرحتم لنا هذا؟
جزاكم الله خيراً.

الجيريا
هذا مشروع للمؤمن والمؤمنة في كل الصلاة
فالسنة لكل مؤمن ولكل مؤمنة أن يختم صلاته بالاستعاذة بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال
ثبت عنه – صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة أنه كان بعدما يتشهد في آخر الصلاة قبل أن يسلم يستعيذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال
وكان يأمر بهذا فيقول:
(إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال)
فالمشروع للمؤمن والمؤمنة التعوذ من هذه الأربع
وذهب جمهور أهل العلم إلى أن هذا سنة مؤكدة
وروي عن طاووس التابعي الجليل ما يدل على أن ذلك واجب
وروي عنه أنه أمر ولده ولما لم يقلها في الصلاة أن يعيد الصلاة
فهذا يدل على تأكد هذه الدعوات وأنه ينبغي للمؤمن ألا يدعها في أي صلاة، النافلة والفريضة قبل أن يسلم
يقول:
أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال
وإن شاء قال:
(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال، هي دعوات عظيمة )
قال أنس رضي الله عنه:
كان أكثر دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم –
(ربنا آتنا في الدنيا وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)
فإذا دعا بذلك آخر الصلاة كان حسناً
وهكذا في السجود إذا دعا بذلك لا بأس، فالسجود محل للدعاء

يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -:
(أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء)
ويقول عليه الصلاة والسلام:
(أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم)
يعني حري أن يستجاب لكم، نسأل الله السلامة.
كأنه يطلب التمثيل لفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال؟
الإنسان معرض للفتن في حياته وعند الموت
قد يعرض في حياته للمعاصي
قد يعرض للبدع
قد يعرض للكفر بالله
ويفتن إما بسبب المال أو بسبب الشهوات والمعاصي
أو بسبب جلساء السوء
فيقع فيما يغضب الله عليه من كفر أو بدعة أو معصية في حال حياته أو عند الموت نسأل الله السلامة والعافية
وقد يفتن بالمسيح الدجال إذا تأخر زمانه
فإن المسيح يخرج في آخر الزمان يدعي أنه نبي ثم يدعي أنه رب العالمين
ويتبعه جمع غفير من الناس
نعوذ بالله ويهلكون بأسبابه
فالإنسان يسأل ربه أن يعيذه من هذه الأمور؛ لأنه لا يدري هل يسلم أو لا يسلم
فيسأل ربه أن يعيذه من فتنة عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال
فيأت بهذا الدعاء حتى لا يفتن في حياته وحتى لا يدرك المسيح الدجال فيفتن نسأل الله السلامة

الجيريا
الجيريا
من الموقع الرسمي لسماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
رحمه الله

!!!!!!merçi
الجيريا
اسعدني مروركم غالياتي
بارك الله فيك و جزاك خيرا على هذا الموضوع القيم.
اللهم ﺇﻧﻲ ﺃَﻋُﻮﺫُ ﺑِﻚَ ﻣِﻦْ ﻋَﺬَﺍﺏِ ﺍﻟْﻘَﺒْﺮِ ,
ﻭَﻣﻦ ﻋَﺬَﺍﺏِ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ , ﻭَﻣِﻦْ ﻓِﺘْﻨَﺔِ ﺍﻟْﻤَﺤْﻴَﺎ
ﻭَﺍﻟْﻤَﻤَﺎﺕِ , ﻭَﻣِﻦْ ﻓِﺘْﻨَﺔِ ﺍﻟْﻤَﺴِﻴﺢِ ﺍﻟﺪَّﺟَّﺎﻝِ
و فيك بارك الرحمان حبيبتي ام عبد الرحمان
جمييل اختي طرحك بارك الله فيكالجيريا
و فيك بارك الرحمان اختي نور الهدى اسعدني مروركي

بآرك الله فيك وهده سنتنا
وفقنا الله ووقانا شر الفتن

و فيك باك الرحمان حبيبتي مايا
ان شاء الله يا رب

الاستعاذة وفضلها وأحكامها وفوائدها 2024.

الجيريا

أخي المسلم وأختي المسلمة : إن الاستعاذة مهمة جداً، وينبغي الحرص عليها، وهذا هو أهم ما جاء فيها وبركتها وما يستفاد منها :

فأولاً : الاستعاذة حقيقةً : هي الالتجاء إلى الله العظيم.

والاستعاذة لها تأثير كبير ونفع مفيد، فأمرها عظيم، وشأنها جليل دوماً فينبغي لكل مسلم ومسلمة ألا يغفل عنها، وأن يحافظ عليها، وأن تكون على لسانه وذلك ليتحصن بها وتكون له درعاً واقيًا وحصناً من عدوه الشيطان الرجيم.

ثانياً : لقد ورد في القرآن العظيم بعض الآيات الكريمة في شأن الاستعاذة، وهي واضحة صريحة، ومنها ما يلي :

1- قول الله جل وعلا : ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعرَاف: 199-200].

2- قوله تعالى : ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ﴾ [المؤمنون: 96-98].

3- قوله تعالى : ﴿ وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فُصّلَت: 34-36].

فهذه الآيات الكريمة في القرآن العظيم ورد فيها نص صريح من الرب العظيم وتوجيه إلهي كريم لصفوة الخلق أجمعين وخاتم أنبياء رب العالمين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولأمته من بعده؛ بالاستعاذة من الشيطان الرجيم، فليحرص كل مسلم ومسلمة على الاستعاذة والالتجاء والتحصن بالله العظيم من أعدائه: من الإنس والجن.

فيا أخي المسلم وأختي المسلمة :

العدو الإنسي قد يرده الإحسان إلى أصله الطيب، فموالاته ومصافاته ومداراته ومجاملته لا شك أن لها تأثيراً كبيراً فيه، وذلك لكي ترد من شره وكيده ومكره لا محالة بإذن الله تعالى، أما العدو الجني الخبيث فلا يرده إحسان ولا مصانعة ولا مصافاة ولا مجاملة، ولا يرده شيء من ذلك، فهو لا يبتغي ولا يريد إلا هلاك آدم وذريته، وذلك لشدة العداوة بينه وبين أبينا آدم من قبل والآن وحتى الممات، قال الله تعالى : ﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأََحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [الإسرَاء: 62]. وقال تعالى : ﴿ يَابَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ﴾ [الأعرَاف: 27]. الآية، وقال جل ذكره : ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فَاطِر: 6]. وقال جل وعلا : ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ﴾ [الكهف: 50].

ومع هذا كله فقد عمل المستحيلات لأبينا آدم عليه السلام، وأقسم بالله إنه له من الناصحين، وهو في الحقيقة من الكاذبين وقد أخبر ربنا جل وعلا عنه في القرآن العظيم : ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [ص: 82-83].وقال جل جلاله : ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾ [النّحل: 98-100].

ثالثاً : إن المشهور الذي عليه الجمهور أن الاستعاذة إنما تكون قبل التلاوة للالتجاء إلى الله والتحصن به، ودفع وسوسة العدو الجني الخبيث لقوله تعالى : ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [النّحل: 98].

رابعاً : لقد جاء في السنة النبوية ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا قام من الليل فاستفتح صلاته وكبر قال : "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك"، ثم يقول : "لا إله إلا الله" ثلاثاً، ثم يقول : "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه". وقد فسر الهمز بالموت وهو الخنق، والنفخ بالكبر، والنفث بالشعر.

خامساً : إن الاستعاذة قد ورد فيها أحاديث كثيرة، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى كتب الأذكار، أما حكمها فقد ذكر العلماء أنها مستحبة، وليست بواجبة، ومن قال بوجوبها فإذا تعوذ مرة واحدة في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب، والذي ثبت هو مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها ؛ لأنها تدرأ شر الشيطان، ومنهم من قال إنها تجب على النبي صلى الله عليه وسلم دون أمته، ولا شك أن المداومة عليها خير وأحفظ للمسلم.

سادساً : إن الاستعاذة لها بركة عظيمة، فهي طهارة للفم مما يتعاطاه من اللغو والرفث، وهي أيضاً تطييب للفم، لتلاوة كتاب الله العظيم، وهي أيضاً استعاذة بالله العلي العظيم من الشيطان، واعتراف للرب بالقوة والقدرة، وأن العبد المسلم عاجز عن مواجهة عدوه اللدود الشيطان الرجيم، ولا يحصنه ولا يحفظه منه إلا رب العالمين.

سابعاً : إن الشيطان عدو للإنسان، وأنه يرى ابن آدم من حيث لا يراه لقوله عز وجل : ﴿ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ ﴾ [الأعرَاف: 27]. ولا يقدر على دفع ضره وردعه وزجره ومنعه إلا الله العلي العظيم الذي خلقنا وخلقه ويعلم ما في نفسه، وقوله عز وجل : ﴿ أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [المُلك: 14].

والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم أجمعين.







منقول.

بارك الله فيك وردة وجعلها في موازين حسناتك

اهمية الاستعاذة عند قراءة القران الكريم

بارك الله فيك اخيتي
بارك الله فيك وردة
بارك الله فيك حبيبتي وجعلها الله في ميزان حسناتك
مشكورات اخواتي على هذه الردود الطيبة.

بارك الله فيك عزيزتي ام حسنى.

جزاك الله خيرا
بارك الله فيك وردة وجعلها في موازين حسناتك
أحلى تقييم

السلام عليكم ورحمة الله
موضوع رائع
بارك الله فيك اختي

مشكورة حبيبتي ام عبد الرزاق على المرور.

اهمية الاستعاذة عند قراءة القران الكريم 2024.


{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } [النحل: 98]!


الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على عبدِهِ ورسولِهِ ومصطفاه، أما بعد:

فإنّ اللهَ تعالى شَرَعَ لعبادِهِ أنْ يَستعيذوا عندَ إرادةِ البدءِ بتلاوةِ هذا القرآنِ العظيم، فقال سبحانه:

{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } [النحل: 98]!

فدعونا نتأمّل في بعضِ أسرارِ هذا الأمرِ الإلهي!

إنّ العبدَ عندما يَستفتِحُ لحظاتِ الاستدرارِ لنورِ الله العظيم، تلاوةً لكتابِهِ الكريم، فإنه يخشى أنْ يسطوَ الشيطانُ على قناةِ الاتصالِ بوجدانِه فيجعلُه من الغافلين!

والشيطانُ كلُّ مُتمرِّدٍ على اللهِ من الجنِّ والإنس، وإبليسُ اللعينُ رأسُ الشياطينِ في العالمين، وهو عدوٌّ مبين! فقد تعهَّدَ لربِّ العالمين بإفسادِ الأرضِ وإضلالِ أهلِها أجميعن! {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ! إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ! قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ. إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ!}[الحجر: 40-42].


وقد طَرَدَ اللهُ -جَلَّ جلالُه- إبليسَ من سماواتِه، ورَجَمَهُ بالشُّهُبِ الثواقب! فتَفَرَّغَ اللعينُ لهذا الكيدِ العظيم! لا يدعُ للخيرِ بدايةً إلا أَرْبَكَها بقاصفِ الوساوسِ ونيرانِ الفِتن!

فجَعَلَ الرحمنُ "الاستعاذةَ" لعبادِه المؤمنين، نجاةً وأمانًا مِن كلِّ شيطانٍ رجيم. وماذا أعظمُ مِن جِوارِ اللهِ الواحدِ القهارِ سلامًا للمؤمنين؟

ومن هنا كانت صيغةُ الاستعاذةِ راجعةً إلى معنى قولِ القائل: أستجيرُ باللهِ وحدَه مِن الشيطانِ الملعون، المطرودِ من رحمةِ الله، وأَعتصمُ به تعالى مِن أنْ يَضُرَّني في ديني، أو يَصُدَّني عن حقٍّ من حقوقِ ربي!

فإذا قالها الإنسانُ بين يدي تلاوة، أو صلاة، أو نحوِ هذا؛ استحضَرَ دلالةَ الاستعاذةِ قبل بدء ذاك العمل، واجتهدَ في تطهيرِ مداخلِ نفسِه تطهيرًا من كلِّ طَرْقٍ شيطانيٍّ خفي، مُستجيرًا بربِّه القوي العزيز: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!) فتُولّي الشياطينُ الأدبارَ هاربةً في متاهاتِ ضَلالِها، وظُلُماتِ كيدِها، بعيدًا عن شلّالِ النورِ الذي تَدفَّقَ على القارئِ بمجرَّدِ طلبِ الغَوثِ والأمانِ من ربِّ العالمين!

والاستعاذةُ بهذه الصيغةِ ليستْ آيةً من كتابِ الله، لكنْ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها؛ استجابةً لأمرِ اللهِ تعالى في القرآن: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}[النحل:98]. فهي أمرٌ ربانيٌّ وسنةٌ نبوية.

وهذه الآيةُ مع الصيغةِ النبويةِ في الاستعاذة، كلاهما مُتضمِّنٌ لخمسِ رسالات، لا بُدَّ للسائرِ إلى اللهِ – جَلَّ ثناؤه – عَبْرَ مِعْرَاجِ القرآنِ الكريم من تَلَقِّيها جميعًا، الواحدة تِلوَ الأخرى، وإلا فلا وصولَ ولا قَبولَ:

– الرسالة الأولى:

أنه لا بَدْءَ في طريقِ الله، ولا فَتْحَ للعبدِ الطَّارِقِ أبوابَ مَعَارِجِ القرآن؛ إلا بإعلانِ الولاءِ للهِ الحق، والانتظامِ في صفِّ العابدين له وحده دون سواه! وإعلانِ معاداة الشيطانِ بما هو عدوٌّ لله رب العالمين، والتبرؤِ منه ومن حزبِه وأتباعِه! وإنما الاستعاذةُ فتحُ عينِ القلبِ على بصيرةٍ قرآنيةٍ عُظمى، لا يجوزُ نسيانُها أبدًا!

هي قوله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا! إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير!}[فاطر:6]

إنّ الاستعاذةَ ليستْ مجرَّدَ عباراتٍ تُلْقَى في الهواءِ فحسب،

ولكنّها اتخاذُ موقفٍ! فتَدَبَّرْ!



– الرسالة الثانية:

في أنّه لا قوةَ للعبدِ على الانطلاقِ وبدءِ السيرِ إلى اللهِ والتعرُّفِ إليه تعالى؛ إلا بالاحتماءِ به، والالتجاءِ إليهِ ابتداءً! فلا وصولَ إليهِ بمجرَّدِ الجُهدِ الخاصِ والكسبِ الذاتي، بل لا بُدّ مِن استدرارِ توفيقِه ورحمتِه، فالهدايةُ والتوفيقُ والسداد، كلُّ ذلك إنما هو بيدِهِ وحدَه جلّ علاه! وذلك من صَميمِ التوحيدِ والإخلاص.

وتحقيقُ معنى الاستعاذةِ في النفس تَخَلُّقٌ عميقٌ بهذا المعنى العظيم، ولا صحةَ لعملٍ – من حيثُ القصدُ التعبديُّ الخالص – إلا باستدراجِ هذا الأصلِ الإيماني في عمقِ القلب، نيةً تعبدية خالصةً، لتخليص العملِ وتصفيتِه مِن كلِّ مَنٍّ، ومِنْ كُلِّ حَوْلٍ وقوةٍ، إلا ما كان باللهِ وله، وحدَه دونَ سواه!

– الرسالة الثالثة:

في أنّ التعبدَ بالقرآنِ تلاوةً، وتزكيةً، وتعلُّمًا وتعليمًا، لن يؤتيَ ثمارَه، ولن يُكشَفَ عن أنوارِه لعبدٍ؛ إلا إذا تبرَّأَ مِن كلِّ حولٍ وقوة، وقدَّم بين يدي تلاوتِه علامةَ الافتقارِ إلى اللهِ الغنيِّ الحميد، وهي الاستعاذةُ، ولذلك ليس كلُّ قارئٍ للقرآنِ بقارئ! ولا كلُّ تَالٍ له بِتَالٍ! وإنما القارئُ والتالي له هو مَن يتلوه حقَّ تلاوتِه.

والتحققُ بمقاصدِ الاستعاذةِ شرطٌ من شروطِ التلاوةِ الحق!فمَن أخطأَ حقيقتَها أو استهانَ بها عَدِمَ الثمرة، وحُرِمَ النور! فكم مِن قارئٍ يقرأُ القرآنَ وهو عليه عَمًى! والعياذُ بالله!

{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ. وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى! أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ..!}[فصلت: 44].

– الرسالة الرابعة:

في أنّ الشيطانَ قد يتدخَّلُ فيما يقعُ بقلبِ العبدِ مِن آثارِ التلاوة – وهو مِن أشدِّ الكيد – فيُفْسِد الفهمَ، أو يُفسِد نيةَ الافتقارِ والتعبدِ عند التلقّي عن الله، أو يَصرِف البالَ عن مشاهدةِ نورِ الهداية؛ فلا يخرُجُ العبدُ مِن تلاوتِه بشيء، وربما خرَجَ بضلالٍ وحَيرةٍ والعياذُ بالله، كما حَصَل لأهلِ الضّلالةِ قديمًا وحديثًا عند قراءةِ القرآن! وذلك نحو ما في قولِه صلى الله عليه وسلم:

(سيخرجُ في آخرِ الزمانِ قومٌ أحداثُ الأسنان، سفهاءُ الأحلام، يقولون من خير قولِ البرية، يقرؤون القرآنَ لا يُجاوِزُ حناجِرَهم! يمرقون من الدينِ كما يمرُقُ السهمُ من الرَّمِيَّةِ!)(1)

، فلا ينجو المؤمنُ مِن هذا وذاك إلا بطلبِ الغوثِ من اللهِ استعاذةً به تعالى؛ لِتصِلَ رسالاتِ القرآنِ إلى قلبِه صافيةً خالصةً! لا أَثَرَ فيها لإلقاءات الشيطان فَهْمًا وقصدًا.

– الرسالة الخامسة:

في أنّ العبدَ المستجيرَ آمِنٌ مِن كلِّ ذلك وغيرِه بإذنِ الله؛ لأنه استجارَ بعظيم! وهو – جل وعلا – لا يُضَامُ جَارُه!

فالْهُدَى المستنبَطُ من "الاستعاذةِ" راجعٌ إلى كونِها تعبيرًا عن وَصْفٍ نفسيٍّ، وَوِجْدَانٍ إيماني، يقعُ بقلبِ العبدِ قبلَ أنْ يقعَ بلسانِه، والتحقُّقُ به هو أوّل الطريق، وتلك هي المنـزلةُ الأولى مِن منازلِ الإيمان، لمن رامَ الإقلاعَ في طريقِ التعرُّفِ إلى الله.

إنها كلمةُ الأدبِ بإعلانِ الافتقارِ الكاملِ إلى اللهِ الغنيِّ الحميدِ جل علاه، والتبرؤِ مِن كلِّ حولٍ وقوةٍ في العلمِ والعمل، إلا ما كان مَنًّا كريمًا وفضلًا جميلًا مِن اللهِ وحده! فلا انطلاقَ بغيرِ التخلُّقِ بوصفِها والتحققِ بمقامِها.

فإنْ تَفْعَلْ بصدقٍ وإخلاصٍ فأبشِرْ! إنك آمِنٌ بإذنِ الله، محروسٌ بجنودِه جلَّ عُلاه، فَانْعَمْ مُطْمَئِنًّا بجِوَارِهِ تعالى وحِمَاه!



(1) رواه البخاري (6930) ، مسلم (1066) .


أما كيف نُحقِّقُ أثرَ هذه الاستعاذةِ
عمليًّا؟

يتبع……

جزاك الله خيرا على الإفادة
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع
بارك الله فيك اختي
و جزيت كل خير
مشكورة جزيل الشكر أعاننا الله وإياكم على الشيطان الرجيم
جزاك الله خيرا

أما كيف نُحقِّقُ أثرَ هذه الاستعاذةِ عمليًّا؟

فإنَّ البدايةَ تكونُ من مُساءلةِ النفس بصدق: ماذا تريد؟ ماذا تُريدُ بما هي مُقبِلةٌ عليه مِن قِراءةٍ أو عبادة؟ أَحقًّا تريدُ الوصولَ إلى الله؟ أَحَقًّا تريدُ القيامَ بحقِّهِ العظيمِ جل علاه؟ والدخولَ في القيامِ بوظيفةِ الخدمةِ لدينه؟ وحملَ ميثاقِ عهدِه وأمانتِه، وتَلَقِّي رسالاتِ هَدْيِهِ وقرآنِه؟ واستدرار مددِه وأنوارِه؟ أم أنها تقرأُ وكفى؟! بلا قصدٍ تعبُّدي، إلا قَصْدَ التَّعَوُّدِ والتسميع، وما دون ذلك مِن مُبطلاتِ الأعمال ومحبِطاتها؟!

حتى إذا صارت لك حقائقُ الاستعاذةِ الإيمانيةِ خُلُقًا وطَبْعًا، أصبحَ معناها بقلبِكَ زادًا إيمانيا، تجدُه جاهزًا – إن شاء الله – متى استدعيتَه بقراءتِها، عندَ كلِّ تلاوة، وعندَ كلِّ تصرُّفٍ تعبديٍّ أنَّى كان؛ فأَبْشِرْ!

ثم إنّ أوّلَ ما يبعثُ النفسَ على الانطلاقِ السليم – بعد ذلك – هو تخليصُ الوجهةِ وتوحيدِ القبلة!

ومما يُعينُ على ذلك: تَذَكُّرُ أحوالِ السابقين الأولين كيف سَبَقوا؟! وتشاهد غبطة الواصلين الصادقين كيف وصلوا؟! لقد قرؤوا القرآنَ بكمالِ الافتقارِ إلى اللهِ وتَلَقِّي رسالاتِه هُدًى وشفاءً لقلوبهم؛ فانفتحت لهم مَعَارِجُ الروح، وارتقوا في الدنيا وفي الآخرة! وتلك مَعَارِجُهُمْ لم تزلْ مفتوحةَ الأبواب؛

فاقْرَأْ يَا صَاحِ وارْتَقِ!

فيا نفسي المغرورة.. إلى متى تبقين هكذا شاردةً عن بابِ الله؟ إلى متى وأنت تستجيبين لأهوائِك؟ تَفِرِّين إلى شهواتِكِ ومَلذّاتِك؟ وتَتَلفعين بذاتِكِ وأنانيتك؟

وما أنتِ إلا قطرةٌ من روحٍ في جَرَّةٍ من طين! متى انكسرتْ سالت! آهٍ يا نفسُ! هذه مَسَامُّكِ الصغيرة تتسعُ من حينٍ لآخر؛

فيتسرَّبُ منها الشيطانُ إلى نفسِك لِيَعيثَ فسادًا داخلَ خواطرِكِ وأشواقِك! فيَحُولَ دون انطلاقِ الروح في

رحلةِ السيرِ الكوني إلى الله! عجبًا كيف تصبرين على هذه الحال! وها كلُّ الطيورِ قد أَعلنتْ توبتَها،

وانطلقت تضربُ بأجنحتِها بعيدًا في رحلة المحبين؟! فَفِرِّي إلى الله مستعيذةً بالله! وأعلني الافتقارَ الكاملَ له وحدَه جلَّ عُلاه؛ عسى أن تكوني من أهلِ النجاةِ والفتحِ المبين! ذلك قولُ الحق ذي القوة المتين:

{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِين!}[الذاريات:50].

واجْأَرِي إلى مولاكِ باستغاثةِ الفقراءِ الصادقين: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!"

اللهم أَعذِنا من الشيطانِ الرجيم، ومِن كلِّ ما يحولُ بيننا وبين فهمِ كتابِك العظيم.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

—————————-

للدكتور فريد الأنصاري –رحمه الله-: وما بعدها، بتصرف يسير.

عن تدبر الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم..

هل بعد هذا نهجر القران اخواتي ونقراه بدون استعاذة بالله من الشيطان الرجيم؟؟؟؟؟

حتى اولادنا الصعار لازم يعرفوا ان الشيطان يقف بالمرصاد امام من يتبع كلام الله فلا بد من تلقينهم اهمية الاستعاذة واسرارها العجيبة

موضوع راقني كثيرا ااسال الله ان ينفعنا به

جميعا…الجيريا

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
امييييييييييييييين حبيبتي ام وسيم
شكر الله لك هذا المرور العطر
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء