لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها لمحمد البشير الإبراهيمي 2024.

لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها

محمد البشير الإبراهيمي
نشر عام 1372هـ الموافق1952م

هذا العنوان جملة إن لم تكن من كلام النبوة فإن عليها مسحة من النبوة, ولمحة من روحها, وومضة من إشراقها.
والأمة المشار إليها في هذه الجملة أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وصلاح أول هذه الأمة شيء ضربت به الأمثال, وقدمت عليه البراهين, وقام غائبه مقام العيان, وخلدته بطون التاريخ, واعترف به الموافق والمخالف, ولهج به الراضي والساخط, وسجلته الأرض والسماء. فلو نطقت به الأرض لأخبرت أنها لم تشهد منذ دحدحها الله أمة أقوم على الحق وأهدى به من أول هذه الأمة, ولم تشهد منذ دحدحها مجموعة من بني آدم اتحدت سرائرها وظواهرها على الخير مثل أول هذه الأمة, ولم تشهد منذ دحدحها الله قوماً بدؤوا في إقامة قانون العدل بأنفسهم, وفي إقامة شرعة الإحسان بغيرهم مثل أول هذه الأمة, ولم تشهد منذ أنزل الله إليها آدم وعمرها بذريته مثالاً صحيحاً للإنسانية الكاملة حتى شهدته في أول هذه الأمة, ولم تشهد أمة وحدت الله فاتحدت قواها على الخير قبل هذه الطبقة الأولى من هذه الأمة.

هذه شهادة الأرض تؤديها صامتة فيكون صمتها أبلغ في الدلالة من نطق جميع الناطقين, ثم يشرحها الواقع, ويفسرها العيان الذي تحجبه بضعة عشر قرناً, بل إن هذه الأمة استقامت في مراحلها الأولى على هدي القرآن, وعلى هدي من أنزل على قلبه القرآن فبينه بالأمانة, وبلغه بالأمانة, وحكم به بالأمانة, وحكمه في النفوس بالأمانة, وعلم وزكى بالأمانة, ونصبه ميزاناً بين أهواء النفوس, وفرقاناً بين الحق والباطل, وحدًّا لطغيان الغرائز, وسدًّا بين الوحدانية والشرك, فكان أول هذه الأمة يحكمونه في أنفسهم, ويقفون عند حدوده, ويزنون به حتى الخواطر والاختلاجات, ويردون إليه كل ما يختلف فيه الرأي, أو يشذ فيه التفكير, أو يزيغ فيه العقل, أو تجمح فيه الغريزة, أو يطغى فيه مطغى النفس.

فالذي صلح به أول هذه الأمة حتى أصبح سلفاً صالحاً هو هذا القرآن الذي وصفه منزِّلُه بأنه إمام, وأنه موعظة, وأنه نور, وأنه بينات, وأنه برهان, وأنه بيان, وأنه هدى, وأنه فرقان, وأنه رحمة, وأنه شفاء لما في الصدور, وأنه يهدي للتي هي أقوم, وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, وأنه قول فصل وما هو بالهزل. ووصفه من أنزل على قلبه، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه لا يخلق جديده, ولا يبلى على الترداد, ولا تنقضي عجائبه, وبأن فيه نبأ من قبلنا, وحكم ما بعدنا, ثم هو بعد حجة لنا أو علينا.

القرآن هو الذي أصلح النفوس التي انحرفت عن صراط الفطرة, وحرر العقول من ربقة التقاليد السخيفة, وفتح أمامها ميادين التأمل والتعقل, ثم زكى النفوس بالعلم والأعمال الصالحة, وزينها بالفضائل والآداب. والقرآن هو الذي أصلح بالتوحيد ما أفسدته الوثنية, وداوى بالوحدة ما جرحته الفرقة واجترحته العصبية, وسوى بين الناس في العدل والإحسان, فلا فضل لعربي – إلا بالتقوى – على عجمي, ولا لملك على سوقة إلا في المعروف, ولا لطبقة من الناس فضل مقرر على طبقة أخرى.

والقرآن هو الذي حل المشكلة الكبرى التي يتخبط فيها العالم اليوم ولا يجد لها حلاًّ, وهي مشكلة الغنى والفقر.فحدد الفقر كما تحدد الحقائق العلمية, وحث على العمل كما يحث على الفضائل العملية, وجعل بعد ذلك التحديد للفقير حقًّا معلوماً في مال الغني يدفعه الغني عن طيب نفس لأنه يعتقد أنه قربة إلى الله, ويأخذه الفقير بشرف لأنه عطاء الله وحكمه, فإذا استغنى عنه عافه كما يعاف المحرم, فلا تستشرف إليه نفسه, ولا تمتد إليه يده.

والقرآن هو الذي بلغ بهم إلى تلك الدرجة العالية من التربية, ووضع الموازين القسط للأقدار, فلزم كل واحد قدره, فكان كل واحد كوكباً في مداره, وأفرغ في النفوس من الأدب الإلهي ما صير كل فرد مطمئناً إلى مكانه من المجموع, فخوراً بوظيفته, منصرفاً إلى أدائها على أكمل وجه, واقفاً عند حدوده من غيره, عالماً أن غيره واقف عند تلك الحدود, فلا المرأة متبرمة بمكانها من الرجل لأن الإسلام أعطاها حقها واستوقن لها من الرجل, واستوثق منه على الوفاء, ولا العبد متذمر من وضعه من السيد لأن الإسلام أنقذه من ماضيه فهو في مأمن, وحدد له يومه فهو منه في عدل ورضى, وهو بعد ذلك من غده في أمل ورجاء, ينتظر الحرية في كل لحظة وهو منها قريب, ما دام سيده يرى في عتقه قربة وطريقاً إلى الجنة وكفارة للذنب.

كذلك وضع القرآنة الحدود بين الحاكمين والمحكومين, وجعل القاعدة في الجميع هذه الآية:{ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه}وأن في نسبة الحدود إلى الله لحكمة بالغة في كبح أنانية النفوس.

القرآن إصلاح شامل لنقائص البشرية الموروثة, بل اجتثاث لتلك النقائص من أصولها. وبناء للحياة السعيدة التي لا يظلم فيها البشر, ولا يهضم له حق, على أساس من الحب والعدل والإحسان. والقرآن هو الدستور السماوي الذي لا نقص فيه ولا خلل: فالعقائد فيه صافية والعبادات خالصة, والأحكام عادلة, والآداب قويمة, والأخلاق مستقيمة, والروح لا يهضم لها فيه حق, ولا يضيع له مطلب.

هذا القرآن هو الذي صلح عليه أول هذه الأمة وهو الذي لا يصلح آخرها إلا عليه…


فإذا كانت الأمة شاعرة بسوء حالها, جادة في إصلاحه, فما عليها إلا أن تعود إلى كتاب ربها فتحكمه في نفسها, وتحكم به, وتسير على ضوئه, وتعمل بمبادئه وأحكامه, والله يؤيدها ويأخذ بناصرها وهو على كل شيء قدير.

اختيار موقع الدرر السنية :www.dorar.net
المصدر: (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي)(( 4/93 )), دار الغرب الإسلامي، ط1، 1997م.

حياك الله وشكرا على الطرح القيم تقبلي مروري
بارك الله فيك على اامرور العطر
جزاااااك الله خيرا…..

والله ياليت كل خارجي يقرؤها ليعود لرشده

الذين يدعون علم الواقع و الاهتمام بالجهاد وشأن الأمة يزهدون الناس في احكام الشريعة 2024.

ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ " ﺷﺮﺡ
ﺍﻟﺴﻨﻦ " ﻋﻨﺪ ﺷﺮﺣﻪ ﻋﻠﻰ " ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺩﻡ ﺍﻟﺤﻴﺾ
ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ "
….. ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ – ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ- ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ
ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ، ﻭﻣﻦ
ﺛَﻢَّ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﻮﺍﻑ ﻭﻣﺲ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ
ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ
ﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺎﻟﺤﻴﺾ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﺱ ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ
ﺑﺎﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻳﻘﻮﻝ : ﺩﻋﻮﺍ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻨﻔﺎﺱ ﻭﺣﻜﻢ
ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ﺍﺗﺮﻛﻮﻩ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ! ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻩ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ!
ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ! ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻛﺬﺍ! ﻭﻳﺮﻳﺪﻭﻥ
ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ: ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ، ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﻮﺿﻮﻱ، ﺣﺮﺏ
ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻜﺘﻼﺕ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺴﺮِّﻱ ﻭ.. ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺩﻋﻮﻩ
ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ! ﻓﺎﺳﻤﻊ ﺃﻓﺎﺿﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﻭﻭﺍ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ، ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -، ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻳﻮﻛﻞ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ!
ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻳﻌﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﻳﺤﻔﻈﻮﻧﻬﺎ،
ﻭﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﻣﺪﻟﻮﻻﺗﻬﺎ، ﻭﻳﺒﻴﻨﻮﻧﻬﺎ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ، ﻭﻳﺒﻴﻨﻮﻧﻬﺎ
ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ. ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻋﺘﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺾ
ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺎﺱ، ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻭﺳﻊ، ﻟﻬﺎ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻣﺎ
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳَﻌﻴﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻻ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ
ﺇﻟﻴﻬﺎ .
ﻣﻨﻬﺎ- ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ- ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺇﺫﺍ ﻃﻠﻖ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻭﻫﻲ ﺣﺎﺋﺾ، ﻓﻴﻪ ﻛﻼﻡ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺼﺤﺔ. ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺣﺎﺿﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺛﻼﺙ
ﺣﻴﻀﺎﺕ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﻓﺤﺎﺿﺖ ﺛﻼﺙ ﺣﻴﻀﺎﺕ، ﺍﻧﺘﻬﺖ، ﺑﺎﻧﺖ
ﻣﻨﻪ ﺑﻴﻨﻮﻧﺔ ﺻﻐﺮﻯ ﺃﻭ ﻛﺒﺮﻯ ﺑﺤﺴﺐ ﻃﻼﻗﻪ ﻟﻬﺎ . ﺛﻢ
ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ، ﺇﺫﺍ ﺑﺎﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﻻ ﻣﻴﺮﺍﺙ ﻟﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗَﺒِﻦْ ﻓﻠﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﺓ. ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﻛﺜﻴﺮ ﺟﻠﻴﻠﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﺄﻥ
ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ، ﺍﻟﺤﻴﺾ، ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ، ﺍﻟﻨﻔﺎﺱ، ﻭﺃﻫﻢ ﺷﻲﺀ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺼﺢ ﺇﻻ
ﺑﻄﻬﺎﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ":- ﻣﻔﺘﺎﺣﻬﺎ
ﺍﻟﻄَّﻬﻮﺭ ﻭﺗﺤﺮﻳﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ "1 ﻭﻗﻮﻝ
ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ": – ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻼﺓ
ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺪﺙ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻮﺿﺄ "2 ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺘﻄﻬﺮ، ﻭﻗﺎﻝ ": ﻻ
ﺻﻼﺓ ﺇﻻ ﺑﻄﻬﻮﺭ "3، ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ .
ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪَّﻋﻮﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ
ﻭﺷﺄﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﻳﺰﻫِّﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ
ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﺎ ﺫﻛﻮﺭﺍً ﻭﺇﻧﺎﺛﺎً ﺇﻻ ﺑﺎﻷﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ
ﻳﻨﺎﻗﻀﻪ ﺃﻭ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻟﻪ، ﻭﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ،
ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺮﻃﻬﺎ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﻡ،
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﺤﺞ، ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻠﻄﻬﺎﺭﺓ ﺩﺧﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﻭﺍﻟﺒﻄﻼﻥ. ﻫﺬﻱ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ.
ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻏﻴﺮ ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ،
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﺨﺘﻠﻒ. ﻓﺎﻟﺤﻴﺾ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻣﺘﻨﻌﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻣﻦ ﻣﺲّ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﻷﻧﻬﺎ
ﻟﻴﺴﺖ ﻃﺎﻫﺮﺓ، ﻭﺍﻣﺘﻨﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ
ﻋﺪﺓ ﺣﻴﻀﺘﻬﺎ ﻭﺗﻐﺘﺴﻞ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﺍﻣﺎً ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺃﺻﺒﺢ ﺣﻼﻻ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺭﻛﻀﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻭ ﻫﻮ ﻋﺮﻕ
) ﻛﻠﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ( ﻳﻨﻔﺠﺮ ﻓﻼ )ﻛﻠﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ( ﺍﻟﺪﻡ
ﻻ ﻳﻨﻜﻒ ﻳﻈﻞ ﻳﺴﻴﻞ، ﻓﻠﻬﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺍﺕ، ﺇﻥ ﺍﻏﺘﺴﻠﺖ
ﻟﻠﻔﺮﺿﻴﻦ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻭﺻﻠَّﺖ ﺟﻤﻌﺎً
ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﺃَﺣَﺐُّ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ، ﻭﺇﻥ ﺗﻮﺿﺄﺕ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻏﺘﺴﺎﻝ ﻟﻜﻞ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﺑﻌﺪ
ﺩﺧﻮﻝ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭﺻﻠَّﺖ ﻓﺼﻼﺗﻬﺎ ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ ﻻ
ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺣﺘﻰ ﺗُﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺤﺎﺿﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﻀﺔ، ﻓﺈﺫﺍ
ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺤﻴﻀﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ ﻭﺩﻣﻬﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺗَﻤﻴَّﺰ ﺍﻟﺪﻡ، ﺟﺎﺀ
ﺩﻡ ﻟﻮﻧﻪ ﺃﺳﻮﺩ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻋﻠﻰ ﺩﻡ ﺭﻗﻴﻖ ﺃﺻﻔﺮ
ﻓﺘﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ ﺗﻤﻴِّﺰ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻡ
ﺍﻟﺠِﺒِﻠَّﺔ ﺍﻟّﻲ ﻫﻮ ﺩﻡ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺑﺴﻮﺍﺩﻩ ﻭﻟﻪ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﻌﺮﻓﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻐﺺ، ﻭﻟﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﺗﺨﺘﻠﻒ
ﻋﻦ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺩﻡ ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ﺭﺍﺋﺤﺔ
ﺗﺆﺫﻱ، ﻓﺘَﻜُﻒّْ، ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ ﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ. ﻓﺈﺫﺍ
ﺍﻧﺼﺮﻓﺖ ﺍﻟﺤﻴﻀﺔ ﺳﻮﺍﺀً ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﺕ
ﺟﻨﺴﻬﺎ، ﻓﺘﻌﺎﻣَﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ
ﺟﻤﺎﻋﻬﺎ، ﻭﺻﺤﺔ ﺻﻼﺗﻬﺎ، ﻭﻃﻮﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻣﺲ
ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ، ﻭﻏﻴﺮﻩ.
ﻓﻬﺬﻱ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺩﻗﻴﻘﺔ، ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮﺭ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ، ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ

ﻋﻠﻢ، ﻭﻳﺨﻄﺊ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻣَﻦ ﻳﺰﻫِّﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻀﻼﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻃﻼﺏ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻴﻌﺮﻓﻮﺍ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ . ﻫﺬﻱ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻜﻢ،
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻳﺰﻫﺪﻭﻫﻢ: ﺍﺗﺮﻛﻮﺍ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﺱ
ﺍﺗﺮﻛﻮﻩ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ! ﻛﻼﻡ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻀﻴﻴﻊ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓُﺮﺿﺖ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ. ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺻﻼﺗﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻃﻬﺎﺭﺗﻪ؟
ﻭﻛﻴﻒ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺻﻼﺗﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ
ﺗﻌﺮﻑ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻃﻬﺎﺭﺗﻬﺎ ﻭﺗﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻻ ﺗﺼﺢ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺢ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺇﻻ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ؟ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺰﻫِّﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺎﻫﻞ ﺃﻭ ﻣﻀﻠِّﻞ ﻟﻠﻨﺎﺱ،
ﻳﻀﻠﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﺍﺗﺮﻛﻮﻩ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ .
__________________
"1 ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻄﻬﻮﺭ، ﻭﺗﺤﺮﻳﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ، ﻭﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ " ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ) ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺃﻥ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﺍﻟﻄﻬﻮﺭ 3(ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ) ﺑﺎﺏ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻄﻬﻮﺭ 276-275(ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ .

ﺍﻟﻠﻔﻂ . ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺑﻠﻔﻆ " ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺻﻼﺓ ﺑﻐﻴﺮ ﻃﻬﻮﺭ ، ﻭﻻ ﺻﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﻏﻠﻮﻝ " ﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ)ﺟﺎﻣﻊ
ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ1(.
ﻣﻔﺮﻏﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ]ﻫﻨﺎ
2 ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ) 6954 ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﻞ( ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ) 55 ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ( ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ. 3ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﻠﻘﻦ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻝ : ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻳﻠﻌﻲ ﻓﻲ ﺗﺨﺮﻳﺞ ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ : ﻏﺮﻳﺐ ﺑﻬﺬﺍ

جزااك الله خيرااا شرح رائع

رحمك الله…….ورزقك ذرية طيبة من غير ضراء مضرية ولا فتنة مضلة انه سميع الدعااااااااء اااااااامييييين
اللهم ااااااااامين جزاااك الله خيراااا

صور من القرآن والسنة في رفع معنويات الأمة 2024.

إن المسلم عندما يرى هذا البلاء المسيطر، فإنه بالرغم من ذلك ينظر إلى بصيص الأمل، ويعلم أن الأيام يداولها الله بين الناس، وأن الاستضعاف مرحلة لا بد أن تأتي بعدها القوة، فهو وإن نظر إلى انتشار الفواحش والمعاصي فلا يحكم على الناس جميعاً بالهلاك، ولا يقول: لا مخرج ولا فائدة، فإن هذا من سوء الظن بالله، وإحباطٍ لمعنوياتِ الأمة والدعاة والمصلحين.
إننا نحتاج في هذه الآونة إلى رفع المعنويات كثيراً في غمرة الظلم الذي ربما يزداد، والقتل الذي ربما يكثر، والتهجير والتشريد الذي ربما يحلُّ بالمسلمين في أماكن من الأرض ومنها فلسطين، إن رفع المعنويات في هذا الزمان مهم جداً لنا للعمل، إنه المتنفس، لقد كان القرآن الكريم يرفع من معنويات المؤمنين بكلام الله الذي ينزل على نفوسهم برداً وسلاماً، حتى في لحظات البلاء والشدائد: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ" البقرة:214، فعندما نعلم ما أصاب الذين سبقونا نوقن بأن الطريق واحد، وأنه مهما أصاب هذه الأمة فإنه لحكَمٍ يريدها الله سبحانه وتعالى.

بصراحة مواضيعك رووووووعة

شكرااا لك اختي

شكراا على الموضوع
شكرا لطرحك الجميل أختي الكريمة
تسلمي
طرحُ تشكرين عليه
بوركتِ حبيبتي

أثر صحة العقيدة في صلاح الأمة. 2024.

الجيريا

متى صلحت العقيدة استقام أمر الخلق جميعاً كل إنسان إذا صلحت عقيدته واستقام على أمر الله تمت له أسباب السعادة،

والعقيدة معناها من يؤمن بأن الله سبحانه هو المستحق للعبادة، وأنه لا إله إلا الله. لا معبود بحقٍ سواه جل وعلا وأن يؤمن بأنه رب الجميع وخالق الجميع، وأنه رازقهم وأنه العليم بكل شيء سبحانه وتعالى، وأنه فوق العرش ورب جميع الخلق.

لا شبيه له ولا نظير له سبحانه وتعالى. كما قال تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى[1] وقال سبحانه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[2]

فهو سبحانه في العلو وهو العلي العظيم كما قال تعالى: فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ[3] فهو فوق العرش. وفوق جميع الخلق،

وعلمه في كل مكان سبحانه وتعالى: يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى[4] يعلم أحوال العباد فلا بد من الإيمان بأن الله سبحانه فوق العرش.

وفوق جميع الخلق وعلمه في كل مكان، ولا بد من الإيمان بأنه سبحانه هو المستحق للعبادة قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ[5]

فلا بد من الإيمان بأنه سبحانه هو المعبود بالحق كما دعت الرسل. الرسل جميعاً دعت إلى هذا. قال الله جل وعلا: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ[6]

وقال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[7]

وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ[8]

فالله سبحانه خلق الخلق ليعبدوه وأمرهم بهذا، وأرسل الرسل بهذا، فلا بد من الإيمان بأنه هو المعبود بالحق وهو الرازق لعباده. فلا يدعى إلا الله، ولا يستغاث إلا به، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يصلى إلا له، ولا يذبح إلا له، ولا يصام إلا له، ولا يحج إلا له هذا هو المقصود بالعبادة، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ وقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ[9] وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ[10].

أما الأمور العادية التي يستطيع فعلها المخلوق الحي فلا بأس بها. فالإنسان يستعين بأخيه في الأمر الذي يستطيعه إذا كان حياً حاضراً فلا بأس من تقول:

يا أخي أعني على كذا على إصلاح مزرعتي. على إصلاح بيتي، على إصلاح سيارتي وهو يسمع كلامك أو بمكاتبة تكتب له أو من طريق الهاتف لا بأس بذلك،

كما قال الله سبحانه في قصة موسى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ[11]،

فالتعاون بين الناس الحاضرين القادرين أو بالمكاتبة لا بأس به، أما من يدعو الميت أو يدعو الغائب يعتقد أنه يعلم الغيب.

أو أنه يسمع منه بدون أسباب حسية، أو يدعو الموتى وأصحاب القبور أو الأصنام أو يدعو الجن ويستغيث بهم هذا هو الشرك.

فهذا هو الشرك بالله. وهذا يناقض قول لا إله إلا الله. فلا بد من الإيمان بأنه سبحانه هو المستحق من يعبد وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ[12]

ولا بد من الإيمان بأنه سبحانه هو الخلاق العليم وخالق الخلق لا خالق سواه ولا رب سواه، قال جل وعلا: أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ[13] وقال جل وعلا: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ[14] وهو سبحانه الخلاق العليم. لا رب غيره ولا خالق سواه. وهو سبحانه المستحق لأن يعبد كما قال تعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ[15]، وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ[16]

ولا بد من الإيمان بالنوع الثالث من أنواع التوحيد وهو الإيمان بأسمائه وصفاته.

الإيمان بأنه سبحانه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلا الثابتة في القرآن وفيما صحت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يجب إثباته لله على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل كما قال الله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[17]، وقال سبحانه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * الله الصمد * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ[18] وقال عز وجل: فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ[19]

هذه عقيدة أهل السنة والجماعة وهذه هي أقسام التوحيد الثلاثة:
1- الإيمان بأنه سبحانه هو الخلاق العليم وخالق كل شيء وهذا توحيد الربوبية.

2- الإيمان بأنه هو المستحق للعبادة وأن العبادة حقه دون غيره فلا يدعى إلا الله، ولا يستغاث إلا به، ولا يصلى إلا له.. إلى غير ذلك من أنواع العبادة وهذا هو توحيد العبادة.

3- الإيمان بأسمائه وصفاته وأنه سبحانه لا شبيه له، ولا كفء له ولا ند له، وأن الواجب إثبات أسمائه وصفاته الواردة في القرآن العظيم أو السنة الصحيحة. على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل بل على حد قوله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[20].
……………..

[ 1]سورة طه، الآية 5.

[2] سورة الأعراف، الآية 54.

[3] سورة غافر، الآية 12.

[4] سورة طه، الآية 7.

[5] سورة الحج، الآية 62.

[6] سورة النحل، الآية 36.

[7] سورة الذاريات، الآية 56.

[8] سورة البقرة، الآية 21.

[9] سورة الإسراء، الآية 23.

[10] سورة البينة، الآية 5.

[11] سورة القصص، الآية 15.

[12] سورة الإسراء، الآية 23.

[13] سورة الأعراف، الآية 54.

[14] سورة الأعراف، الآية 54.

[15] سورة البقرة، الآية 163.

[16] سورة البينة، الآية 5.

[17] سورة الشورى، الآية 11.

[18] سورة الإخلاص.

[19] سورة النحل، الآية 74.

[20] سورة الشورى، الآية 11.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثلاثون.

الجيريا

بارك الله فيك حبيبتي ام حسني
أشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله
وجب على المسلمين معرفة اركان التوحيد
لانها اول مايسأل عنه العبد …
الجيريا
اساله عز وجل لي ولك ولكل مسلمة ان يميتنا على لااله الا الله محمد رسول الله
شكرا على المرور والاهتمام ام الفة