ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻩ
ﻭﺑﻌﺪ :
ﻫﺬﻩ ﻋﺸﺮ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﻛﺘﺐ ﻣﺤﺘﻠﻔﺔ ﻟﻌﻠﻤﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ
ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ، ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻌﻨﺎ ﻭ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﺑﻬﺎ
[ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ [
ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺭﺣﻤﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺇﻳﺎﻛﻢ – ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﺻﺎﻟﺤﺎ ، ﻭ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﻧﻔﺲ
ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻐﺪ ، ﻭ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﻔﻠﺤﻮﻥ ، ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻟﻦ ﺗﻨﺎﻟﻮﺍ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ ، ﺇﻻ
ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺸﻂ ﻭ ﺍﻟﻤﻜﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭ ﺍﻟﻴﺴﺮ ، ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭ ﺍﻟﺮﺧﺎﺀ
[ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ]
ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ – ﺃﺭﺷﺪﻧﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﻟﻄﺎﻋﺘﻪ – ﺃﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺭﺑﻨﺎ ﻫﻮ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭ ﺃﻋﻈﻢ ﺫﻧﺐ ، ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ، ﻭ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ
ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻹﺧﻼﺹ ، ﻓﻼ ﻳُﺪﻋﻰ ﻟﺸﻲﺀ ﻗﺒﻠﻪ
ﻣِﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻳُﻘﺎﻡ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭ ﺗﺜﺒﺖ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﻭ ﻗﻠﻮﺏ ﻭ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ، ﻓﻼ ﺗﻐﻨﻲ ﺻﻼﺓ ﻭ ﻻ ﺯﻛﺎﺓ ﻭ ﻻ
ﺻﻮﻡ ﻭ ﻻ ﺣﺞ ﻋﻦ ﻣﺸﺮﻙٍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻭ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ ﺻﺮﻓﺎ ﻭ ﻻﻋﺪﻻ ، ﺣﺘﻰ
ﻳﺼﻠﺢ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻭ ﺗﺼﺢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ .
] ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ [
ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ – ﺃﻛﺮﻣﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﺑﻬﺪﺍﻩ – ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻗﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ : ﺑﻴﻦ ﻣَﻦ ﻋﻤّﺮ
ﻭﻗﺘﻪ ﻭ ﺃﻣﻀﻰ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﺗﻌﻠّﻢ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻭ ﺍﺳﺘَﻘَﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﺣﻖ ﺍﻹﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻧﻬﻞ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﻴﻦ ﻭ ﺗﻌﻠَّﻢَ ﺃﺻﻮﻝ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭ ﺑﻴﻦ ﻣَﻦ ﺑﻨﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻘﺼﺎﺻﻴﻦ ﻭ ﺃﻧﺎﺷﻴﺪ ﺍﻟﻤﻨﺸﺪﻳﻦ ، ﻓﻬﺬﺍ
ﺗﺮﻯ ﻗﻠﺒﻪ ﺫﺍﻛﺮﺍ ﺣﻴﻨﺎ ﻏﺎﻓﻼ ﺳﻨﻴﻨﺎ ، ﻓﺸﺘّﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ، ﻓﺎﻷﻭﻝ ﺗﻌﻠّﻢَ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭ
ﻓﺎﺯ ﺑﺎﻟﻮﺻﻮﻝ ، ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺿﻴﻊَ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻓﺤُﺮِﻡ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ .
] ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ [
ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ – ﻭﻓﻘﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﻟِﻤﺮﺿﺎﺗﻪ – ﺃﻥ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻳُﻨﺎﻝ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏٍ
ﻣِﻦ ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ : ﺇﺧﻼﺹ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠﻪ ﻭ ﺗﻘﻮﺍﻩ ﻭ ﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻦ ، ﻓﻼ ﻳﻬﻤﻚ
ﺃﺧﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﺭﺯﻕ ﻭ ﻻ ﻋﻴﺶ ﻣﺎﺩﻣﺖَ ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﺤﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻔﻼﺡ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ ، ﺃﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : " ﻭ ﻣﻦ ﻳﺘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﻣﺨﺮﺟﺎ ﻭ ﻳﺮﺯﻗﻪ
ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺤﺘﺴﺐ ﻭ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮﺣﺴﺒﻪ " ؟؟ ﻓﺎﻣﺾِ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻛﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻪ ﺣﻖ ﺗﻘﻮﺍﻩ ، ﻻ ﺗﺨﺎﻑ ﻇﻠﻤﺎ ﻭ ﻻ ﻫﻀﻤﺎ ،
ﻓﺄﻧﺖ ﻓﻲ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻟﻪ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ، ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ "
ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﺎﻑ ﻋﺒﺪﻩ " ، ﺑﻠﻰ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ .
] ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ [
ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ – ﺳﻬﻼ ، ﻟﻤﺎ
ﺍﻓﺘﺮﻗﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻭ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻓﺮﻗﺔ ، ﻻ ﻳﻜﻮﻧﻦّ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﺊ ﻋﻠﻰ
ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﻜﻔﻴﻨﻲ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﺃﻻ ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ
ﺳﻠﻢ – ﺃﻭﺗﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ ، ﻓﻤﻦ ﺃﺧﺬ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﺃﺧﺬ ﺑﺤﻆ ﻭﺍﻓﺮ ، ﻓﺎﻟﻨﺒﻲ –
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ – ﺗﺮﻛﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺠﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻟﻴﻠﻬﺎ ﻛﻨﻬﺎﺭﻫﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﻎ ﻋﻨﻬﺎ
ﺇﻻ ﻫﺎﻟﻚ ، ﻓﺘﻤﺴﻜﻮﺍ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ – ﻭﻓﻘﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺇﻳﺎﻛﻢ – ﺑﺴﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻜﻢ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ،
ﻭ ﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ، ﻭﻗﻮﻟﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭ ﻗﻔﻮﺍ ﺣﻴﺚ ﻭﻗﻔﻮﺍ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻌﻨﺎ
ﻣﺎ ﻭﺳﻌﻬﻢ .
] ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ [
ﺃﺧﻲ – ﺭﺣﻤﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺇﻳﺎﻙ – ﺍﺟﻌﻞ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻧُﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭ ﺍﺗﻘﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻳﻬﺪﻳﻚ ، ﻭ ﺍﺣﺬﺭ ﻣﻦ ﻏﻀﺒﻪ ﻳﺮﺿﻴﻚ ، ﻓﻼ ﺗﻘﻞ ﺑﻠﺴﺎﻧﻚ ﺇﻻ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ، ﺃﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ
ﻟﻘﻮﻝ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮ – ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ – " ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻵﺧﺮ ، ﻓﻠﻴﻘﻞ ﺧﻴﺮﺍ ﺃﻭ ﻟﻴﺼﻤﺖ " ؟ ﻭ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﺇﻻ ﻟﻘﻮﻝ ﺣﺴﻦ ، ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ
ﺍﻧﻈﺮ ﻭ ﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺍﺻﺮﻑ ﺑﺼﺮﻙ ﻋﻦ ﻣﺤﺎﺭﻡ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭ ﺍﺑﺬﻝ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭ ﺍﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ، ﻭ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻓﻼ ﺷﻚ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻤﺎﺕ ﻭ ﺳﺘُﺴﺄﻝ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻙ ﻋﻦ ﺛﻼﺙ ، ﻓﺘﺰﻭﺩ ﺑﺨﻴﺮ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﻭ ﺍﺯﻫﺪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺍﺷﻐﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ .
] ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ [
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ، ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ
ﺃﻧﻜﻢ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺭﺍﺣﻠﻴﻦ ﻭ ﻏﺪﺍ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ، ﻓﻬﻞ ﺃﻋﺪﺩﺗﻢ
ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ ﺟﻮﺍﺑﺎ ؟ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺟﻨﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﻧﺎﺭ ﺣﺎﻣﻴﺔ ، ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺩﻭﻧﻜﻢ
ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺳﺘﻤﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻤﺎ ﻭ ﺗﺤﺘﻜﻢ ﺟﻬﻨﻢ " ﻭ ﺇﻥ ﻣﻨﻜﻢ ﺇﻻ ﻭﺍﺭﺩﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﺭﺑﻚ ﺣﺘﻤﺎ ﻣﻘﻀﻴﺎ " ﻓﺄﻳﻦ ﻫﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﺒﺘﻜﻢ ، ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻋﻄﻰ ﻭ ﺍﺗﻘﻰ ﻭ
ﺃﺣﺴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻓﻴﺠﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ، ﻭ ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺑﺨﻞ ﻭ ﺍﺳﺘﻐﻨﻰ ﻭ
ﻓﺮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻓﺪﻭﻧﻪ ﻧﺎﺭ ﺗﻠﻈﻰ ، ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﺮﺍﺋﺮﻛﻢ ﺃﺻﻠﺤﻮﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﺗُﺒﻠﻰ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﻻﻛﻢ " ﻳﻮﻡ ﺗﺒﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﺍﺋﺮ ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﻭﻻ ﻧﺎﺻﺮ " ، ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ
ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﺯﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺯﻳﻨﻜﻢ ، ﻭ ﺍﻫﺠﺮﻭﺍ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺬﻱ
ﻓﺎﺕ ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎﻫﻮ ﺁﺕ ﻗﺮﻳﺐ .
] ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ [
ﺍﺣﺬﺭ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭ ﺍﻟﻬﻮﻯ ، ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺸﺮ ﻛﻠﻪ ، ﻭ ﻟﻮ ﺳﻠِﻤﺖَ ﻣﻨﻬﻢ
ﺳﻠِﻤﺖَ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻛﻠﻪ ﻓﺎﺳﺘﻌﺬ ﺑﺮﺏ ﻭ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻮﺳﻮﺍﺱ
ﺍﻟﺨﻨﺎﺱ ، ﻓﻤﻦ ﺣﺼّﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺑﺤُﺴﻦ ﺍﻹﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
ﺍﻟﻬﺰﺍﺋﻢ ﻭ ﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ ﻭ ﺻﺒِّﺮ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺍﺣﺒﺴﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﻭﺣﺎﺳﺒﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻟﺨﻮﺍﻥ ﻭ ﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻓﻴﻀﻠﻚ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺑﻞ
ﺃﺭﻏﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻘﺪ ﻧﻔﻰ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ – ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ –
ﻧﻔﻰ ﻋﻨّﺎ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮﺍﻧﺎ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭ ﺩﻳﻦ
ﺍﻟﺤﻖ ، ﻓﻄﻮﺑﻰ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﻏﻢ ﺃﻧﻒ ﺷﻴﻄﺎﻧﻪ ﻭ ﺭﻭﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﻗﻮﻱَ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻭ ﻧﺒﺬﻩ ﻫﻮﺍﻩ
ﻭﺍﺭﺍﺀﻩ .
] ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ [
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ، ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻪ ﺷﺄﻧﻪ ﻛﻠﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ،
ﻓﺈﺫﺍ ﺻﻠﺢ ﺍﻷﺻﻞ ﺻﻠﺢ ﺍﻟﻔﺮﻉ ، ﻓﻌﻘﻴﺪﺗﻪ ﺗﻨﻬﺎﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ، ﻭﻫﻮ ﺃﻱ
ﺍﻟﺸﺮﻙ ، ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳُﻌﺺَ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭ ﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺤﺶ
ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ، ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻠﻪ ﻧﺪﺍ ﻭﻫﻮ ﺧﻠﻘﻚ ﻭﺭَﺯَﻗﻚ ﻭﺳَﻮَّﺍﻙ ﻓﻌﺪﻟﻚ ؟؟
ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻣﺘﺴﻤﻚ ﺑﻬﺪﻱ ﻧﺒﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻋﺮﻑ ﺃﻧﻪُ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﻭ
ﺍﺟﺘَﻨَﺐ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ، ﻭﺻﻼﺗﻪ ﺗﻨﻬﺎﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻷﻧﻪ ﻳﺼﻠﻲ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺼﻠﻲ ، ﻓﻴﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ
ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﻬﺬﻳﻦ ﺍﻻﺻﻠﻴﻦ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﻴﻦ ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺮﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ – ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ – ، ﻓﻴﻮﺿﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﻘَﺒﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻗﺪ
ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻘﻪ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ – ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ – ﻭﺿﻤِﻦ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ
ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ ﻟﻤﻦ ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ .
] ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ [
ﻻ ﺗﻜﻦ ﺃﺧﻲ – ﺃﻛﺮﻣﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﺑﺘﻘﻮﺍﻩ – ﻣﻤّﻦ ﻏﺮﺗﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﻏﺮﻫﻢ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐَﺮﻭﺭ ﻭ ﺭﻛﺒﻮﺍ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺍﻷﻣﺎﻧﻲ ﻭ ﺍﻧﻘﺎﺩﻭﺍ ﺑﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻓﺎﺟﺘﺎﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ
ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ، ﻣﺎﻟﻬﻢ ﻭ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﺎﺻﻢ ، ﻓﺈﻳﺎﻙ ﻭ ﺇﻳﺎﻫﻢ ،
ﻭﺍﺭﻛﺐ ﻓﻲ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺭﻛﺒﻬﺎ ﺳﻠِﻢ ﻭﻣﻦ ﺩﻋﺎ ﻟﻬﺎ ﻏﻨِﻢ ، ﻓﺴﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺜﻞ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮﺡ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﻦ ﺭﻛﺒﻬﺎ ﻧﺠﻰ
ﻭﻣﻦ ﺗﻮﻟﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺿﻞ ﻭﻏﻮﻯ . ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻛﻢ ﻓﺄﺩﻭﺍ ﺣﻘﻪ ﺗﻼﻭﺓ ﻭﺃﺣِﻠﻮﺍ
ﺣﻼﻟﻪ ﻭﺣﺮِّﻣﻮﺍ ﺣﺮﺍﻣﻪ ﻭﻗِﻔﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﻪ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻐﺮﺍﺀ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ
ﻓﻌﻀﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﺟﺬ ﻭﺗﻤﺴﻜﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻦ ، ﺃﻋﺎﺫﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻣﻤﺎ ﻇﻬﺮ
ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﻣﺎ ﺑﻄﻦ . ﺍ ﻫـ
بارك الله فيك