ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﻻﻩ ،
ﻭﺑﻌﺪ :
ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻋﻈﻴﻢ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﺭﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺎﻛﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺎ
ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﻓﺘﻦ ﻭﻗﻼﻗﻞ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻛﻼﻡ ﻗﺪﻳﻢ ﻟﻪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻤﺎ
ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻓﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺛﺒﺎﺕ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻻ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺍﺕ ﻭﺇﻟﻴﻜﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﻣﻦ ﺍﻟﻨَّﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺃﻥَّ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﻭﻻﺓ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻜﺮ
ﺍﻧﻬﺰﺍﻣﻲ، ﻭﻫﻞ ﺍﻟﻨَّﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﻮﻻﺓ ﻭﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣَّﺔ ﻣﻦ ﻫﺪﻱ ﺍﻟﺴَّﻠﻒ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﻻﺓ – ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻋﺪﻡ ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﻓﻲ
ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ – ﺃﻣﺮًﺍ ﺍﻧﻬﺰﺍﻣﻴًﺎ؛ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻃﻌﻦٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ
ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﻻﺓ، ﻭﻃﻌﻦٌ ﻓﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﻭﺃﻛَﺪ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ
ﻛﺮﺍﺕ ﻭﻣﺮﺍﺕ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄَّﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺻﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻻ ﺗﻘﻮﻡ
ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺣﻘَّﻘﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ : ﻃﺎﻋﺔ ﻭﻻﺓ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ
ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ .
ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ – ﺗَﺒَﺎﺭَﻙَ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ- ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻋﻠﻰ
ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺴﻜﻴﻦ ﺑﻬﺪﻳﻪ ﻭﻫﺪﻱ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪٍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻜﺮ ﺛﻮﺭﻱ ﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﻣﺘﺄﺛﺮًﺍ ﺑﻔﻜﺮ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻓﻘﻂ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﻣﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﻔﻜﺮ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ؛ ﻷﻥَّ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻄَّﻂ ﻟﻠﺜﻮﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤُﺪَﻣِّﺮﺓ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨَّﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ،
ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﻋﺎﻗﻞ ﺃﻥَّ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨَّﺼﺎﺭﻯ ﺗﻜﺎﻟﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺃﻭﺟﺪﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﻣِّﺮﺓ ﻭﺗﻐﺬِّﻳﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ
ﺗﻐﺬﻳﻬﺎ
ﺑﻞ ﻟﻠﺮَّﻭﺍﻓﺾ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺃﺷﺪ ﻋﺪﺍﺀً ﻟﺒﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ،
ﺃﺷﺪ ﻋﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩًﺍ ﺟﺎﺯﻣًﺎ ﺃﻥَّ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﺭًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻓﻲ
ﺗﻐﺬﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺗﺒﻘﻰ ﻫﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﺑﻤﻨﺄﻯ ﻭﻣﺄﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤُﺪَﻣِّﺮﺓ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻐﺬِّﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﻛﻌﻮﺍ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ، ﻭﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗُﻨَﻔِّﺬ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
ﻭﻻ ﻧﺴﺘﺒﻌﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥّ ﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨَّﺼﺎﺭﻯ ﺩﻭﺭًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻓﻲ ﺗﻐﺬﻳﺔ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ، ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺃﻥَّ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺑﺮﺓ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ
ﻭﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻻ ﺗﻬﻨﺄ ﺑﺎﻟﻌﻴﺶ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻋﻮﺍﺻﻢ ﺃﻭﺭﺑﺎ
ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺼﺪﺭ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻭﺍﻟﺨﻄﻂ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ .
ﻓﻘﺪ ﻣُﺴِﻚ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺍﻟﻤﺪﺑﺮ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤُﺪَﻣِّﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﻭﻣُﺴِﻚ ﻛﺜﻴﺮٌ
ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻼﺑﺴﻴﻦ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﻨﻔﺬﻳﻦ ﻟﺨﻄﻂ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻢ
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ – ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ – ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﻥَّ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﺃﻣﺮ ﺍﻧﻬﺰﺍﻣﻲ،
ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ – ﺗَﺒَﺎﺭَﻙَ ﻭﺗَﻌَﺎﻟﻰ- ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻠَّﻔﻨﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻻﻧﻬﺰﺍﻣﻴﺔ، ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑَّﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﻬﺰﺍﻣﻴﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺍﻟﻠﻪِ ﻃﻌﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻓﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .-
ﻓﻠﻴﺘﺄﺩَّﺏ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺠﻬﻼﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﻌﻮﺍﻗﺐ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ، ﻭﻻ
ﺑﻌﻮﺍﻗﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻃﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﻘﻮﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ
ﻭﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻟﻪ – ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ- ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴَّﺪﺍﺩ ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﺷﺪ .
ﻓﻨﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ؛ ﻳﺠﺐ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﻣِّﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ، ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗُﺪﺭَﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ، ﻭﺗﺒﻴَّﻦ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻬﺎ
ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ، ﻭﺗُﺒﻴَّﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﺑﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺑﻨﺎﺅﻧﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﺜَّﺎﻧﻮﻳﺎﺕ ﻭﻳﺘﻐﺬَّﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ، – ﻭﺍﻟﻠﻪ – ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺨﻠﻮَ
ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﻋﻦ ﺑَﻜﺮﺓ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﻣِّﺮﺓ
ﻭﺍﻻﻧﻬﺰﺍﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ ﺍﻟﺜَّﻮﺭﻳﻴﻦ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ
ﻭﺍﻟﻨَّﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺨﻄﻄﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺪﺑﺮﻳﻦ ﻟﺪﻣﺎﺭ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ : ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻜﻢ، ﻫﻞ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺜَّﻮﺭﺍﺕ،
ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸَّﺒﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﺃﻫﻞِ ﺍﻟﺴُّﻨَّﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻻ، ﺳﻮﺍﺀ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴَّﺔ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻧﺼﻴﺤﺘﻜﻢ ﻟﻤﻦ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔً ﺩﻋﻮﻳَّﺔ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻭﻟﻴﻨﻴﻦ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻢ، ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛ ﺛﻮﺭﻳَّﺔ
ﻭﺳﻔﻚ ﺍﻟﺪِّﻣﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ، ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻭﻟﻴﻨﻴﻦ ﺿَﻤُّﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﺬﻫﺐ
ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺇﺳﻼﻡ، ﻭﻛﺸﺄﻧﻬﻢ؛ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ،
ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺪﻳﺴﻜﻮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻠُّﻪ ﺿﻼﻝ ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸَّﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻼﻗﻞ ﻫﺬﻩ ﻭﻳُﻠﺒِﺴُﻮﻧﻬﺎ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺑَﺮَّﺃَ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ﺍﺩْﻉُ ﺇِﻟِﻰ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺭَﺑِّﻚَ ﺑِﺎﻟْﺤِﻜْﻤَﺔِ ﻭَﺍﻟْﻤَﻮْﻋِﻈَﺔِ ﺍﻟْﺤَﺴَﻨَﺔِ ﻭَﺟَﺎﺩِﻟْﻬُﻢ ﺑِﺎﻟَّﺘِﻲ
ﻫِﻲَ ﺃَﺣْﺴَﻦُ ﴾ ] ﺍﻟﻨﺤﻞ .[125:
ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﺍﺑُﻪ ﻭﻟﻪ ﺷﺮﻭﻃﻪ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄُّﺮﻕ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﻀﻔُﻮﻥ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺃﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳَّﺔ ﻭﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻭﻟﻴﻨﻴﻦ، ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ
ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻧﺤﺎﺭﺏ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ! ﻭﻫﻢ ﻳﺮﻭِّﺟﻮﻥ ﻟﻠﻔﻜﺮ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، ﻭﺍﻟﻠﻪِ ﻳﺮﻭِّﺟﻮﻧﻪ، ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳَّﺔ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ، ﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﺴُّﻠﻄﺔ، ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ،
ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ؛ ﻛﻠُّﻬﺎ ﺃﻓﻜﺎﺭٌ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻭﺗُﺪﻓَﻊُ ﺍﻟﻤﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﻟﺒﺜِّﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺗﺴﺘﻮﻟﻲ ﺑﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻢ، ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺧﺪﻡ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭِّﺟﻴﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨَّﺎﺱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺇﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﻼﺀ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ !