سم الله الرحمن الرحيم
نعم. لقد بدأت العشر الأواخر من رمضان لكي تحكي لنا قصة "قرب الوداع" لهذا الشهر
الكريم. ولكي تحكي لنا "ليلة القدر" لعل النفوس أن تنافس. ولكي تروي لنا
"حلاوة الاعتكاف" فأين المتنافسون ؟
لقد بدأت العشر وبدأ السباق، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، وهو القدوة في علو الهمة.. فأين المقتدون المهتدون؟؟
إن ليالي العشر قد آذنت بالرحيل ولسان حالها: "أدركني فإنما أنا ساعات" وقد لا
تدركني في أعوام قادمة… إنها ليالي العابدين، وقرة عيون القانتين، وملتقى الخاشعين، ومحط المخبتين ومأوى
الصابرين.. فيها يحلو الدعاء ويكثر البكاء.. إنها ليال معدودة وساعات محدودة، فيا حرمان من لم يذق فيها لذة المناجاة..
و يا خسارة من لم يضع جبهته لله ساجداً فيها.. إنها ليال يسيرة.. والعاقل يبادر الدقائق فيها لعله يفوز بالدرجات العلى في
الجنان.. "وإنها ليست بجنة بل جنان." فيا نائماً متى تستيقظ؟ ويا غافلاً متى تنتبه؟ ويا مجتهداً اعلم أنك بحاجة إلى مزيد
اجتهاد، ولا أظنك تجهل هذه الآية {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ}.التوبة .105 فماذا سيرى الله منك في هذه العشر؟
الله تقبل منا صيامنا و قيامنا و صالح اعمالنا و اغفر لنا و ارحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين ،،، اللهم أمــــين
إنها ليلة القدر وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ليلة ليست كباقي الليالي ليلة خير من ألف شهر انها
ليلة القدر ذات القدر العظيم والشرف الكبير حيث يقدر فيها ما يكون في تلك السنة من الإحياء والإماتة والأرزاق وغير ذلك.. قال تعالى: {ليلة القدر خير من ألف شهر}.. أي من ألف شهر ليس فيه ليلة القدر, والمراد بالخيرية هنا ثواب العمل فيها, وما ينزل الله تعالى فيها من الخير والبركة على هذه الأمة, ولذلك كان من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
فحق على كل من عرف قدرها أن يحرص على القيام بالعشر الأواخر من رمضان رجاء أن يدرك هذه الليلة المباركة فينال الخير العظيم من رب كريم.
بوركت يمناك ويارب اكتبنا مع الساجدين العاكفين ويارب تقبل منا صيامنا وتقبل دعائنا
فهايا نشد الهمة فقد هلت علينا خير ايام العام الايام العشر الأواخر
فلنسجد ونركع و ندعو الله ر
تسأل الله عز وجل أن ينزل عليكم السكينة وأن يرزقكم ليلة هادئة مطمئنة في كنف طاعته سبحانه وتعالى.. آمين
وهيا ارفعوا الهمة وشدوا الإزار لإستقبال العشر الأواخر المباركة.. اعمروها بالخيرات والقربات ولا تحقروا من المعروف شيئا فإنكم تتعاملون مع رب كريم معطاء.. ألحوا بالدعاء فأبواب السماء مفتحة.. وهناك رب مشتاق لسماع أصواتكم بالدعاء.. فهيا يا أحبة لنتسابق في الخيرات.
عن شفيقة ليوم 20/9/1433 للهجرة الساعة 01:40 ليلا