تخطى إلى المحتوى

حذار 2024.

قد حث الإسلام المؤمنين إلى الخير و الأخلاق الفاضلة , و حذرهم من الشر و الصفات السيئة الرديئة التي تكون سببا في اضطراب الأفراد و الأسر وتفكك أواصر المجتمع الإسلامي , و من هذه الصفات الذميمة : النميمة و هي : نقل الكلام بين اثنين أو فئتين لغرض الإفساد , وهي كبيرة من كبائر الذنوب , و محرمة بإجماع المسلمين , ولخطورتها جاء تحريمها في الوحيين , قال تعالى : ( و لا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم ) 10 , 11 سورة القلم , و قال صلى الله عليه و سلم : ( لا يدخل الجنة نمام ) رواه البخاري ومسلم. و النميمة من أمراض القلوب و النفوس الرديئة التي تؤثر على صاحبها أولا , و هي توجب عذاب القبر , و ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين , فقال : إنهما يعذبان , وما يعذبان في كبير ثم قال : بلى ! كان أحدهما لا يستتر من بوله , وكان الآخر يمشي بالنميمة ) متفق عليه , و تمزق الأواصر بين الأفراد الطيبة و الأسر , و تنشر العداوة و البغضاء بين المسلمين . فالنمام هو ذلك الإنسان الذي يقابل الناس , و يعاملهم بوجهين , هؤلاء بوجه , و هؤلاء بوجه آخر , و يتقلب و يتغير حسب المواقف السيئة التي يريدها , و قد حذر منه الرسول صلى الله عليه و سلم يقابل كل من يعاملهم بوجه، فهو كالحرباء يتلون بحسب الموقف الذي يريده وقد حذر النبي, و النمام كثير الحلف بالله , غير صادق ليغطي أكاذيبه السيئة , و ليصدقه الناس في افترائه , و يثقوا فيه , و هو حقير مهين لم يقدر نفسه و لا المسلمين , فجاءت صيغ المبالغة ( حلاف , مهين , هماز, مشاء , نميم ) لتدل على المبالغة و الكثرة في تلك أفعال الصيغ , و النمام يتكلم بأعراض الناس , و يمشي بين الناس بالصفات الدنيئة , و ينقل بينهم الكلام بقصد الإفساد و التفريق بين المسلمين , و ذلك حقد منه , و يمنع الخير عن نفسه و الآخرين بخيل شحيح , و هو شديد الخصومة مكروه بين الناس . و إن الإسلام حذر من النميمة , فالمسلم الصادق له وجه واحد , وله لسان واحد حيثما كان , و أينما كان , و يراقب ربا واحدا , و يحفظ لسانه , فقد يكون نقمة و آفة على صاحبه , لا ينطق إلا بما يرضي الله ربه من الأذكار و الأقوال , و يبتعد عن النميمة , و لا يستمع لها . قال صلى الله عليه و سلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر, فليقل خيرا أو ليصمت ) متفق عليـه .
من

بارك الله فيك
وفيك بارك الله
جزاك االله خيرا على ما قدمت
شكرا ام سيرين على المرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.