تخطى إلى المحتوى

{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} براءة من الأديان الأخرى وليست إقرارًا وتركًا لها 2024.

الجيريا

﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 6]

يستدل بعض العلماء والباحثين بهذه الآية للدلالة على أن الإسلام لا يرفض الأديان الأخرى، ولا يطالب أصحابها بترك أديانهم الباطلة أو المحرفة واعتناق دين الإسلام، بل يقرهم على ما هم عليه من ضلال وتحريف، ويخلطون بين دعوة الناس لترك عقائدهم وأديانهم واعتناق الإسلام عن رضا واختيار، وإرغامهم على ذلك بالإكراه والإجبار. وهناك من يستدل بالآية كدليل على أن الإسلام أمرنا بترك اصحاب الاديان الأخرى وشأنهم ونهانا عن التعرض لعقائد غير المسلمين بنقضها وبيان فسادها ولو تعلق الأمر بدعوتهم للإيمان بالإسلام.

ويقول ذلك ويدعيه العامة والخاصة حتى البعض ممن ينتمون إلى العلم والدعوة بل وبعض الجماعات الإسلامية، ويركزون على ذلك ويعتمدونه، حتى أصبح الأمر بمثابة العقيدة التي لا تتزعزع عند الناس وللأسف أن بعض الدول تنتهج سياسة الوفاق مع اليهود والنصارى، وإدعاء الوحدة الوطنية والإخوة الإنسانية، وأنه لا يوجد عداء بين المسلمين وغيرهم من أجل الدين على الإطلاق، بل لا بد من وجود المحبة والموالاة والمحبة بين المسلم وبين أصحاب الأديان الأخرى فإنهم جميعًا يشتركون في الوطن والإنسانية.. وهذه السياسات الفاسدة هي التي جندت من يدعي هذه الإدعاءات.

هكذا تموت عقيدة الولاء والبراء، وهكذا يغطون على الآيات البينات من كتاب الله تعالى التي أمرت بالبراءة من اليهود والنصارى والمشركين أجمعين، وهكذا يتم تدجين المسلمين فيأمن منهم اليهود والنصارى والمشركين، مع أن المسلمين في الواقع يقعون دومًا ولا يزالون تحت كيد مكر وخبث اليهود والنصارى وآلة القتل اليهودية والنصرانية لا تزال تعمل في أبناء الأمة. وفوق هذا يأتي من يتلاعب بالنصوص الشرعية، ويلوي أعناق النصوص، ويلبس على المسلمين البسطاء دينهم، ليدعي أن الإسلام أمر بمتاركة الأديان الأخرى، وأقرها، وأقر حرية الاعتقاد، وأمر بالمسامحة والمحبة.. إلى آخر هذا الباطل.

إن هذه الآية الكريمة {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، بل وسورة "الكافرون" كلها أنزلها الله تعالى للبراءة من الشرك وأهله، وفيما يأتي بيان مقصود الشريعة من هذه الآية الكريمة بالدليل والبرهان وأنها نزلت لتقر أن الإسلام بريء من كل الأديان الأخرى ولا يقرها ولا يعتمدها ولا يتاركها -على عكس زعمهم-..

أولاً: براءة من الشرك.

قال النبي صلى الله عليه وسلم أن سورة الكافرون: "أنها براءة من الشرك".
النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أنزل الله عليه القرآن، وعلمه إياه، وهو نبي هذه الأمة المبلغ عن ربه، وهل بعد فهم النبي صلى الله عليه من فهم؟!، وهل بعد تفسير النبي صلى الله عليه وسلم من تفسير؟!، وهل بعد بيانه من بيان؟! وهل من بعد علمه من علم؟!.. وهل هناك من يعرف مقاصد القرآن مثله صلى الله عليه وسلم ؟!. فالنبي صلى الله عليه وسلم بَيَّنّ أن هذه السورة إنما أنزلها الله تعالى للبراءة من الشرك والمشركين، وأن دين الإسلام لا يقر عقيدتهم ولا يصحهها، بل يتبرأ منها وينفيها، ومع حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يفسر هذه السورة ويبين معناها والمقصود منها:

ـ عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ عن أبيه رضي الله عنه: "أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا أَوَيْتُ إِلَى فِرَاشِي؟ قَالَ: «اقْرَأْ» {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، «فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنْ الشِّرْكِ»رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني

-عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ شَيْخٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقْرَأُ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} قَالَ: «أَمَّا هَذَا فَقَدْ بَرِئَ مِنْ الشِّرْكِ»؛ قَالَ: وَإِذَا آخَرُ يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بِهَا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» رواه أحمد وصححه الألباني .

ثانيًا: أقوال أئمة التفسير وهو موافق لقول النبي صلى الله عليه وسلم.

نذكر طائفة من أقوال المفسرين، وهي تابعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم، وموافقة له، وهذا هو فهم الأمة الصحيح الذي لم يخالطه الخبث والدخن الذي انتشر اليوم. قال ابن عباس: "ليس في القرآن أشد غيظاً لإبليس منها؛ لأنها توحيد وبراءة من الشرك" [تفسير القرطبي (20/235)، وتفسير اللباب لابن عادل (16/471)].

قال ابن كثير: "هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون، وهي آمرة بالإخلاص فيه، فقوله: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} شمل كل كافر على وجه الأرض. [تفسير ابن كثير ]. قال أبو حيان: "{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}: أي لكم شرككم ولي توحيدي، وهذا غاية في التبرؤ" [البحر المحيط (11/22)].

قال الشنقيطي: "{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}: هو نظير ما تقدم في سورة يونس: {أَنتُمْ بريئون مِمَّآ أَعْمَلُ وَأَنَاْ بريء مِّمَّا تَعْمَلُون} [يونس: 41]، وكقوله: {وَلَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ}" [البقرة: من الآية 139]. ليس في هذا تقريرهم على دينهم الذي هم عليه، ولكن من قبيل التهديد والوعيد كقوله: {وَقُلِ الحق مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [الكهف: من الآية 29].
وفي هذه السورة قوله: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وصف يكفي بأن عبادتهم وديانتهم كفر. وقد قال لهم الحق: {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} لأنها عبادة باطلة. عبادة الكفار، وبعد ذلك إن أبيتم إلا هي، فلكم دينكم ولي دين. [أضواء البيان (9/320)].

ثالثًا: هل قوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} إذن للآخرين في الكفر وحرية العقيدة؟

قال الإمام الرازي: "فإن قيل: فهل يقال: إنه أذن لهم في الكفر؟ قلنا: كلا فإنه عليه السلام ما بعث إلا للمنع من الكفر فكيف يأذن فيه، ولكن المقصود منه أحد أمور:

أحدها: أن المقصود منه التهديد، كقوله: {اِعْمَلُوا مَا شِئِتُم} [فصلت: من الآية 40].
وثانيها: كأنه يقول: إني نبي مبعوث إليكم لأدعوكم إلى الحق والنجاة، فإذا لم تقبلوا مني ولم تتبعوني فاتركوني ولا تدعوني إلى الشرك.
وثالثها: {لَكُمْ دِينَكُمْ} فكونوا عليه إن كان الهلاك خيراً لكم {وَلِيُّ دِينِ} لأني لا أرفضه.

القول الثاني: في تفسير الآية أن الدين هو الحساب أي لكم حسابكم ولي حسابي، ولا يرجع إلى كل واحد منا من عمل صاحبه أثر ألبتة.

القول الثالث: أن يكون على تقدير حذف المضاف أي لكم جزاء دينكم ولي جزاء ديني وحسبهم جزاء دينهم وبالاً وعقاباً كما حسبك جزاء دينك تعظيماً وثواباً.

القول الرابع: الدين العقوبة: {وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ الله} [النور: من الآية 2] يعني الحد، فلكم العقوبة من ربي، ولي العقوبة من أصنامكم، لكن أصنامكم جمادات، فأنا لا أخشى عقوبة الأصنام، وأما أنتم فيحق لكم عقلاً أن تخافوا عقوبة جبار السموات والأرض.

القول الخامس: الدين الدعاء، فادعو الله مخلصين له الدين، أي لكم دعاؤكم: {وَمَا دُعَاء الكافرين إِلاَّ فِى ضلال} [الرعد: من الآية 14]، {وَإِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا استجابوا لَكُمْ} [فاطر: من الآية 14]، ثم ليتها تبقى على هذه الحالة فلا يضرونكم، بل يوم القيامة يجدون لساناً فيكفرون بشرككم، وأما ربي فيقول: {وَيَسْتَجِيبُ الذين ءامَنُواْ} [الشورى: من الآية 26]، {ادعونى أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: من الآية 60]، {أُجِيبُ دَعْوَةَ الداع إِذَا دَعَانِ} [البقرة: من الآية 186].

القول السادس: الدين العادة، قال الشاعر:
يقول لها وقد دارت وضيني *** أهذا دينها أبدأ وديني

معناه لكم عادتكم المأخوذة من أسلافكم ومن الشياطين، ولي عادتي المأخوذة من الملائكة والوحي، ثم يبقى كل واحد منا على عادته، حتى تلقوا الشياطين والنار، وألقى الملائكة والجنة.

المسألة الثانية:

قوله: {لَكُمْ دِينَكُمْ} يفيد الحصر، ومعناه لكم دينكم لا لغيركم، ولي ديني لا لغيري، وهو إشارة إلى قوله: {أَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى . وَأَن لَّيْسَ للإنسان إِلاَّ مَا سعى} [النجم: 38-39]؛ أي أنا مأمور بالوحي والتبليغ، وأنتم مأمورون بالامتثال والقبول، فأنا لما فعلت ما كلفت به خرجت من عهدة التكليف، وأما إصراركم على كفركم فذلك ممالا يرجع إلي منه ضرر ألبتة.

المسألة الثالثة:

جرت عادة الناس بأن يتمثلوا بهذه الآية عند المتاركة، وذلك غير جائز؛ لأنه تعالى ما أنزل القرآن ليتمثل به بل ليتدبر فيه، ثم يعمل بموجبه، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم، وصلى الله على سيدنا، وعلى آله وصحبه وسلم [تفسير الرازي (17/264)].

سبب نزول السورة الكريمة يؤيد ويدعم كل ما سبق:

قال ابن كثير رحمه الله: هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون، وهي آمرة بالإخلاص فيه، فقوله {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} شمل كل كافر على وجه الأرض، ولكن المواجهين بهذا الخطاب هم كفارُ قريش. وقيل: إنهم من جهلهم دَعَوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة، ويعبدون معبوده سنة، فأنزل الله هذه السورة، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية [تفسير ابن كثير (8/507)].

بارك الله فيك
الجيريامعلومااااااااااااات مفيدة والدييييييييين الوحييييييييييييييييد دين محمد اللهم صلي عليه وسلم دين الله دييييييييييييييين التوحيييييييييييييد

والحمد لله لتولدنااااااااااااااااا مسلميييييين
الجيريا

الجيريا
بارك الله فيك ام عبدو

آميين أخواتي نفعني الله و إياكن بما علمنا.
ارجو ان تمنحي نفسك وسام التميز لهذا الموضوع وتثبتينه لقيمته العلمية

هكذا تموت عقيدة الولاء والبراء، وهكذا يغطون على الآيات البينات من كتاب الله تعالى التي أمرت بالبراءة من اليهود والنصارى والمشركين أجمعين، وهكذا يتم تدجين المسلمين فيأمن منهم اليهود والنصارى والمشركين، مع أن المسلمين في الواقع يقعون دومًا ولا يزالون تحت كيد مكر وخبث اليهود والنصارى وآلة القتل اليهودية والنصرانية لا تزال تعمل في أبناء الأمة. وفوق هذا يأتي من يتلاعب بالنصوص الشرعية، ويلوي أعناق النصوص، ويلبس على المسلمين البسطاء دينهم، ليدعي أن الإسلام أمر بمتاركة الأديان الأخرى، وأقرها، وأقر حرية الاعتقاد، وأمر بالمسامحة والمحبة.. إلى آخر هذا الباطل.


فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ –

كثر الله من امثال قائل هذا المقال…..

الجيريا

جزاك الله خير
وبارك فيك
طرح قيم وجميل
تحياتي وتقديري
بوركتي أختي أم حسنى على ردك الطيب تم التثبيث للفائدة أما الوسام التميز فلا أستطيع إعطاء نفسي وسام مشكورة على لطفك وطيبتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.