ﻕﺍﻝ ﺍﻟﺸﻴﺢ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺁﻝ ﺷﻴﺦ :
ﻣﻤﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻣﻊ ﻏﻔﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ: ﻣﺎ ﻳﻜﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻟﺒﺮﻭﺝ، ﻳﻀَﻌُﻮﻥ ﺻﻔﺤﺔ ﺃﻭ
ﺃﻗﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﻳﺠﻌﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺳﻢ ﺑﺮﻭﺝ ﺍﻟﺴﻨﺔ: ﺑﺮﺝ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺍﻟﻌﻘﺮﺏ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ، ﻭﻳﺠﻌﻠﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﺑﺮﺝ
ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻓﻴﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻮﻟﻮﺩﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺮﺝ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺒﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ،
ﻭﻫﻮ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﺎﻧﺔ، ﻭﻭﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻠﻜﻬﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﺇﻧﻜﺎﺭﺍ
ﻟﻠﺸﺮﻛﻴﺎﺕ ﻭﻻﺩﻋﺎﺀ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﻟﻠﺴﺤﺮ ﻭﻟﻠﺘﻨﺠﻴﻢ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ، ﻳﺠﺐ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺻﻌﻴﺪ،
ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳُﺪﺧﻠﻪ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻘﺮﺃﻩ ﻭﻻ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻭﺇﻥ ﺭﺃﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺮﻭﺝ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻮ
ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﺗﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻜﺮ ﻟﻪ.
ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﻭﺝ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺒﺮﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻭُﻟﺪ ﻓﻴﻪ؛ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺄﻃﻠﻊ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻋﻨﻲ ﺃﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺳﻴﺤﺼﻞ
ﻟﻤﻦ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﺝ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻤﻦ ﺃﺗﻰ ﻛﺎﻫﻨﺎ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﻟﻪ ﺻﻼﺓ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻟﻴﻠﺔ.
ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﻭﻗﺮﺃ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭُﻟﺪ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺮﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻭﻗﺮﺃ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ، ﻓﻬﺬﺍ ﺳﺆﺍﻝ ﻓﺈﺫﺍ ﺻﺪﻗﻪ ﺑﻪ
ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻏﺮﺑﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ
ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺻﻌﻴﺪ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺆﺛِّﻢ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻓﻲ
ﺑﻴﺘﻪ ﺑﺈﺩﺧﺎﻝ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ؛ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﻟﻠﻜﻬﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ، ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ، ﻓﻮﺍﺟﺐ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﻭﺗﻤﺰﻳﻘﻪ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﺳﺒﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﻳُﺪﺣﺾ ﺃﻭﻟﺌﻚ؛ ﻷﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺒﺮﻭﺝ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﻟﻪ ﻣﻌﺎﻫﺪ ﻣﻌﻤﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﻣﺎ
ﺳﻴﺤﺼﻞ ﺑﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﺟﺪﺍﻭﻝ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻭﻳﺨﺒﺮﻭﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺝ ﺍﻟﻔﻼﻧﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻌﻠﻢٍ ﻭﻫﻤﻲ ﻳﻐﺮﻫﻢ ﺑﻪ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻭﻛﻬﺎﻧﻬﻢ .
ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﺒﺼﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﻓﻲ ﺧﻄﺐ ﺍﻟﺠﻤﻊ؛ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ
ﻣﻤﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻣﻊ ﻏﻔﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ: ﻣﺎ ﻳﻜﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻟﺒﺮﻭﺝ، ﻳﻀَﻌُﻮﻥ ﺻﻔﺤﺔ ﺃﻭ
ﺃﻗﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﻳﺠﻌﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺳﻢ ﺑﺮﻭﺝ ﺍﻟﺴﻨﺔ: ﺑﺮﺝ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺍﻟﻌﻘﺮﺏ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ، ﻭﻳﺠﻌﻠﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﺑﺮﺝ
ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻓﻴﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻮﻟﻮﺩﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺮﺝ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺒﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ،
ﻭﻫﻮ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﺎﻧﺔ، ﻭﻭﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻠﻜﻬﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﺇﻧﻜﺎﺭﺍ
ﻟﻠﺸﺮﻛﻴﺎﺕ ﻭﻻﺩﻋﺎﺀ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﻟﻠﺴﺤﺮ ﻭﻟﻠﺘﻨﺠﻴﻢ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ، ﻳﺠﺐ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺻﻌﻴﺪ،
ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳُﺪﺧﻠﻪ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻘﺮﺃﻩ ﻭﻻ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻭﺇﻥ ﺭﺃﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺮﻭﺝ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻮ
ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﺗﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻜﺮ ﻟﻪ.
ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﻭﺝ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺒﺮﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻭُﻟﺪ ﻓﻴﻪ؛ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺄﻃﻠﻊ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻋﻨﻲ ﺃﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺳﻴﺤﺼﻞ
ﻟﻤﻦ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﺝ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻤﻦ ﺃﺗﻰ ﻛﺎﻫﻨﺎ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﻟﻪ ﺻﻼﺓ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻟﻴﻠﺔ.
ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﻭﻗﺮﺃ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭُﻟﺪ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺮﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻭﻗﺮﺃ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ، ﻓﻬﺬﺍ ﺳﺆﺍﻝ ﻓﺈﺫﺍ ﺻﺪﻗﻪ ﺑﻪ
ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻏﺮﺑﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ
ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺻﻌﻴﺪ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺆﺛِّﻢ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻓﻲ
ﺑﻴﺘﻪ ﺑﺈﺩﺧﺎﻝ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ؛ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﻟﻠﻜﻬﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ، ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ، ﻓﻮﺍﺟﺐ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﻭﺗﻤﺰﻳﻘﻪ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﺳﺒﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﻳُﺪﺣﺾ ﺃﻭﻟﺌﻚ؛ ﻷﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺒﺮﻭﺝ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﻟﻪ ﻣﻌﺎﻫﺪ ﻣﻌﻤﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﻣﺎ
ﺳﻴﺤﺼﻞ ﺑﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﺟﺪﺍﻭﻝ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻭﻳﺨﺒﺮﻭﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺝ ﺍﻟﻔﻼﻧﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻌﻠﻢٍ ﻭﻫﻤﻲ ﻳﻐﺮﻫﻢ ﺑﻪ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻭﻛﻬﺎﻧﻬﻢ .
ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﺒﺼﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﻓﻲ ﺧﻄﺐ ﺍﻟﺠﻤﻊ؛ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ
ﻣﻤﺎ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺑﻪ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﻗﻠﻴﻞ، ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺿﻌﻴﻒ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ.
) ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺰﻳﺪ ﺑﺸﺮﺡ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ