إذا ما خلوت
فأستحي من نظرالإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
إذا أردت أنتعرف مدى إيمانك ..
فراقب نفسك في الخلوات..
راقب نفسك في الخلوات ..
راقب نفسك في الخلوات..
إنَّ الإيمان لا يظهر ؛ في صلاة ركعتين ، أو صيام نهار ..
بل يظهر ؛؛ في مجاهدة النفس و الهوى ..
من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم تعصاه، وتعرف شدة عقابه ثم لا تطلب السلامة منه، وتذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تهرب منها ولاتطلب الأنس بطاعته.
قد يبتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب إذا كان يحضره الناس، وعلى مشهد منهم،
لكنه إذاخلا بنفسه، وغاب عن أعين الناس، أطلق لنفسه العنان، فاقترف السيئات،
وارتكب المنكرات.
استحضار أن الله شاهد رقيب على قلوب عباده وأعمالهم، وأنه مع عباده حيث كانوا فإن من عَلِم أن الله يراه حيث كان، وأنه مطلع على باطنه وظاهره وسره وعلانيته،
واستحضر ذلك فيخلواته، أوجب له ذلك ترك المعاصي في السر
قال تعالى: {
ولقدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ
حَبْلِ الْوَرِيدِ} (16) سورة ق.
إن إيمان العبد بأن الله يراه ويطلع على سره وعلانيته وباطنه وظاهره وأنه لايخفى
عليه شيء من أمره ؛
من أعظم أسباب ترك المعاصي الظاهرة والباطنة؛
وإنما يسرف الإنسان على نفسهبالمعاصي والذنوب إذا غفل عن هذا الأمر ..
فمن قام فيقلبه أنه لا تخفى على الله خافية، راقب ربه وحاسب نفسه وتزود لمعاده، واستوى عندهالسر والإعلان..
ولذلك كان من وصاياه صلى الله عليهوسلم: (اتق الله حيثما كنت) أي في السر والعلانية
حيث يراك الناس وحيث لا يرونك،
فخشية الله تعالى في الغيب والشهادة من أعظم ما ينجيالعبد في الدنيا والآخرة
ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (أسألك خشيتك في الغيب والشهادة) .. ! !
كان الإمام أحمد كثيراً ما ينشد قول الشاعر: إذا ما خلوت الدهر يوماً فلاتقل
خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة
ولا أن ما يخفى عليه يغيب
وصل الله وسلم على سيدنا محمد