حقوق الزوجين و أساليب السعادة الزوجية :
للزواج آثار مهمة ومقتضيات كبيرة. فهو رابطة بين الزوجين يلزم كل واحد منهما بحقوق للآخر:
فهناك حقوق بدنية. وحقوق اجتماعية.. وحقوق مالية.
فيجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف، وأن يبذل الحق الواجب له. بكل سماحة وسهولة من غير تكره لبذله، ولا مماطلة، قال الله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف} (النساء: 19) وقال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة} (البقرة: 268)، كما يجب علـى المـرأة أن تبـذل لـزوجـها ما يحب عليها بذله، ومتى قام كل واحد من الزوجين بما يجب عليه للآخر كانت حياتهما سعيدة، ودامت العشرة بينهما، وإن كان الأمر بالعكس حصل الشقاق والنزاع، وتنكدت حياة كل منهما.
ولقد جاءت النصوص الكثيرة التي توصى بالمرأة وتراعي حقها وأن كمال الحال من المحال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وأن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوجاً، فاستوصوا بالنساء».. وفي رواية: «إن المرأة خلقت من ضلع ولن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها. طلاقها».. وقــال صـلى الله علـيــه وسـلم «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر» ومعنى لا يفرك: لا يبغض، ففي هــذه الأحـاديث إرشـاد للنبي صلى الله عليه وسلم أمته كيف يعامل الرجل المرأة. وأنه ينبغي أن يأخذ منها ما تيسر: لأن طبيعتها التي خلقت عليها أن لا تكون على الوجه الكامل، بل لابد فيها من عوج، ولا يمكن أن يستمتع بها الرجل إلا على الطبيعة التي خلقت عليها، وفي هذه الأحاديث أنه ينبغي للإنسان أن يقارن بين المحاسن والمساوئ في المرأة، فإنه إذا كره منها خلقاً فليقارنه بالخلق الثاني الذي يرضاه منها. ولا ينظر إليها بمنظار السخط والكراهية وحده.
وإن كثيراً من الأزواج يريدون الحالة الكاملة من زوجاتهم وهذا شيء غير ممكن، وبذلك يقعون في النكد، ولا يتمكنون من الاستمتاع والمتعة بزوجاتهم. وربما أدى ذلك إلى الطلاق، كما قال صلى الله عليه وسلم: «وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها» فينبغي للزوج أن يتساهل ويتغاضي عن كل ما تفعله الزوجة إذا كان لا يخل بالدين أو الشرف.
ومن حقوق الزوجة على زوجها: أن يقوم بواجب نفقتها من الطعام والشراب والكسوة والمسكن وتوابع ذلك: لقوله تعالى: {وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف} (البقرة: 223)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف»، وسُئل ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: «أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت».
ومن حقوق الزوجة على زوجها: أن يعدل بينها وبين جارتها (الزوجة الثانية) إن كانت له زوجة ثانية، يعدل بينهما في الإنفاق والسكنى والمبيت، وكل ما يمكنه العدل فيه، فإن الميل إلى أحداهما كبيرة من الكبائر، قال النبي صلي الله عليه وسلم «من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل» وأما مالا يمكنه أن يعدل فيه كالمحبة وراحة النفس فإنه لا إثم عليه فيه، لأن هذا بغير استطاعته قال الله تعالى: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم} (النساء: 129). وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل، ويقول: «اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك».
ولكن لو فضل إحداهما على الأخرى في المبيت برضاها فلا بأس، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم سودة حين وهبته سودة لعائشة وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يسأل وهو في مرضه الذي مات فيه: «أين أنا غداً. أين أنا غداً؟ «فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات.
أما حقوق الزوج على زوجته: فهي أعظم من حقوقها عليه: لقوله تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة} (البقرة: 228)، والرجل قوّام على المرأة. يقوم بمصالحها وتأديبها وتوجيهها، كما قال تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} (النساء: 34).
فمن حقوق الزوج على زوجته: أن تطيعه في غير معصية الله، وأن تحفظه في سره وماله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمر ت المرأة تسجد لزوجها»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح».
ومن حقوقه عليها، أن لا تعمل عملاً يضيع عليه كمال الاستمتاع، حتى لو كان ذلك تطوعاً بعبادة: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ولا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه».
ولقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم رضا الزوج عن زوجته من أسباب دخولها الجنة، فروى الترمذي من حديث أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة».
بارك الله فيك
جميل لو كل من الزوجين عرف حقوقه وعلم بواجباتها لما حدث شقاش
شكرا لك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معك حق
ومشكوووووووووووورة لملرورك الطيب