تخطى إلى المحتوى

جعلتني راضية عن زوجي 2024.

جاءني صوتها ضعيفاً عبر الهاتف .
قالت : هل أستطيع أن أستشيرك ؟
قلت : تفضلي .
قالت : هل وقتك مناسب الآن .
كنت مشغولاً ، وأردت أن أعتذر منها ، لكن صوتها الواهن الضعيف مع عبرة تكاد تخنق صوتها جعلاني أقول لها : تفضلي الآن .
قالت : أريد أن أستشيرك في زوجي .
قلت : كم مضى على زواجك .
قالت : ثلاثون سنة .
قلت : ما شاء الله . وكم عندك من الأبناء .
قالت : ثلاث بنات .
قلت : إن شاء الله يأخذن بيدك ويدِ زوجك إلى الجنة .
قالت : هذا ما أرجو وأتمناه .
قلت : اخبريني ماذا تشتكين في زوجك ؟
قالت : إنه لا يدافع عني .
قلت : لا يدافع عنك أمام من ؟
قالت : أمام أهله .
قلت : هل يتهمك أهلُه بشيء ؟
قالت : إنهم يسيئون إلي بكلامهم .
قلت : وهل سألت زوجك عن سبب عدم دفاعه عنك ؟
قالت : ذكر أنهم أهله ولا يريد أن يزعلهم .
قلت : وزعلك أنت .. أيهون عليه ؟
قالت : هذا ما يحزنني ويؤلمني .
قلت : هل تشتكين في زوجك شيئاً آخر ؟
قالت : هذا أهم ما أشتكيه فيه .
قلت : زوجك متدين ؟
قالت : الحمد لله ، متدين جداً .
قلت : هل يبخل عليك أو على بناتك ؟
قالت : لا ، أبداً ، هو كريم وسخي علينا .
قلت : ومعاملته لك كيف هي ؟
قالت : زينة ( جيدة ) .
قلت : هل سبق أن ضربك ؟
قالت : لم تمتد يدُه عليَّ بسوء قط .
قلت : شتمك ؟
قالت : ما شتمني .
قلت : طوال هذه السنين الثلاثين ؟
قالت : طوال هذه السنين .
قلت : أما لاحظت أن عندك زوجاً تحسدك عليه آلاف الزوجات ؟
قالت : سكتت ولم تجب .
قلت : مئات الزوجات يتصلن بي يشتكين ضرب أزواجهن أو شتَمهم لهن . ولا شك في أن هناك آلافاً غيرهم يضربون ويشتمون لكن زوجاتهم لا يشتكين ولا يتصلن .
قالت : وعدمُ دفاعه عني .
قلت : لو وضعت هذا الذي تشتكينه في زوجك أمام تدينه وكرمه وعدم إساءته إليك لحمدت الله كثيراً عليه .
قالت : بم تنصحني ؟
قلت : قبل أن أنصحك أريد أن أسألك : في رأيك أنت .. ما سبب عدم دفاعه عنك ؟
قالت بعد صمت قصير : طيبة قلبه .. كما أنه لا يحب الجدال .. ويفضل أن يسكت حتى ولو تكلم أهله عليه .
قلت : يا سلام .. لقد ذكرت ثلاث صفات جميلة أخرى في زوجك .
قالت : أي صفات ؟
قلت : أشرت إلى طيبة قلبه . وكراهيته للجدال . ومساواتك بنفسه .
قالت : مساواتي بنفسه ؟ كيف ؟
قلت : ذكرت أنه لا يرد على أهله حتى ولو تكلموا عليه ، أي أنه لا يدافع عن نفسه أمام أهله مثلما أنه لا يدافع عنك أمامهم .
قالت : كنت أطلب منه أن يطلقني .
قلت : الله يسامحك . عندك زوج نادر حافظي عليه ، وأحسني تبعلك له ولا تفرطي فيه .
قالت : الله يجزيك الخير جعلتني راضية عن زوجي بعد أن كنت ساخطة عليه .

هذا الحوار الذي دار مع تلك الزوجة ذكرني بالطرفة التالية :
سئل حكيم : كيف تريد المرأة زوجها ؟
أجاب : المرأة تريد زوجها صديقاً رفيقاً حبيباً أخا أباً منصتاً عطوفاً رحيماً دافئاً حساساً صبوراً شجاعاً ثرياً كريماً مرحاً متفهماً نظيفاً أنيقاً مرتباً مخلصاً .
قيل للحكيم : وكيف يريد الرجل زوجته ؟
أجاب : يريدها أن تنشغل عنه بنفسها وتتركه في حاله .
هذه الطرفة لا ترسم الابتسامة على شفاهنا فحسب ، بل هي ترشدنا إلى طبيعة في الرجل وطبيعة في المرأة .
فالمرأة تريد زوجها كاملاً ، فمهما تحلى من صفات حسنة وأخلاق طيبة فإنها تظل مفتقدة خلقاً من الأخلاق ، ونراها تنسى كل ما فيه من خير لتشكو عدم تحليه بخلق واحد من الأخلاق السابقة جميعها .
والرجل يمكن أن يصبر على كثير مما في زوجته من أخلاق إلا إلحاحها عليه ومتابعتها له ، لذا وجدنا الحكيم ذكر أمراً واحداً يريده الرجل في زوجته : هو أن تتركه في حاله .
وهذا يجعلني أوجه كلمة للرجل وكلمة للمرأة ؛ فأما كلمتي للرجل فهي :
كثرة طلبات المرأة منك ، وشدة حاجتها إليك ، واستمرار متابعتها لك ، وسؤالها المتـكرر عنك ، من طبيعتها ، ومما تشترك فيه مع بنات جنسها ، فاحتمل هذا منها ، وزد من صبرك عليها .
كذلك أرجو منك أن لا تصدم إذا وجدت زوجتك تنسى صفاتك الطيبة كلها ، وأخلاقك الحميدة جميعها ؛ لتشتكي خلقاً واحداً فيك لا ترتاح هي إليه ، فهذا من طبيعتها أيضاً ، ولقد سبق النبي صلى الله عليه وسلم في بيان هذا لنا حين أخبرنا أن الرجل يحسن إلى امرأته الدهر كله .. ثم إذا غضبت قالت له : ما رأيت منك خيراً قط .
أما كلمتي للمرأة فهي :
خففي من حصارك لزوجك ومضايقتك له ، وقللي من طلباتك ، وحاولي أن تستغني عن كثير من حاجاتك غير الضرورية ، وهذه هي نصائحي لك لتحقيق ذلك :
– كلفي أولادك بإحضار ما يمكنهم إحضاره تخفيفاً عن زوجك .
– لا تطلبي من زوجك في وقت يكون فيه متعباً أو متضايقاً .
– اكتبي ما تحتاجينه وأعطيه زوجك مرة واحدة حتى لا تطلبي منه شيئاً كلما تذكرته . هذا يقلل من المرات التي تطلبين فيها من زوجك .
– ابتـعدي عن الافتراض ، فلا تطلبي منه طلباً معلقاً بالمستقبل أو بحال لم تقع . كأن تقولي له : أختك قالت لي إنها تريد ابنتنا فاطمة لولدها فهد ، وأنا لا تعجبني أخلاق فهد فأفهم أختك أن تبحث عن غير فاطمة لولدها . ( فاطمة في العاشرة وفهد في الخامسة عشرة ، أي أن الاعتراض الآن مبكر فلا داعي لأن تجعله سبباً لخلافها مع زوجها ) .

علتني راضية عن زوجي
محمد رشيد العويد

موضوع مميزززززززززززز شكرااااا
tarh ra2i3 okht oum asma jazak lah khir.sah 9issa taj3alo lmar2a to3ido hissabatoha
اكثر من يدخل النار هم النساء لانهن يكفرن العشير والعشير هو الزوج
اللهم بصرنا بعيوبنا""مشكووووووورة عزيزتي على الالتفاتة الطيبة
يا سلالام موضو مميز جدا
شكرا ام اسماء
موضوع مميز جدا ورااااااااااائع الجيريا الجيريا الجيريا
بارك الله فيك . جزاك الله خير
ماشاء الله
محتاجين للتذكرة دوما لنحسن التبعل وشكر الزوج على فضله "ولا تنسوا الفضل بينكم "
مروروكن حبيباتي عطر الصفحة جزاكن الله خيرا
شكراااااا على الموضوع
بارك الله فيك موضوع مميز
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.