واللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تـزكية النَّفـس وصفاء القلب
إن أمة الإسلام أمة صفاء و نقاء في العقيدة والعبادات والمعاملات وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم
عما يوغر الصدور و يبعث على الشحناء و عندما سئل صلى الله عليه وسلم في الحديث أي الناس أفضل
قال : " كل مخموم القلب صدوق اللسان "قالوا : صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلبقال : " هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل و لا حسد "( أخرجه ابن ماجه )[من حديث عبد الله بن عمر بإسناد صحيح]
وسلامة الصدر راحة في الدنيا و غنيمة في الآخرة و نعمة من النعم التي توهب لأهل الجنة حينما يدخلونها قال تعالى :((وَ نَزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ))( سورة الحجر : 47 )
و المسلم مطالب بتزكية نفسه و البعد عن الغل والحقد و الحسد فمن أخلص دينه لله عز وجل فلن يحمل
في نفسه تجاه إخوانه المسلمين إلا المحبة الصادقة عندها سيفرح إذا أصابتهم حسنة و سيحزن إذا أصابتهم مصيبة سواء كان ذلك في أمور الدنيا أو الآخرة فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل ، و مناصحة ولاة الأمرو لزوم جماعة المسلمين" فإن دعوتهم تحيط من ورائهم "[ رواه أصحاب السنن وغيرهم بطرق كثيرة وألفاظ مختلفة ]
و قال ابن القيم رحمه الله ( والتغافل عن زلات الناس وترك الانشغال بما لا يعنيه وسلامة القلب من تلك الأخلاق المذمومة و نحو ذلك فكلها ناشئة عن الخشوع و علو الهمة والله سبحانه أخبر عن الأرض بأنها تكون خاشعة ثم ينزل عليها الماء فتهتز وتربو وتأخذ زينتها وبهجتها فكذلك المخلوق منها إذا أصابه حظه من التوفيق )[كتاب الفوائد ، الجزء 1، صفحة 144]
فالحسد من ثمرات السخط و سلامة القلب من ثمرات الرضا بقضاء الله تعالى
اللهم طهر قلوبنا من الحسد والغل والنفاق وأعمالنا من الرياء وأعيننا من الخيـانة وألسنتنا من الكذب
و قول الزور أسأل الله العلي القدير لي ولكم التوفيق والسداد إن شاءالله
م/ن
بارك الله فيك أختي على موضوعك القيم