إن مما فطر الله عز وجل عليه الكائنات الحية في هذه الحياة الدنيا أن جعل الزواج طبيعة وجبلة فيها ، به يسكن بعضها إلى بعض ، ويحصل التناسل والنماء والتكاثر ، فالزواج سكن نفسي ، وتفريغ جسدي وشعور بالأمن وعدم الخوف ، ويقين بدوام الأنثى مع الرجل في كل وقت وحال ، وإحساس بتسامي العواطف والمودة الصادقة وبُعدها عن الامتزاجية والتزييف ، نعم .. إن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة فراش وجنس كما يفهم بعض الأزواج .. لا ، إنها علاقة حميمة عميقة الجذور ، بعيدة الآماد ، العلاقة بين الزوجين علاقة عقل وعاطفة ، نعم .. عقل يسير أمور الحياة بحكمة وعاطفة تخفف من لهيب شمسها الحارقة ، العلاقة بين الزوجين علاقة قلبين وروحين بينهما من التقدير والاحترام والتعامل مالا يمكن رسمه أو وصفه .
روحُها روحي وروحي روحها ولها قلب وقلبي قلبهـا
فلنا روح وقلب واحــد حسبها حسبي وحسبي حسبها
العلاقة بين الرجل والمرأة علاقةٌ سامية نبيلة طاهرة ، علاقة ربانية أنزل الله عز وجل في شأنها قرآنا يتلى إلى قيام الساعة " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة "
إن السعادة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان ، وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه ، وكثيرون هم الأزواج الذين يسألون كيف يصنعون السعادة في بيوتهم ؟ ولماذا يفشلون أحيانا في تحقيق هناءة الأسرة واستقرارها ؟ ولا شك أن مسؤولية السعادة الزوجية تقع على الزوجين أولا وأخيرا ، إذْ لا بد من وجود المحبة بين الزوجين ، وليس المقصود بالمحبة هو ذلك الشعور الأهوج الذي يلتهب فجأة وينطفئ أخرى ، إنما هو ذلك التوافق الروحي والإحساس العاطفي النبيل بين الزوجين ، والبيت السعيد لا يقف على المحبة وحدها بل لا بد أن تتبعها روح التسامح بين الزوجين مع بعضها البعض ، ولذلك فلا ريب أن نسمع بين الحين والآخر كثيرا من الأزواج من يهمل حبيبة قلبه وينسي رفيقة دربه ويقسوا على نبع حنانه ويجفوا بحر أمانه ، لا ريب أن نرى بين الفينة والأخرى من يعرض عن ساكنة الوجدان ، ويسئ التعامل مع تلك الوردة الشذية والزهرة الندية والدرة السنية الزوجة الأبية ، نعم .. لا ريب أن نسمع جراحا غائرة ، ونوازل عاثرة ، ودموعا هامرة ، وأفئدة ملتهبة في علاقات كثير من الأزواج مع زوجاتهن ، لا ريب أن نسمع عن كثير من الزيجات ممن تصيح وتأن من معاملة زوجها تحت وطأة الضغط وبين جدران البيوت ، واللاتي يشكين في نفس الوقت من التصحر والجفاف في الحياة الزوجية ، ويفتقدن كثيرا من الكلمات العاطفية ، ويعانين جدباً في العبارات الغزلية ، والتي تتمنى الواحدة منهن أن تسمع من حبيب روحها وهوى فؤادها ، ما يأسر فؤادها ، ويهز وجدانها ، وتطرب لها أركانها ، نعم .. كثير هن الزوجات اللاتي يعشن حياة سطحية بائسة ولقاءات جافة جامدة لا تتجاوز أحاديث الحياة اليومية وهمومها ، والتذكير بالواجبات المنزلية ومشكلاتها ، والله المستعان ..
فيا ترى .. ما هي الأسباب ولماذا هذه الأعراض ..؟ وكيف نعالج هذه الأسقام ..؟ وإلى متى يعيش الزوجان في قفص صغير لا يتجاوز حدود الأخذ والعطاء في الحياة اليومية .. ؟
أسئلة تبحث عن إجابة .. أرجئ الإجابة عنها في اللقاء القادم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى كل من يسعى إلى السعادة الزوجية ، وإلى كل من يعاني من بعض المشاكل الأسرية ، إلى الزوجين الذَيْن يعيشا في البيت الزوجي وفي العش السكني ، عليكما أن تعرفا جيدا أن سر السعادة الزوجية هو قيام بيتكما على محبة الله وطاعته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي بيده سبحانه أن يوفق ويبارك ويجمع بين قلبيكما ، فوالله إن طاعة الله لها أثر كبير في الألفة والمحبة بين الزوجين ، والمعصية لها أثر عجيب في كثرة المشاكل والخلافات وعدم الوفاق بين الزوجين ، فمتى ما قامت الأسرة على حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وإقامة شرع الله وترك معصيته كبيرة كانت أو صغيرة فلتهنأ الأسرة والزوجين معا بالسعادة والسرور والاستقرار الدائم في الدنيا ويوم لقاء الله ، ولهذا فإن الحب له همسات ولمسات وأرقى معانيه وأسمى معاليه : التقاء قلبين يؤسسان على طاعة الله حياتهما ، ويزرعان في صحراء السنين غرسهما ، على الصدق يلتقيان ، وعلى العهد يمضيان ، وينْقشان على جبين الدهر حروف الوفاء .. حبيبين صديقين عروسين ، فما ألذ الحب في رحاب الله ! .. رفيقين ، ونعم الرفقة على منهج الله .
أيها الزوج المبارك ..
هذه نماذج أطرحها بين يديك ورسائل أبثها بين ناظريك ، شكاوى أنثرها ، ومآسي أطرحها لترى بأم عينيك حقيقة التألم والتأوه والتفجع الذي يصيب بعض نساءنا المتزوجات ، نعم .. هذه همومهن وآلامهن الزوجية أطرحها لنعرف حقا الواقع المرير المؤلم المؤسف الذي يخيّم على بيوت بعض المتزوجين والمتزوجات من بني جلدتنا ، وما بقي وربي في حبيس الصدور ولم يصل إلى السطور أكثر وأعظم ..
الآهة الأولى .
زوجي لا يهتم بي إطلاقا ، يكون دائما عابس الوجه ضيق الصدر ، فأنا مع قيامي به وتقديمي له الراحة والإطمئنان ، إلا أنه سيء الطبع ، ذميم الخلق سريع الغضب , كم رأيته والله المرة تلو المرة بشوشا مع أصحابه وزملائه متوددا لأقربائه وجيرانه ، أما أنا فلا أرى منه إلا التوبيخ والمعاملة السيئة وقد راودتني نفسي عدة مرات أن أرفع السماعة فقط لأحظى بشعور الحب ، لكن خوفَ الله يمنعني .
الآهة الثانية .
لا تتعجب يا زوجي طالما طرحت على نفسي هذا السؤال ، وطالما سمعته من صغاري وهو : أين تقضي وقتك خلال الأسبوع ؟ نرى أن الأصدقاء والزملاء والرحالات والاستراحات قد أخذت وقتك كله ، بل ليس لنا من دقائقك إلا القليل القليل ، وهل يا زوجي الزملاء والبيع والشراء أحق منا بوقتك ؟ دعني أُرجع ذاكرتك إلى الوراء سنوات وقرون لترى من كان أكثر منك عملا ودعوة ومقابلة وتعليما لترى نبي هذه الأمة وقائدها ومعلمها صلى الله عليه وسلم مع كثرة أعبائه ومشاغله إلا أنه أعطى كل ذي حق حقه فهل تمنحني حقي ؟ وتبادلني الشعور ..؟
الآهة الثالثة .
مشكلة زوجي أنه كثير الصمت ، لا يتكلم لا يشتكي لا يناقش ، فقط يكتفي بالصمت وإذا ناقشته في أمر من أمور حياتنا هزَّ رأسه وربما وضع اللوم عليّ ثم يسكت طويلا ، فأنا والله لم أهمل نفسي يوما من الأيام تجاهه ، بل أقوم بواجباتي الزوجية من نظافة الجسد والمكان والأولاد ولكن دون فائدة ، لم يُسمعني كلمة جميلة رقيقة حانية عفيفة ، لم يبادر في يوم من الأيام بمدحي ولو بشيء يسير من الكلمات التي طالما انتظرتها منه ، كم كنت أتمنى أن يقول لي : ما أحلى هذه الأكلة ! ما أجمل هذا الفستان ! ما أروع هذه النظرة ! بل والله لقد كنت أطوي الليالي الطوال مريضة ولم تحمله نفسه على أن يضع يده على جبيني أو رأسي ، أو أن يدعوا لي بالشفاء العاجل ، أو يقرأ عليّ رقية شرعية من كتاب الله وسنة نبي الله صلى الله عليه وسلم ، نعم .. كم كنت أتمنى أن يريني مثل ما أريه من حسن العشرة وجمال التودد فقد والله أتعبت نفسي من أجله ، وبذلت جل وقتي له ، فأين يا ترى حقي ..؟
الآهة الرابعة .
منذ تزوجت .. وزوجي يضربني ضرب الدواب ، وكنت أحسب هذا شأن الأزواج كلهم فأنا يتيمة وصغيرة وجاهلة ومنعزلة عن الناس ، وبقيت على هذه الحال سنوات طويلة ، حتى أنجبت بنتا معوقة وصرت لأجلها أتردد على المستشفى بكثرة ، فاختلطت مع النساء وتعرفت على أحوالهن ، عندها .. عرفت أن وضعي غير طبيعي على الإطلاق .
الآهة الخامسة .
زوجي يتنكد مزاجه في أوقات كثيرة لأتفه الأسباب ، فينهال عليّ بالضرب ويأمرني بعدم البكاء أو الصراخ ، ولو فعلت ذلك اشتاط غضبه وازداد بطشه ، فإذا توقف عن الضرب وجب عليّ تقبيل رأسه والاعتذار منه ، والمضحك والمبكي في نفس الوقت ، أنني في الغالب ليس لي شأن بالسبب المثير لأعصابه ولكنني أبقى أنا الضحية نعم .. أبقى أنا الضحية ..
فلماذا هذه الآهات والحسرات ..؟ لماذا هذه الهموم والتصرفات من بعض الأزواج ..؟ أسئلة محيرة ، وأساليب خاطئة ، تبحث عن حلول وتحليلات ، وتوجيه ومصارحات .. أرجئ الإجابة عنها في اللقاء القادم إن شاء الله تعالى ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[align=center]
..~][ لنكن قلبا واحدا ..! ][~..
الحب تضحية وعطاء ،
الحب ليس مجرد غزل وادعاء ،
الحب بين الزوجين رابطه
رابط شرعي سماوي رباني ،
نعم .. حب الزوج لزوجته قربة وطاعة
<؛))))><.·´¯`·.¸ أيها الزوج الكريــم .·´¯`·.¸><((((؛>
رويدا رويدا ،
ورفقا رفقا بالقوارير ..
[/align]
فلا تحرمينا حضورك
المميز والجميل
لكى اجمل تحية