دائما ما تطلب الأم من طفلها أن يكون صبورا، مع الوضع فى الاعتبار أن تعلم الطفل كيف يكون صبورا أمر يحتاج لبعض الوقت. الصبر هو تحمل المواقف الصعبة دون أى نوع من أنواع الشكوى، وهو يعنى أيضا أن يظهر المرء التحكم بالنفس عند مواجهة الإحباط والملل.
ويجب على كل أم أن تدرك أن الطفل فى سن ما قبل دخول المدرسة لا يمكنها أن تطلب منه بكل سهولة أن يكون صبورا لأنه لا يكون قد تعلم بعد فائدة وقيمة الصبر.
ولكن يعتبر الصبر من أهم القيم التى يجب عليك تعليمها لطفلك لأنه سيعلمه كيف يكون ناجحا فى حياته الشخصية بصفة عامة.
والصبر أيضا يعلم الطفل كيفية التعامل مع المشاكل، كما أنه سيجعل الطفل ينعم بهدوء نفسى وسيمنحه قوة فى الشخصية.
واعلمى أن
غرس قيمة مثل الصبر فى طفلك منذ الصغر أمر سيجعله يحسن من مهارات التعامل على مستوى العلاقات الاجتماعية.
وبالإضافة لما سبق فإن تعليم طفلك الصبر سيجنبك الكثير من المواقف المحرجة.
ولكن على كل أم أن تعلم أن مدى قدرة الأطفال على الصبر تختلف من طفل لآخر وأيضا تختلف طبقا للسن والمرحلة العمرية،
وبالتأكيد فإن طفلا فى الثالثة من عمره لن يكون صبورا بنفس قدر طفل فى الخامسة من عمره.
تأكدى أنه مع مرور الوقت وتطوير الطفل لمهاراته اللغوية واكتساب المزيد من الخبرة فإنه سيتعلم الصبر.
علمى طفلك الصبر بأن تكونى مثالا وقدوة له فى هذا الأمر وحاولى ألا تفقدى أعصابك وتصيحى فى وجه طفلك.
اعلمى أن طفلك دائما ما يتعلم منك ولذلك يجب أن تنتبهى دائما لكلامك ولغة الجسد عندك عندما تكونين بانتظار شيء ما.
وعلى سبيل المثال، بدلا من أن تظهر عليك ملامح التوتر والملل أثناء زحام المواصلات فيمكنك مثلا أن تقومى بتشغيل سى دى قران او اناشيد هادفة
وإذا كنت مثلا تنتظرين لوقت طويل فى عيادة الطبيب أو فى مطعم، فحاولى أن تتحدثى بأدب مع المسئولين فى المكان بدلا من الانفجار غاضبة.
إذا طلب منك طفلك أن تنفذى له ما يريد على الفور فلا تصرخى فى وجهه، ولكن اشرحى له الأسباب التى لن تجعلك تنفذين طلبه فى الحال مع الحرص على أن يكون شرحك للأسباب مناسبا لعمر الطفل ودرجة نضجه.
وفى تلك الأثناء أعطى طفلك أمرا ليشغله حتى تعودي لتنفيذ طلبه فى الوقت المتفق عليه.
الطفل الصغير يرغب دائماً في أن يكون والداه رهن إشارته، فلذلك هو لا يصبر على تنفيذ طلباته، إذ يشد ثياب أبيه، أو أمه، ويضرب الأرض بقدميه منفجراً في البكاء، والصراخ كي يلبى طلبه فوراً.
ولكن الإسراع في الاستجابة للطفل سيأتي بنتيجة عكسية، إذ لن يعلمه الصبر، بل ويزيد توتره، وعلى الأم إشراك الطفل في ما تعمله، كأن تطلب منه إحضار أكياس الخضار، وهذا يشعره بالسعادة، والرضا، ويسهم في القضاء على استعجاله لأمه، ويعلمه الصبر.
العجلة في الاستجابة للطفل لا تساعد على تهدئته مطلقاً، بل غالباً ما تزيد توتره، إذ عندما يلاحظ وقوع أمه تحت الضغط العصبي سيزيد صراخه وبكاؤه.
ولذلك من الأفضل أن تحاول الأم التحلي بالهدوء في مثل هذه المواقف، وأن تقول عبارات واضحة لطفلها، وبذلك سيمكنها إلزام طفلها بالصبر على طلبه حتى تنتهي من مهامها.
اللهم انفعنا بما علمتنا
مواضيعك دائما في القمة
و لا أحب المرور عليها دون وضع رد
لشكرك و الثناء عليك
عيد سعيد و كل عام و أنت بخير