بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أنََّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيماً لشأنَّه، وأشهد أنََّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا أما بعد
أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنَّ الإنسان لا يقتصر على إصلاح نفسه وإنَّما يسعى في إصلاحِ من ولاه الله عليهم من أهل بيته من نسائه، وأولاده، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)، قو أنفسكم وأهليكم ما يكفي أنَّ الإنسان يقيء نفسه من النَّار ويتركُ أهله، بل عليه أن يَقيهم من النَّار؛ لأنَّ يُربيهم على طاعة الله، ويمنعهم من معصية الله؛ لأنَّ له سُلطة عليهم، وسيسأله الله عنهم يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم: "وصاحبُ البيت راعٍ على أهل بيته ومسئولٌ عن رعيته"، فالسلطان وولي الأمر والأمراء ليس لهم دخلٌ في بيتك، ولا يدخلون بيتك، ولا يدرون ما يحصل فيه أنت المسئول عنه أمام الله سبحانه وتعالى، فلا تُهمل بيتك، لا تترك وسائل الشر تدخل إلى بيتكِ، لا تترك أولادك يسرحون ويمرحون، ويذهبون حيثُ يشاؤون تتخطفهم الأيدي الأثمة، الدعوات المظللة بل تجاوز الأمر الآن إلى أنَّ الشر يدخل على البيوت بواسطة وسائل الإعلام المُفسدة، وبواسطة الانترنت، وبواسطة الجوالات المنقولة، تنوعت الشرور ووسائلها فصارت تصل إلى الناس في أي مكان، ولكنَّ المسلمَ إذا أصلح نيته وقام بما أوجب الله عليه وحفظ بيته وتفقد ذريته أعانه الله سبحانه وتعالى، وإذا أهمَّل فإنَّه يُضيع نفسه، ويُضيع أهل بيته ويُسأل عن ذلك يوم القيامة.
فاتقوا الله، عباد الله، احفظوا بيوتكم بما فيها من النساء، بما فيها من الذرية، بما فيها من الضيوف، كُل من كان في داخل بيتك فأنت مسئول عنه أمام الله سبحانه وتعالى، وعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكُلَ بدعةٍ ضلالة.
وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد الذي بلغ البَّلاغ المُبين، اللَّهُمَّ أجزه عنا وعن المسلمين خير ما جزية نبياً عن قومه يا رب العالمين، نشهد أنَّه بلغَ الرسالة، وأداء الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه دائماً وأبدا.
وعلموا عباد الله، أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكُلَ بدعةٍ ضلالة.
فاتقوا الله، عباد الله، ولزموا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا تحيدوا عنها يمنةً ولا يسره قال صلى الله عليه وسلم: "فإنَّه من يعيشِ منكم فسيرى اختلافاً كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليه بالنواجذ وإيَّاكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، الله جلَّ وعلا قال: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)، فلا يرضى الله إلا عمناً اتبع منهج السلف الصالح من المهاجرين والأنصار(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، جعلنا الله وإيّاكم منهم بمَّنه وكرمه.
اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وجعل هذا البلد آمناً مطمئنا وسائر بلاد المسلمين عامةً يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أدفع عنا الغلا والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، وردد كيده في نحره، وجعل تدميره في تدبيره، إنَّك على كل شيء قدير، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا وجعلهم هداة مهددين غير ضالين ولا مضلين، اللَّهُمَّ أصلح بطانتهم، وابعد عنهم بطانة السوء والمفسدين، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمور المسلمين في كل مكان، اللَّهُمَّ أصلح أحوال المسلمين، ودفع عنهم كيد الكافرين يا رب العالمين (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فاذكروا اللهَ العظيم الجليل يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.