نجد عادة المرأة التي اعتادت عدم تحمل المسئولية والحياة المرفهة يصعب عليها أن تجد نفسها في الحياة البسيطة الصعبة .
لذلك عندما يحدث للأسرة أزمة ما , أو يقع الزوج في محنة , أو تتغير ظروفه , تتغير هي الأخرى إلى صورة سلبية , حتى إنه ليجدها انسانه أخرى , غير التي يعرفها , عصبية , تريد تلبية طلباتها التي اعتادتها , تحمله أسباب الأزمة رغم أنها قد تكون عاملا أساسيا فيما وصل إليه من تلك الأزمة .
هذا في حال إذا كانت الأزمة مادية , أما إذا كانت مشكلة مرضية , فسرعان ما تسأم منه ويقل صبرها , ويصعب عليها تحمل زوجها وقت تعبه ومرضه , بل إن كثيرا من النساء تستغل فرصه محنة زوجها فتأخذ مكانه , وترى نفسها أصبحت سيدة البيت , فتبدأ بالتجرؤ على زوجها , و تشعره بعجزه , وتلمح دائما أمامه أنه أصبح قليل الحيلة .
هنا تظهر معادن النساء , فصاحبة الدين والخلق تجدها أفضل ما يكون في الشدائد ..
إن الصبر من أهم الصفات التي لابد أن تتصف بها الزوجة إذا حل بالبيت مشكلة أو ضيق , لأن البناء ليس كالهدم , فالأمر يحتاج إلى جهد وصبر وطول نفس , حتى يستطيع الزوج الوقوف على أقدامه من جديد , وكل شيء في أوله شاق .
يقول الله تعالي " لقد خلقنا الإنسان في كبد " قال ابن كثير رحمه الله " يكابد أمرا من أمور الدنيا , وأمرا من أمور الآخرة , يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة " .
ودور المرأة الإيجابي يظهر في قوتها في الشدائد , فهي التي تقوم بدور إيجابي تجاه زوجها وقت المحن .
فإن كانت ميسرة الحال قدمت له ما تقدر عليه من دعم مادي وعاطفي , وبجهدها وطاقتها لينهض من جديد .
وإن كانت لا تملك ما تدعمه به , فعليها دور مهم للغاية هو الدعم النفسي وهذا ربما يكون أهم , عن طريق تقويته , وبث الأمل فيه , وتذكيره بالصبر والرضا .
وعليها نشر حالة بيئية في بيتها من الهدوء والاستقرار والقناعة , وتذكير أسرتها بمن هم أقل حالا وأكثر معاناة , وتذكيرهم بالنعم التي يملكونها بمنة من الله وفضل .
وعليها وضع خطة هي وأولادها في ترشيد طلباتهم وحاجاتهم التي يريدونها , فيتكاتف الجميع للمرور من نفق الأزمة المؤقتة .
المهم في النهاية إشعار الزوج بأن الأسرة كلها يد واحدة , قانعة وصابرة معه وقت أزمته وضيقه .
أما حسن الظن بالله , فهو واجب على الأسرة في حال الأزمة وغيرها , فعلى المرأة أن تحسن الظن به سبحانه , وتتيقن بأن الفرج قادم , وأن هذه المحنة ما هي إلا وقت قليل , وفترة مؤقتة , فتذكره دائما أن مع العسر يأتي اليسر ومع الضيق يأتي الخير .
والإكثار من الدعاء في حالات الضيق كنز عظيم , فالله يحب العبد اللحوح في الدعاء , فبالدعاء يُرفع البلاء , وتنفرج الأزمات وتهون الآلام .
وإذا وقع الضيق , فعلى الزوجة الكتمان وعدم التحدث بأسرار بيتها للحفاظ على صورة زوجها وتماسك أسرتها , فالحديث لا يفيد , وإن كان من باب طلب العون , فالعون لا يكون إلا من الله سبحانه وحده لتخطي المشكلات , بل إن طلب العون من العباد والاتكال عليهم والتعلق بهم لا يحل مشكلة بأي حال من الأحوال , بل قد يفاقها , فالله سبحانه هو الرحيم وهو القادر على تغيير الأمور , فتفويض الأمر يجب أن يكون لله تعالى مع الأخذ بكل الأسباب الممكنة للحل .
سيأتي يوم قريب وتمر الأزمة , وساعتها لن ينسى لها أحد وقفتها في المحنة وسيذكر لها زوجها ذلك بكل وضوح , فإن أحسنت سيرتفع قدرها عنده , وإن خيبت ظنه فيها ستسقط حتما من ناظريه !
والزوجة الذكية تستطيع استغلال الموقف , سعيا وراء تعديل أفكار أبنائها ,وتربيتهم بعض الشيء على خشونة العيش , فتأخذ درسا مما حدث , وتعلم أبناءها قدر النعمة , وكيفية المحافظة عليها وأن الشكر للنعمة سبب في دوامها .
إن أوقات الضيق – عادة ما تكون – أوقات ذروة الخلافات الزوجية , وربما كانت السبب الأول من أسباب الطلاق في كثير من الأحيان , فلابد من سعة الصدر لدى الطرفين , والتماس العذر للزوج عند غضبه , وتذكر حسناته وخيراته وقت الرخاء .
لابد إذن من القناعة بأن السعادة لا تكون بعلو الجاه ولا كثرة المال , ولكن السعادة هي سعادة القلب , ولن يسعد القلب إلا بالإيمان , والعمل الصالح , واللجوء إلى الله.
هذا الحديث
قال "اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم " , اسناده ضعيف لذلك حذفته من الموضوع بعد التعديل لكن تربية الاولاد على عدم الترف في النعم حقيقة ملموسة ولا بد منها
اللهم اجعلنا من الصالحات الصابرات
اللهم اجعلنا من الصابرين.
اختي الحبيبة طموح اسال الله ان تكون هذه المواضيع نور لك في طريق الابتلاء الذي يحيط بك وان تصبري وتصبري وفرج الله لابد ات فكوني نعمة الزوجة لزوجها في المحن وبارك الله فيك على الورد الجميلة فالورد لا يهدي الا وردا…