لا تحتاجين إلى معجزة لتجديد حياتك الزوجية، وإعادة الحب والاشتياق بينك وبين زوجك، ولا تحتاجين إلى تغيير نمط الحياة،وعاداتها كذلك، فكثيرا ما يكون ما لا نفعله أكثر تأثيرا مما نفعله، وما تركناه ونسيناه هو الذي غطّى حياتنا بجليد القسوة والابتعاد والتنافر، أكثر من الأخطاء التي نقع فيها.
وإليكِ أيتها الزوجة الكريمة مجموعة من الأفكار التي لا تحتاج إلا لدقائق كل يوم، أو ربما كل بضعة أيام، ولكنها بالتأكيد ستغير شكل زواجك إلى الأفضل.
1- خصصا وقتا لبعضكما
انشغال الزوجين، وهموم الحياة اليومية وتفاصيلها التي لا تنتهي، وبخاصة بعد إنجاب الأطفال، كل ذلك يجعل من الصعب عليهما أن يخصصا وقتا منفردا يهتم كل منهما فيه بالآخر.. وقتا صافيا لهما يتجاذبان أطراف الحديث، الحديث الخاص الودود، بعيدا عن ترتيبات المنزل وميزانية البيت ومشاكل الأبناء.
إن أهم نصيحة لتجديد الحياة الزوجية هي أن تخصصي وقتًا خاصا لكما، وسوف تشعرين بمدى التقارب والسلاسة في التعامل في كافة الأمور، واطمئني فإنك لا تحتاجين إلى ساعات، 15 دقيقة يوميا كافية ليتعرف الزوجان على هموم بعضهما البعض، ويتقاربان من جديد.
2- لا للإلكترونيات
في هذا العصر كم هائل من وسائل التقنية والإلكترونيات.. إنها تسهل حياتنا من وجه، ولكنها تعقدها من وجوه أخرى، وإذا خصصتِ دقائق يوميا تمنعين فيها استخدام الإلكترونيات بكل صورها وأشكالها في بيتك فستجدين فارقًا لا يوصف في نفسيتك ونفسية زوجك.
3- الحميمية والرومانسية
من الطبيعي أنه بعد مرور فترة من الزواج تخفت مشاعر الاشتياق، وتتوارى الرومانسية، لذا فإن من أهم الأمور لتجديد الحياة الزوجية هو أن تشعلي شمعة المحبة الخاصة، ابدئي بنفسك وسينتقل الشعور إلى زوجك.. لا تجعلي علاقتكما الخاصة روتينية، بل اشحنيها بكلمات المودة وتعبيرات الغزل.
ولا تنسي أن تفاجئي زوجك بلفتات عاطفية كرسالة جوّال جميلة وهو في الخارج، أو هدية معبرة عن الحب، أو احتفال خاص وبسيط.
ومن المهم أيضَا أن تحسني استقبال عاطفته حتى يكرر اللمسات العاطفية،عندما يشعر بتأثيرها الإيجابي عليكِ وعلى العلاقة.
4- الحوار
من أعظم محطات التقارب والحب بين الزوجين أن يحسنا الحديث سويا، ومن علامات الفشل وإنذارات الانهيار حالة الصمت الزواجي، أو الحوار المتحفز الغاضب.
ولكل منا طريقته في الكلام والاستماع، وإن كنا جميعا نتشارك الرغبة في أن نجد مستمعا منصتا، ومحاورا يساعدنا على إخراج أفكارنا بشكل صحيح، بل وتطويرها أحيانا.
ولكن هناك فروق بين الرجل والمرأة في الغالب يجدر التنبه إليها، وذلك أن المرأة تحب التفاعل ممن تتحدث إليه عن طريق التعليقات وتعبيرات الوجه المؤيدة أو المدركة والمستشعرة لما تقول، بينما يستاء الرجل من المقاطعات أيًّا كان نوعها، ويحب أن يستمع إليه الطرف الآخر بإنصات واهتمام دون انفعال.. ولا يعني هذا أن تكون الزوجة تمثالا أثناء حديث زوجها، ولكن المقصود ألا تهتم بتعليقها بقدر ما تهتم بأن تتفهمه وتدرك مشاعره.. ويعد ذلك سيكون لديها الفرصة للتعبير عن تجاوبها في الرد عليه، ومساندته.
وقد يكون الاجتماع على العشاء ومناقشة بعض الأمور فرصة جيدة للحوار، في ظل كثرة المشاغل وضيق الوقت.
5- كوني منفتحة
من أهم القواعد الزوجية هي الصراحة والمشاركة الشعورية بين الزوجين، فهما أقرب الناس إلى بعضهما، قال تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} البقرة:187.
وهذا يعني أن تبوحي لزوجك بمشاعرك وهمومك.. وتحكي له عن أفكارك وتطلعاتك، ولا تجعلي البوح كله شكوى، فالشكوى تنقل عدوى الاكتئاب والضيق.. ولكن اعتمدي هذا الانفتاح ولا تخفي عن زوجك أحداث حياتك.. أبقيه قريبا ومتصلا.
وهذا لا يعني على الإطلاق أن تتورطي في الحديث عن الغير بسوء أو اغتياب أحد من الناس، أو ذكر أهلك بسوء في أوقات التشاحن معهم، وبالقطع ألا تنزلقي إلى ذكر مزايا امرأة أخرى.
6- المشاجرة!
لا تتعجبي.. فإذا فشلت كل الوسائل في التقارب، قد تكونان بحاجة إلى شجار.. ولكنه ليس شجارًا يحطم العلاقة، ترتفع فيه ألسنة الغضب، ونظرات الشر والكراهية.. ولكنه اشتباك لا تغيب عنه ملامح الدلال والرقة، اسمحي لدموعك بالانفجار، ولهمومك وإحباطاتك بالتعبير عن نفسها.. وكل ما عليكِ أن تراعيه هو ألا تنتقدي شخص زوجك بأن تقولي: أنت هكذا، أو أن تقعي في فخ كفر العشير بقولك: لم أعرف معك طعم السعادة.. أو لم أشعر بحبك يومًا.. كوني أكثر تحديدًا، وأقل انتقادية، مثل أن تقولي: أفتقد مشاعر كذا، أو يعزّ علي أن تقوم بكذا وكذا.
7- العلاقة الخاصة
لا شيء يقرب الزوجين ويجدد مشاعرهما مثل العلاقة الخاصة، حاولي استعادة وهج بداية الزواج، واعلمي أن الرجال يقعون بعد فترة من زواجهم في إحساس خانق بأنهم لم يعودوا مرغوبين، ونتيجة انشغال الزوجة، وهمومها كأم – رغم تقدير زوجها لذلك- إلا أنه يشعر بأنه أصبح غير مهم لديها، والأخطر أن شعورا قويا يتولد لديه بأنها لم تعد راغبة أو مهتمة بالعلاقة الخاصة.. ويتأكد له أن زوجته تناست هذا الأمر وتجاوزته من حياتها!
قد تعتبين عليه بأنه لا يتخذ خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن هذا العتاب قد يطول.. لأنه سيظل محبوسا في مشاعره وأفكاره بأنك لم تعودي مهتمة.. وقد يتحول الأمر لديه بعد ذلك بأنك لم تعودي إذًا صالحة لهذا الأمر، فيبحث عن امرأة أخرى إذا كانت مقومات شخصيته وظروف حياته تساعده على ذلك، أو قد يرثي لحاله ويقابلك ببرود وغضب مكتوم،ويحاول إيذائك وإحباطك بطرق مختلفة.
إن الخطوة الأهم والسابقة لتوفير مناخ مناسب في البيت، وإيجاد مساحة من الوقت الحر للعلاقة الخاصة، الأهم من هذا هو أن يصل إلى زوجك شعور يقيني بأنك ترغبينه وتشتاقين إليه، وتستمتعين بالقرب منه.
8- الدلال والتقارب
مهما تعددت الدراسات واختلفت وتحدث بعضها عن فوائد نوم الزوجين في سريرين منفصلين، فإن الواقع سيظل يؤكد على أهمية نوم الزوجين معًا.. لأنه إيذان بانتهاء يومهما سويا.
ومن المؤسف أن يصبح التلامس العاطفي بين الزوجين أمرا منسيا، وكأن حاجزًا صخريًا يحول بينهما، عزيزتي الزوجة.. تدللي واقتربي، المسي يد زوجك، واطبعي قبلة على جبينه..إنها رسائل محبة فورية، ورغم سهولتها فإنها ستجنبك الكثير من المشكلات والمطبات.
9- اخرجا سويًا
نزهة سريعة، دقائق من المشي سويًا كل عدة أيام كفيلة بتوطيد صداقتكما وتقاربكما.. الزواج لا يعني أن ندفن هذه المشاعر المحببة التي يعيشها الكثيرون بعيدا عما يرضي الله، بل هو الساحة الآمنة والحقيقية لمشاركة هذا التقارب المبهج بين الرجل والمرأة، اخرجا سويًا، الخطى متقاربة,, والأيادي متشابكة، نزهة مريحة بعيدًا عن ضوضاء المدينة، وجلبة الأسواق.
10- امرحي
أحد أهم الأخطاء التي تجعل الزوج منغلقًا متباعدًا هو نكد زوجته، ومع التأكيد على أن الزوج هو الآخر قد يكون نكديًا، يعظم المشكلات بل ويصطنعها أحيانًا.. إلا أن دائرة النكد الصدئة بحاجة إلى من يكسرها بمرح وابتهاج ورغبة في الاستمتاع بنعم الله، وإشاعة جو الدعابة.. وليكن لكِ أيتها الزوجة الناجحة شرف المبادرة.
بادري بكسر هذه الدائرة.. وثقي تمامًا أن مرحك سينعكس على زوجك وأولادك، إن المرح هو أفضل ما تواجهين به صعوبات الحياة ومشكلاتها وتلاحقها المخيف، وبين المرح والاستخفاف فارق كبير.
فالمرح لا يعني التفريط في الواجبات، أو الاستهزاء بمشاعر الآخرين، ولكنه حالة من السكينة النفسية والميل للدعابة والفكاهة.
يا ربي ينفعك هذا المقال الذي اخترته لنا جميعا لنجدد حياتنا الزوجية ونخرج من الرتابة والملل…
ام نبراس
شكر الله لكما المرور واسعدكما في الدارين