بعد الركوع إذا قال : " سمع الله لمن حمده . اللهم ! ربنا لك الحمد " . و " كان يجهر
بدعائه " . و " يرفع يديه " . و " يُؤَمِّنُ مَنْ خلفه " . و " كان يقنت في الصلوات الخمس كلها " .
لكنه " كان لا يقنت فيها إلا إذا دعا لقوم ، أو دعا على قوم " ، فربما قال : " اللهم ! أنج
الوليد بن الوليد ، وسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، اللهم ! اشدد وطأتك على
مضر ، واجعلها سنين كسني يوسف ، [ اللهم ! العن لحيان ورعلاً وذكوان ، وعصية عصت
الله ورسوله ] " . ثم " كان يقول – إذا فرغ من القنوت – : " الله أكبر " . فيسجد " .
وعَلَّم الحسَنَ بن علي رضي الله عنه أن يقول [ إذا فرغ من قراءته في الوتر ] : " اللهم !
اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ،
وقني شر ما قضيت ؛ [ فـ ] إنك تقضي ولا يُقضى عليك ، [ و ] إنه لا يذل من واليت ، [ ولا
يَعِزُّ من عاديت ] ، تباركت ربنا وتعاليت ، [ لا منجا منك إلا إليك ] " .
به في الأول ، ويصنع فيه ما كان يصنع في الأول ؛ إلا أنه " كان يقعد فيه متوركاً " ؛
يفضي بِوَرِكِه اليُسرى إلى الأرض ، ويُخْرِجُ قدميه من ناحية واحدة . و " يجعل اليسرى
تحت فخذه وساقه " . و " ينصب اليمنى " ، وربما " فرشها " أحياناً .
و " كان يُلْقِمُ كَفَّه اليسرى ركبتَه ؛ يتحامل عليها " .
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فقال : " عَجِلَ هذا " . ثم دعاه ، فقال له أو لغيره : " إذا صلى أحدكم ؛ فَلْيَبْدَأْ
بتحميد ربه جل وعز ، والثناء عليه ، ثم يصلي (وفي رواية : ليصل) على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثم
يدعو بعد بما شاء " " . [ و " سمع رجلاً يصلي ، فَمَجَّدَ الله ، وحمده ، وصلى على
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ادعُ ؛ تُجَبْ ، وسَلْ ؛ تُعْطَ " ] " .
[ يقول : اللهم ! إني أعوذ بك ] من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا
والممات ، ومن شر [ فتنة ] المسيح الدجال . [ ثم يدعو لنفسه بما بدا له ] " . و " كان يدعو به في
تشهده " . و " كان يعلمه الصحابة رضي الله عنهم كما يعلمهم السورة من القرآن " .
الدعاء قبل السلام ، وأنواعه
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو في صلاته بأدعية متنوعة ؛ تارة بهذا ، وتارة بهذا ، وأقرَّ أدعية
أخرى ، و " أمر المصلي أن يتخير منها ما شاء " ، وهاك هي :
وأسألك كلمة الحق (وفي رواية : الحكم) و [ العدل ] في الغضب والرضى ، وأسألك
القصد في الفقر والغنى ، وأسألك نعيماً لا يَبِيد ، وأسألك قرّة عين [ لا تنفد و ] لا
تنقطع ، وأسألك الرضى بعد القضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ، وأسألك لذة
النظر إلى وجهك ، و [ أسألك ] الشوق إلى لقائك ؛ في غير ضَراء مُضِرَّة ، ولا فتنة مُضلة .
اللهم ! زَيِّنا بزينة الإيمان ، واجعلنا هداة مهتدين " .
أنت الغفور الرحيم " .
ما علمتُ منه وما لم أعلم . وأسألك (وفي رواية : اللهم ! إني أسألك) الجنة ، وما قرّب
إليها من قول أو عمل ، وأعوذ بك من النار ، وما قرَّب إليها من قول أو عمل . وأسألك
(وفي رواية : اللهم ! إني أسألك) من [ الـ ] خير ما سألك عبدك ورسولك [ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ] ،
وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك [ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ] . [ وأسألك ] ما قضيت
لي من أمر أن تجعل عاقبته [ لي ] رشداً " .
ذنوبي ؛ إنك أنت الغفور الرحيم) . فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قد غفر له ، قد غفر له ، قد غفر له " .
أنت ؛ [ وحدك لا شريك لك ] ، [ المنان ] ، [ يا ] بديعَ السماوات والأرض ! يا ذا الجلال
والإكرام ! يا حي يا قيوم ! [ إني أسألك ] [ الجنة ، وأعوذ بك من النار ]) . [ فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه : " تدرون بما دعا ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " والذي نفسي بيده ! ] لقد دعا الله باسمه العظيم (وفي رواية : الأعظم) ، الذي إذا دعي به ؛ أجاب ، وإذا سئل به ؛
أعطى " .
وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدِّم ، وأنت المؤخِّر ، لا إله إلا أنت " .
التسليم
ثم " كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسلم عن يمينه : " السلام عليكم ورحمة الله " ، [ حتى يُرى بياض خده الأيمن ] ، وعن يساره : " السلام عليكم ورحمة الله " ، [ حتى يُرى بياض خده الأيسر ] " .
وكان أحياناً يزيد في التسليمة الأولى : " وبركاته " .
و " كان إذا قال عن يمينه : " السلام عليكم ورحمة الله " ؛ اقتصر أحياناً على قوله عن
يساره : " السلام عليكم " .
وأحياناً " كان يسلم تسليمة واحدة : " السلام عليكم " ، " تلقاء وجهه ؛ يميل إلى الشق
الأيمن شيئاً " ، [ أو : قليلاً ] " .
و " كانوا يشيرون بأيديهم إذا سلموا عن اليمين وعن الشمال ، فرآهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛
فقال : " ما شأنكم تشيرون بأيديكم كأنها أذناب خيل شُمْس ؟! إذا سلم أحدكم ؛
فليلتفت إلى صاحبه ، ولا يومئ بيده " . [ فلما صلوا معه أيضاً ؛ لم يفعلوا ذلك ] . (وفي
رواية : " إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ، ثم يسلم على أخيه ؛ من على يمينه
وشماله ") " .
جزاك الله خيرا
دمت بخير
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم و الطرح المميز جعله الله في ميزان حسناتك.