المؤلف: د.ابراهيم الفقي
عدد الصفحات :126
الناشر: دار إبداع للإعلام والنشر
مقدمة
من منا لايعاني في حياته من التوتر أو القلق أو الخوف والإكتئاب أحياناً ويبحث عن السعادة في الحياة والراحة والاطمئنان .
الأحاسيس دائماً تتقلب مثل الطقس فقد تستيقظ من نومك وأنت تشعر بالسعادة ثم يحدث أثناء اليوم ما يعكر صفوك والعكس صحيح.
فالتوتر والقلق والخوف من المستقبل والحزن كلمات تتردد كثيراً حولنا حتى أصبحت هى الصورة المسيطرة على حياتنا، وأصبحت السعادة أمنية غالية لاينالها إلا القليل من الناس فما السبب في ذلك؟ وكيف يمكننا أن نغير تلك الصورة المسيطرة على حياتنا ونتخلص من مسببات التوتر والقلق؟ وكيف يمكن أن نصل للسعادة الحقيقية؟ إذا أردت أن تكون سعيدا، فتعلم كيف تتحكم في شعورك وتقديرك وتأكد دائما أن يكون كوبك خاليا فهو مفتاح السعادة".
ومحورالكتاب الذي بين أيدينا يتمركز كله حول هذه العبارة فإذا أردت أن تصل إلى السعادة تأكد أن كوبك خالياً، وإذا كان مملوءاً فقم بتفريغه لأنك لن تكون سعيد إذا كان مملوءاً.
متى أشعر بالسعادة ؟
يؤكد المؤلف أن كثير من الناس ينتظر أن يحدث له شيء بعينه حتى يشعر بالسعادة، كما يظن بعض الناس أن الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح، ولكن العكس هو الصحيح حيث أن النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة، ويدلل على صحة كلامه باستعراض أمثلة من حياة المشاهير، فقد امتلكوا كل ماتمنوا وحققوا النجاح والشهرة ومع ذلك لم يكونا سعداء في حياتهم، بل إن منهم من أنهى حياته بالانتحار.
ثم يشير بعد ذلك إلى أنه لايوجد إنسان تعيس ولكن توجد أفكار تسبب الشعور بالتعاسة، وأنه إذا لم يكن الإنسان سعيداً بحياته فإنه لن يكون سعيداً بأي حياة، وأنه لايوجد طريق إلى السعادة، فالسعادة الحقيقية تكمن في حب الله تعالى.
السعادة بين أيدينا
يبين المؤلف أن السعادة في متناول أيدينا ولكننا لانشعر بها لأننا ننظر إلى ما لدى الآخرين ونتمنى الحصول عليه، ولانرضى بما هو بين أيدينا، فإذا أردنا السعادة فلتكن قلوبنا نقية كأفئدة الطيرلاتحمل حقد ولاضغينة لأحد، ولنجعل الصفح والتسامح مبدئنا في الحياة، ولننظر إلى عيوب أنفسنا ونصلحها، ولنجعل أهدافنا راقية وعالية وننشغل بمحاولة تحقيقها.
التوتر ابن القلق
يعرف المؤلف القلق بأنه حالة توتر شاملة ومستمرة نتيجة توقع تهديد خطر فعلي أو احتمالي يصاحبه خوف غامض وأعراض جسمية ونفسية،فهناك نوع من الناس مهما بلغ من نجاح يرى دائما ما عند الاخرين ولا يرى الاشياء التى بيده مما يسبب له القلق والتوتر .
أنواع القلق
ويستعرض المؤلف بعد ذلك أنواع القلق التي تنقسم إلى قلق اجتماعي وهو الإحتكاك والإحباط في علاقات إجتماعية، وقلق شخصي وهو يتعلق بذات الشخص نفسه و ينقسم إلى قلق واقعي وقلق عصبي وقلق أخلاقي.
ويشير كذلك إلى أن المال ليس من أسباب السعادة لأن زيادة المال يتبعها زيادة إنفاق وزيادة الصراع والهموم، ولذلك يجب أن نتوقف ونسأل أنفسنا لماذا نحن متوترين وقلقين؟ فربما نجد الأسباب واهية وغير حقيقية خارجة عن أرادتنا مثل تغير الطقس أو موت أحد الأقارب أو ما الى ذلك .
أسباب القلق والتوتر
يوضح المؤلف أن التوتر يؤثر على الناس باختلاف هواياتهم، وظيفتهم، وبيئتهم وهو يقلل من إنتاجية الفرد ويفقده التركيز والثقة في النفس، ثم يستعرض أسباب التوتر ومنها الأفكار المكبوتة، الرغبات والاحتياجات غير المسددة، عوامل حيوية متعلقة بالجهاز العصبي، العوامل الوراثية.
كذلك فالتوتر له درجات فهناك التوتر البالغ الشدة، التوتر الشديد، التوتر المعتدل، التوتر الضعيف.
ثم يبين المؤلف أعراض التوتر التي تتمثل في أعراض نفسية منها الشعور بالعصبية والخوف وعدم الإحساس بالراحة وفقدان الشهية أو زيادتها، وأعراض فسيولوجية جسدية كخفقان القلب و مشاكل في التنفس ورعشة في اليدين وبرودة في الأطراف وغير ذلك.
للتخلص من التوتر
للتخلص من التوتر يبين المؤلف أن الحل هو علاج القلق الذي ينقسم إلى علاج نفسي يتمثل في تحديد أسباب القلق وإعادة الثقة بالنفس، الإرشاد والنصح بتقديم المشورة لصاحب القلق.
وعلاج بيئي يتمثل في تعديل العوامل البيئية السيئة.
ثم أهم علاج وهو الاستعاذة بالله،وكثرة الإستغفار والتسامح والصبر.
ثم معرفة أضرار القلق النفسية والجسدية ويتساءل لماذا نعرض أنفسنا لكل هذا والعمر مجرد لحظات؟
ثم يقدم مجموعة من النصائح تساعد على التخلص من التوتر منها تكرار ذكر الله سبحانة وتعالى وقراءة القران الكريم وخاصة اية الكرسى قراءة بعمق والاسترخاء، تنظيم ساعات النوم، اتباع عادات صحية وسليمة في الغذاء، وطرد الأفكار السلبية التي تسبب الهموم.
لا تغضب
وتحت عنوان مهم فى كتابنا وهو سيطر على غضبك يؤكد المؤلف أن الغضب نار تحرق العقل والبدن وتصيبه بالأمراض، والتحكم في الغضب من الأمور بالغة الأهمية لكي ينجح الإنسان في حياته، ولذلك لابد أن نقاوم الضغوط بالصبر، ونتجاهل الحاقدين.مستدلا بقوله تعالى {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}(المزمل:10)
كن نفسك
ينصحنا المؤلف بأن نبتعد عن تقليد الآخرين، وأن نجد أنفسنا ونكون أنفسنا،وعلينا ان نتقبل انفسنا كما وهبنا الله سبحانه وتعالى ونرضى بما قسمه الله لنا وأن ننظر دائماً للأمور من الناحية الإيجابية ونستمتع بحياتنا ولا نحبط أنفسنا فيما نعمل.
البحث عن السعادة هى قصة الإنسان
يؤكد المؤلف هنا على عدة مفاهيم منها السعادة شيء نسبي، ولايوجد طريق للسعادة لأنها هي الطريق، والسعادة الحقيقية تكمن في حب الله تعالى، فقد يعرف البعض السعادة على انها نتاج طبيعي للنجاح لكن الواقع يثبت ان النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة .
ثم يستعرض مسببات التعاسة كما يراها البعض سواء قلة المال أو سؤ العلاقات الاجتماعية ولكن الأسباب الحقيقية من وجهة نظره هي البعد عن الله تعالى، وضعف القيم، ونقص الاحتياجات وعدم الأمان، وعدم الرضا والعرفان والشكر، وعدم حب الذات وتقبلها، والتركيز على المادة والحياة المادية، وتراكم الأحاسيس السلبية من الماضي، والخوف والقلق من المستقبل. ثم يقدم لنا استراتيجية تمكنا من تحويل التعاسة إلى تجربة إيجابية.
عشرة أسباب للسعادة
يقدم المؤلف في هذا الجزء أسباب السعادة وتتمثل اهمها على الاطلاق في الارتباط بالله عز وجل بإتباع أوامره واجتناب نواهيه، والتمسك بالقيم العليا مثل الصدق والأمانة والمحبة والتسامح، ونقاء النية والضمير والرضا التام بقضاء الله، وإدراك وتقدير الأركان الذاتية والقوة الداخلية والعمل بها، والإتزان في أركان الحياة السبعة الروحي والصحي والشخصي والعائلي والمهني والاجتماعي والمادي، والسلام الداخلي والراحة النفسية، والتسامح دون شروط والعطاء دون مقابل، وتحديد الأهداف وتحقيقها، والعيش في الوقت الحاضر، والعيش مع الأمل والتفاؤل.
قوانين السعادة السبعة
يشير المؤلف إلى أنه توجد سبعة قوانين للسعادة هى قانون الحب فكل شيء ينبع من الحب، وقانون التسامح وهو أساس الطاقة المجردة وبلا حب لايوجد تسامح، وقانون العرفان فأحلى شيء هو العرفان بالجميل، وقانون الإنجذاب فأي شئ تفكر فيه ينجذب إليك، وقانون الوفرة فيجب أن تعطي لكي تأخذ، وقانون العودة فما تفعله يعود إليك بنفس النوع، وقانون السبب والتأثير فأي سبب له تأثير عليك وعلى من حولك.
صناع السعادة
وينصح المؤلف بأن نحرص على البذل والعطاء، فتمام المتعة أن نرى الآخرون يستمتعون، وتمام السعادة أن نرى الآخرين سعداء، ثم يستمر المؤلف في الحديث عن السعادة ومسبباتها ويستعرض أقوال بعض المفكرين والعلماء عن السعادة ويتخيل حوار وهمي بينه وبين السعادة ويقدم لنا فلسفته الشخصية في السعادة حيث لايوجد إنسان تعيس ولكن هناك أفكار تؤدى للتعاسة، وإذا لم تكن سعيد الأن فلن تكون سعيد عندما تصبح ماتريد، وإذا لم تكن سعيد بما عندك فلن تكون سعيد بما تحصل عليه، ولايوجد طريق للسعادة فالسعادة هى الطريق، والسعادة الحقيقية تكمن في حب الله سبحانه وتعالى، فالأنا هي سبب التعاسة، وكلنا نعيش هذه الحياة و نتفاعل معها، و بيننا أناس استطاعوا أن يحيوها سعداء، ليس لأنهم نالوا كل ما يريدون، بل لأنهم تعاملوا معها بحكمة و فن، و تمرسوا على الاهتمام بالآخرين و التفكير بهم، و إدخال السرور و البهجة على قلوبهم، واستطاعوا بذلك تجاوز الأنا والذات وهؤلاء هم صناع السعادة.
خاتمة
ثم يختتم الكتاب بمجموعة من النصائح والإرشادات التي تحقق السعادة، أهمها أن الايمان بالله يذهب الهموم ويزيل الغموم والرضا بقضاء الله والتوكل عليه والإحسان الى الناس وتقديم الخير لهم وبر الوالدين والعيش بأخلاق الرسول والصحابة الكرام .