كثير من الناس لا يستطيع تذوق المشروبات الباردة أو الساخنة أو بعض الحمضيات أو السكريات بالطريقة الصحيحة، وذلك لأنه حريص كل الحرص على سكبها مباشرة الى الحلق دون ملامستها لأسنانه بسبب الآلام التي قد يعاني منها اذا لامست تلك المشروبات أسنانه .والبعض يتعدى في معاناته الى أن أسنانه تتأثر بمجرد تعرضها الى أي مؤثر بارد مثل الهواء البارد مثلا. وهذا ما نسميه حساسية الأسنان. وقد تختلف باختلاف نوعية الإصابة بها وعدد الأسنان المصابة ومسبباتها.
كيف تصاب الأسنان بالحساسية؟
* يتكون تاج السن من طبقتين من الأنسجة الكلسية وهي المينا والعاج واللتان تغطيان لب السن المحتوي على عصب وأوعية دموية. وقد تصبح الأسنان حساسة عندما تبدأ الطبقة الخارجية وهي المينا، بالتآكل مسببة انكشاف المنطقة القريبة من عصب السن معرضة السن الى تأثره بالعوامل الخارجية مثل أي مؤثر حار أو بارد. وأحيانا أخرى تحدث الحساسية بسبب انكشاف جذور الأسنان نتيجة انحسار اللثة. وبما أن جذور الأسنان غير مغطاة بطبقة المينا الصلبة، فإن هذه الجذور عند تكشفها، تصبح حساسة جدا لمثل هذه العوامل. وأحيانا فان وجود أي تسوس في الأسنان قد يسبب مثل تلك الحساسية عند التعرض للمواد السكرية. وهذا اختبار بسيط قد تجريه على نفسك عزيزي القارئ لتعرف اذا كان لديك أي أسنان مصابة بالتسوس أم لا وذلك عن طريق ملاحظة أسنانك عند تناول أي من الحلوى، فاذا شعرت بأي حساسية فهذا دليل قاطع على وجود تسوس ما ويحتاج الى زيارة عاجلة لطبيب الأسنان.
ماهي مسببات الحساسية؟
1- تفريش الأسنان بطريقة خاطئة: إن تفريش أسنانك بطريقة خاطئة عنيفة وذلك عن طريق استخدام طريقة النحت، أو تفريشها بفرشة أسنان ذات شعيرات خشنة، قد يضعف طبقة المينا على سطح أسنانك وخاصة في منطقة الضروس والأنياب. وهذا يؤدي بدوره إلى تآكل طبقة المينا وانحسار اللثة مما يجعل طبقة العاج عرضة للمثيرات الخارجية. ويعتبر التفريش الخاطئ من أكثر المسببات شيوعا هذه الأيام خاصة عند أولئك المهتمين بنظافة أسنانهم والعناية بها دون الرجوع للمختصين لاخذ المعلومة الصحيحة.
2- انكسار أو تآكل الأسنان: قد تتعرض الأسنان للكسر البسيط أو التآكل بسبب الجزّ على الأسنان أثناء الليل (طحن الأسنان) أو أي سبب آخر مما يؤدي الى تآكل طبقة المينا وانكشاف طبقة العاج الحساسة والتي تصبح عرضة للتسوس والألم.
الإدمان على المشروبات الغازية والحمضية يسبب تآكل طبقة المينا , والمساحيق والمعاجين المبيضة يجب استخدامها تحت إشراف الطبيب
3- أمراض اللثة وانحسارها: ان من أعراض أمراض اللثة، انحسارها مما يؤدي الى تكشف الجذور وجعلها عرضة للحساسية المفرطة أحيانا. وقد يصاحب ذلك تسوس الجذور مما يزيد الأمور تعقيدا وألما ولذلك فإن علاج اللثة ضروري جدا والذي قد يحتاج الى جراحة لثوية تهدف الى ترقيع المنطقة المصابة.
4- الادمان على استخدام منتجات تبييض الأسنان وبعض أنواع غسول الفم:
ان الكثير منا مهوّس بتبيض الأسنان وتجده يبحث عن أي محلول أو مسحوق يساعد على التبييض. وكما يعرف الجميع ان هذه المساحيق تحتوي على كثير من المواد المسببة لتآكل طبقة المينا والتي بدورها تساعد على ازالة البقع المزعجة ومن تلك المواد مركبات كربونات الصوديوم ومركبات البيرأوكسيد الهيدروجينية. وأحيانا أخرى يدمن البعض على استخدام بعض انواع غسول الفم دون الرجوع الى طبيب الأسنان ونوع من النظافة الزائدة وبعض هذه المحاليل يحتوي على أحماض قد يؤدي الادمان على استخدامها الى تآكل طبقة المينا. ان استخدام أي مسحوق أو محلول بدون استشارة الطبيب المختص قد يجلب لك متاعب، انت في غنى عنها.
المشروبات الباردة أو الساخنة تسبب الألم للأسنان الحساسة
5- تسوس الأسنان: البعض الآخر لا يهتم بأسنانه الاهتمام اللازم وقد لا يزور طبيب الأسنان إلا عند الشعور بآلام شديدة. وهؤلاء قد يعانون من حساسية من جميع الأصناف بسبب تراكم الأسباب ومن أهمها تسوسات الأسنان والتي أحيانا لا يراها المريض بالعين المجردة. وأهم ما يميز هذا النوع من الحساسية هو التحسس من السكريات.
6- الأطعمة الحمضية والمشروبات الغازية والحمضية: إن تناول بعض المشروبات الغازية والحمضية باستمرار يعتبر من أمراض العصر ومن أهم مسببات حساسية الأسنان. فتعريض الفم الى وسط حامضي باستمرار يسبب تآكل طبقة المينا، مثله في ذلك مثل عملية تسوس الأسنان والناتجة في المقام الأول من الأحماض التي تنتجها البكتيريا من السكريات وجير الأسنان والتي تنخر في الأسنان مبتدئة عملية التسوس. وأستغرب من البعض الذي يستمتع بمضغ أو مص الليمون والادمان على ذلك والذي يعتبر أيضا من مسببات الحساسية.
7- عامل العمر: ان الإحصاءات العلمية تدل على ان غالبية الناس معرضون الى حساسية الأسنان والتي تعتبر من المشاكل الطبيعية الناتجة عن العمر وتبلغ معدلات الإصابة بحساسية الأسنان ذروتها عند عمر الثلاثين. وبعد ذلك تبدأ بالانحسار عند بلوغ سن متقدمة أحيانا وذلك بسبب تكيف الأسنان مع هذه الحساسية والتي تؤدي الى تكون طبقة حامية من العاج من الداخل مما يؤدي الى انحسار اللب.
طرق الوقاية والعلاج
* باختصار شديد انظر الى المسببات وابتعد عنها بقدر الامكان.
ولنستعرض طرق الوقاية:
– اتباع الطرق الصحيحة لنظافة الفم والأسنان : لا تخترع طرقا من عندك انما عليك زيارة الطبيب المختص لمعرفة الأساليب الصحيحة للتفريش. فاذا كنت تعاني من الحساسية المفرطة فعليك باستخدام فرشة أسنان ذات شعيرات ناعمة بطريقة رقيقة ولا تنحت أسنانك عند التفريش. فيجب عليك الاعتماد على اهتزاز الشعيرات عند التفريش وليس على حركة الفرشة في اتجاهات مختلفة وكأنك تنحت الأسنان واللثة. وابتعد أيضا عن تهييج اللثة وإيذائها. وأعيد التأكيد على أهمية زيارة طبيب الأسنان لتقيم أسلوبك في التنظيف وتعديله اذا اقتضت الحاجة.
– الابتعاد عن استخدام المساحيق والمعاجين المبيضة باستمرار: لا تنخدع بما هو معروض في الصيدليات فهذه المساحيق والمعاجين خطيرة جدا اذا أسيئ استخدامها. وعلى العكس فإن هناك من المعاجين الآن ما يساعد على التخفيف من حساسية الأسنان وهي متوفرة أيضا وبعضها يحتوي على مادة الفلوريد وبعض الأملاح المهمة لتغذية الطبقة الخارجية وجعلها أكثر صلابة ومقاومة للحساسية. ولكن يجب أيضا استخدام هذه المعاجين تحت اشراف الطبيب. فهناك بعض الارشادات المهمة عن طرق استخدامها. كما ينصح أحيانا باستخدام بعض أنواع غسول الفم المحتوي على الفلوريد لما هو معروف عن تأثير هذه المادة على اعادة الصلابة لأسطح الأسنان.
– الابتعاد عن المشروبات والأطعمة الحمضية: تجنب تناول الأطعمة الحمضية حيث تعمل هذه المأكولات على إذابة طبقة المينا تدريجيا مما يؤدي إلى كشف طبقة السن التحتية. وقد يكون لها أثر سلبي في تفاقم مشكلة الحساسية وبالتالي زيادة ألم أسنانك.
– اذا لاحظت وجود أي نوع من أنواع التسوس أو كسر للأسنان فسارع لزيارة طبيب الأسنان لعلاجها قبل تفاقم الأمر.
اذا كنت ممن يعانون من طحن الأسنان والضغط عليها فيجب عليك مراجعة طبيب أسنانك فهناك أنواع من القوالب المستخدمة لتغطية الأسنان أثناء الليل وذلك لحماية الأسنان من هذه العادة السيئة.
أحيانا قد يلجأ الطبيب الى عملية ترقيع اللثة أو الى تغطية المناطق الحساسة بحشوات وطلاءات مختلفة أو استخدام جهاز الأيونتوفوريسيس أو أشعة الليزر والتي تساعد على التقليل من حساسية الأسنان وذلك عن طريق تقوية أسطح الأسنان الخارجية.
انت المتميزة دومااا بردودك اختي