لقد ميز الله الإنسان على سائر المخلوقات بنعمة العقل وقدرته على التعلم المستمر
ويبدأ الإنسان منذ اللحظة الأولى لولادته فى التعلم واكتساب الخبرات، وقد خلقه المولى عز وجل صفحة بيضاء!
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
– سورة النحل الآية "78"
فيبدأ بالإحاطة بما حوله بالنظر إلى الأشياء
وتحديد أشكالها ومواصفاتها..الملمس، الطعم، الرائحة..الخ،
ويبدأ الإحساس بالألم والجوع والشبع والراحة والحزن والسرور ويختزن كل هذه
المعلومات فى ذاكرته.
وبمرور السنوات تزداد حصيلتنا من الحقائق والعلاقات والمحادثات والخبرات السارة
والحزينة. وعن طريق المقارنة بين ما يحدث لنا الآن وما هو مخزن فى الذاكرة نستطيع
اتخاذ القرار السليم.. فالذاكرة هى أساس الحياة وبدونها لا يوجد إحساس بمعنى الحياة..
بدونها لا نستطيع الذهاب إلى العمل والتعرف على الأصدقاء وقيادةالسيارة..الخ ، كل هذه
العمليات لا نستطيع أدائها بدون الذاكرة.
باختصار فإن المخ وما حوى هو الشئ الذى أراد به الخالق عز وجل أن يكرم به الإنسان
ويميزه عن باقى المخلوقات.
(ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير
ممن خلقنا تفضيلا)
ولذلك فإن تحسين الذاكرة يؤدى إلى تحسين قدرتك الذهنية ويحسن أدائك في
العمل للحصول على أعلى المناصب. وكلما كانت سرعتك كبيرة فى تذكر واستدعاء المعلومات
التى تعلمتها والخبرات التى اكتسبتها، كلما كنت أكثر قدرة على التعبير عن شخصيتك وأكثر
براعة وانطلاقا فى إدارة الحوارات والمناقشات.
وكل ذلك لا يأتى إلا بالمذاكرة وبالتعلم المستمر ولذلك فان تحديد خطة عامة للاستذكار
الجيد قد تكون مفيدة لكل الطلبة بشرط الالتزام بها والسير في خطواتها بجد واجتهاد،
وقد يصاحب بعض الطلبة عقبات أو صعابا أثناء تنفيذ تلك الخطة العامة كنتيجة لأثر بعض
العوامل ومنها عوامل شخصية أو اجتماعية أو صحية أو غير ذلك.
لذا فان تلك التوجيهات العامة للاستذكار يجب أن تلتزم بها بغرض استذكار دروسك
استذكارا جيدا ومن تلك التوجيهات العامة:
* الثقة بالله وبالنفس
* المحافظة على الصحة الجيدة
* تنظيم الوقت ووضع خطة للاستذكار..الخ
وقبل أن نبدأ الاستذكار عليك التخلص من الهموم والمشاكل الخاصة والبعد عنها.
ويؤكد علماء التربية أن استغلال الوقت بكفاءة من العوامل الهامة للتحصيل، والجدول
المكتوب يساعد على تنظيم العمل وترتيب المذاكرة، فتخصيص وقت ومكان محدد
من شأنه أن يخلص الطالب من سلوك التأجيل والتسويف، والجدول يساعد على تكوين
استعداد نفسي وعقلي للمذاكرة، ويتعين على كل طالب أن يعلم كيف يوازن بين
الاستذكار والترويح عن النفس.. مع مراعاة ألا يمتد هذا الجدول إلى وقت متأخر من
الليل، ولا ينبغي أن يترتب على هذا الجدول تمسك حرفي بنمط يومي أو أسبوعي،
لكن أن يمثل الجدول خطة منظمة لألوان مختلفة من النشاط تدفعك لأن تبدأ
مذاكرتك في وقت محدد لزمن معلوم بعده تنتقل لنشاط آخر.
ويجب على الطالب وبمساعدة من الأسرة والمدرسة أن يزيل من داخله الرهبة من
الامتحانات وإن يعتبرها مجرد قياس لتحصيله الدراسي خلال عام كامل وأعتقد أن
هؤلاء الذين يتخوفون من الامتحانات ويعتبرونها شبحا يؤرق حياتهم ويقض مضاجعهم
هم أولئك الذين تكاسلوا في الأيام الماضية وأهملوا في أداء دروسهم وواجباتهم.
ويبقى السؤال الذي يشغل بال الطلاب الآن:
– من أين أبدأ المذاكرة؟!
– كيف أنظم وقتي، وكيف أضمن ألا أنسى ما أذاكره؟!
– هل ما تَبَقَّى من الوقت سيكفي؟!
وفي البداية يجب أن تعرف أنه إذا كنت تشعر بالإجهاد أو التعب أو الملل فهذا نوع من
الهروب النفسي نتيجة النظر إلى المذاكرة باعتبارها عبئًا ثقيلاً وواجبًا كريهًا، والسبيل
إلى التخلص من هذا الشعور هو النظر إلى المذاكرة كنوع من القراءة الاستمتاعية التي
تضيف لمعلوماتك وتزيد من ثقافتك ومعرفتك بما يدور حولك، حيث يشير علماء
النفس إلى أن حالة النسيان التي تنتاب الطالب قبل الامتحان ما هي إلا حالة نفسية
ناتجة عن الخوف والرهبة وعدم الاطمئنان، مما يؤدي إلى تشتيت ذهن الطالب ويسلبه
التركيز، حيث تتداخل بعض المعلومات التي يقوم باستذكارها مع ما سبق أن ذاكره،
ويحدث هذا أثناء المذاكرة نفسها، والعلاج في هذه الحالة هو النوم العميق للاسترخاء،
وإعطاء فرصة للذهن لاسترجاع المعلومات، فالسهر واستخدام المنبهات المختلفة
يصيب الطالب بالاضطراب والقلق وعدم الاستقرار النفسي والعقلي، بينما يعيد النوم
نشاط المخ للمذاكرة والتحصيل.
– د. محمود أبو العزايم ()
وشكراً للحبيبة نقاءُ المُزن
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ورزقهم أعلى الدرجاتِ بالدنيا والآخرة
منقول للافادة
مشكوووورة اختي