وفي مرات لاحقة يمكن الاستفاضة بشأن أسس وضوابط الأمان العاطفي للطفل في مراحل عمره المختلفة، لكننا في هذا المقال سنركز بشكل أكبر على تأثير حالة التنافس الشديد التي قد تشتعل بين اثنين من أبنائك أيتها الأم الحريصة على توفير الأمان العاطفي لكل منهما، لأنك لو علمت الأمر على حقيقته سترين خطورة هذا الاتنافس بينهما على مستوى الأمان العاطفي الذي يمكن أن يناله كل منهما في حياته.
احذري بشدة من التدخل بصورة مبالغ فيها في خلافات ابنيك مع بعضهما البعض، لأن تدخلك الزائد عن الحد ستكون له تداعيات شديدة الخطورة، فإذا ما رأيتهما يبدآن في الخلاف والصراع حاولي أن تتحكمي في أعصابك وتراقي الموقف من بعيد وتتابعي ردود الأفعال التي تصدر عن كل منهما، وبدلاً من أن تسارعي بالتدخل في كل موقف سواء كان كبيراً أو صغيراً وما يستتبع ذلك من انحياز لطرف على حساب الطرف الآخر،
علميهم القواعد العامة في التعامل مع الآخر، واتركي لهم المساحة الكافية لكي يختلفوا مع بعضهما البعض حتى وإن وصل الأمر إلى حد الصراع واجعليهما قادرين على أن ينهيا أزمتهما معاً وإن طالت لبعض الوقت لأنك بذلك ستكونين قد أكسبتيهم درجة كبيرة من الأمان العاطفي ولم تتدخلي في علاقتهما الخاصة،
وهذا بالطبع لا يعني أنك لن تتدخلي في حالات معينة، فبمجرد أن تستشعري أن الأمر قد يتطور إلى مرحلة العنف والشجار بالأيدي بينهما يكون من واجبك التدخل والانحياز إلى أكثرهم مصداقية والذي لم يحاول أن يفرض هيمنته على أخيه وإن لم تقومي بهذا الفصل والانحياز فستكونين قد قصرت تقصيراً حقيقياً في الدور الملقى على عاتقك في هذه الأسرة.
حتى تقومي بغرس مشاعر الحب فيما بين طفليك ويساعدك ذلك على توفير الأمان العاطفي لديهما لابد أن تشجعي بشكل كبير حالة التوافق فيما بينهما وإذا قام أحدهما بموقف نبيل مع أخيه يجب عليك أن تثمنيه بشدة وتشيدي به وتعززي مثل هذه المواقف الجميلة بينهما حتى يعلما أنهما في النهاية لن يجدا سوى بعضهما البعض ويتعلمان كيف يمكن أن يكونا في قمة الحنان والعطف على بعضهما البعض.
احذري كل الحذر من مقارنة أحد طفليك بأخيه فمهما كانت أهمية السلوك الإيجابي الذي أقدمه عليه أخوه فمن الواجب ألا تربطي هذا السلوك به بل حاولي أن تتجنبي أي مقارنة يمكن أن تعقد بينهما لأن هذه المقارنة ستجعل كل منهما يشعر أن أخاه هو عدوه ومنافسه الذي يسعى إلى هدمه ولن يتمنى له الخير وبكل تأكيد أنت كأم لا تريدين أن يحدث هذا لكنك بعدم إدراكك لخطورة المقارنة بينهما في المواقف البسيطة العابرة تحققين للشيطان هذا الهدف الخطير الذي يمكن أن يدمر مشاعر طفليم ويترك آثاراً عميقة لا يمحوها الزمن.
مما راق لي اسال الله ان ينفعنا بما يعلمنا…….
بارك الله في مرورك واهتمامك
نصائح قيمة
ربي يوفقنا واياك غاليتي ام عماد و وليد
مواضيعك هائلة دمت لنا تقبلي مروري
ربي يوفق الجميع