تخطى إلى المحتوى

قواعد مهمة لاحتواء المشاكل الزوجية 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى صحبه أجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا، اللهم انفعنا بما علمتنا، اللهم زدنا علما وعملا متقبلا يا أكرم الأكرمين، أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، نسألك علم الخائفين منك، وخوف العالمين بك .

الحياة الزوجية ليست راحة كلها وليست سكوناً كلها وليست ودّاً واتفاقاً كلها بل هناك راحة حيناً وتعبٌ حيناً آخر ، هناك سرورٌ حيناً وهناك حزنٌ في حينٍ آخر ، هناك اتفاق حيناً واختلافٌ حيناً آخر، وهناك وئامٌ حيناً ومشاكل في حينٍ آخر .

فكيف يحتوي الزوج المشاكل الزوجية وكيف تحتوي الزوجة المشاكل الزوجية ……

لا يوجد زوجان في العالم ليس بينهما اختلاف ، ولا يوجد زوجان في العالم حياتهما دائماً في اتفاق وفي ودٍّ ووئام فلا بد من مشاكل ولا بد من اختلاف .

وليست المشكلة في المشكلة ولكن المشكلة في طريقة التعامل مع المشكلة ، وليس الخوف من حصول الاختلاف بين الزوجين لكن الخوف في طريقة تعامل الزوجين مع الاختلاف، ماذا سيفعلان..؟

القاعدة الأولى:

أصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين زوجك.

هذا الكلام موجهٌ إلى لكل زوج وكل زوجة ، فإذا رأيت مشكلةً جديدة في بيتك
مباشرة افزع إلى الله تعالى بالاستغفار والتوبة ، يوجد شيء عملته اليوم ما كنت تعمله بالأمس .

كان بعض الصالحين يقول :

" إني لأعرف حالي مع الله من علاقتي مع زوجتي " فإذا رأيت زوجتي تصتنع المشاكل وتدقق على أمور ما كانت تدقق عليها فأنا قُمتُ مع الله بعمل لا يرضيه .

والعكس صحيح فإذا رأت الزوجة من زوجها قسوةً أو إعراضاً أو مخاصمةً فلتفزع مباشرةً إلى الله .

أصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين أهل بيتك ، ومن أصلح داخله أصلح الله له خارجه ، ومن جعل الهموم همّاً واحداً كفاه الله همّ دنياه وأخرته ، فهذه هي القاعدة الأولى في احتواء المشاكل الزوجية .

القاعدة الثانية:

اعلم أن المشاكل الزوجية ليست شراً كلها، بل ربما كانت خيراً كلها

قال تعالى:(وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)[البقرة :216].

وقال تعالى في سورة النساء:

{فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً}[النساء:19]

لعلك تكره مشكلةً مع زوجتك وتتضايق جداً منها وتضجر منها أو الزوجة تتضايق من مشكلةٍ مع زوجها ، لكن الله قد هيّأ لهما من هذه المشكلة خيراً كبير.

أتذكرون أيها الإخوة حادثة الإفك :

حادثة الإفك حيث أرجف المنافقون على السيدة عائشة في المدينة المنورة حديث إفكٍ خطير ، اتهموا السيدة عائشة بأنها وقعت بفاحشة مع أحد صحابة رسول الله ، وشاع الخبر في أرجاء المدينة ، وتحدّث الناس بالأمر المرعب جداً .

فتخيّل هذا الموقف : حديث إفكٍ يشيع في المدينة على زوجة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى في القرآن الكريم :(لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ([النور:11]، فالمقادير أيها الإخوة لا تجري إلا بخير لك ، لو اطلعتم الغيب لاخترتم الواقع ، فإذا وجدت نفسك مع زوجتك في مشكلة لا تتذمر كثيراً ، لا تغضب كثيراً ، لا تنـزعج كثيراً ، فوراء هذه المشكلة خير كبير لكن أنت لا تعلمه ، الله يعلمه)والله يعلم وأنتم لا تعلمون)
وقد قال الصالحون :
" وراء كلّ محنةٍ منحةٌ ووراء كلِّ بلية عطية " فبعد كل محنة تتعرض لها مع زوجتك يوجد منحة سيعطيك إياها الله تعالى ، وهناك مادة عطاء من الله كبيرة ولكن اصبر والتزم بالشرع و ارضَ عن قضاء الله وقدره ، وأنتِ أيتها الزوجة ارضِ والتزمي أوامر الله من غير وجل وارضِ عن قضاء الله وقدره فإن هناك عطيةً ستأخذينها بعد حين ، فقط اصبري.فقد قالوا ظاهر المشاكل يراها الإنسان سوءاً ويلجأ أحياناً إلى البتر فيها كأن يقول أنا لا أريدها، أريد طلاقاً ، أو هي تقول : أريد طلاقاً ..

لكن العلماء قالوا : من فوائد المشاكل الزوجية أنها تكفر الذنوب ، ممحاة للذنوب .

الله يريد أن يمحي لك ذنوبك ، أيهما تفضل أن يحاسبك الله على ذنوبك في الآخرة أو أن ينزل بك مشكلةً أو هماً أو بلاءً ، فتذهب ذنوبك به .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« مَا يُصيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ ، وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ ، وَلاَ حَزَنٍ ، وَلاَ أذَىً ، وَلاَ غَمٍّ ، حَتَّى الشَّوكَةُ يُشَاكُهَا إلاَّ كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَاياهُ»متفق عليه

النصب: التعب ، الوصب :المرض والسقم
الهم:كأن تكون مهموم لديك مشكلة مع زوجتك أو هي لديها مشكلة معك ، فالله يمحو لك خطاياك ، لذلك البلايا ممحاة الذنوب ، فمن فوائد المشاكل الزوجية أنها ليست كلها شر بل فيها جانب خيّر أنها تكفّر الذنوب وتضاعف الأجر ، تعطيك أجراً كبيراً.
أتذكرون أيها الإخوة أن امرأة فرعون اسمها ذكر في القرآن الكريم ، ذكرها الله تعالى وقال :(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ=[التحريم:11]

ذُكرَ اسم امرأة فرعون بصبرها وتحمّلها لمشاكل زوجها ، أسوأ زوجٍ في العالم فرعون ، أكفر الكفرة وأظلم الظالمين ، إذا كان يتجرأ على رب العالمين ألا يعتدي على أهل بيته؟ ألا يظلمهم ، ألا يسيء إليهم ..؟
الله بصبر امرأة فرعون جعلها من سيدات نساء الجنة وجعل اسمها مذكوراً في القرآن الكريم وجعل اسمها مذكوراً في القرآن الكريم.

فإن كانت امرأة لها زوج صاحب مشاكل كبيرة فهي تحمد الله فالله يريد أن يعطيها رتبة عالية في الجنة ، يجعلها مع سيدات نساء الجنة بتحملها لمشاكل زوجها ، وإذا كان هناك زوج امرأته سيئة جداً فليذكر سيدنا لوطاً عليه السلام وهو نبيٌ من الأنبياء وكانت امرأته من السيئات وتتحالف مع العصاة ضد زوجها.

لذلك المشاكل تكفّر الذنوب والمشاكل تضاعف الأجر ، لعل الله تعالى يرفع مقامك بصبرك على مشاكل زوجك ، ويرفع مقامك بصبرك على مشاكل زوجتك.

فمن فوائد المشاكل الزوجية أنها تُكفّرُ الذنوب وأنها تُضاعف الأجر وأنها تجعلك حبيباً لله تعالى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يُبْتَلَى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صُلْبًا اشتد بَلاَؤُهُ وإن كان في دينه رِقَّةٌ ابْتُلِىَ على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يَتْرُكَهُ يمشى على الأرض وما عليه خَطِيئَةٌ»البخاري والترمذي وابن ماجه

ومن فوائد المشاكل الزوجية أنها تذكرك بحقيقة الدنيا ، الدنيا كلها دار تعب، أنا شخصياً ما رأيت إنساناً على وجه الأرض مرتاحاً في كلِّ شيء في الدنيا ، فإذا رأى أحدكم إنسان مرتاحاً في الدنيا فليحضره لنا إلى الدرس لكي نصمده على المنبر
لا يوجد إنسان على وجه الأرض مرتاحٌ في كلِّ شيء ، فالنتيجة العباد متساوون ، فترى رجلاً صحته جيدة ورزقته جيدة ولكن امرأته قبيحة ، وهناك رجلاً امرأته جيدة وممتازة ورزقته جيدة ولكنه مريض ، وترى رجلاً صحته جيدة وامرأته جيدة ولكن رزقته ضيقة ، وترى رجلاً صحته جيدة وامرأته جيدة ورزقته جيدة ولكن أولاده يزعجونه إزعاجاً شديداً …وهكذا في كل الحياة .
لا يوجد كمال في هذه الحياة الدنيا لأن الكمال في الحياة الآخرة ، الدنيا دارُ كدر ، طبعت على كدرٍ فهذه هي الحياة الدنيا تسرُ يوما وتضر يوماً .
ومن فوائد المشاكل الزوجية : تزيد التقارب بين الزوجين ، فعندما تصبح مشكلة وتُحل المشكلة يزداد التقارب بينكم .

إذاً النقط الثانية المهمة في قواعد احتواء المشاكل الزوجية: اعلم أن المشاكل الزوجية ليست شراً كلها، بل ربما كانت خيراً كلها.

القاعدة الثالثة:

إذا حدثت مشكلة بينك وبين زوجك فلا تلجأ على سبعة أمور :

والخطاب للرجال والنساء ، فإذا حدثت المشكلة هناك سبعة أمور يجب أن لا تقترب منها، ولا يوجد أيها الإخوة منزل خالي من المشاكل ، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع زوجاته الكريمات ، وسيدنا محمد خير خلق الله وخير نساء الدنيا هنّ ، فقد وقعت مشكلة بينه وبين السيدة عائشة ، وسيدنا علي رضي الله عنه وقعت مشكلة بينه وبين السيدة فاطمة رضي الله عنها ووقع سوء التفاهم بينهم .
فكل البيوت فيها هذه الخلافات ، بيوت الشيوخ وبيوت الأطباء والحرفيون ودارسي الشريعةودارسي الطب والذي هو صحيح والذي هو مريض ، كل البيوت فيها مشكلة .

للمرة الثانية : المشكلة ليست في المشكلة ، المشكلة في طريقة التعامل مع المشكلة.

الآن إذا حدثت مشكلة بينك وبين زوجتك لا تلجأ إلى سبعة أمور :

الأمر الأول:الهجر وترك البيت :

من أكبر الأخطاء إذا وقعت المشكلة ، أن تترك البيت وتخرج ولا تعود إلى الساعة الثالثة صباحاً ، فيكون الكل نائمون وتقول الآن انتهينا من المشكلة والصحيح أنك لم تنتهي من المشكلة ، فمن الخطأ أن تهجر البيت .

أو المرأة إذا كان بينها وبين زوجها مشكلة ، تدعه في وظيفته وترتب حقيبتها وتذهب وتترك له ورقة تقول فيها : أنا في بيت أهلي ، كلّم أبي في الهاتف ، أو قد لا تكتب له ورقة .

إياكِ أن تتركي البيت إذا حدثت مشكلة بينك وبين زوجك ، إياك أيها الرجل أن تغادر بيتك إذا كان هناك مشكلة حتى تصل إلى نتيجة . لأن المشكلة لا تحل إذا خرجت بل تزداد تعقيداً.

يا أيتها الزوجة لا تتركي البيت مهما كان ، حتى ولو طردك زوجك وقال : اذهبي إلى بيت أهلك ، فقولي له : لا أستطيع أن أتركك وأنت غضبان وأنت حزين ولن أتركك حتى ترضى علي ، فهو في نفس اللحظة سيستحي منك ويذوب خجلاً ويقول لك لا تتركي البيت ، وأيضاً أيتها الزوجة إذا رأيت زوجك سيترك المنزل ، اركضي ورائه وقولي له إذا كان هناك مشكلة : أرجوك لا تخرج يجب أن نتحدث ونحل المشكلة .

فأول أمر من الأمور السبع التي يجب أن تبتعد عنها إذا وقعت المشكلة هو ترك البيت.

الأمر الثاني :إدخال الأبناء في الخلاف :

كأن تحضر أبنائك وتقول لهم : أمك فعلت كذا وكذا ..أو الزوجة تفعل نفس الشيء ، أو الزوج يصرخ بوجه الأم أمام الأبناء .

حلّوا المشكلة في غرفتكم الخاصة أو في وقتٍ يكون الأولاد غير موجودين في المنزل .

أمّا من أكبر الأخطاء أن تحدث المشاكل والأولاد ضمن جو المشكلة ،لأن هذا الطفل سيصاب بأزمات نفسية وسيسألكم الله تعالى عنها.

أيها الأب وأيتها الأم لا تدخلوا الأبناء في الخلاف ، هو الأمر الثاني الذي يجب أن تبتعدوا عنه .

الأمر الثالث:السحر والمشعوذون :

كأن تذهب الزوجة إلى امرأة تقول لها: هناك مشاكل بني وبين زوجي ، ممكن أن تكتبي لنا ورقة كي يحبني زوجي وتنتهي المشاكل بيننا ، النساء يفعلن هذا الأمر كثيراً ، وهناك من الرجال من يفعلون ذلك أيضاً ، فإن هذا الرجل لا عقل له وتلك المرأة لا عقل لها التي تذهب لمن يكتب هذه الكتابات أو تسقي زوجها أشياءً أو تضع في بيتها موادً أو تضع تحت السرير أقمشة أو قطعاً معينة من بعض الحاجات من أجل أن يحبها زوجها ولا يخالفها .

وكم من مرةٍ أيها الإخوة وقع شرٌ كبير والكثير من الشرور من وراء هؤلاء السحرة ، والسحر أيها الإخوة لا يقوم إلا على التعامل مع الجن الكفرة بالتقرب إليهم بأفعالٍ كفرية ،يعني الساحر كيف يسحر ، هو يتعامل مع جن كفرة ، والجن مثلنا منهم مؤمنون ومنهم كافرون ،فالساحر كيف يصاحب الجني الكافر ، يطلب الجني منه أن يكفر مثله ، فيقول الساحر للجني كيف سأكفر فيعلمه الجني أفعال كفرٍ يفعلها الساحر فيصبح الساحر رفيق الجني في الكفر ، ويقول للجني أرسل شيء من أصحابك الشياطين ليثيروا هذا الرجل أو شيء من هذا الكلام .

فكلّ من ذهب إلى ساحر ، ذهب إلى كافر ، كل امرأةٍ تذهب إلى ساحرة ، تذهب إلى كافرة وإذا تعاونت معها فهي تتعاون مع الكفرة والعياذ بالله .

إياكِ أن يُضحكَ ويُستخفَ بعقلك ِ فلا تأخذي أي ورقةً مكتوب عليها طلاسم فهم يستغلون جهلك ويستغلون جهل هذا الزوج .

المشكلة ليس سببها الجن والعفاريت بل سببها أنت أيها الزوج الجاهل وأنت أيتها الزوجة الجاهلة لأنكما بحاجة على علاج من هذا الوهم والجهل .

إياكما أن تلجأن إلى السحر والشعوذة فيزداد خراب البيت .

قال سول الله صلى الله عليه وسلم :« من أتى عرّافا أو كاهناً فصدّقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد»الحاكم

إذا فالأمر الثالث الذي يجب أن تبتعد عنه عند المشكلة هو السحر والشعوذة .

الأمر الرابع:لا تلجأ إلى طلب الطلاق:

فالمرأة تقول لزوجها : طلقني ، أو الرجل يقول : هي طالق ، فهذا لن يحل المشكلة ، فالطلاق هروب من المشكلة .

والرجل الذي يلجأ إلى الطلاق لحل المشكلة ليس رجلاً ، لأنه لو كان رجلاً لاستطاع أن يحل المشكلة دون اللجوء على الطلاق .

هناك رجل تزوج امرأة ثم طلقها وتزوج ثانية ثم طلقها وتزوج ثالثة ثم طلقها وتزوج رابعة فعندما أراد أن يطلقها ، ذهب واستشار رجلاً ،فقال له لماذا تريد أن تطلق زوجتك ؟ فقال له إن النساء كلهم غير جيدات وهم سيئات ، والحقيقة أن المشكلة ليست في النساء ، بل المشكلة في هذا الرجل ، هو ليس رجلاً ، ليس مؤهلاً ، ليس معداً لا عقلياً ولا نفسياً ولا دينياً ولا أخلاقياً لكي يكون زوجاً.

الطلاق ليس حلاً بل هو هروب من المشكلة ، ولا يكون الطلاق حلاً للمشكلة إلا في حالة واحدة سنأتي على ذكرها في دروس الطلاق في إتمام هذه الدورة .

كل أخْ بيننا يتزوج وكل أخت تتزوج فليمسح من ذهنه أمر الطلاق ولتمسح من ذهنها أمر الطلاق .

هكذا الزواج ، في الأصل اعمل أنت الاستخارة والاستشارة قبل الزواج ، وأما بعد الزواج فيجب عليك أن ترضى بنصيبك ، فإذا كنت بطلاً يجب عليك أن تتعايش مع نصيبك ، والمرأة كذلك ، إياكِ أن تطلبي الطلاق من زوجك ، فـإذا كنت بطلة وكنت

مؤمنة وإذا كنتِ قوية الدّين حاولي أن تصححي مسارات زوجك وأنتِ معه ، ابذلي جهداً لتتعايشي مع هذا الزوج .

الأمر الخامس:الدعاء بالهلاك:

كأن تقول – الله يخلصني منكم – فالمرأة في زحمة المشكلة تدعو أحياناً على نفسها بالموت أو تدعوا على زوجها بالموت ، وهذا منهيٌ عنه شرعاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« لا يتمنى أحدكم الموت لضرٍ نزل به في الدنيا ، ولكن ليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا ليابن حبان وابن أبي شيبة

وأحيانا الرجل أو المرأة في زحمة المشكلة يدعون على أنفسهم بأقوال : مثلاً – إن شاء الله ما أقوم من أرضي – ولعل هذه الدعوة توافق ساعة إجابة ، فيستجيب الله تعالى لك ، أو امرأة تدعوا على زوجها بالهلاك والعياذ بالله أو الرجل يدعو على زوجته بالهلاك ، فهل إذا هلكت زوجتك أو هلكت أنت حُلت المشكلة .

الأمر السادس:لا تلجأ إلى التهديد بالزوجة الثانية:

كأن يقول الرجل لزوجته بأنه سيحضر ضرتها إلى البيت في نهاية الأسبوع ، فإن المشكلة لا تحل بهذه الطريقة .

الأمر السابع:لا تلجأ إلى الضرب والسب واللعن:

النبي صلى الله عليه وسلم ، ما كان طعّاناً ولا لعّاناً ، لا يلعن أحداً ، محرمٌ بالشرع لعنُ المعيّن، فجائزٌ أن تقول : لعنة الله على الكافرين ، وجائزٌ أن تقول لعنة الله على الظالمين ، ولكن محرمٌ في الشرع أن تقول لعنة الله على فلان ابن فلان ، ولا يجوز أن تقول لزوجتك لعنة الله عليك والعياذ بالله ، لان اللعن : هو الطرد مـن الرحمة، وإذا طردت زوجتك من

الرحمة فسوف تقلب حياتك رأساً على عقب ، أو زوجة تقول لزوجها لعنة الله عليك والعياذ بالله ..، ثمّ بعد ذلك نقول لماذا لا تُحلّ المشاكل ، فكيف ستحل المشاكل والزوج يلعن زوجته وهي تلعن زوجها ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
« سباب المسلم فسوق»البخاري ومسلم

من يسب المسلم فهو فاسق ، فكيف إذا سب والدها ، إذا سبت أمه ، إذا سب أخاها ، فما رأيكم بهذا الزواج الذي يشبه حلبة المصارعة .

أما الضرب فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما ضرب بيده امرأة ًقط وقال : « لا يضربهنَّ خياركم» فإن كان هناك رجل يضرب زوجته فليعلم بشهادة رسول الله أنه ليس من خيارنا و، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « و لا أهانهن إلا لئيم »هي شهادة ثانية من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا ضرب زوجته أو أهانها ، فسكتت الزوجة وحزنت وانضوت في زاوية بيتها فليعلم أنه أخذ شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه لئيم ، هذه الشهادة من النبي صلى الله عليه وسلم للرجال فما بالك إذا كانت المرأة من تهين زوجها أو تضرب زوجها معاذ الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«لعن الله الرجلة من النساء» ومن الذي لعنها ، الذي لعنها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نقلاً عن الله تعالى.

أيها الإخوة إن المشكلة لا تحل بهذه الطريقة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يعْمِدُ أحدُكم فَيَجْلِدُ امرأتَهُ جَلدَ العبدِ ، فلعلَّهُ يُضَاجِعُها من آخر يومه»[متفق عليه]

لذلك أيها الأخ لا تلجأ إلى الضرب والشتم و الإهانة في حل المشكلة.

القاعدة الرابعة:

إذا حدثت مشكلة واجه المشكلة بجلسة نقاش

إذا كان هناك مشكلة بينك وبين زوجتك لا قدّر الله ، فلا بد أن تواجه هذه المشكلة بجلسة نقاش بينك وبين زوجتك ولكن بشروط ، فتقول لزوجتك يجب أن نجلس ونتكلم لنحل هذه المشكلة ولكن بشروط .

شروط جلسة النقاش :

1-أن يكون هذا النقاش على انفراد ( دون تدخيل الأولاد والجوار والأهل )

2-بعيداً عن الغضب :

لأن الغضب يفسد الأمور فلا يمكن أن نتفاهم ونحن في حالة غضب ، فإذا كانت الزوجة تصرخ والزوج يصرخ لا يمكن أن يسمعا بعضهما ، والغضب يفسد الإيمان والنبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل وقال : يا رسول الله أوصني .قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم« لا تغضب» فرآها الرجل صغيرة ثم قال لرسول الله : يا رسول الله أوصني فقال رسول الله :« لا تغضب» وفي المرة الثالثة قال الرجل : يا رسول الله أوصني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ألا تفقه..لا تغضب»
لأن البشر إذا لم يغضبوا تحل نصف مشاكل الكون .

منقول

جزاك الله الجنة بغير حساب حبيبتي ام عبد الرحمن على هذا الموضوع الهام جدا والقيم والله نصائح ذهبية لمن لزمها وعمل بها.

ربي يصلح حال كل الازواج ويسعدهم ويهنيهم .

احلى تقيييييييييم.

موضوع قيم جزاك الله كل خير عزيزتي.

يثبت لفائدته واهميته.

جزاك الله خيرا على هذا الطرح القيم اتمنى من الاخوات الاستفادة

بارك الله فيك ام عبد الرحمان
متالقة كالعادة غاليتي
احلى تقييم

موضوع قيم جدا
بارك الله فيك اختي ام عبد الرحمن
آميين حبيباتي نفعني الله و إياكن بما علمنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.