تخطى إلى المحتوى

المودة و الرحمة 2024.

أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ..
قال الله تعالى : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة "
وقال أيضا فى كتابه الكريم : " والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً، وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة "
فيا عاشقات كتاب الله .. يا حفيدات امهات المؤمنين ..
قال الله تعالى فى كتابه العزيز : " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم " صدق الله العظيم
فاعلموا أن لأزواجكم عليكم حقا .. فأنتى مأمورون من رب العالمين بطاعة أزواجكم الا فى معصية الله ..
فأنتى مأمورة يا مسلمة بطاعة زوجك .. وحسن معاشرته .. وتقديم طاعته فهو جنتك ونارك .
فانظرى الى قول حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم فى حديثه : " لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه "
نعم يا ابنتى .. فلا تستطيعين الصيام إلا بإذن زوجك .. الله أكبر على هذا الاسلام .. على هذه المبادىء السامية التى وضعها لنا حبيب رب العالمين صلى الله عليه وسلم .
ابنتى الغاليه .. يا حفيدة أمهات المؤمنين ..
الفتاة المسلمة تبحث عن الرجل الصادق المحب .. الشريف الأمين .. المخلص الكريم ..
نعم .. فهى تبحث عن الشجاع التى تسلم لها نفسها وامرها .. تسلم له حريتها بمحض ارداتها ..
تخضع له بقلب صادق امين .. نعم .. فهذه هى الحرية الحقيقية فى اجمل صورها ..
انها الحريه الصادقه التى تنبع من خضوع الزوجه لزوجها بكامل حريتها وارداتها .. ليس خضوع المهزومه الضعيفه ولكن خضوع القوية الشجاعه الامينه ..
خضوع فتاة مؤمنه بالله سبحانه وتعالى .. مؤمنه بالحب واسمى المبادىء .. مؤمنه بزوجها الطيب الصالح ..
خضوعك لزوجك يا ابنتى لا ينقص من حريتك شيئا بل يجعله مسئولا عنكى مسئولية كاملة ..
مسئولية تحتاج الى عقلية متفتحه وقوة ايمان بالله سبحانه وتعالى ..
فالزواج يا ابنتى ليس بمعركة فيها هازم ومهزوم .. وقوى وضعيف .. بل الزواج اسمى من ذلك بكثير ..
فانظرى الى حبيبنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم حين قال : " إذا صلت المرأة خمسها و صامت شهرها و حصنت فرجها و أطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت "
نعم يا ابنتى .. فحينها سيكون جزائك الجنة .. جنات عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ..
طاعتك لزوجك نابعة من اخلاصك لنفسك .. انتمائك لذاتك .. جوهر صدقك وامانتك ..
ابنتى الغاليه .. خضوعك لزوجك وطاعتك له نابع من حبك الحقيقى .. فهو لا يكون فى الحب الزائف ..
لان الحب الزائف ينطوى على الامتلاك .. ينطوى على السيطرة والقهر ..
الزواج ليس صراع .. ليس أنانية .. ولا يكون ابدا قائما على الكذب والاسرار ..
فالزواج قائم على الامان .. على السلام .. على الثقه .. نعم فهو بحر من المحبه البيضاء ..
ابنتى الغاليه .. ستسألينى كيف يمكن أن اكون حرة وهو يرفض خروجى دون استئذانه ؟!
كيف يمكن ان اكون حرة وانا مستسلمة له وراضية بحكمه وشروطه ؟!
هذا يا ابنتى هو سر الزواج .. نعم .. هو السعاده الزوجيه .. والحياه المقدسه فى ظل رب العالمين ..

فهذا هو المتعة الروحيه والشعور بالامان والراحة والاطمئنان .
فعندما تقدمين نفسك لزوجك فانتى تعلمين انك هدية غاليه جداا لذلك وهبتى نفسك لاحب الناس اليكى وهو كنفك وزوجك ..
حينها يا ابنتى سوف يقدرك زوجك .. بل سوف يحمل لكى كل الحب والتقدير ..
حينها سوف يحسد نفسه على ما هو فيه .. كيف تقدمين له روحك ونفسك وقلبك فى ظل هذه الشروط ؟!
فانتى الشمس التى تشرق عليه كل لحظه فى حياته .. وهو المسئول عن رعايتك وحمايتك والحفاظ على قلبك الطاهر ..
ابنتى الغاليه ..
يا ابنة القرآن .. يا عاشقة جنات رب العالمين ..
ان الذى يعطى هو الرابح فى النهايه .. لانك ستاخذين اكثر مما اعطيتى ..
نعم .. فسوف تشعرين بانك امتلكتى برضاءك واستسلامك ..
هذا هو سر الزواج .. سر السعاده .. سر الاسرار الزوجيه ..
هذا هو التسامى .. هو الفرحه الساميه فى القلوب ..
ان باستسلامك لزوجك بحبك وبرضاءك يعنى انكم قد اصبحتم اثنين ..
فقد اصبحتم اثنين بعد ان كنتى واحدة فقط .. وحينها يحمل لكى زوجك الاحترام والتقدير ..
ابنتى الغالية .. تذكرى المقولة الشهيرة للامام احمد بن حنبل رضى الله عنه حين قال لامرأة لها زوج وأمها مريضة فلمن تكون الطاعة ؟!
فقال : " طاعة زوجها أوجب عليها من أمها إلا أن يأذن لها "
وقبل الختام : ادعو الله ان يصلح حال صاحبة الموضوع وان يرزقها الجنة ورضا رب العالمين .

بارك لله فيك موضوع ممتاز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.